بحور الشعر

تنقسم بحور الشعر حسب تفعيلاتها

البحور الصافية: أو كما تسمى بالبسيطة، إذ تحتوي على تفعيلةٍ واحدة فقط، أما البحور التي تنتمي إلى هذا القسم، فهي؛ البحر الرمل، الكامل، الرجز، الهزج والمتدارك، المتقارب، والوافر.

البحور المركبة: أو الممزوجة، وهي التي تتكون من تفعيلتين، كما في البحر الطويل، والبحر البسيط، السريع، المنسرح، الخفيف، المديد، المضارع، المجتث، والمقتضب.

وسنتحدث في هذا المقال عن أحد البحور وهو البحر الخفيف

البحر الخفيف

هو أحد البحور الشعرية، وقد سماه الخليل بالخفيف؛ لأنه “أخف السباعيات”، أي” لتوالي لفظ ثلاثة أسباب خفيفة فيه

 لأن أول الوتد المفروق وثانيه، فيه لفظ سبب خفيف عقب سببين خفيفين، والأسباب أخف من الأوتاد”.

وقال عنه سليمان البستاني:” الخفيف أخف البحور على الطبع وأطلاها للسمع، يشبه الوافر لينًا ولكنه أكثر سهولةً وأقرب انسجامًا، وإذا جاء نظمه رأيته سهلًا ممتنعًا لقرب الكلام المنظوم فيه من القول المنثور، وليس في جميع بحور الشعر بحر نظيره يصح للتصرف بجميع المعاني” 

تفعيلات البحر الخفيف

يتكون وزن البحر الخفيف من التفعيلات الآتية:

فاعلاتن مستفع لن فاعلاتن . . . . . فاعلاتن مستفع لن فاعلاتن.

مفتاح البحر الخفيف

مفتاح البحر الخفيف هو

 ياخفيفًا خفت به الحركات                    فاعلات مستفعلن فاعلاتُ.

أنواع البحر الخفيف

الخفيف التام

ويقسم لثلاثة أنواعٍ، وهي:

النوع الأول :

عروضه صحيحة؛ أي على وزن (فاعلاتن)، وضربه صحيح؛ أي على وزن (فاعلاتن)

أنت يا من إذا رآني أعدو … خلفه غاب في ضباب العصور

اه ااه اه ااه ااه اااه اه … اه ااه اه ااه ااه اه ااه اه

فاعلاتن متفع لن فعلاتن … فاعلاتن متفع لن فاعلاتن 

النوع الثاني :

عروضه صحيحة؛ أي على وزن (فاعلاتن)، وضربه محذوف؛ أي على وزن (فاعلن)



ومثاله قول الشاعر:

 خل عنك الأسى وعش مطمئنًا     في ظلال المنى ودفء الهوى.



النوع الثالث :

عروضه محذوفة؛ أي على وزن(فاعلن)، وضربه محذوف؛ أي على وزن (فاعلن).



ومثاله قول الشاعر:

 إن قدرنا يومًا على عامرٍ            ننتصف منه أو ندعه لكم.



مجزوء الخفيف

وهو ما حذفت منه التفعيلة الأخيرة في كل شطر ووزنه

                فاعلاتن مستفعِ لن             فاعلاتن مستفعِ لن.

وهو ثلاثة أنواع:

النوع الأول

عروضه صحيحة؛ أي (مستفعِ لن)، وضربه صحيح؛ أي (مستفعِ لن)، ومثال قول الشاعر:

كيف غابت عن خاطري …  ليتها ظلت.. ملهمي

النوع الثاني

عروضه صحيحة(مستفعِ لن)، وضربه مقصور مخبون مُتفعِ لْ (فعولن)، ومثال قوله الشاعر:



كل خطب إن لم تكو … نوا غضبتم يسير

 النوع الثالث:

العروض مخبونة والضرب مخبون كذلك متفع لن وهو الغالب، ومثاله قول الشاعر  :

لا تسل عن دموعنا … يوم جاءت تودع

خصائص بحر الخفيف

يتميز البحر الخفيف بما يأتي:

  • زحافاته هي: تكون بحذف الحرف الثاني الساكن (فاعلاتن=فعِلاتنْ).
  • علله هي:

الحذف: أي إسقاط السبب الخفيف من آخر التفعيلة (فاعلاتن=فاعلا)

القصر: أي حذف الحرف السابع الساكن، وتسكين ما قبله (فاعلاتن =فاعلاتْ).

التشعيث: علةٌ تجري مجرى الزحاف، وهي حذف رأس الوتد المجموع.

قصيدة على البحر الخفيف

قصيدة حديث في الكوخ لإلياس شبكة



سَمعتِني أَقولُ شِعراً شَقِيّاً . . . . . . . يَستَفِزُّ الآلامَ في سامِعيه

فَتَلاشَت وَتَمتَمَت في سُكونِ اللَيلِ . . . . . . . اللَهِ ما الَّذي يُشقيه

ثُمَّ أَخفَت في ضفة العَينِ دَمعاً . . . . . . . شاءَ سِرَّ الوِقار أَن تُخفيه

قُلتُ في مُقلَتَيكِ خَمر العَذارى . . . . . . . فَهيَ أَكسيرُكِ الَّذي تَحجُبينَه

ما خمور الكُؤوسِ مَهما تَلَظَّت . . . . . . . كَخُمورِ القَلبِ الَّذي تَعصُرينَه

تَسكُبين الشِعر الطَروبِ مِن العَينِ . . . . . . . وَفي النَفسِ غَيرُ ما تَسكُبينَه

إِنَّ فيها آياتِ حُزنٍ أَليمٍ. . . . . . . وَرُموزاً مِن اللَيالي حَزينَه

وَتَمادى السَمّارُ في خَمرَةِ الكَأسِ. . . . . . . وَكلٌّ مِنهُم سَها كَأَخيهِ

وَعَزيفُ الأَوتارِ يَمزجُ بِالخَمرِ. . . . . . . عَصيراً أَرقَّ مِن شارِبيهِ

قُلتُ في مُهجَتي فَراغ رَهيب. . . . . . . فَاِعصُري فيهِ فَلذَة شارِبيهِ

.

فَأَمالَت عَنّي عُيوناً سَكارى. . . . . . . وَأَمالَت إِلَيَّ قَلباً شَقِيّا

وَأَذابَت مِن مُقلَتَيها رَحيقاً. . . . . . . جَرَعَتهُ الشُجونُ في مُقلَتَيّا

ثُمَّ قالَت خبرتَ حُبّ البَغايا. . . . . . . فَنظمتَ العَذابَ شِعراً بَغِيّا

فَتَبَيَّنتُ كلّ ما أَضمَرتَه. . . . . . . حينَ مالَت عَنّي وَمالَت إِلَيّا

.

وَتَراءى في رَفرَف اللَيلِ. . . . . . . مولودٌ عَلَيهِ غَلالَة من أَبيهِ

فَأَطَلَّت مِن كوّة الكوخِ. . . . . . . وَاللَيل يَزفُّ الضحى إِلى ساهِريهِ

قُلتُ في ما تُفَكَّرين فَقالَت. . . . . . . في سُكونِ الدُجى وَفي ما يَليهِ

.

وَاِشرَأَبَّت مِن الكَوى الأَعناقُ. . . . . . . وَأَذابَت بَريقَها الأَحداقُ

وَاِستَفاقَت مِن نَومِهِنَّ العَذارى. . . . . . . حائِراتٍ وَالعاشِقونَ اِستَفاقوا

الخليّون أَومَأوا بِيَدَيهِم. . . . . . . وَبِطرف اللَواحِظ العشّاقُ

.

وَاِستَفاقَ الجَميعُ مِن نَشوَةِ الخَمرَةِ. . . . . . . حَتّى الآمالِ وَالأَشواق

قُلتُ في ما تفكِّرين فَقالَت. . . . . . . في يَراعٍ سحرُ الهَوى مِن ذَويه



تفعيلات  بحر الخفيف
  • views
  • تم النشر في:

    نحو اللغة والأدب

  • آخر تعديل:
  • قم بنسخ الرابط المختصر أدناه من زر النسخ لمشاركته:

    https://gnram.com/?p=14082

اقرأ في الموقع