اكتئاب ما بعد الولادة وعلاجه

اكتئاب ما بعد الولادة

يعتبر اكتئاب ما بعد الولادة أحد أنواع الاكتئاب الذي يظهر بعد الولادة، فقد تشعر المرأة بعدم وجود رابطٍ عاطفيٍ بينها وبين مولودها ولكن هذا لا يعني أنّه علامةٌ على عدم حبها لطفلها، فهو في النهاية اضطرابٌ نفسيٌ يتسبّب بحدوث مثل هذه التأثيرات وينعكس سلباً على حياتها اليومية

 وعادةً ما تبدأ أعراضه بالظهور خلال بضعة أيام بعد الولادة، ولكن قد يستغرق الأمر عدة أشهرٍ لدى بعض النساء، وتتراوح أعراضه بين الخفيفة والشديدة، ويستمر لأكثر من أسبوعين

ويعتبر اكتئاب ما بعد الولادة من الاضطرابات شائعة الحدوث لدى النساء، وفي الحقيقة لا يقتصر اكتئاب ما بعد الولادة على الأمّهات فقط، وإنّما قد يُصيب الآباء أيضاً، وتحديداً الأباء الجُدد، وذلك خلال 3-6 أشهر بعد الولادة

أسباب اكتئاب ما بعد الولادة

توجد مجموعةٌ من الأسباب والعوامل التي تؤدي مجتمعة إلى الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة، وتختلف باختلاف الحالة، وبشكل عامّ يُعتقد أنّ الكيمياء العصبية، والتاريخ الطبي للحالة، والهرمونات تلعبُ دوراً مهماً في الإصابة به

وبالحديث عن الهرمونات فإنّه من المعروف أنّ مستوى هرمونيّ البروجستيرون والإستروجين  تكون في أعلى مستوياتها خلال الحمل، لكنها تنخفض بسرعةٍ كبيرة وتعود إلى مستوياتها الطبيعيّة التي كانت عليها قبل الحمل خلال أول 24 ساعة من الولادة، فقد يؤدّي هذا التغير المفاجئ تحفيز إصابتها باكتئاب ما بعد الولادة،

و توجد مجموعةٌ من العوامل الأخرى التي يُعتقد أنها تلعب دوراً في ظهور اكتئاب ما بعد الولادة نذكر منها ما يأتي:

  • التغيرات الجسدية التي تحدث خلال الحمل.
  • القلق الزائد حول الطفل والمسؤوليات الجديدة التي تقع على عاتق الوالدين.
  • المرور بتجربة ولادةٍ صعبة ومعقدة.
  • عدم الحصول على دعمٍ كافٍ من العائلة والأصدقاء.
  • المشاكل المادية.
  • الإصابة بالاكتئاب خلال الحمل.
  • وجود تاريخٍ عائليٍ للإصابة بالاكتئاب أو الاضطراب ثنائي القطب  
  • تغيّر نمط النوم.
  • التبعات الصحية التي قد تحدث بعد الولادة، مثل؛ فقر الدم، وتغير ضغط الدم، والسلس البولي وتغيرات في عمليات الأيض.
  • الوحدة.
  • إيجاد صعوبةٍ في عملية الرضاعة الطبيعية.
  • العمر، بحيث تكون الأم أكثر عرضة للإصابة باكتئاب ما بعد الولادة إذا كان عمرها أقل من 20 سنة.
  • إدمان الكحول، أو تناول الأدوية غير المشروعة قانونيًا.
  • حصول حمل غير مخطط له، أو غير مرغوب به.

  أعراض اكتئاب ما بعد الولادة  

نذكر منها

  • الشعور بالحزن، وفقدان الأمل، والفراغ.
  • كثرة البكاء دون سببٍ واضح.
  • القلق.
  • تقلب المزاج.
  • التهيّج والشعور بعدم الراحة.
  • اضطرابات النوم؛ فقد تنام المرأة بكثرة وقد لا تستطيع النوم حتى عندما يكون الطفل نائماً.
  • صعوبة التركيز واتخاذ القرارات.
  • اضطراب الذاكرة.
  • الشعور بالغضب الشديد.
  • فقدان الاهتمام بالأمور التي كانت تُعدّ مُمتعة سابقاً.
  • الآلام جسدية، مثل؛ الصُّداع المُتكرر، وألم العضلات، واضطرابات المعدة.
  • زيادة أو فقدان الشهية.
  • تجنّب لقاء الأصدقاء والعائلة والانسحاب من الأنشطة الاجتماعية.
  • إيجاد صعوبة في إنشاء صلة عاطفية مع المولود الجديد.
  • الشّك المستمر بعدم القدرة على الاعتناء بالمولود الجديد.
  • التفكير بإيذاء النفس أو إيذاء الطفل.

علاج اكتئاب ما بعد الولادة

و بشكلٍ عام يُمكن بيان طرق علاج اكتئاب ما بعد الولادة على النحو الآتي:

العلاج النفسي:  

 والذي يتمثل بالتحدث مع الطبيب المُختص وجهاً للوجه والتعاون معاً لإيجاد أفضل الطرق للتعامل مع المشاعر الشخصية، وحل المشاكل، وتعلّم التفاعل مع المواقف المختلفة بطرقٍ إيجابية والتخطيط الواقعي للمستقبل، ومن أوجه العلاج النفسي: العلاج المعرفي السلوكي   والذي يُمكن من خلاله تغيير الأفكار والسلوكيات السلبية، والعلاج النفسي التفاعلي  ؛ الذي يُمكن من خلاله فهم واستيعاب مشاكل العلاقات الشخصية وتجاوزها.

العلاج الدوائي:

عادةً ما يُعالج اكتئاب ما بعد الولادة باستخدام مضادات الاكتئاب وقد يصف الطبيب نوعاً واحدًا أو أكثر من نوعٍ معاً، وينبغي ذكر أنّ أغلب مضادات الاكتئاب آمنةٌ للاستخدام خلال فترة الرضاعة الطبيعية، وتجدر الإشارة إلى ضرورة عدم إيقاف استخدام مضادات الاكتئاب دون استشارة الطبيب؛ إذ يُمكن لذلك أن يزيد من أعراض الاكتئاب سوءًا، وكذلك من الضروري إخبار الطبيب في حال ظهور أيّة أعراضٍ جانبيةٍ لهذه الأدوية أو في حال أثرت في القدرة على القيام بالأنشطة اليومية.

العلاج الهرموني:

 في بعض الأحيان قد يلجأ الطبيب لوصف بدائل هرمون الإستروجين لعلاج اكتئاب ما بعد الولادة، وغالباً ما يصفها إلى جانب مضادات الاكتئاب.  

نصائح للتغلب على اكتئاب ما بعد الولادة

بالإضافة إلى العلاجات الطبيّة المذكورة سابقاً يُمكن الاستعانة بالنصائح التالية للسيطرة على أعراض اكتئاب ما بعد الولادة، وتسريع عملية التعافي:

•   اتباع نمط حياةٍ صحيّ يشمل ممارسة الأنشطة البدنية كالمشي، والحصول على قسطٍ كافٍ من الراحة، وتناول الأطعمة الصحية، وتجنّب الكحول.

•   تخصيص بعض الوقت للذات؛ إذ يُنصح بتخصيص بعض الوقت للخروج من المنزل، أو القيام ببعض الأنشطة والهوايات الممتعة، أو قضاء بعض الوقت مع الزوج أو الأصدقاء، بحيث يُمكن تفويض أمر الاهتمام بالطفل لشخصٍ آخر خلال هذا الوقت.

•   تجنّب العزلة ومشاركة المشاعر الخاصة مع العائلة والأصدقاء المقربين.

•   الاستعانة بالآخرين لتعلّم طرق التربية وتقديم الرعاية المناسبة للأطفال واكتساب المهارات التي يُمكن من خلالها تحسين قدرة الطفل على النوم والتقليل من بكائه.

الوقاية من اكتئاب ما بعد الولادة

  توجد خطة للوقاية من الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة، حيث يُمكن تقسيم هذه الخطة على النحو الآتي:

الوقاية خلال فترة الحمل:

حيث يُراقب الطبيب المسؤول أيّ أعراضٍ أو علاماتٍ للاكتئاب قد تظهر على الحامل، وقد يُجري الطبيب أيضاً استبيانٍ خلال فترة الحمل وبعده لمُتابعة الحالة عن قرب، بحيث يُمكن السيطرة على الاكتئاب في حال اكتشافه بالعلاج النفسي من قبل الطبيب المختص أو الانضمام لمجموعات الدّعم المُختلفة إذا كانت المرأة الحامل تُعاني من اكتئابٍ خفيف

الوقاية بعد الولادة:

 يفحص الطبيب عادةً الأم بعد الولادة بوقتٍ قصير للكشف عن وجود أيّة علاماتٍ أو أعراضٍ للاكتئاب لدى المرأة، إذ يُساهم الكشف المُبكر عن إصابتها بالاكتئاب في وضع الخطة العلاجية المناسبة والبدء به بشكلٍ أسرع، ومن الجدير بالذكر أنّ النساء اللواتي أُصبن سابقًا بالاكتئاب بعد الولادة قد يصف لهنّ الطبيب بعض الأدوية المضادة للاكتئاب فوراً بعد الولادة.

اكتئاب ما بعد الولادة وعلاجه
  • views
  • تم النشر في:

    المرأة والجمال

  • آخر تعديل:
  • قم بنسخ الرابط المختصر أدناه من زر النسخ لمشاركته:

    https://gnram.com/?p=10977

اقرأ في الموقع