قصة السامري
قصة السامري هو رجل كان يعيش وسط قبيلة بني إسرائيل ولكنه لم يكن منهم، فهو كان ينتمي إلى أهل باجرمي ويعرف ذلك الرجل بين الناس بهذا الاسم، تعرف معنا في هذا المقال عن مضمون تلك القصة، بالإضافة إلى تناول عدد من النقاط المتعلقة بها.
قصة السامري
السامري هو رجل يسكن في قبيلة بني إسرائيل قام بصنع عجل ثم بعد ذلك دعى قوم بني إسرائيل إلى عبادته بعد أن نجى الله سبحانه وتعالى بني إسرائيل من جبروت وطغيان فرعون وحاشيته.
في ذات يوم وهم يسيرون في الطريق رأوا مجموعة من الناس يعبدون العجل دون الله عز وجل.
فقال بني إسرائيل لموسى عليه السلام أصنع لنا إله نعبده يكون مثل هذا العجل.
فاستغرب موسى عليه السلام من أمر قومه، حيث لم يمضي الكثير من الوقت على تخلصهم من فرعون فوجه نبي الله موسى تنبيه وتحذيره لبني إسرائيل لما يصدر منهم من جهل.
بعد ذلك انطلق موسى عليه السلام لمقابلة ربه على جبل الطور، حيث يعرف ذلك اليوم باسم يوم الميعاد لأن الله تعالى وعد نبيه بأن يكلمه، لذلك يعرف موسى عليه السلام باسم كليم الله.
يقول عز وجل في كتابه الكريم في سورة طه: “يا بني إسرائيل قد أنجيناكم من عدوكم وواعدناكم جانب الطور الأيمن ونزلنا عليكم المن والسلوى.
( وما أعجلك عن قومك يا موسى * قال هم أولاء على أثري وعجلت إليك رب لترضى قال فإنا قد فتنا قومك من بعدك وأضلهم السامري)”.
وفي ذلك الوقت ترك موسى عليه السلام أخاه هارون مع قوم بني إسرائيل ليعظهم وينهاهم عن الشرك بالله وكان يوجد مع قوم بني إسرائيل رجلًا سامري، فقد كان ذلك الرجل يتظاهر بالإيمان والتوحيد بالله عز وجل ولكنه كان كافرًا وكان قلبه غير مؤمن بالله تعالى وممتلئ بالنفاق والخبث.
حيث رأى ذلك الرجل الملائكة التي نزلت على الأرض في الوقت الذي غرق فيه فرعون وحاشيته كما أنه رأى أيضًا الفرس الذي كان يركب عليه جبريل عليه السلام.
فقد كان كل مكان يدوس عليه ذلك الفرس في الأرض يخضر ويخرج منه العشب، فأخذ بعض التراب من أثر ذلك الفرس واحتفظ به عنده.
وكان يعلم ذلك الرجل أن قوم بني إسرائيل قد استعاروا من فرعون بعض الذهب فطلب منهم أن يحضروا له الذهب المتواجد لديهم لكي يخلصهم من موسى عليه السلام.
وبعد أن جمع الذهب قام بصهره وصوره على هيئة عجل، وبعد أن انتهى من صنعه جاء بالتراب المحتفظ به من أثر الفرس وألقاه عليه وبعد ذلك خرج من ذلك العجل صوت الخوار؛ وهو الصوت الذي يصدر من العجول والأبقار.
وفي تلك اللحظة وجه السامري سؤاله إلى قوم بني إسرائيل وقال لهم هل تعلمون ما هذا.
فقالوا له لا نعلم، فرد عليه وقال هذا إله موسى وإلهكم.
حيث يقول رب العزة في كتابه العزيز لوصف ذلك الموقف:
“فأخرج لهم عجلًا جسدًا له خوار فقالوا هذا إلهكم وإله موسى فنسى”.
عندما سمع هارون بذلك الأمر قال لقوم بني إسرائيل اتقوا ربكم وارجعوا إليه. فلم يستمعوا إلى كلام هارون وبدءوا يلتفون حول ذلك العجل وبالفعل بدأ قوم بني إسرائيل في عبادة العجل وابتعدوا مرة ثانية عن عبادة الله عز وجل.
فيقول رب العزة في كتابه الكريم “ولقد قال لهم هارون من قبل يا قوم إنما فتنتم به وإن ربكم الرحمن فاتبعوني وأطيعوا أمري.
قالوا لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى”.
فانتظر هارون رجوع أخيه موسى بعد التقائه مع ربه.
و بعد أن رجع موسى عليه السلام عاتب بني إسرائيل على فعلتهم هذه، فيقول الله تعالى على لسان نبيه : “فرجع موسى إلى قومه غضبان أسفًا قال يا قوم ألم يعدكم ربكم وعدًا حسنًا.
أفطال عليكم العهد أم أردتم أن يحل عليكم غضب من ربكم فأخلفتم موعدي”.
فرد عليه قوم بني إسرائيل وقالوا له نحن لم نخلف موعدنا معك، ولكننا كنا نمتلك أوزارًا من الذهب فأخذها السامري وصنع لنا بها عجلًا.
بعد ذلك ذهب نبي الله موسى عليه السلام إلى أخيه يقول له يا هارون ألم أقل لك أن تدعوهم للهداية وعبادة الله، فلماذا لم تفعل ذلك عندما وجدتهم ضلوا طريقهم.
فقال له هارون يا أخي إن هؤلاء القوم لم يستمعوا لي وقاموا بتهديدي وحاولوا أن يقتلوني فلا تشمت يا أخي الأعداء في أمري.
يقول الله تعالى على لسان نبيه موسى وهارون عليهما السلام في سورة طه:
“قال يا هارون ما منعك إذ رأيتهم ضلوا * ألا تتبعن أفعصيت أمري.
قال يا ابن أم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل ولم ترقب قولي”.
بعد أن أنهى موسى عليه السلام حديثه مع أخيه هارون اتجه إلى السامري وقال له ما أمرك يا سامري.
فحكى له السامري ما قام بفعله، وبعد أن انتهى من كلامه قال له موسى عليه السلام الحياة ملكك يا سامري.
وأمره بأن يخرج من قبيلة بني إسرائيل ولا يقترب منهم ولا هم يقتربوا منه ويوم القيامة سوف يلقى جزاء ما فعل عند ربه.
أما بالنسبة إلى العجل الذي صنعه فسوف يتم صهره وفي النهاية سوف يتم إلقائه في البحر.
وكان حكم الله تعالى على من آمن بذلك العجل أن يتوب ويرجع إليه أو أن يقتل بعضهم بعضًا، وبالفعل أخرج البعض منهم السيوف وقتلوا بعضهم.
حيث يقول رب العزة في كتابه الكريم على لسان موسى عليه السلام:
“قال فما خطبك يا سامري * قال بصرت بما لم يبصروا به فقبضت قبضة من أثر الرسول فنبذتها وكذلك سولت لي نفسي قال فاذهب فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس وإن لك موعدًا لن تخلفه وانظر إلى إلهك الذي ظلت عليه عاكفًا لنحرقنه ثم لننسفنه في اليم نسفًا”
الدروس المستفادة من قصة السامري
تحتوي تلك القصة على الكثير من العبر التي يمكن الاستعانة بها في أمور الحياة والتي من أهمها ما يلي:
القيام بدراسة الموقف والاستقصاء والتحري من أجل الوصول إلى الحقيقة كما فعل موسى عليه السلام حين سمع بقصة السامري.
أن الله سبحانه وتعالى يختبر عباده أكثر من مرة لكي يعرف قوة إيمانهم به، حيث إنه يجب على العبد المؤمن أن يتحلى بالثبات والصبر حتى يلاقي ربه.