قصة الأرنب الذكي
في قديم الزمان كان يا مكان بجانب تلك التلة مساحات شاسعة خضراء من جميع ألوان الزهور العطرة، يفوح منها شذى منعش وعطره غريب.
كان الأرنب البري يقفز ويلعب بكل قوة، يدخل جحره ويخرج، يأكل من الأعشاب وهو ينظر حوله بكل حذر وانتباه، أن يكون هناك أي عدو له من الحيوانات المفترسة.
هدأ حينا من الزمن ونظر فوق التلة، فوجد ثعلبا فوقها، وهو ينظر إليه ويترقبه بكل اهتمام
قال في سره: من أين جاء هذا المخادع؟ إذا اقترب نحوي سوف أعلمه درسا قاسيا.
دخل جحره وأوصى فراخه الأرنب الصغار أن لا يظهر أحد منهم خارج الجحر أبدا مهما صار.
وخرج وهو يقفز ويلعب، ويشغل نفسه وكأنه لا يرى الثعلب، ولا يعرف مكانه، فأخذ الثعلب يسير ببطء شديد حتى لا يشعر به الأرنب فيثب عليه ويأكله لأنه جائع.
اقترب الثعلب من الأرنب قليلا
وقال له: مرحبا يا صديقي العزيز، أنا أحبك وأحب منظر شعرك الناعم، وأتمنى أن تقترب مني كي ألمسه وأعرف كم هو ناعم وجميل.
قال الأرنب: هناك بعض الأعمال أحب أن تقوم بها قبل أن أوثق صداقتي معك.
قال الثعلب: أنا حاضر ماذا تريد مني؟
قال الأرنب: أغمض عينيك جيدا، لأعرف أنك صادق.
فأغمض الثعلب عينيه، فقفز الأرنب بخفة مسرعا، ووضع حجرا على ذيل الثعلب، ودخل جحره، وخرج من فتحة ثانية، لأن جحره له كثير من المنافذ ونادى من بعيد للثعلب، افتح عينيك.
فتح الثعلب عينيه، فوجد الأرنب يقف بعيدا عنه، فتحرك فإذا به يشعر بثقل على ذيله، أراد أن يركض وراء الأرنب لمم يخلص نفسه من الحجر إلا بصعوبة
فاغتاظ كثيرا، وقال للأرنب أتمزح معي يا صديقي، أنا أسامحك اقترب مني قليلا.
قال الأرنب: أريدك أن تنظر إلى السماء، فتجدني أمامك.
نظر الثعلب إلى السماء والأرنب يقول له: انظر جيدا وأرجع رأسك إلى الهلف، ومازال الثعلب يرجع إلى الوراء حتى انقلب على ظهره
فضحك الأرنب وقال: هل آلمك ظهرك يا صديقي؟
قال الثعلب: لا أبدا فأنا أتحمل مزاجك يا صديقي وهو يعد نفسه بأكله، ويقول في سره سوف أصل لك وآكلك مهما صار، إنك وجبة شهية.
قال الأرنب: تعال نتسابق.
قال الثعلب: حاضر، والأرنب يقف بعيدا عن الثعلب، وركضا في وقت واحد، الثعلب يركض، وكان يرى الأرنب يغيب أحيانا.
كان لجحر الأرنب عدة مداخل، يدخل من الأول ويخرج من الآخر، فيحتار الثعلب أين يختفي الأرنب، فسبقه الأرنب.
تعب الثعلب وقال: لماذا أنت بعيد عني لا تخف، فأنا لن آكلك، فأنت صديقي.
قال الأرنب: أنا هكذا أحب أن أكون بعيدا عن الكل. وقال أيضا البرد قارس، أريد أن أشعل نارا كي نتدفأ، أشعل نارا.
قال الأرنب: هيا نقفز فوق النار، لنرى من الأقوى.
قال الثعلب: النار خطرة أنا لا أحبها.
قال الأرنب: إذا أنت لست صديقي.
قال الثعلب: أنا صديقك على شرط، أم تجلس بجانبي.
قال الأرنب بعد القفز فوق النار، قفز الأرنب وهو صغير وخفيف، ولكن الثعلب اقترب من النار بحذر وهو خائف، محبة بمسايرة الأرنب حتى يأمن ويقترب منه
فقفز الثعلب ونسي ذيله الطويل الضخم، فاحترق ذيله، ركض مسرعا يبحث عن الماءليطفئ ذيله ويقول: لعن الله ذلك الأرنب الخبيث، أعانني الله على الجوع، سوف آكله في المرة القادمة.
وبقي الأرنب يقفز ويلعب ويقول للثعلب مع السلامة يا صديقي، ودخل جحره فرحا معجبا بنفسه