تجد في هذه المقالة:
المجرد والمزيد في الأفعال
يقرر علماء العربية أن «الفعل» لا يقل عن ثلاثة أحرف أصلية. وحين نقول إن الفعل يتكون من أحرف أصلية معناه أنه لا يمكن أن يكون للفعل معني إذا سقط منه حرف واحد في صيغة الماضي .
فالحروف (ك ، ت ، ب) هي الحروف الأصلية التي يتكون منها الفعل (كتب) أما الحروف الأخرى فتسمى حروفا زائدة
والفعل الذي يتكون من أحرفه الأصلية فقط يسميه علماء الصرف مجردا ، ويعرفونه بأنه كل فعل حروفه أصلية ، لا تسقط في أحد التصاريف إلا لعلة تصريفية.
أما الفعل الآخر فيسمونه مزيدا وهو كل فعل زيد على حروفه الأصلية حرف يسقط في بعض تصاريف الفعل لغير علة تصريفية ، أو حرفان ، أو ثلاثة أحرف.
الفعل المجرد
وهو قسمان
أ ـ المجرد الثلاثي
إذا نظرنا إلى المجرد الثلاثي في صيغة الماضي وجدنا له ثلاثة أوزان
– لأن فاءه ولامه متحركة بالفتح دائما
– وتبقي عينه التي تتحرك بالفتح أو الضم أو الكسر ، فتكون أوزانه على النحو التالي :
1 ـ فعل = نصر
2 ـ فعل = كرم
أوزان صيغة الماضي مع المضارع
له أوزانا ستة ، وهي على النحو التالي :
1 ـ فَعَلَ يَفعُلُ = نصر ينصر ـ مدّ يمدّ ـ قال يقول ـ دعا يدعو.
2 ـ فَعَلَ يَفعِلُ = ضرب يضرب ـ وعد يعد ـ باع يبيع ـ أتي يأتي .
3 ـ فَعَلَ يَفعَلُ = فتح يفتح ـ وقع يقع ـ قرأ يقرأ
4 ـ فَعِلَ يَفعَلُ = فرح يفرح ـ خاف يخاف ـ بقي يبقي .
5 ـ فَعُلَ يَفعُلُ = كرم يكرم ـ حسن يحسن ـ شرف يشرف.
6 ـ فَعِلَ يَفعِلُ = حسب يحسب ـ ورث يرث
ب ـ المجرد الرباعي
وليس لهذا الفعل إلا وزن واحد هو : فعلل ، مثل : بعثر ـ عربد ـ غربل ـ وسوس ـ زلزل.
غير أن هناك أوزانا أخري للرباعي المجرد ملحقة بالوزن الأصلي (فعلل) ، وأشهر هذه الأوزان :
1 ـ فَوعَل = جوربه أي ألبسه الجوارب.
2 ـ فَعوَلَ = دهوره أي جمعه وقذفه في هوة.
3 ـ فَيعَلَ = بيطر أي عالج الحيوان.
4 ـ فعيَلَ = عثير أي أثار التراب.
5 ـ فَعلى = سلقي أي استلقي على ظهره.
المعاني التي أستعملها العرب لـ وزن (فعلل)
إن وزن «فعلل» الذي ينتمي إليه المجرد الرباعي وزن له أهمية خاصة ؛ إذ استعمله العرب في معان كثيرة ، ونحن نحتاج إليه في عصرنا الحاضر عند استعمالنا أفعالا من ألفاظ الحضارة أو عند النحت. ومن المعاني التي يستعمل فيها هذا الوزن المعاني الآتية :
1 ـ الدلالة على المشابهة مثل : علقم الطّعام أي صار كالعلقم.
2 ـ الدلالة على أن الاسم المأخوذ منه آلة مثل : عرجن أي استعمل العرجون. ونستعمل ذلك كثيرا في الألفاظ الأجنبية ، مثل تلفن أي استعمل (التليفون).
3 ـ الصيرورة ، مثل : لبنن أي صيره لبنانيا ، ونجلز أي صيره إنجليزيا.
4 ـ النحت ، وهو أن ننحت من كلمتين أو أكثر كلمة واحدة تدل على معني الكلام الكثير ، وذلك على النحو التإلى :
أ ـ النحت من كلمتين مركبتين تركيبا إضافيا مثلما نحتوا من : عبد قيس ـ عبقسي . عبد شمس ـ عبشّمي . ويقولون : هو درعمي أي متخرج في دار العلوم.
ب ـ النحت من جملة. مثل : بسمل ، أي قال بسم الله. – حوقل ، قال : لا حول ولا قوة إلا بالله.
ثانياً : المزيد
أ ـ مزيد الثلاثي
الفعل الثلاثي المجرد يمكن أن يزاد حرفا واحدا أو حرفين أو ثلاثة أحرف.
أولا ـ مزيد الثلاثي بحرف واحد :
وهو ثلاثة أوزان :
1 ـ زيادة همزة القطع في أوله ليصير على وزن : أفعل ، مثل : أخرج ـ أكرم ـ أشار ـ أوفي .
* المعاني التي تزاد لها الهمزة (أفعل) :
وأشهر هذه المعاني ما يلي :
1 ـ التعدية : أي جعل الفعل اللازم متعديا ، فالفعل (خرج) مثلا فعل لازم لا يأخذ مفعولا به ، وأنت تقول :
خرج زيد. فإذا زدته همزة جعلته متعديا ؛ فتقول : أخرجت زيدا.
2 ـ الدخول في الزمان أو المكان : وذلك مثل : أصبح : دخل في الصباح.– أمسي : دخل في المساء.- أمصر : دخل في مصر.
3 ـ الدلالة على أنك وجدت الشي ء على صفة معينة : وذلك كأن تقول : أكرمت زيدا وأنت تعني : وجدت زيدا كريما.
4 ـ الدلالة على السلب ، ومعناه أنك تزيل عن المفعول معني الفعل ، فإذا قلت مثلا : شكا زيد. فإنك تثبت أن له شكوي ، فإذا زدت الفعل همزة وقلت : أشكيت زيدا ، صار المعني : أزلت شكواه.
5 ـ الدلالة على استحقاق صفة معينة : وذلك مثل : أحصت الزرع : استحق الحصاد. _ أزوجت الفتاة : استحقت الزواج.
6 ـ الدلالة على الكثرة : وذلك مثل : أشجر المكان : كثر شجره _ أظبأ المكان : كثرت ظباؤه.
7 ـ الدلالة على التعريض ، أي أنك تعرض المفعول لمعني الفعل :
وذلك مثل : أبعت المنزل : عرّضته للبيع. _ أرهنت المتاع : عرّضته للرهن.
8 ـ الدلالة على أن الفاعل قد صار صاحب شي ء مشتق من الفعل : وذلك مثل : أثمر البستان : صار ذا ثمر.
9 ـ الدلالة على الوصول إلى العدد : وذلك مثل : أخمس العدد : صار خمسة. _ أتسعت البنات : صرن تسعا
2 ـ زيادة حرف من جنس عينه ، أي تضعيفها ليصير على وزن : فعّل ، مثل : كبّر ـ قدّم ـ ربّي ـ روّح.
المعاني التي يزاد لها تضعيف العين (فعّل) :
وأشهر هذه المعاني :
1 ـ الدلالة على التكثير والمبالغة : وذلك مثل : طوّف : أكثر الطواف._ قتّل : أكثر القتل.
2 ـ التعدية ، وذلك مثل : فرح زيد ، وفرّحته._ خرج زيد ، وخرّجته.
3 ـ الدلالة على التوجه ، مثل : شرّق : توجه شرقا._ غرّب : توجه غربا.
4 ـ الدلالة على أن الشي ء قد صار شبيها بشي ء مشتق من الفعل ، مثل : قوّس فلان : صار مثل القوس._
حجّر الطين : صار مثل الحجر.
5 ـ الدلالة على النسبة ؛ مثل : كفّرت فلانا : نسبته إلى الكفر._ كذّبته : نسبته إلى الكذب.
6 ـ الدلالة على السلب : مثل : قشّرت الفاكهة : أزلت قشرتها._ قلّمت أظافري : أزلت قلامتها.
7 ـ اختصار الحكاية وذلك مثل : كبّر : قال الله أكبر._ هلّل : قال لا إله إلا الله.
3 ـ زيادة ألف بين الفاء والعين ليصير على وزن : فاعل
مثل : جادل ـ دافع ـ واعد ـ ناجي .
* المعاني التي تزاد لها الألف بين الفاء والعين (فاعل).
1 ـ المشاركة وهي الدلالة على أن الفعل حادث من الفاعل والمفعول معا ، فأنت إذا قلت مثلا :
ضرب زيد عمرا. كان معني هذه الجملة أن زيدا ضرب عمرا ، أي أن الضرب حادث من زيد وحده أما إذا قلت :
ضارب زيد عمرا. كان معني الجملة أن زيدا ضرب عمرا كما أن عمرا ضرب زيدا ، فالضرب حادث من الاثنين.
2 ـ المتابعة ، وهي الدلالة على عدم انقطاع الفعل ، مثل : واليت الصوم _ تابعت الدرس.
3 ـ الدلالة على أن شيئا صار صاحب صفة يدل عليها الفعل ، مثل : عافاه الله : جعله ذا عافية_ كافأت زيدا : جعلته ذا مكافأة.
ثانيا ـ مزيد الثلاثي بحرفين :
إذا زيد الثلاثي حرفين فإنه يأتي على خمسة أوزان هي :
1 ـ انفعل : بزيادة الألف والنون مثل : انكسر ـ انفتح ـ انقاد ـ انمحي .
وهذا الوزن لا يكون إلا لازما مثل : انطلق ، فإذا كان الثلاثي المجرد متعديا وزيد ألفا ونونا صار لازما ، وفائدة المطاوعة أن أثر الفعل يظهر على مفعوله فكأنه استجاب له ، ولذلك سميت هذه النون نون المطاوعة ، مثل : كسرت الشي ء فانكسر.
2 ـ افتعل : بزيادة الألف والتاء مثل : افتتح ـ افترش ـ اشتاق ـ اصطبر ـ اتّخذ ـ اتّقي ـ ادّعي ـ امتدّ.
وأشهر معانيه :
ـ المطاوعة ، وهو يطاوع الفعل الثلاثي ، مثل : جمعته ، فاجتمع ، ولفتّه فالتفت.
ـ الاشتراك ، مثل : اقتتل زيد وعمرو._ اختلف زيد وعمرو.
ـ الاتخاذ ، مثل : اكتال : اتخذ كيلا _ اذّبح : اتخذ ذبيحة.
ـ المبالغة في معني الفعل ، مثل : اقتلع ـ اكتسب ـ اجتهد.
3 ـ تفاعل : بزيادة التاء والألف مثل : تقابل ـ تناوم ـ تبايع ـ تشاكي ـ اثّاقل
: وأشهر معانيه :
ـ المشاركة بين اثنين فأكثر ، مثل : تقاتل زيد وعمرو.
ـ التظاهر ، ومعناه الادعاء بالاتصاف بالفعل مع انتفائه عنه ، مثل : تناوم ـ تكاسل ـ تجاهل ـ تعامي .
ـ الدلالة على التدريج أي حدوث الفعل شيئا فشيئا ، مثل : تزايد المطر. تواردت الأخبار.
ـ المطاوعة ، وهو يطاوع وزن (فاعل) مثل : باعدته فتباعد. واليته فتوالى .
4 ـ تفعّل : بزيادة التاء وتضعيف العين مثل : تكبّر ـ تقدّم ـ توعّد ـ تزكّي .
ـ المطاوعة ، وهو يطاوع (فعّل) مثل : أدبته فتأدب ـ علمته فتعلمّ.
ـ التكلف ، وهو الدلالة على الرغبة في حصول الفعل له واجتهاده في سبيل ذلك ، ولا يكون ذلك إلا في الصفات الحميدة مثل : تصبّر ـ تشجّع ـ تجلّد ـ تكرّم.
ـ الاتخاذ : مثل : تسنم فلان المجد : اتخذه سناما.
ـ التجنب : وهو دلالة على ترك معني الفعل والابتعاد عنه مثل : تهجّد : ترك الهجود. تأثم : ترك الإثم.
5 ـ افعلّ : بزيادة الألف وتضعيف اللام مثل : احمرّ ـ اصفرّ ـ اسودّ ـ ارعوي
وهذا الوزن لا يكون إلا لازما ، ويأتي من الأفعال الدالة على الألوان والعيوب بقصد المبالغة فيها مثل :
اسمرّ ـ ابيضّ ـ اعرجّ ـ اعورّ.
ثالثا ـ مزيد الثلاثي بثلاثة أحرف :
ويأتي على أربعة أوزان هي :
1 ـ استفعل : بزيادة الألف والسين والتاء مثل : استغفر ـ استمدّ ـ استوزر ـ استقام ـ استرضي .
ـ الطلب : مثل : استغفر : طلب الغفران.
ـ التحول والتشبه : مثل : استحجر الطين : صار حجرا.
ـ اعتقاد الصفة : مثل : استكرمته : اعتقدته كريما.
ـ المطاوعة ، وهو يطاوع (أفعل) مثل : أحكمته فاستحكم.
ـ اختصار الحكاية ، مثل : استرجع : قال إنا لله وإنا إلىه راجعون.
2 ـ افعوعل : بزيادة الألف والواو وتكرير العين مثل : اخشوشن ـ اغدودن.
3 ـ افعالّ : بزيادة ألف الوصل ، ثم ألف وتكرير اللام ، مثل : احمارّ ـ اخضارّ.
4 ـ افعوّل : بزيادة الألف وواو مضعفة ، وهو يستعمل قليلا ، مثل :
اجلوّز (أي أسرع) ـ اعلوّط (أي تعلق بعنق البعير.)
أما (استفعل) فله معان أشهرها :
ب ـ مزيد الرباعي
أ ـ الرباعي الذي يزاد حرفا واحدا
فيأتي على وزن واحد هو (تفعلل) بزيادة تاء في أوله. وهو يدل على مطاوعة الفعل المجرد وذلك مثل : دحرجته فتدحرج ـ بعثرته فتبعثر.
ب ـ الرباعي الذي يزاد حرفين فيأتي على وزنين :
1 ـ افعنلل : بزيادة الألف والنون ، وهو يدل أيضا على مطاوعة الفعل المجرد ، مثل :
حرجمت الإبل (أي جمعتها) فاحرنجمت.
2 ـ افعلّل : بزيادة الألف ولام ثالثة في آخره ، ويدل على المبالغة ، مثل :
اطمأنّ ـ اقشعرّ ـ اكفهرّ.