حكم صلة الأرحام وآدابها 

حكم صلة الرحم

اتفق الفقهاء على أن حكم صلة الرحم هو الوجوب، وأن قطيعة الرحم معصيةٌ كبيرةٌ لله تعالى، وتأتي صلة الرحم على رتبٍ متفاوتةٍ بعضها أعلى من بعض، وأدنى رتبةٍ في الصلة هي ترك الإنسان قطيعة أهله وإعراضه عنهم، ويكون ذلك بالتحدّث إليهم ولو بإلقاء السلام فقط، ولكن اختلف الفقهاء في حد الرحم التي يجب صلتها، وبيان اختلافهم على النحو الآتي:

ذهب بعض الفقهاء إلى أن الرحم التي يجب على المسلم وصلها هي كل رحمٍ محرّم، بحيث يحرم على الذكر منهم أن يتزوج الأنثى، وعلى هذا الوصف لا يدخل أولاد الأعمام، ولا أولاد الأخوال لكونهم غير محارم.

يرى بعض الفقهاء أن الرحم عام، فيدخل فيه كل ذوي الأرحام من الميراث، ويستوي في ذلك المحرّم وغيره، وقد رجَّح النووي- رحمه الله- هذا القول.

وبيَّن الله جل جلاله في كتابه الكريم وجوب صلة الرحم، فقال تعالى: (وَاعْبُدُوا اللَّـهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّـهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا).

 فقد أوصى الله -سبحانه وتعالى- في هذه الآية الكريمة بالإحسان والصلة إلى أهل القُربى من الرجال والنساء على حدٍّ سواء.

آداب صلة الأرحام

جعلت الشريعة الإسلامية لصلة الرحم مجموعةً من الآداب يجب مراعاتها، وهي كالآتي:

مراعاة المسلم أن أرحامه هم الأحق ببذل المعروف، والخير، والبِّر، والعطف، والتوجيه.

صبر المسلم على الأذى الحاصل منهم، وسعة الصدر في معاملتهم.

التعامل مع صغيرهم بالرحمة، ومع كبيرهم بالاحترام والتوقير.

السعي في الإصلاح بين المتخاصمين منهم، وتجنب مقاطعتهم.

التجاوز عن أخطائهم؛ بقبول أعذارهم، ونسيان ما وقع منهم من عيوب.

المبادرة بتقديم النصيحة لمن يحتاجها منهم، وتقبل النصيحة منهم.

القيام بنصرتهم عند الحاجة، وعدم تركهم في ذلك، والستر عليهم.

المداومة على زيارتهم، وتتأكد عند مرض أحدهم أو تشييع ميتٍ منهم.

الآداب المتعلقة بزيارة الأرحام

طلب الإذن من أصحاب البيت قبل دخوله.

التزام المرأة المسلمة بحجابها، والحرص على عدم إظهار زينتها عند صلتها لأرحامها من غير المحارم.

تجنّب الخلوة المحرمة بغير المحارم؛ كبنات العم والعمة والخال والخالة.

يحرص المسلم والمسلمة على عدم مصافحة من ليس بمَحرمٍ له.

تجنّب الاختلاط المحرم عند صلة الرحم.

حقوق الأرحام

دعا النبي- صلى الله عليه وسلم- قومه في بداية بعثته في مكة المكرمة إلى صلة أرحامهم، وجعلها من واجبات الإيمان وعلاماته، وحثَّ النبي الكريم أمّته على صلة الأرحام، ونهاهم عن قطيعتها، مبيناً سرعة ظهور آثار الصلة أو القطيعة في حياة الإنسان ومن الحقوق على الوجه الآتي:

الإنفاق عليهم، وإعانتهم على حوائجهم، ودفع الضرر الواقع عليهم، والقيام بخدمتهم.

بشاشة الوجه وطلاقته عند رؤيتهم.

تخصيص الدعاء لهم بالخير.

نصحهم وإرشادهم للخيرات في أمور دينهم ودنياهم، وذلك بأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر، وطلب الهداية لهم من الله تعالى.

مؤازرتهم في أفراحهم وأحزانهم، وذلك بعيادة المريض منهم، وتعزيتهم عند وقوع مصيبة أو موت أحدهم، وتلبية دعوتهم، ومشاركتهم في أفراحهم ومناسباتهم.

مساعدتهم في كافة شؤونهم، وتفريج كرباتهم ومصائبهم.

زيارتهم وحسن مخاطبتهم، وتحمّل الأذى والجفاء الصادر منهم.

تقديم الهدايا والهبات والأعطيات لهم.

تخصيص الأيتام منهم بالعناية والرعاية.

تشميت أحدهم إذا عطس، وإبرار قسمه إذا أقسم.

حكم صلة الأرحام وآدابها 
  • views
  • تم النشر في:

    أحكام وتعاليم اسلامية

  • آخر تعديل:
  • قم بنسخ الرابط المختصر أدناه من زر النسخ لمشاركته:

    https://gnram.com/?p=7994

اقرأ في الموقع