فضل العشر من ذي الحجة

  عشر ذي الحجة من الأيام الفاضلة والمواسم العظيمة التي حثنا  الدين الإسلامي على اغتنماها بل هي أفضل الأيام بنص حديث خير الأنام محمد e

أولاً: في فضل العشر على الإجمال:

1- أقسم الله بها في كتابه الكريم

 فقال: (وَالْفَجْرِ* وَلَيَالٍ عَشْرٍ) [1]سورة الفجر “1، 2.

قال ابن عباس وابن الزبير ومجاهد وقتادة وغير واحد من السلف الليالي العشر المراد بها عشر ذي الحجة” [2]تفسير ابن كثير 7/539.

2- أنها الأيام المعلومات التي شرع الله ذكره فيها

قال تعالى: ( وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ.. ) [3]سورة الحج 27-28

والأيام المعلومات عند جمهور العلماء هي عشر ذي الحجة

روى الإمام البخاري في صحيحه قال ابن عباس: (ويذكروا اسم الله في أيام معلومات..).أيام العشر والأيام المعدودات أيام التشريق [4]فتح الباري 2/589.

3- أنها تتمة الليالي الأربعين التي واعد الله فيها موسى عليه السلام

قال تعالى: ( وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاَثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً..) [5]سورة الأعراف 142

قال مجاهد ذو القعدة وعشر ذي الحجة، وقال مسروق وأتممناها بعشر.. عشر الأضحى [6]تفسير الطبري 1/414.

أنها خاتمة الأشهر المعلومات التي قال الله فيها: (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ..) [7]سورة البقرة 197. وهو شوال وذو القعدة وعشر من ذي الحجة وهو مذهب جمهور العلماء من الأئمة والمفسرين.

 4-  أنها من أفضل الأيام عند الله:

قال e : (ما من أيام أفضل عند الله من أيام عشر ذي الحجة- وفي رواية البزار بلفظ: -أفضل أيام الدنيا أيام العشر- قال فقال رجل يا رسول الله: هن أفضل أم عدتهن جهاداً في سبيل الله؟ قال هن أفضل من عدتهن جهاداً في سبيل الله إلا عفير يعفر وجه في التراب). [8]أخرجه ابن حبان والبزار وصححه الألباني في صحيح الترغيب برقم 1150.

5-  أنها من أعظم الأيام عند الله:

ففي حيث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله e: (ما من أيام أعظم عند الله ولا أحبل إليه العمل فيهن من هذه العشر..) [9]أخرجه الترمذي وأبو داود.

6- أنه اليوم الذي أتم الله فيه هذا الدين

فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رجلاً من اليهود قال له يا أمير المؤمنين آية في كتابكم لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا يوم نزولها عيداً، قال أي آية، قال:  )الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا( [10]سورة المائدة 3

فقال عمر: (إني لأعلم اليوم الذي نزلت فيه والمكان الذي نزلت فيه، نزلت ورسول الله e قائم بعرفة يوم جمعة) [11]متفق عليه.

7- أنه يوم مغفرة للذنوب،

يعتق الله فيه الرقاب من النار ويباهي بعباده الواقفين بعرفه ملائكته فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن رسول الله e قال: (ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه الرقاب من النار من يوم عرفة وإنه ليدنوا ثم يباهي بهم الملائكة) أخرجه مسلم وزاد رُزين في جامعه فيه (أشهدوا ملائكي أن قد غفرت لهم) [12]صححه الألباني في صحيح الترغيب

8- أن فيه يوم النحر وهو من أعظم الأيام عند الله:

فعن عبد الله بن قرط رضي الله عنه أن رسول الله e قال: (أعظم الأيام عند الله يوم النحر ثم يوم القر..) [13]أخرجه أبو داود وحسنه الشيخ مقبل الوادعي في الجامع الصحيح 2/365.

قال ابن الأثير- (يوم القر هو الغد من يوم النحر وهو حادي عشر ذي الحجة لأن الناس يقرون فيه بمنى أي يسكنون ويقيمون) [14]النهاية في غريب الحديث لابن الأثير 4/37.

9- أنه يوم النحر هو يوم الحج الأكبر:

فعن ابن عمر رضي الله عنهما (أن رسول الله e -وقف يوم النحر بين الجمرات في الحجة التي حج فقال أي يوم هذا. قالوا يوم النحر قال هذا يوم الحج الأكبر) [15]أخرجه أبو داود وحسنه الشيخ مقبل الوادعي في الجامع الصحيح

وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية أيهما أفضل يوم عرفة أو الجمعة أو الفطر أو النحر؟

فأجاب: (الحمد لله أفضل أيام الأسبوع يوم الجمعة باتفاق العلماء وأفضل أيام العام هو يوم النحر..) 

قال الحافظ ابن حجر : (والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيها وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج ولا يتأتى ذلك في غيرها). 

ما يستحب من الأعمال في العشر من ذي الحجة :

1- الإكثار من الأعمال الصالحة مطلقاً:

لحديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله e : (ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام- يعني أيام العشر- قالوا يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله، قال ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء) [16]أخرجه أبو داود وصححه الألباني في صحيح سنن أبو داود .

– قال الإمام الحافظ ابن رجب  : (وقد دل حديث ابن عباس على مضاعفة جميع الأعمال الصالحة في العشر من غير استثناء شيء منه..

قال وكان سعيد بن جُبير وهو راوي هذا الحديث عن ابن عباس رضي الله عنهما إذا دخل العشر اجتهد اجتهاداً حتى ما يكاد يقدر عليه، وروي عنه أنه قال لا تطفئوا سرجكم ليالي العشر تعجبه العبادة) [17]لطائف المعارف ص367، ص368.

2- الإكثار من الذكر

وقد دل عليه قوله تعالى: (.. وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ)  [18]سورة  الحج:28وقوله e: (ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد) [19]أخرجه أبو داود والترمذي.

3- التكبير والتحميد والتهليل والتسبيح

قال الإمام البخاري في صحيحه وكان ابن عمر وأبو هريرة يخرجان إلى السوق في أيام العشر

المصادر والمراجع والتعريفات

المصادر والمراجع والتعريفات
1 سورة الفجر “1، 2
2 تفسير ابن كثير 7/539
3 سورة الحج 27-28
4 فتح الباري 2/589
5 سورة الأعراف 142
6 تفسير الطبري 1/414
7 سورة البقرة 197
8 أخرجه ابن حبان والبزار وصححه الألباني في صحيح الترغيب برقم 1150
9 أخرجه الترمذي وأبو داود
10 سورة المائدة 3
11 متفق عليه
12 صححه الألباني في صحيح الترغيب
13 أخرجه أبو داود وحسنه الشيخ مقبل الوادعي في الجامع الصحيح 2/365
14 النهاية في غريب الحديث لابن الأثير 4/37
15 أخرجه أبو داود وحسنه الشيخ مقبل الوادعي في الجامع الصحيح
16 أخرجه أبو داود وصححه الألباني في صحيح سنن أبو داود
17 لطائف المعارف ص367، ص368
18 سورة  الحج:28
19 أخرجه أبو داود والترمذي
فضل العشر من ذي الحجة

اقرأ في الموقع