تجد في هذه المقالة:
معلومات عن آلة العود
تعريف آلة العود
العود مَلِكُ الموسيقى العربية، وهو من أنواع الآلات الموسيقية الوترية التي يُنقَر على أوتارها بواسطة ريشة، وله شكلٌ يشبه فاكهة الإجاص، ويتميَّز باختلاف عدد أوتاره ونقوشه وفق صانعه، إلا أن المشهور هو أن للعود خمسة أوتار .
تاريخ آلة العود
أصل الغناء عند العرب
لم تعرف أرض الحجاز الغناء إلا في عصر الدولة الأموية بفضل ابن مسجح الذي تعلَّم الغناء عن الفارسيين، فقد كان يأخذ ألحانهم ويختار ما يتناسب معها من المقاطع الشعرية العربية لينسجم وقع الكلمة مع نغمات اللحن.
وقد كتب عن هذا أبو الفرج الأصفهاني في كتاب الأغاني، فقال: “سعيد بن مِسجَح أبو عثمان مولى بني جُمَح، وقيل: إنه مولى بني نوفل بن الحارث بن عبد المطلب مكي أسود، مغنٍّ متقدم من فحول المغنين وأكابرهم، وأول من صنع الغناء منهم، ونقل غناء الفرس إلى غناء العرب، ثم رحل إلى بلاد الشام وأخذ ألحان الروم ، وانقلب إلى فارس فأخذ بها غناءً كثيرًا وتعلَّم الضرب
ثم قدم إلى الحجاز وقد أخذ محاسن تلك النغم، وألقى منها ما استقبحه من النبرات والنغم التي هي موجودة في نغم غناء الفرس والروم خارجة عن غناء العرب، وغنَّى على هذا المذهب، فكان أول من أثبت ذلك ولحَّنه وتبعه الناس”.
أصل آلة العود
يتفق الباحثون على أن آلة العود هي أولى الآلات الموسيقية الوترية التي ابتكرها الإنسان، إلا أن هناك اختلافًا واضحًا بشأن أصل هذه الآلة، فهناك الذين يُرجعون فضل صُنعها إلى الحضارة المصرية القديمة، ومنهم من يقول إنها جاءت من بلاد الشام،
إلا أن عددًا مهمًّا من الباحثين يرى أن آلة العود مُستوحاة من آلة البربط الفارسية التي تشبهها كثيرًا في الشكل، فالراجح أن العرب أخذوا هذه الآلة من الفرس عند احتكاكهم بهم نتيجة الفتوحات الإسلامية وما تلاها من تعارفٍ فكري وتمازجٍ ثقافي بين الثقافتين، فقد تكون آلة العود دخلت الحجاز مع دخول فنِّ الغناء لترافق الألحان وتزيدها حسنًا وشجنًا.
ويُعدُّ المغنِّي المكِّي ابن سريج، الذي تعلَّم على يد المغنِّي ابن مسجح، أول من عزف بالعود على الإطلاق؛ فيقول الأصفهاني في كتاب الأغاني: “أخبرني من رأى عود ابن سريج أنه كان على صنعة عيدان الفرس.
وكان ابن سريج أول من ضرب به على الغناء العربي بمكة، وذلك أنه رآه مع العجم الذين قدم بهم الزبير لبناء الكعبة، فأعجب أهل مكة غناؤهم؛ فقال ابن سريج: أنا أضرب به على غنائي. فضرب به فكان أحذق الناس”.
تطوُّر آلة العود
شهد العصر العباسي تكثيفًا كبيرًا للاهتمام باكتساب المعارف بفُروعها المتعددة وتحصيل العلوم في مجالاتها المختلفة وتدوينها وتطويرها
وأبدعوا أيضًا في إثراء الموسيقى وتطوير الآلات الموسيقية وتحسينها، وبهذا استفادت الموسيقى العربية عمومًا من العناية والمكانة اللتين مُنِحتا لها، واستفاد العود خصوصًا من هذا التقدير، فقد كان حضوره لازمًا في المجالس الكبرى، وكانت إجادة عزفه مصدر رفعة، كما كان محطَّ اهتمام عددٍ من أبرز العلماء المسلمين في تلك الفترة
فمثلًا: كان الكندي (المُلقَّب بفيلسوف العرب)عالمًا في الفيزياء والكيمياء والرياضيات والفلك وعلم النفس والمنطق والموسيقى، وهو الذي اقترح إضافة الوتر الخامس إلى آلة العود.
اهتم أيضًا فلاسفة آخرون بهذه الآلة الفاتنة، ومنهم: أبو نصر الفارابي (المُلقَّب بالمعلم الثاني)، وابن سينا، وإسحاق الموصلي.
ثم جاء العبقري زرياب، الذي نبغ في شتَّى فروع الموسيقى وكان صاحب الفضل في اختراع الموشَّحات، وكان من أمهر العازفين على العود مطلقًا، وهو أول من أضاف وترًا خامسًا إلى العود ، ممَّا أكسبه نغمًا ألطف وأعذب، كما أنه استعمل قوادم النسر لصنع مضراب العود بدلًا من مرهف الخشب.
مكوِّنات آلة العود
يتكوَّن العود من صندوقٍ صوتي خشبي، والذي يتَّصل بعُنق (أو زند) ينتهي بالرأس الذي يحتوي على 11 مفتاحًا، عشرة منها ثنائية الشد، والمفتاح المتبقي يُشدُّ بمُفرده، وكل هذه المفاتيح تُشدُّ على العود بصورةٍ موازية لوجه الصندوق الصوتي.
وجه العود يتزيَّن بوحدةٍ زخرفية فاتنة من العاج أو من الخشب تُعرَف باسم “الشمسية” أو “القمرية”، وتتشكَّل هذه الزخارف من فتحاتٍ مختلفة الأحجام، ووظيفتها هي تقوية الصوت وتضخيمه، ويوجد بالقرب من وجه العود منطقة مربط أطراف الأوتار، وتُسمَّى هذه المنطقة الفرس، وهناك قطعة بين الشمسية والفرس تعمل على صيانة وجه العود من تأثير ضرب الريشة في أثناء العزف، وتُسمَّى هذه القطعة الرقمة.
يملك العود خمسة أوتارٍ ثنائية الشد، ولكلٍّ منها مواصفات خاصة تُميَّزه عن غيره.