أشهر شعراء العرب في العصر الحديث

برز في العصر الحديث عدد كبير من الشعراء الذين أغنوا مصادر الأدب العربي بأشعارهم على اختلاف أنواعها وأشكالها الفنيّة، من الشعر العموديّ والشعر النثريّ والشعر الحر، وتُورد الدراسة أبرز الشعراء مع قصائد من العصر الحديث، مُوزّعين تبعًا لأقطارهم على النحو الآتي:

شعراء مصر في العصر الحديث

تزامنت مع الثورة العرابية في مصر ثورة أدبية أسفرت عن نهضة إبداعية شعريّة يقودها عدد كبير من شعراء مصر، ومن أبرزهم:

الشاعر أحمد شوقي

وُلد في عام 1868م وتُوفّي سنة 1932م، وقد كانت حياته زاخرة بما قدّمه من شعر، وبُويع كأمير للشعراء عام 1927م؛ لبراعته في نظم الشعر، ولعلّ فوزه بإمارة الشعر كانت حافزًا كبيرًا له لدعم نظمه المسرحيّ، ويعدّ أحمد شوقي من أشهر الشعراء الملحميّين العرب، إذ اشتُهر بنظْمه للشعر المسرحّي، ومن أبرز مسرحياته: عنترة، وكليوباترا، ومجنون ليلى

، ومن أشهر قصائده التي سار فيها على النهج القديم شكلًا ومضمونًا، قصيدته في مدح النبيّ صلّى الله عليه وسلم ، ويقول فيها:

وَاِدعُ الَّذي جَعَلَ الهِلالَ شِعارَهُ  * * * * * * يَفتَح عَلى أُمَمِ الهِلالِ وَيَنصُرِ

وَتَوَلَّ في الهَيجاءِ جُندَ مُحَمَّدٍ  * * * * * * وَاِقعُد بِهِم في ذَلِكَ المُستَمطَرِ

يا مِهرَجانَ البَرِّ أَنتَ تَحِيَّةٌ  * * * * * * لِلَّهِ مِن مَلَإٍ كَريمٍ خَيِّرِ

هُم زَيَّنوكَ بِكُلِّ أَزهَرِ في الدُجى * * * * * *وَاللَهُ زانَكَ بِالقَبولِ الأَنوَرِ

الشاعر أمل دنقل

وُلِد أمل دنقل في قرية صعيديّة من قرى مصر عام 1940م، وكان ميلاده بمثابة بشارة لوالده الذي حصل على إجازة عالميّة، ممّا دفعه لتسميته “أمل” تيمُّنًا بالنجاح الذي حقّقه، ويبدو أنّ أمل دنقل قد ورث شاعريّته عن أبيه؛ إذ كان ينظم الشعر العموديّ، ويمتلك مكتبة تزخر بأنواع الكتب.

هو على الرغم من تأثُّره بوالده وطابعه الشعريّ، إلّا أنّ ذاته المُبدعة كانت عامله الأساسيّ الذي يدفعه للنجاح واقتحام كلّ ما هو جديد، فقد كان مُولعًا بالمثيولوجيا، فقام بتوظيفها في شعره بالإضافة إلى رموز التراث العربيّ، أصابه مرض السرطان، فتوفّي وهو في الثالثة والأربعين من عمره عام 1983  وله قصيدة يصف فيها لوعة المرض ومُكابدة آلامه الجسديّة والنفسيّة يقول فيها:

في غُرَفِ العمليات

كان نِقابُ الأطباءِ أبيضَ

لونُ المعاطفِ أبيض

تاجُ الحكيماتِ أبيضَ أرديةُ الراهبات

الملاءاتُ

لونُ الأسرّةِ أربطةُ الشاشِ والقُطْن

المنوِّمِ أُنبوبةُ المَصْلِ

كوبُ اللَّبن

كلُّ هذا يُشيعُ بِقَلْبي الوَهَنْ.

كلُّ هذا البياضِ يذكِّرني بالكَفَنْ!

الشاعر حافظ إبراهيم

وُلد حافظ إبراهيم في ديروط في أسيوط سنة 1872م، وقد توفّي سنة 1932م، لُقّب بشاعر النيل وشاعر الشعب، عاصر حافظ إبراهيم أمير الشعراء أحمد شوقي، وكان ممّن شهدوا لشوقيّ بإمارة الشعر والشعراء، كتب حافظ إبراهيم شعرًا كلاسيكيًّا نابعًا من التراث العربيّ الذي كان على اطّلاع دائم عليه.

ولم يكن قُربه من أحمد شوقي قربًا ماديًا اجتماعيًا وحسب، وإنّما كان قربًا فكريًا ذائقيًا، فقد كان حافظ إبراهيم من روّاد مدرسة الإحياء، ومن أبرز المحافظين على النهج التقليديّ للقصيدة العربية، إلا أنّه تميّز عن شوقيّ بأنّه كان شاعرًا مطبوعًا، لا يكتب الشعر لمجرد أنّه يريد أن يكتب شعرًا ، كما أنّ عباراته الشعريّة كانت أسهل وأقرب إلى إدراك العامّة من عبارات شوقي؛ وذلك لأنّه كان يحسّ إحساسًا قويًا بأنّه يخاطب الشعب في مجموع مثقّفيه وقارئيه وعامّته، ومن أبرز قصائده:

بَكِّرا صاحِبَيَّ يَومَ الإِيابِ  * * * * * *  وَقِفا بي بِعَينِ شَمسٍ قِفا بي

إِنَّني وَالَّذي يَرى ما بِنَفسي  * * * * * * مَشوقٌ لِظِلِّ تِلكَ الرِحابِ

يا أَمينًا عَلى الحَقيقَةِ وَالإِف  * * * * * * تاءِ وَالشَرعِ وَالهُدى وَالكِتابِ

شعراء العراق في العصر الحديث

عُرف العراق في العصر الحديث ببلد الشعراء؛ نظرًا لكثرة شعرائه الذين مزجوا في قصائدهم بين عراقة الماضي وتطلُّع الآتي، ومن أبرزهم:

بدر شاكر السياب

وُلد بدر شاكر السيّاب في قرية جيكور في مدينة البصرة جنوب العراق سنة 1926م، كان رجلًا ضئيلًا نحيل الجسم قصير القامة ذو ملابس فضفاضة، وهو من أشهر الشعراء العراقيّين، ومن أشهر شعراء العرب في العصر الحديث الذين رفعوا لواء الشعر الحرّ وكتبوا بالتّفعيلة الواحدة جلَّ قصائدهم

اتّسم شعر السياب بربطه في كثير من الأحيان بأساطير بلاد الرافدين القديمة، وعاش يصف جمال الأرياف والبراري في البصرة، وتوفّي في سنٍّ مبكّر سنة 1964م، تاركًا في جعبة الأدب قصائد تُكتب بماء الذهب ، وقد نظم السياب في نوعي الشعر الحرّ والعموديّ، ومن أعذب قصائده:

وكنا لوحتي نافذة في هيكل الحب  * * * * * * لو لم نفترق لم ينفذ النور إلى القلب

وكنا كجناحي طائر في الأفق الرحب  * * * * * * فلولا النشر والتفريق لارتد إلى الترب

الشاعر معروف الرصافي

وُلد في بغداد سنة 1877م وتُوفّي سنة 1945م، نشأ في مدينة الرصافة وتتلمذ على يدي الإمام محمود شكري الآلوسي، ودرس على يديه علوم العربية وغيرها من العلوم مدّة عشر سنوات، بعد ذلك اشتغل بالتّعليم ونظم أروع قصائده، حتى قيل إنّ معروف الرصافي يعدّ بحقّ شاعر العراق في عصره بلا منازع.

كانت قصائده نابعة من ذاته التي تعلّقت بالعلم والمعرفة، فكثيرًا ما كان يتغنّى بالعلم والمعرفة، ومرتبطة أشدّ ارتباطًا بقضايا أمّته التي تغنّى بأمجادها ودافع عنها، لا سيّما بعد احتلال الإنجليز للعراق، ومن أبرز ما قاله من الشعر فيها:

مَن مُبلغ المنصور عن بغداد  * * * * * * خَبَرًا تَفيض لمثله العَبَرات

أمست تُناديه وتَندبُ أربُعًا  * * * * * * طَمَست رسوم جمالها الهَبَوات

وتقول يا لأَبي الخلائف لو ترى  * * * * * * أركان مجدي وهي مُنهدِمات

شعراء سوريا في العصر الحديث

لقد كان الشّعر في سوريا له طابعه الأيدولوجيّ؛ نظرًا لتأثُّر أصحابه بالوقائع والأحداث السياسية فيها، ومن أبرز هؤلاء الشعراء الأيدولوجيّين:

نزار قباني

نزار قباني من أشهر شعراء سوريا، وهو كاتب سوريّ ودبلوماسيّ، وُلد قباني في دمشق عام 1923م، ودرس الحقوق في جامعة دمشق، وأصبح سفيرًا لسوريا في عدد من الدول حول العالم، اشتهر بصفتِه شاعر المرأة الأوّل، فقد حمل على عاتقه قضايا المرأة العربيّة، وأخذ يكتب لها ويبدع فيها قبل أن يدخل عالم السياسة شعرًا.

أمضي حياته منفيًا بسبب الأوضاع السياسية التي مرّ بها، شأنه في هذا شأن كثير من الأدباء العرب في القرن الماضي، وقد تُوفِّي قباني عام 1998م في لندن منفيًا عن دمشق، ونُقل جثمانه إلى دمشق ودُفن فيها، وله دواوين كثيرة خلّدت أسمى قصائده، ومنها: قالت لي السمراء، وسامبا، وأنت لي ، ومن قصائده:

هل اختفت من لندن

باصاتها الجميلة الحمراء

وصارت النوق التي جئنا بها من يثربٍ

واسطة الركوب ،

في عاصمة الضباب؟

الشاعر عمر أبو ريشة

وُلد الشّاعر السوريّ عمر أبو ريشة في حلب في منبج عام 1910م، وسافر إلى إنكلترا لدراسة الكيمياء الصناعيّة، وقد اشتُهر عمر أبو ريشة بقصائدِه الوطنيّة التي جعلت منه واحدًا من أشهر شعراء العرب في العصر الحديث، ومواقفه الكبيرة ضد الاحتلال الفرنسي قبل الاستقلال التي تعكس شخصيّته، تُوفّي الشاعر في الرياض سنة 1990م، ودُفن في سوريا.

شاعر غنائي يمرح ويتألم ويعزف الحان الشعور، وشاعر قصصي ينظم في الشعر المسرحيّ، ومن أبرز القصائد التي وردت في ديوان عمر أبو ريشة قوله:

هنا في موسم الوردِ

تلاقَيْنا بلا وَعْدِ

وسِرْنا في جلال الصمتِ

فوق مناكبِ الخُلْدِ

وفي ألحاظنا جوعٌ

على الحرمان يستجدي!

شعراء فلسطين في العصر الحديث

حمل شعراء فلسطين على عاتقهم لواء القضية، فتحوّل الشعر على أيديهم إلى وسيلة للنشاط السياسي وموقد الثّورة ، ومن أبرز هؤلاء الشعراء:

محمود درويش

وُلد سنة 1941م، في قرية البروة في الجليل التي تقع على ساحل عكا، خرج مع أسرته من بلده لاجئًا إلى لبنان، وعاد متسللًا معهم إليها وقت الهدنة سنة 1949م، انتسب بعد إنجازه للدراسة الثانوية للحزب الشيوعيّ الإسرائيليّ، وعمل في صحافة الحزب، وأحبّ فتاة إسرائيلية تُدعى ريتاو نظم فيها الكثير من قصائده.

عُرف محمود درويش بشعره الذي كان يدعو فيه لنبذ الحرب وإحلال السلام مع إسرائيل ضمنيًا تلبية لحاجات الإنسانية جمعاء للحياة والسلام، على الرغم ممّا يُوحيه من ارتباط بالأرض وتمسُّك بالحق الفلسطيني وتأييد للمقاومة، وله دواوين عديدة منها: عاشق من فلسطين، وعصافير بلا اجنحة، وآخر الليل[، ومن أبرز قصائده:

تمضي الحرب إلى جهة القيلولة، ويمضي

المحاربون إلى صديقاتهم متعبين وخائفين على

كلامهم من سوء التفسير: انتصرنا لأننا

لم نمت، وانتصر الأعداء لأنهم لم يموتوا

إبراهيم طوقان

وُلد في نابلس سنة 1905م لعائلة مرموقة، وهو الأخ الشقيق لرئيس الوزراء الأردنيّ الأسبق أحمد طوقان، والشاعرة فدوى طوقان، تتلمذ بعد إنهاء دراسته الثانوية على يدي نخلة زريق، كان شاعرًا وأديبًا بارعًا، ألبس قصائده روحًا وطنية وجعلها صوتًا للعروبة يُنادي باسم الحرية والقوميّة العربيّة، ولقّب بشاعر الوطنية وحارس الأرض فقد خضب بدماء قضيته الوطنية قصائده.

نظم قصائده في مختلف الاغراض الشعرية المعروفة، إلا أنّ السمة العامة التي غلبت عليها والغرض الاساسي الذي استحوذ على معظم قصائده هو الانتماء للوطن  فقد استثمر قصائده فجعلها سلاحًا يُقاتل به ويُقاوم قيود الاحتلال، فعبّر في شعره عن هموم الوطن وآلام أبنائه، لا سيّما في فترة احتلال الإنجليز، ومن قصائده:

أدموعُ النساء والأَطفالِ

تجرح القلب أم دموع الرجالِ

بلدٌ كان آمنًا مطمئنًا

فرماه القضاء بالزلزالِ

هزَّةٌ إثر هزَّةٍ تركته

طللًا دارسًا من الأَطلال

فدوى طوقان

شاعرة فلسطينيّة وُلدت سنة 1917م، وتعدّ بحقّ من أهم وأبرز شاعرات فلسطين في القرن العشرين، لقّبت بشاعرة فلسطين؛ لأنّ شعرها قد مثّل أساسًا قويًا للتجارب الأنثوية في الحب والثورة واحتجاج المرأة على المجتمع، ولعلّ ما عزّز ثوريّتها وقوّتها الانفعاليّة هو وضعها الاجتماعيّ، فعائلتها كانت ممّن ترفض انفتاح المرأة على الحياة العامّة، ممّا جعلها تترك دراستها.

وعلى الرّغم من الوضع الاجتماعيّ الصّعب الذي عاشته فدوى طوقان، إلا أنّها لم تكن من النّوع الذي يرضخ ويسلّم للواقع أمره، فقد عمدت إلى تثقيف نفسها من خلال القراءة  ، والاطّلاع على ألوان من الشعر قديمه وحديثه بمساعدة أخيها الشاعر الكبير إبراهيم طوقان، ولها مجموعات شعريّة ونصوص نثريّة متفرّقة، ومن أبرز قصائدها:

وحين تعود

يعود الوجود

يمد ذراعين مفتوحتين

إلي ويصبح قلبي خفيفًا

شعراء لبنان في العصر الحديث

تعدّ لبنان واحدة من المراكز الثقافية المهمة في الوطن العربي، ومنها برز شعراء تناولوا بشعرهم مختلف المواضيع العاطفيّة والاجتماعيّة والسياسية.

إيليا أبو ماضي

شاعر لبناني من شعراء المهجر وأحد مؤسّسي الرابطة القلميّة، وُلد سنة 1889م، نشأ في أسرة بسيطة الحال؛ لذلك لم يتمكّن من متابعة تعليمه بعد الابتدائية، ولمّا اشتد به الفقر انتقل إلى مصر مع عمّه بغية العمل بالتجارة، وهناك التقى بأنطون الجميل الذي أعجب بذكائه فدعاه إلى مجلّة الزهور ونشر له فيها أولى قصائده.

تفرغ إيليا أبو ماضي للشعر والصحافة، ونظم في مجالات عدّة كان من بينها الأغراض السياسية، إلا أنّه بسبب ذلك لم يسلم من مطاردة السياسيين له، أنشأ مجلة السمير، وخلّف عددًا كبيرًا من النّتاج الأدبيّ الشعريّ وكان من أبرزه: تذكار الماضي، الخمائل، الجداول، ومن أمثلة شعره:

لَو عَرَفنا ما الَّذي قَبلَ الوُجود

لَعَرَفنا ما الَّذي بَعدَ الفَناء

نحن لو كنا كما قالوا نعود

لم تخف أنفسنا ريب القضاء

إنما القول بأنا للخلود

فكرة أوجدها حب البقاء

جبران خليل جبران

وهو شاعر لبنانيّ وكاتب ورسَّام وواحد من مؤسّسي الرابطة القلميّة في المهجر، وُلد سنة 1883م في بلدة بشري، وانتقلَ إلى أمريكا وعاش فيها مهاجرًا مثل أغلب الشعراء المهجريّين، وهناك أسّس الرابطة القلمية في نيويورك رفقة إيليا أبو ماضي وميخائيل نعيمة وغيرهم، وقد اشتُهرت لجبران مؤلفات شعرية ونثرية عدة، وتُوفّي سنة 1931م[٦١]، ومن أبرز قصائده:

يا من أتتني بلا سلك رسالته * * * * *منظومة نظم إبداع وإتقان

لله زفرة مشتاق تناقلها  * * * * *رحب الأثير بخافي النبض حنان

قرأتها فشجاني صوت باعثها * * * *كأن في رأي عيني سمع آذاني

بشارة الخوري

وُلد في إهمج سنة 1885م، وتُوفّي فيها سنة 1968م، يعدّ من روّاد التجديد في الشعر المعاصر، ويمتاز شعره بالغنائيّة الرقيقة والكلمة المختارة بعناية فائقة، وصلت شهرته إلى الأقطار العربية وكرّم في لبنان والقاهرة، اقتبس المطربون قصائده وتغنّوا بها مثل: فريد الأطرش وأسمهان وفيروز ووديع الصافي، لُقّب بالأخطل الصغير لأنّ شعره يُشبه أشعار الأمويين ، ومن قصائده:

جفنه علم الغزل * * * * ومن العلم ما قتل

فحرقنا نفوسنا * * * * في جحيم من القبل

شعراء المغرب العربي في العصر الحديث

بدأ الشعر المغربيّ بالازدهار سنة 1930م إبّان الاستعمار الفرنسيّ؛ حيث منحته الحماية الفرنسية فرصة الانفتاح الثقافي ، ومن شعرائه:

أبو القاسم الشابي

هو شاعر تونسيّ لُقّب بشاعر الخضراء، وُلد في قرية الشابية سنة 1909م، كان رجلًا صالحًا تقيًّا يتنقل بين المسجد والمحكمة -التي عمل فيها قاضيًا- والمنزل، وكان أبو القاسم الشابي يُعاني من مرض في قلبه، وكأنه كان يدرك إثر تخرّجه من الجامعة أنّ قلبه منهك ومريض، غير أنّ أعراض المرض لم تكن تظهر عليه، إلا أنّ مع مرور الزمن وزواجه وعدم انصياعه لنصح الأطباء كان قد أوْدى به

كان شاعرًا وجدانيًا مجيدًا رغم صغر سنّه، وكان شعره يمتاز بالرومانسيّة وألفاظه سهلة قريبة من القلوب، وكانت عباراته الشعرية بلاغيّة جيّدة السّبك، وله قصائد مُغنّاة منها: إرادة الحياة، وإلى طغاة العالم  ومن قوله:

صبي الحياة الشقي العنيد

ألا قد ضللت الضلال البعيد

أتنشد صوت الحياة الرغيد

وأنت سجين بهذا الوجود

وتطلب ورد الصباح المخ

ضب من كف حقل حصيد

لقراءة المزيد عن حياة الشّاعر، يمكنك الاطلاع على المقال الآتي: نبذة عن أبو القاسم الشابي.

مفدي زكريا

هو شاعر الثّورة الجزائريّة ومؤلّف النّشيد الوطنيّ الجزائريّ، وُلد سنة 1908م، وتُوفّي سنة 1977م، اسمه زكرياء بن سليمان، ولقّبه صديقه مفدي وصار هذا اللقب اسم شهرة له، كان ناشطًا سياسيًا وثقافيًا، وامتازت قصائده بالحسّ الوطنيّ الثوريّ، له قصائد متفرقة، بالإضافة إلى ديوان شعر لا يزال مخطوطًا[٦٩]، ومن أبرز شعره:

جزائر يا مطلع المعجزات * * * * ويا حجة الله في الكائنات

ويا بسمة الرب في أرضه * * * * وجهه الضاحك القسمات

ويا وجهه في سجل الخلود * * * * تموج بها الصور الحالمات

شعراء السعودية في العصر الحديث

تعدّ السعودية وأرض الحجاز منطلق الشعر والإبداع في العصور القديمة، ولا تزال تلك الهمّة الإبداعية تلتهب بدعم من سلطاتها  ومن أبرز الشعراء فيها:

غازي القصيبي

هو غازي عبد الرحمن القصيبي، شاعر وأديب وسفير دبلوماسي ووزير سعوديّ، درس الثانوية في البحرين وأتمّ دراسة الحقوق في جامعة القاهرة، ثم حصل على درجة الماجستير في العلاقات الدوليّة من جامعة كاليفورنيا، وأتمّ دراسة الدكتوراه في العلاقات الدولية من جامعة لندن.

أطلق على الشاعر غازي القصيبي سندباد الشعر السعودي الحديث، فقد تمكن من ترجمة بعض اشعاره إلى اللغة الإنجليزية، من خلال ديوانه الشرق والصحراء، وتمكّن بذلك من الولوج إلى قلوب الجماهير الإنجليزية من القرّاء ومحبّي الشعر والمثقفين، وبدا شعره عفويًّا نابعًا من البيئة السعوديّة، صادقًا يُحاكي مكابدة الحياة العربية، ومن أبرز ما قاله من الشعر:

لك الحمد والأحلام ضاحكة الثغر * * * *  لك الحمد والأيام دامية الظفر

لك الحمد والأيام ترقص في دمي * * * *  لك الحمد والأتراح تعصف في صدري

محمد الجبرتي

هو محمد بن شريف بن عبيد الله الجبرتي، شاعر محاورة سعوديّ، وُلد في قرية الظبية سنة 1889م، نشأ في كنف والديه حتّى توفّاهما الله وهو في الرابعة عشرة من عمره، تحمّل مسؤولية نفسه في ظروف قاسة، اشتغل في رعي الأغنام ليعيل نفسه حتّى بدت ملامح نبوغه الشعري، ومن شعره:

يقول الجبرتي رد زين المثايل * * * * ورد المثايل بالحروف تعيب

فكرت في الدنيا وفكرت في البشر * * * * وأيامنا ولياليها تجريب

أشهر شعراء العرب في العصر الحديث

اقرأ في الموقع