تعبير عن المعلم
المعلم
المعلم هو شمس المعرفة التي تشع بنورها على الأرض لتزيح ظلام الجهل من عقول البشر وتزرع مكانها نور العلم والمعرفة وتنجلي الأذهان وتكتمل الصورة فيها
فبالعلم يتصدى أفراد المجتمع للشبهات التي تواجههم والفتن التي تحيط بهم فيبث المعلم القوة الكافية فيهم للتغلب على كل هذه العقابات التي قد تؤدي إلى ضياع الأمة وانحدارها.
والمعلم هو الشَّخص الذي تُبْنى فيه الأمم، فهو يخرِّج الطبيب والمهندس والوزير والكاتب والأديب، وهو تلك اليد البيضاء التي تَبني أهمّ ما على هذه الخليقة كلِّها، هو يبني الإنسان نفسه، كلُّ شيء قائم عليه، فيبني عقلًا وفكرًا، وتقول الأبياتُ الشعريّة:
يا شمعةً في زوايا الصفِّ تأتلقُ – * – * – * – تنيرُ دربَ المعالي وهي تحترقُ
لا أطفأ الله نورًا أنتَ مصدرُه – * – * – * – يا صادقَ الفجرِ أنتَ الصبحُ والفلقُ
فضل المعلم ومكانته
المعلم هو الشَّمعة التي تحترق فتصبُّ ما يذاب منها في عقول أجيالٍ سيجسّدون شخص ذلك المعلِّم عندما يكبرون، فتراهم يتهافتون على السلام عليه، وكأنَّه نبيٌّ يريدون التّبرُّك بلمسات منه، هو القدِّيس الذي لا يُخطِئ في أعينهم، فيكون مرجعهم الرُّوحيَّ والنَّفسيَّ والدّيني هي أشرف مهنةٍ على هذه الأرض، وهي مهنة الأنبياء، فكلُّ نبيٍّ بعث معلِّمًا، ولا ننسى المعلِّم الأول رسول الله محمدٌ -صلى الله عليه وسلم-، وعلى طالب العلم أن يحترم تلك المهنة التي ببقائها يُعلى من شأنِه، فيقدِّم له أسمى عبارات الشكر والامتنان.
المعلم هو الذي علّم الطبيب الذي يداوي آلامنا، وعلّم المهندس الذي بنا بيوتاً تأوينا من حر الصيفِ وبَرد الشتاء هو السببُ في كلِّ سبل السعادة والرخاء التي أضفت لحياتنا رونقاً وحاجات أساسية لم نعد نستطيع الاستغناء عنها.
المعلم الصادق هو الذي يفني عمله لكي يرتقي بطلابه ويرتفع بهم إلى عنان السماء لكي يغرفوا العلم والمعرفة التي تنير لهم الطريق فيسيرون دون تخبط وترفع عنهم الجهالة ويميزوا بها الحق من الباطل والغث من السمين والعلم من الشبهة.
المعلم الروحي هو الأب الذي لا يمل من أبنائه يستمع لهم يُجيب عن أسئلتهم دون انقطاع لا يمل من كثرة الأسئلة المطروحة فهو يريد أن يشبع غرائزهم من العلم لتتفطر قلوبهم به وتمتلئ صدورهم منه فقلبه صافٍ يعرف المعروف ولا ينكر الحق.
المعلم العادل هو الذي يملأ قلوب طلابه بالعدل والرحمة والحكمة فلا يظلم طلابه فهو القدوة الحسنة لهم لا ينحاز لطالب دون آخر فهو يدرك الفوارق العلمية بين الطلاب فيعلم مواطن الضعف فينميها ويعلم مواطن التفوق فيحث عليها ويدرك ظروف طلابه وحالهم على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي ويوليه الاهتمام والرعاية بتقديم ما يلزم إن لزم.
ولا يتَّسع المقام لذكر مناقبه كلِّها، ولا يكفيه موضوع تعبير عن المعلم فقط، بل لو سطِّرت الحروف، وحفرت الكلمات، ووُقفت المجلَّدت لإيفائه حقّه لما استطاع أحدٌ أن يعطيَه جزاء وقفةٍ من وقفاته تلك، إنّه المعلم، رسول الحقِّ، وباني أممٍ برمَّتها.
واجبنا نحو المعلم
يجب على الطلاب احترام معلمهم فهو الأب والصديق لهم وهو من يدفع بهم نحو الهدى والنور يرشدك لكل ما هو صحيح ومفيد كما ينبغي على الطلاب أن يتعاونوا مع معلمهم بتسهيل سير العملية التعليمية وعدم إعاقتها وتزويد المعلم بما يلزم من المعلومات المهمة التي قد يراها الطلاب ولا يمكن أن يراها المعلم لكي يقوم بمتابعتها ووضع الحدود لها لكي لا تتفاقم.
يجب على الطلاب الإصغاء الجيد لما يمليه المعلم عليهم لكي يقوموا بأخذ كل ما يدور في عقله فيتعلمون منه كل ما حاز من العلم ويقلدوه في سلوكه العلمي والعملي فيأخذون عنه الأدب فهو منارتهم في العلم ودلالتهم في المعرفة وطريقهم إلى الحق.
يقع على عاتق المؤسسات التعليمية دوراً كبراً تجاه المعلم فهم يحفظون الحقوق ويدافعون عنهم في وجه من يسعى إلى تشويه سمعتهم والتقليل من شأنهم أو السعي ورائهم والتدخل في مجال عملهم فمن مهام المؤسسة الذب عن المعلم والحفاظ عليه لرفع كفاءة التعليم والحفاظ عليها.