سجود السهو

السهو في اللغة :هو الغفلة والذهول عن الشيء و سها بمعنى نسي أو ترك شيئًا ما عن غير علم،

أمّا في اصطلاح الفقهاء:  فالسهو سجدتين يسجدهما المصلي لجبر خلل  حدث أثناء الصلاة النافلة أو الفريضة جراء شرود الذهن أو النسيان لسبب أو لآخر،

سجود السهو هو السجود الذي يؤدّيه المصلي قبل السلام أو بعده إذا حصل سببه واختلت صلاته بغير قصد منه، وذلك إمّا بسبب زيادة فيها؛ كزيادة ركوعٍ، أو سجودٍ، أو قيامٍ، أو جلوسٍ، أو بسبب نقص من الصلاة؛ كترك واجب من واجباتها كالتشهد الأول، أو بسبب الشك فيها؛ كالشك في عدد الركعات التي أدّاها.

الحكمة من سجود السهو

شرع الله سبحانه وتعالى لنا سجود السهو من أجل جبر نقص أو خلل من الممكن أن يقع في الصلاة، حيث أن السهو والنسيان هو من طبيعة البشر وفطرتهم، فالنبي محمد صلى الله عليه وسلم قد وقع في السهو في الصلاة وقال: “إنَّما أنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ، أنْسَى كما تَنْسَوْنَ، فَإِذَا نَسِيتُ فَذَكِّرُونِي، وإذَا شَكَّ أحَدُكُمْ في صَلَاتِهِ، فَلْيَتَحَرَّ الصَّوَابَ فَلْيُتِمَّ عليه، ثُمَّ لِيُسَلِّمْ، ثُمَّ يَسْجُدُ سَجْدَتَيْنِ”

ويعد سجود السهو طردّا للشيطان ووسواسه في الصلاة والتي قد تمنع المصلي من الخشوع في الصلاة، مما يؤدي إلى حصول النقص والخلل، ومن هنا جاء تشريع الله سبحانه وتعالى لسجود السهو من أجل جبر النقص الذي يحصل في الصلاة.

حكم سجود السهو

جمهور العلماء اتفقوا على أن سجدتي السهو لمن سها في صلاته فزاد أو نقص منها هو واجب، وقد استدلوا في حكمهم هذا حديث رسو الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: (إذا شَكَّ أحَدُكُمْ في صَلاتِهِ، فَلَمْ يَدْرِ كَمْ صَلَّى ثَلاثًا أمْ أرْبَعًا، فَلْيَطْرَحِ الشَّكَّ ولْيَبْنِ علَى ما اسْتَيْقَنَ، ثُمَّ يَسْجُدُ سَجْدَتَيْنِ قَبْلَ أنْ يُسَلِّمَ، فإنْ كانَ صَلَّى خَمْسًا شَفَعْنَ له صَلاتَهُ، وإنْ كانَ صَلَّى إتْمامًا لأَرْبَعٍ كانَتا تَرْغِيمًا لِلشَّيْطانِ) 

ولحكم سجود السهو في المذاهب الأربعة أقوال

القول الأوّل

قال الحنفيّة بوجوب سجود السهو، فإن تركه المُصلّي، فإنّ الإثم يترتّب عليه، إلّا أنّ صلاته لا تبطل؛ استدلالاً بحديث ابن مسعود -رضي الله عنه- أنّ النبيّ قال: (إذا شَكَّ أحدُكُم في صلاتِهِ فليتحرَّ الصَّوابَ فليُتمَّ عليهِ ثمَّ ليسلِّم ثمَّ ليسجُدْ سَجدتَينِ)،

وحديث -: (لكلِّ سهوٍ سجدتان بعدما يُسلِّمُ)،

القول الثاني

قال المالكيّة بأنّ سجود السَّهو سُنّةٌ مؤكّدةٌ لكلٍّ من الإمام والمنفرد، ولكن إن سها المأموم، فإنّه لا يسجد للسَّهو إلّا حين فراغ الإمام من الصلاة والسلام، فبذلك يسجد المأموم لسَهْو نفسه.

القول الثالث

قال الشافعيّة بأنّ سجود السَّهو سُنّةٌ، ولا يسجد المأموم لسَهْو نفسه خلف إمامه أبداً؛ إذ يتحمّل الإمام عنه ذلك، ويجب سجود السَّهو في حالةٍ واحدةٍ فقط، وهي الاقتداء؛ إذ وجب على المأموم أن يتابع إمامه.

القول الرابع

فصّل الحنابلة في حكم سجود السَّهو، وذهبوا في ذلك إلى ثلاث حالاتٍ،

الحالة الأولى الوجوب : يجب سجود السَّهو إن غَفل المُصلّي، وسها عن ركنٍ، أو شكّ فيه، أو سها عن واجبٍ، أو جَهل وأخطأ في القراءة، ممّا أدى إلى تغيير معنى الآية بغير علمٍ.

الحالة الثانية السنة : يُسَنّ سجود السَّهو لمَن أضاف قولاً مشروعاً في غير موضعه؛ سهواً كان، أو عمداً.

الحالة الثالثة الإباحة : يُباح سجود السَّهو لمَن ترك سُنّةً من سُنَن الصلاة.

أنواع سجود السهو

لسجود السهو عدة أنواع،  :

السهو عن ركن من أركان الصلاة

يكون هذا النوع من سجود السهو عند تيقن المصلي بتركه لركن من أركان الصلاة، فيقوم حينها بالإتيان بركعة ثم يقوم بسجود السهو بعد التسليم، أما في حالة شك المصلي بتركه لركن ما من أركان الصلاة فلا يلزمه شي، حيث أن الشك بعد التسليم من الصلاة لا يؤثر فإذا قام المصلي بالتسليم باعتقاده أنه أتم الصلاة ثم بدأ بالشك فلا حرج عليه، ويعد هذا وسواسًا لا يلتفت إليه ومن أركان الصلاة: الركوع والرفع منه، السجود، قراءة الفاتحة وتكبيرة الإحرام وغيرهم.

السهو عن سنة من سنن الصلاة

يكون هذا النوع من سجود السهو عند ترك المصلي لسنة من سنن الصلاة مثل قول آمين، فذهب بعض العلماء أن لا يلزم على المصلي سجود للسهو ولكن يستحب للمصلي أن يسجد، وإن لم يسجد فلا شيء عليه، وتكون صلاته صحيحة

قال ابن عثيمين: “إذا تَرَكَ الإِنسان شيئاً من الأقوال أو الأفعال المستحبَّة نسياناً، وكان من عادته أن يفعله فإنه يُشرع أن يسجد جَبْراً لهذا النقص الذي هو نَقْصُ كمال، لا نقص واجب؛ لعموم قوله في الحديث: (لكلِّ سهو سجدتان)، وحديث (إذا نسيَ أحدُكم، فَلْيَسْجُدْ سَجدتين) فإن هذا عام، أما إذا تَرَكَ سُنَّة ليس من عادته أن يفعلها، فهذا لا يُسَنُّ له السُّجود، لأنه لم يطرأ على باله أن يفعلها”.

السهو في صلاة النافلة

تأخذ صلاة النافلة حكم صلاة الفريضة في سجود السهو، فإذا نسي المصلي فعلًا يقتضي به سجود السهو فإنه يأتي به في النافلة، فمثلًا إذا نسي سجدة ووقف فإنه يعود ويأتي بسجدة، ثم يقوم بسجود السهو قبل التسليم ثم يسلم بعد ذلك، وإذا نسي التحيات فسلم فإنه يأتي بالتحيات ثم يسجد سجود السهو ثم يسلم.

وقت سجود السهو

ويمكن حصر أوقات سجود السهو في الحالات الآتية:

 الأولى؛ الزيادة في الصلاة ويسجد لها بعد السلام.

 الثانية؛ النقص في الصلاة، ويسجد لها قبل السلام.

 الثالثة؛ الشك في الزيادة أو النقصان مع الترجيح، ويسجد بعد السلام.

 الرابعة؛ الشك مع عدم الترجيح، يبني على الأقل، ويسجد قبل السلام.

كيفية أداء سجود السهو

سجود السهو يجوز قبل السلام في الصلاة وبعده، وكلاهما نفس الطريقة؛ فإنه إذا سلّم من الصلاة يكبّر ويسجد، ثم يرفع رأسه مكبرًا، ثم يجلس كما يجلس بين السجدتين، ثم يعاود يسجد السجدة الثانية مُكبّرًا، ثم يرفع رأسه مُكبّرًا، ثم يُسلّم على اليمين والشمال،

 أمّا قبل السلام فتكون السجدة بعد التشهد الأخير مباشرة، إذ يكبر المصلي ثم يسجد، ثم يقوم من السجود، ثم يعاود السجود مرة أخرى، ويقوم ويُسلّم.

ماذا يقال في سجود السهو

 يُعامل سجود السهو كمعاملة السجود في الصلاة فيقول المصلي فيه: (سبحان ربي الأعلى سبحان ربي الأعلى سبحان ربي الأعلى)،

 ويجوز في السجود أن يدعي المُصلي ربه بما تيسر من الدعاء، أمّا الركوع فيكون لتعظيم الرب، والسجود يُستحب فيه الدعاء.

حكم سجود السهو وكيفيته

اقرأ في الموقع