معلقة حارث بن حلزة اليشكري

المعلقة الثالثة (آذَنَتْـنَـا بِبَيْنِهَـا أَسْمَـاءُ )

معلومات عن صاحب المعلقة

هو الحارث بن ظليم بن حلزّة اليشكري ، من عظماء قبيلة بكر بن وائل ، كان شديد الفخر بقومه حتى ضرب به المثل فقيل : أفخر من الحارث بن حلزة ، ولم يبق لنا من أخباره إلا ما كان من أمر الاحتكام إلى عمرو بن هند سنة ( 554 ـ 569 ) لأجل حل الخلاف الذي وقع بين القبيلتين بكر و تغلب توفي سنة 580 للميلاد أي في أواخر القرن السادس الميلادي على وجه التقريب .

كان الباعث الأساسي لإنشاد المعلقة دفاع الشاعر عن قومه و تفنيد أقوال خصمه عمرو بن كلثوم ـ تقع المعلقة في ( 85 ) خمس و ثمانين بيتاً نظمت بين عامي ( 554 و 569 ) و ترجمت إلى اللاتينية و الفرنسية  و قد جمعت المعلَّقة العقل و التاريخ و الشعر و الخطابة ما لم يجتمع في قصيدة جاهلية أخرى

توفي سنة 580 م، أي في أواخر القرن السادس الميلادي على وجه التقريب.

أبيات المعلقة

آذَنَتْـنَـا  بِبَيْنِهَـا  أَسْمَـاءُ * * * * * رُبَّ ثَاوٍ يُمَـلُّ مِنْـهُ الثَّـوَاءُ

بَعْدَ عَهْـدٍ لَنَـا بِبُرْقَـةِ شَمَّـا * * * * *  ءَ فَأَدْنَـى دِيَارِهَـا الخَلْصَاءُ

فَالمُحَيَّـاةُ  فَالصِّفَـاحُ  فَأَعْنَـا * * * * * قُ فِتَـاقٍ فَعاذِبٌ فَالْوَفَـاءُ

فَرِيَـاضُ الْقَطَـا فَأَوْدِيَـةُ الشُّرْ * * * * *  بُبِ فَالشُّعْبَتَـانِ  فَالأَبْـلاءُ

لا أَرَى مَنْ عَهِدْتُ فِيهَا فَأَبْكِي الـ * * * * * ـيَوْمَ دَلْهَاً وَمَا يُحِيرُ البُكَاءُ

وَبِعَيْنَيْكَ أَوْقَـدَتْ هِنْـدٌ النَّـا * * * * * رَ أَخِيرَاً تُلْـوِي بِهَـا العَلْيَاءُ

فَتَنَوَّرْتُ نَارَهَـا  مِـنْ  بَعِيـدٍ * * * * * بِخَزَازَى هَيْهَاتَ مِنْكَ الصِّلاءُ

أوْقَدَتْهَا بَيْنَ العَقِيـقِ فَشَخْصَيْـ * * * * * ـنِ بِعُودٍ كَمَا يَلُوحُ الضِّيَاءُ

غَيْرَ أَنِّي قَدْ أَسْتَعِينُ عَلَى الْهَـمِّ * * * * *  إذَا خَـفَّ بِالثَّـوِيِّ النَّجَاءُ

بِزَفُـوفٍ كَأَنَّـهَـا  هِقْلَـةٌ أُ * * * * *  مُّ رِئَـالٍ دَوِّيَّـةٌ  سَقْفَـاءُ

آنَسَـتْ نَبْـأَةً وَأَفزَعَهَـا القُـ * * * * *  ـنَّاصُ عَصْرَاً وَقَدْ دَنَا الإِمْسَاءُ

فَتَرَى خَلْفَهَا مِنَ الرَّجْـعِ وَالْوَقْـ * * * * *  ـعِ مَنِينَـاً كَأَنَّـهُ  إِهْبَاءُ

وَطِرَاقَاً مِنْ  خَلْفِهِـنَّ  طِـرَاقٌ * * * * * سَاقِطَاتٌ أَلْوَتْ بِهَا الصَّحْرَاءُ

أَتَلَهَّـى بِهَا الْهَوَاجِرَ إِذْ كُلُّ ابْـ * * * * *  ـنِ هَـمٍّ بَلِيَّـةٌ  عَمْيَـاءُ

وَأَتَانَا مِنَ الْحَـوَادِثِ  وَالأَنْبَـا * * * * * ءِ خَطْـبٌ نُعْنَـى بِهِ وَنُسَاءُ

إِنَّ إِخْوَانَنَـا  الأَرَاقِـمَ  يَغْلُـو * * * * * نَ عَلَيْنَا فِي قِيلِهِـمْ إِحْفَـاءُ

يَخْلِطُونَ البَرِيءَ مِنَّا بِذِي الذَّنْـ * * * * * ـبِ وَلا يَنْفَعُ الْخَلِيَّ الْخَلاءُ

زَعَمَوا أَنَّ كُلَّ مَنْ ضَرَبَ الْعَيْـ * * * * *  ـرَ مُـوَالٍ لَنَا وَأَنَّـا الوَلاءُ

أَجْمَعُوا أمْرَهُـمْ عِشَاءً  فلَمَّـا * * * * *  أَصْبَحُوا أَصْبَحَتْ لَهُمْ ضَوْضَاءُ

مِنْ مُنَادٍ وَمِنْ مُجِيبٍ وَمِنْ تَصْـ * * * * *  ـهَالِ خَيْلٍ خِلالَ ذَاكَ رُغَاءُ

أَيُّهَا النَّاطِـقُ الْمُرَقِّـشُ  عَنَّـا * * * * *  عِنْدَ عَمْـرٍو وَهَلْ لِذَاكَ بَقَاءُ

لا تَخَلْنَـا عَلَـى غَرَاتِـكَ إنَّـا * * * * *  قَبْلُ مَا قَدْ وَشَى بِنَا الأَعْدَاءُ

فَبَقِينَـا عَلَى  الشَّنَـاءَةِ  تَنْمِيـ * * * * * ـنَا حُصُـونٌ وَعِـزَّةٌ قَعْسَاءُ

قَبْلَ مَا الْيَوْمِ بَيَّضَتْ بِعُيُونِ النَّـ * * * * *  ـاسِ فِيهَا تَغَيُّـظٌ  وَإِبَـاءُ

وَكَأَنَّ الْمَنُـونَ تَـرْدِي بِنَا أَرْ * * * * *  عَنَ جَوْناً يَنْجَابُ عَنْهُ الْعَمَاءُ

مُكْفَهِـرَّاً عَلَى الْحَـوَادِثِ لا تَرْ * * * * *  تُوهُ لِلدَّهْرِ مُـؤْيِدٌ  صَمَّـاءُ

إِرَمِـيٌّ بِمِثْلِـهِ جَالَـتِ الْخَيْـ * * * * * ـلُ وَتَأْبَى لِخَصْمِهَا الإِجْلاءُ

مَلِكٌ مُقْسِطٌ وَأَفْضَلُ مَنْ  يَمـْ * * * * * ـشِي وَمِنْ دُونِ مَا لَدَيْهِ الثَّنَاءُ

أَيُّمَا خُطَّـةٍ  أَرَدْتُـمْ  فَأَدُّوهَـ * * * * * ـا إِلَيْنَا تُشْفَى بِهَا  الأَمْلاءُ

إِنْ نَبَشْتُمْ مَا بَيْنَ مِلْحَةَ  فَالصَّا * * * * * قِبِ فِيهِ الأَمْوَاتُ وَالأَحْيَـاءُ

أَوْ نَقَشْتُمْ فالنَّقْشُ يَجْشِمُهُ النَّـا * * * * * سُ وَفِيهِ الإِسْقَامُ  وَالإِبْـرَاءُ

أَوْ سَكَتُّمْ عَنَّا فَكُنَّا كَمَنْ أَغْـ * * * * * ـمَضَ عَيْنَاً فِي جَفْنِهَا الأَقْذَاءُ

أَوْ مَنَعْتُمْ مَا تُسْأَلُونَ فَمَنْ حُـدِّ * * * * *  ثْتُمُوهُ لَـهُ عَلَيْنَـا الْعَـلاءُ

هَلْ عَلِمْتُمُ  أَيَّامَ  يُنْتَهَبُ  النَّـا * * * * * سُ غِوَارَاً لِكُلِّ حَيِّ عُـوَاءُ

إِذْ رَفَعْنَا الجِمَالَ مِنْ سَعَفِ البَحْـ * * * * * ـرَيْنِ سَيْرَاً حَتَّى نَهَاهَا الحِسَاءُ

ثُمَّ مِلْنَـا عَلَى تَمِيـمٍ فَأَحْرَمْـ * * * * * ـنَا وَفِينَا بَنَاتُ قَـوْمٍ إِمَـاءُ

لا يُقِيمُ العَزِيـزُ بِالبَلَـدِ السَّهْـ * * * * * ـلِ وَلا يَنْفَعُ الذَّلِيلَ النَّجَاءُ

لَيْسَ يُنْجِي الّذِي  يُوَائِلُ  مِنَّـا * * * * * رَأْسُ طَـوْدٍ وَحَـرَّةٌ رَجْلاءُ

مَلِـكٌ أَضْـرَعَ الْبَـرِيَّةَ لا يُو * * * * * جَدُ فِيهَـا لِمَا لَدَيْـهِ كِفَاءُ

كَتَكَالِيـفِ قَوْمِنَـا إِذْ غَزَا الْمُنْـ * * * * *  ـذِرُ هَلْ نَحْنُ لابْنِ هِنْدٍ رِعَاءُ

مَا أَصَابُـوا مِنْ تَغْلِبِـيٍّ فَمَطْلُو * * * * * لٌ عَلَيْهِ إِذَا أُصِيـبَ الْعَفَـاءُ

إِذَا أَحَـلَّ العَلْيَـاءَ قُبَّـةَ مَيْسُو * * * * * نَ فَأَدْنَى دِيَارِهَا  العَوْصَـاءُ

فَتَـأَوَّتْ لَـهُ قَرَاضِبـَةٌ  مِـنْ * * * * * كُـلِّ حَيِّ كَأَنَّهُـمْ أَلْقَـاءُ

فَهَدَاهُمْ بِالأَسْوَدَيْنِ وَأَمْـرُ اللّـ * * * * * ـهِ بِلْغٌ تَشْقَى بِهِ  الأَشْقيَاءُ

إذْ تَمَّنوْنَهُـمْ غُـرُورَاً فَسَاقَتْـ * * * * *  ـهُمْ إِلَيْكُمْ أُمْنِيَّـةٌ أَشْـرَاءُ

لَمْ يَغُـرُّوكُمُ غُـرُورَاً وَلـكِنْ * * * * * رَفَعَ الآلُ شَخْصَهُم وَالْضَّحَاءُ

أَيُّهَـا النَّاطِـقُ الْمُبَلِّـغُ  عَنَّـا * * * * * عِنْدَ عَمْرٍو وَهَلْ لِذَاكَ انْتِهَاءُ

مَنْ لَنَـا عِنْـدَهُ مِنَ الْخَيْـرِ آيَا * * * * * تٌ ثَلاثٌ فِي كُلِّهِنَّ  الْقَضَاءُ

آيَـةٌ شَـارِقُ الشَّقِيقَـةِ إِذْ جَـا * * * * * ءَتْ مَعَـدٌّ لِكُلِّ حَـيِّ لِوَاءٌ

حَوْلَ قَيْسٍ مُسْتَلْئِمِيـنَ بِكَبْـشٍ * * * * * قَـرَظِـيٍّ  كَأَنَّـهُ  عَبْـلاءُ

وَصَتِيـتٍ مِنَ العَوَاتِـكِ لا تَنْـ * * * * *  ـهَاهُ إِلاَّ مُبْيَضَّـةُ رَعْـلاءُ

فَرَدَدْنَاهُـمُ بِطَعْـنٍ كَمَا يَخْـ * * * * *  ـرُجُ مِنْ خُرْبَةِ الْمَزَادِ الْمَاءُ

وَحَمَلْنَاهُـمُ عَلَى حَـزْمِ ثَهْـلا * * * * * نَ شِـلاَلاً وَدُمِّـيَ الأَنْسَاءُ

وَجَبَهْنَاهُـمُ بِطَعْـنٍ كَمَـا تُنْـ * * * * * ـهَزُ فِي جُمَّةِ الطَّـوِيِّ الدِّلاءُ

وَفَعَلْنَـا بِهِمْ كَمَا  عَلِـمَ  اللهُ * * * * * وَمَـا إِنْ لِلْحَائِنِيـنَ دِمَـاءُ

ثُمَّ حُجْـرَاً أَعْنِـي ابْنَ أُمِّ قَطَـامٍ * * * * * وَلَـهُ  فَارِسِيّـَةٌ  خَضْـرَاءُ

أَسَـدٌ فِي اللِّقَـاءِ وَرْدٌ هَمُـوسٌ * * * * * وَرَبِيعٌ  إِنْ شَمَّـرَتْ  غَبْرَاءُ

وَفَكَكْناُ غُلَّ امْرِىءِ القَيْسِ عَنْـ * * * * *  ـهُ بَعْدَمَا طَالَ حَبْسُهُ وَالعَنَاءُ

وَمَعَ الجَـوْنِ جَوْنِ آلِ بَنِي الأَوْ * * * * * سِ عَنُـودٌ كَأَنَّـهَا دَفْـوَاءُ

مَا جَزِعْنَا تَحْتَ العَجَاجَةِ إِذْ وَلَّـ * * * * *  ـوْا شِلالاً وَإِذْ تَلَظَّى الصِّلاءُ

وَأَقَدْنَـاهُ رَبَّ غَسَّـانَ بِالْمُنْـ * * * * * ـذِرِ كَرْهَاً إِذْ لا تُكَالُ الدِّمَاءُ

وَأَتَيْنَـاهُـمُ  بِتِسْعَـةِ  أَمْـلا * * * * *  كٍ كِرَامٍ أَسْلابُـهُم أَغْـلاءُ

وَوَلَدْنَا عَمْـرَو بْنَ أُمِّ  أُنَـاسٍ * * * * * مِنْ قَرِيبٍ لَمَّا أَتَانَـا الحِبَـاءُ

مِثْلُهَا تُخْـرِجُ النَّصَيحَـةَ  لِلْقَوْ * * * * * مِ فَـلاةٌ مِنْ دُونِهَا أَفْـلاءُ

فَاتْرُكُوا الطَّيْـخَ وَالتَّعَاشِـي وَإِمَّا * * * * * تَتَعَاشَوْا فَفِي التَّعَاشِي الـدَّاءُ

وَاذْكُرُوا حِلْفَ ذِي الْمَجَازِ وَمَا قُدِّ * * * * * مَ فِيـهِ العُهُودُ  وَالكُفَـلاءُ

حَذَرَ الْجَوْرِ وَالتَّعَدِّي وَهَلْ يَنْـ * * * * *  ـقُضُ مَا فِي الْمَهَارِقِ الأَهْوَاءُ

وَاعْلَمُـوا أَنَّنَـا وَإِيَّاكُـمْ فِيـ * * * * * ـمَا اشْتَرَطْنَا يَوْمَ اخْتَلَفْنَا سَوَاءُ

عَنَنَـاً بَاطِـلاً وَظُلْمَاً كَمَا تُعْـ * * * * *  ـتَرُ عَنْ حُجْرَةِ الرَّبِيضِ الظِّبَاءُ

أَعَلَيْنَـا جُنَـاحُ كِنْـدَةَ أَنْ يَغْـ * * * * * ـنَمَ غَازِيهِمُ وَمِنَّـا  الجَزَاءُ

أَمْ عَلَيْنَا جَـرَّى إِيَادٍ كَمَا نِيـ * * * * *  ـطَ بِجَوْزِ الْمُحَمَّلِ الأَعْبَاءُ

لَيْسَ مِنَّا الْمُضَرَّبُـونَ وَلا قَيْـ * * * * *  ـسٌ وَلا جَنْدَلٌ وَلا الْحَـذَّاءُ

أَمْ جَنَايَـا بَنِـي عَتِيـقٍ فَإنَّـا * * * * * مِنْكُـمُ إِنْ غَدَرْتُـمْ بُـرَاءُ

وَثَمَانُـونَ مِنْ تَمِيـمٍ  بِأَيْدِيـ * * * * *  ـهِمْ رِمَاحٌ صُدُورُهُنَّ الْقَضَاءُ

تَرَكُوهُـمْ  مُلَحَّبِيـنَ  وَآبُـوا * * * * * بِنِهَابٍ يَصُـمُّ مِنْهَا الْحُـدَاءُ

أَمْ عَلَيْنَا جَـرَّى حَنِيفَـةَ أَمْ مَا * * * * * جَمَّعَتْ مِنْ مُحَارِبٍ غَبْـرَاءُ

أَمْ عَلَيْنَا جَـرَّى قُضَاعَـةَ أَمْ لَيْـ * * * * * ـسَ عَلَيْنَا فِيمَا جَنَوْا أَنْدَاءُ

ثُمَّ جَاؤُوا يَسْتَرْجِعُـونَ فَلَمْ تَرْ * * * * * جِعْ لَهُمْ شَامَةٌ وَلا زَهْـرَاءُ

لَمْ يُحِلُّـوا بَنِـي رِزَاحٍ  بِبَرْقَا * * * * * ءِ نِطَاعٍ لَهُمْ عَلَيْهِـمْ دُعَـاءُ

ثُمَّ فَاؤُوا مِنْهُمْ بِقَاصِمَـةِ الظَّهْـ * * * * * ـرِ وَلا يَبْرُدُ الغَلِيـلَ الْمَـاءُ

ثُمَّ خَيْلٌ مِنْ بَعْدِ ذَاكَ مَعَ الغَـلاَّ * * * * * قِ لا  رَأْفَـةٌ  وَلا  إِبْقَـاءُ

وَهْوَ الرَّبُّ وَالشَّهِيـدُ عَلَـى يَوْ * * * * * مِ الْحِيَارَيْـنِ وَالْبَـلاءُ بَـلاءُ

 معلقة حارث بن حلزة

اقرأ في الموقع