تعبير عن البيئة
قال الله تعالى: (أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ۗ)،
البيئة هي كل ما يحيط بنا من نطاق مائي، وهوائي، أو يابسة، بجميع مكوناتها الحية وغير الحية، فالبيئة ملاذ الإنسان ومكان عيشه وممارسة نشاطاته، فإن صلُحت عاش الإنسان بسلام وصحة وإن فسدت أو اختلت عناصرها توالت على البشرية المشاكل بأنواعها، ومن أجل ذلك بُذلت الجهود وأُنشئت المؤسسات والمنظمات البيئية التي تهدف إلى حمايتها والحفاظ على عناصرها.
تنقسم البيئة إلى بيئة طبيعية تتجلى في المظاهر التي خلقها الله لنا مثل الصحارى والجبال والأنهار والبحار والمروج وغيرها، وبيئة مشيّدة أنشأها الإنسان ووضع العلاقات التي تنظمها، فالبيوت والمساكن ووسائل المواصلات من الأمثلة عليها، والطبيعة بنوعيها تحتاج من الإنسان إلى العناية والرعاية لضمان سير عناصرها وفق نظام متزن من غير خلل، فوقوع أي خلل في العلاقة التي تربط عناصر البيئة في بعضها البعض سيؤدي إلى مشاكل بيئية خطيرة تؤثر على سلامة الإنسان وصحته، ومن أمثلة ذلك ما نشهده اليوم من أمطار حمضية تسبب تآكل التربة وتؤذي بدورها الحيوانات والنباتات وثمارها، وتلوث الهواء من حولنا وما يسببه من أمراض تنفسيّة وغيرها، بالإضافة إلى تلوّث الماء الذي يسبب العديد من الأمراض الخطيرة التي تودي بحياة المثيرين سنوياً، حتى أنّ الحيوانات قد تأثرت بسلوكات الإنسان الخاطئة وعدم حرصه على الكثير من الأمور التي تؤثر سلباً على هذا الحيِّز الذي نعيش فيه.
حماية البيئة من أهمّ الأولويّات التي يجب أن يُنظر إليها بوصفها ضرورةً ملحّةً لا بدّ منها، وهي غايةٌ يجب العمل عليها سواءً على مستوى الفرد، والمجتمع، والدولة، وعلى مستوى العالم أجمع؛ إذ إنّ حمايتها من الأمور المتعلّقة بسلامة الحياة على كوكب الأرض، وإمكانيّة العيش عليه دون التعرّض إلى الكثير من المشاكل والكوارث البيئيّة والأمراض.
من أهمّ مميّزات البيئة أنّها مترابطة العناصر؛ إذ لا يمكن فصل بيئةٍ في مكانٍ معيّنٍ عن البيئة في مكانٍ آخر، لذلك يجب أن تكون حمايتها وفق خطةٍ متكاملةٍ وشاملةٍ للمناطق والبيئات جميعها، سواءً كانت بيئةً بريّةً، أو بحريّةً، أو بيئةً متعلقةً بحماية الهواء والغلاف الجويّ، وبهذا تضمن هذه الطريقة حمايةً شاملةً لمكوّناتها جميعها.
توجد عدّة خطواتٍ تضمن حماية البيئة، من أهمّها: عدم وضع أيّ ملوّثاتٍ سواءً كانت ملوّثاتٍ سائلةً، مثل: المواد الكيميائيّة، والنفط في التربة، ومياه البحار، أو مكوّناتٍ صلبةً، مثل: الملوّثات العضويّة، والمعادن الثقيلة، والموادّ البلاستيكية صعبة التحلّل، أو مكوّناتٍ غازيّةً، مثل: الأبخرة المتصاعدة من فوّهات المصانع والسيّارات، والمفاعلات النوويّة، وغيرها.
تتسبّب الملوّثات التي تُقذف في مياه البحار بتدمير البيئة البحريّة، وموت الكائنات الحيّة فيها، مثل: الأسماك، والحيتان، وغيرها من المرجان، والنباتات البحريّة، كما أنّ تصريف مياه الصرف الصحيّ إلى مياه الأنهار والبحار والمحيطات يتسبّب بتلويث المياه، وتغيير خصائصها، وهذا يشكّل خطراً حقيقياً على التوازن البيئيّ.
حماية البيئة من أهمّ القضايا التي نادت بها الشرائع السماويّة على اختلافها، وخصوصاً الإسلام الذي جعل حمايتها عبادةً، وعدّ رميَ القاذورات والأوساخ فيها من الأفعال التي تستوجب العقوبة، وينال فاعلها الإثم، لذلك يجب علينا جميعاً أن نتكاتف لحماية البيئة، ومنع الضرر الذي قد يصيبها؛ حيث يقول الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (لا ضررَ ولا ضِرارَ)