مالكوم إكس

 مالكوم أكس واسمه عند مولده “مالكوم ليتل”  ويعرف أيضا بـ الحاج مالك الشباز

هو داعية إسلامي ومدافع عن حقوق الإنسان أمريكي من أصل إفريقي (إفريقي أمريكي)، صحَّح مسيرة الحركة الإسلامية في أمريكا بعد أن انحرفت بقوَّة عن العقيدة الإسلامية

 ولد في 19 من مايو عام 1925 في أوماها، نبراسكا. وُلدت أمه في جزر غرينادا في الهند الغربية وتسببت تبشيرات والده، والذي كان  قسيسًا في الكنيسة المعمدانية، بمشاكلٍ مع جماعة “كلو كلوكس كلان”.

 كان لمالكوم ثمانية أشقاء، بالإضافة إلى أخ  وأختين غير أشقاء. وعندما كان طفلًا، أحرق رجلان أبيضان منزل عائلته، بنى أبوه بيتًا جديدًا من أربعة غرف وتوفي بعد ذلك عندما كان عمر مالكوم ست سنوات، وعانت العائلة بعد ذلك لتوفر احتياجات الحياة الملحة بدون رب أسرتها وبدأ مالكوم بسرقة الطعام.

 عانت أمه من انهيار عصبي، وأُرسِلت إلى مصحة للأمراض العقلية. وكلفت الولاية أسرًا مختلفة بوصاية الأبناء، وذهب مالكوم ليعيش مع عائلة أخرى.

 بعد فترة قصيرة انتقل مالكوم من ولاية ميتشيغان ليعيش مع “إلا”، أخته الراشدة في ولاية ماساتشوستس. وحصل على وظيفة ملمع أحذية في قاعة احتفالات.

لم يدم الأمر طويلًا حتى تعلم كسب مزيدٍ من المال عن طريق بيع مشروبات كحولية، وحبوب مخدرة وتيسير التواصل بين بعض مرتادي هذه الحفلات وبعض المومسات في المنطقة.

بعد ذلك، حصل مالكوم على عمل في أحد القطارات مبدئيًا كغاسل صحون في القطار المتوجه من بوسطن إلى نيويورك، وبعدها كمعد للشطائر.

مكّنه عمله من التجول في مدينة نيويورك في أيام إجازته وأصبح متيمًا بها ومتيمًا بحي “هارلم” والموسيقى الرائجة هناك ذلك الوقت وزار مالكوم حانات “هارلم” مرةً بعد أخرى وصاحب عددًا من الموسيقيين.

 طُرد مالكوم من وظيفته في القطار بعد  شكاوي مرتادي القطار من لغته البذيئة. ولم يساعده حضوره للعمل متأثرًا بالمسكر والماريجوانا على إبقاء وظيفته في عام 1942، وبعمر سبعة عشر عامًا، حصل على وظيفة نادل في حانة في وسط “هارلم”. وساعده اختلاطه مع عملاء الحانة على تعلم العديد من أساليب الكسب غير المشروع : كالقِوادة، والاحتيال وترويج المخدرات والسرقة. وتعلم أيضًا أول قواعد أساليب الكسب هذه: ” لا تثق إلَّا بالمقربين منك”

في أحد الأيام، أثناء عمله كنادل سأل مالكوم جنديًا يشرب الخمر لوحده ويبدو مكتئبًا، عما إذا كان يريد إمرأة. كان إتلاف أخلاقيات العسكريين ممنوعًا في الحانات وكان هذا الجندي جاسوسًأ عسكريًا وبسبب ذلك أخذ مالكوم لمركز الشرطة وطُرد ومُنع من الحانة.

 انتقل بعدها لبيع الماريجوانا ومحاولة اجتناب محققي  مكافحة المخدرات والذين أصبحوا مدركين لأفعاله وكان مالكوم يسافر عبر القطار مستخدمًا إثبات هوية من عمله السابق، مرافقًا للموسيقين الجوالة، بائعًا لهم المخدرات.

هدأت وتيرة بحث المحققين عن مالكوم ظنًا منهم أنه غادر المدينة، وعاد مالكوم إلى نيويورك. وزاره أخوه ريجينالد وأقنعه مالكوم  بأن يغادر الأسطول البحري ويعيش معه في “هارلم”،    

وكان مالكوم يكتسب جرأته من تعاطي الكوكايين، والذي يقلل من التوتر عند تنفيذ الجريمة وبعد عدة مواجهات مع الشرطة ومشكلة بسبب دين لرجل عصابات عديم الرحمة عاد مالكوم إلى بوسطن، في هذه اللحظة، اعتقد مالكوم أنه قد أصابه بعض الجنون.

يرتدي الأسلحة كما يرتدي الناس ربطات العنق وأصبح يقوم بعمليات السطو بشكل منتظم ومتقن حتى حاول ذات مرة أن يصلح ساعة سرقها. وقد نبَّه مالك الساعة الصاغة المحليين للعطل في ساعته وكانت الشرطة تنتظر مالكوم في المحل وكانت شقة مالكوم مليئة بالأدلة المُدينة عدة أشياء مسروقة والأسلحة المستخدمة في عمليات سطوها. في عام 1946 في عمر عشرين سنة حُكم على مالكوم بالسجن لمدة عشر سنوات، قضى منها  في النهاية سبعًا فقط.

لقب الشيطان

 اكتسب مالكوم لقب ” الشيطان” بحكم سلوكه المعارض للأديان في السجن. ولكن بعد عدة رسائل من إخوته تؤكد انضمامهم لحركة ” أمة الإسلام” بدأ تدريجيًا بتقفي أثرهم، بداية بتركه للسجائر وأكل الخنزير. وقام أيضًا بالاستفادة من المكتبة، بداية بالقراءة العشوائية وبعد ذلك بشكل انتقائي ولهدف محدد. وتواصل في السجن عدة مرات مع أخيه ريجينالد واستقبل العديد من الرسائل من باقي أخوانه وأخواته والتي حاولوا فيها إقناعه بالإيمان بمبادئ إليجاه محمد زعبم  حركة أمة الإسلام

 بعد إطلاق سراحه، انتقل مالكوم إلى مدينة ديترويت وأصبح عضوًا في أحد المساجد وفي رحلة إلى مسجد آخر في شيكاغو قابل مالكوم إليجاه محمد زعبم  حركة أمة الإسلام لأول مرة والذي دعاه وأسرته لتناول العشاء. من شيكاقو، أُعطي مالكوم لقب ” إكس” كناية عن اسم عائلته الإفريقي الذي سُلب منه ولن  يستطيع معرفته.

بدأ مالكوم إكس بمحاولة استقطاب أناس آخرين ليعتنقوا تعاليم إليجاه محمد زعبم  حركة أمة الإسلام وفي عام 1953، تولى منصب مساعد إمام المسجد. و أسس مساجد كثيرة في بوسطن وفيلاديلفيا وبسبب هذه النجاحات عُيِّن في المسجد السابع في مدينة نيويورك. وفي هذا المسجد قابل زوجته بيتي إكس وتزوجا في عام 1958.

 وفي تلك الأثناء، لم يزل يستقطب لحركة الأمة ويزيد عدد مرتادي المسجد السابع. وساعد وثائقي تلفزيوني على إظهار حركة أمة الإسلام وزيادة انتباه العامة لهم. أسس  مالكوم جريدة أيضًا. ولفت الوثائقي الأنظار إلى حركة أمة الاسلام، وقوبلت الحركة بالرفض. دافع مالكوم عنها على التلفاز والمذياع والورق. هذه الشهرة أدت إلى حضور أكثر من عشرة آلاف شخص في التجمعات السياسية لأمة الإسلام.

في عام 1961، ازدهرت الحركة. فبدأ مالكوم بالتحدث في أشهر الجامعات والكليات، لجماهير يستمتع بالحديث إليهم. وتبين له استياء إلايجا محمد من حديثه هناك وعزا ذلك للحسد لاعتقاد مالكوم بعدم قدرته على الحديث مع جمهور فطن كأولئك. وبالإضافة إلى ذلك، تبين أن إلايجا قد مارس الزنا مع ثلاثة من مساعداته، وأن له منهن أربعة أبناء. وبعد الحديث مع كل واحدة منهن، علم بأن إليجاه محمد قد أخبرهن بأن مالكوم سيغادر الحركة وينقلب عليه وأنه خطير وبعد أن صرح مالكوم بعد اغتيال  كينيدي قائلًا بأنه  “سلاح كينيدي قد ارتد إلى نحره وحصد ما زرعه بأسرع مما توقع هو نفسه”، منع إليجاه محمد مالكوم من الحديث لمدة تسعين يومًا. وقد فعل ذلك لعزل المسلمين عن تصريح مالكوم سيء التوقيت.

  وبعدها تم إصدار أمر اغتيال مالكوم من الحركة، قرر مالكوم خلق منظمة جديدة تساعد الرجل الأمريكي الأسود على نيل حقوقه الإنسانية، وتختلف عن منظمة “أمة الإسلام” في احتضانها لجميع الأديان انضم العديد من الناس لهذه المنظمة.

مالكوم إكس في مكة المكرمة

بدأ مالكوم في طور جديد من حياته عندما قرأ كتاباً في تعاليم الإسلام وعن فريضة الحج فأدى الحج في سنة 1379 هـ الموافق عام 1964،  وفي مكة تغيرت نظرة مالكوم عن الرجل الأبيض جذريًا فأصبح وصف الرجل الأبيض كناية عن أفعال وسلوكيات محددة تجاه الرجل الأسود ولا يقصد به لون البشرة. ففي رحلته تلك، شاهد مالكوم وِدّ عددَ  من أصحاب البشرة البيضاء فاقت كل من قابله قبل ذلك. مشاهدة أشخاص من أعراق وألوان مختلفة من شتى أنحاء العالم أقنعه بالرجوع عن طريقة تفكيره السابقة فعلِمَ أن الإسلام ليس دين الرجل الأسود فقط – كما كان يعتقد – بل هو دين لكل البشرية

 قضى بمكة اثنى عشر يوماً ورأى فيها المسلمين بيض وسود كلهم على قلب رجل واحد وبينهم المساواة والمحبة، ولم يكن بينهم أي تمييز. فرأى الإسلام الصحيح عن كثب وتعرف على حقيقته وأدرك ضلال المذهب العنصري الذي كان يعتنقه ويدعو إليه، كما تعلم هناك الصلاة الصحيحة التي كان يجهلها تمامًا، تأثر مالكوم تأثراً شديداً بمشهد الكعبة وأصوات التلبية، وبساطة وإخاء المسلمين ويقول في ذلك:

« في حياتي لم أشهد أصدق من هذا الإخاء بين أناس من جميع الألوان والأجناس، إن أمريكا في حاجة إلى فهم الإسلام لأنه الدين الوحيد الذي يملك حل مشكلة العنصرية فيها»

التقى مالكوم في رحلة الحج بعدد من الشخصيات الإسلامية البارزة منها الدكتور عبد الرحمن عزام صهر الملك فيصل ومستشاره، وبعد هذه الرحلة غير مالكوم اسمه إلى الحاج مالك شباز، ورأى في أسبوعين ما لم يره في 39 عاماً، وخرج بمعادلة هي: «إدانة كل البيض يساوي إدانة كل السود.»

الإسلام من جديد

التقى مالكوم الملك فيصل بن عبد العزيز بعد انتهائه من الحج  وغادر مالكوم جدة في إبريل 1964 والتقى بأحمد بن بلة في الجزائر وجمال عبد الناصر وكثير من رؤساء الدول الأفريقية، وفي زيارته قابل العديد من العلماء بالسعودية ودخل مصر والسودان والحجاز وتهامة والتقى مع علمائها وقابل شيخ الأزهر ومفتي مصر حسنين مخلوف، وكانت الزيارة بمثابة حياة جديدة وبعث جديد له

 فأعلن إسلامه من جديد وعاد لأمريكا ليبدأ مرحلة جديدة وخطيرة من حياته.

عاد مالك الشباز لأمريكا سنة 1380 هـ وأعلن براءته من مبادئ حركة أمة الإسلام العنصرية وحاول إقناع زعيمها إليجاه محمد بأخطائه بل ودعاه لزيارة الكعبة ولكنه غضب بشدة واعتبره منشقًا عن الحركة وطرده منها فشكل مالك جماعة جديدة سماها “جماعة أهل السنة” وبدأ يدعو للدين الإسلامي الحق بصورته الصحيحة، وبنفس الحماس السابق المعهود عنه أخذ مالكوم في دعوة المسلمين السود وغيرهم للإسلام وكثر أتباعه خاصة من السود، واشتعلت الفتنة بينه وبين إليجا بعد اتهام مالكوم إليجاه بالزنى.

إغتيال مالكوم إكس

لم تعجب هذه الأفعال زعيم أمة الإسلام إليجا محمد فهدد مالك شباز وأمره أن يكف عن دعوته الحقة وشن عليه حملة إعلامية شديدة لصد الناس عنه ولم تكن هذه الأمور والتهديدات تزيد مالكوم إلا إصرارًا ومواصلة للدعوة بين الناس. وفي 14 فبراير بعد صدور أوامر من أمة الإسلام بقتله أضرموا النار في بيته لكنه نجى،  

وفي الحادي والعشرين من نفس الشهر الموافق 18 شوال 1384 هـ صعد مالكوم إلى منصة في قاعة مؤتمرات في مدينة نيويورك ليلقي محاضرة يدعو فيها إلى الإسلام، وخلال المحاضرة نشبت مشاجرة مفتعلة في الصف التاسع بين اثنين من الحضور، فالتفت الناس إليها، وحاول الحراس الشخصيون لمالكوم السيطرة على الوضع، فاقترب رجل من المنصة وأطلق النار عليه وأصابه في صدره، وبعدها تقدم رجلان آخران من المنصة وأمطروا مالكوم بوابل من النيران فأردوه قتيلاً، أصيب مالكوم بست عشرة رصاصة في صدره، تدفق الدم بغزارة من جسده ليلقى مصرعه على الفور. تم القبض على القتلة الذين تبين أنهم من رجال منظمة أمة الإسلام ولكنهم أنكروا أن يكونوا قد تلقوا أوامر من إليجا محمد بقتل مالكوم إكس، وقالوا أنهم فعلوا ذلك من تلقاء أنفسهم فلم يُدَن إليجا محمد بشيء.

كانت ترِكة مالكوم هي انتشار الإسلام في مجتمعات السود في الولايات المتحدة الأمريكية ووصف كأحد أكثر الأمريكين  الافارقة تأثيرًا في التاريخ، و يعتبر الشخص الذي صحَّح مسيرة الحركة الإسلامية في أمريكا بعد أن انحرفت بقوَّة عن العقيدة الإسلامية، ودعا للعقيدة الصحيحة، وصبر على ذلك حتى اغتيل بسبب دعوته ودفاعه عنها.

فيلم مالكوم إكس

تم إنتاج فيلم مالكوم إكس عام 1992 وأخرجه المخرج سبايك لي، يدور حول سيرة حياة مالكوم إكس، كان هذا الفيلم هو أول فيلم غربي يقوم بتصوير بعض المشاهد في مكة المكرمة، بإذن من الهيئة الشرعية، وقد تم تصوير بعض مشاهد الفيلم في كل من الولايات المتحدة ومصر وجنوب أفريقيا والمملكة العربية السعودية. تلقى الفيلم ترشيحين لجائزة الأوسكار عام 1993 عن فئة أفضل ممثل في دور رئيسي – دنزل واشنطن وعن فئة تصميم الأزياء – روث كارتر – وترشيح واحد لجوائز الجولدن جلوب عن فئة أفضل ممثل في فيلم درامي، تم عرض الفيلم أول مرة في مهرجان برلين السينمائي، حيث فاز واشنطن بجائزة أفضل ممثل.

من هو مالكوم إكس
  • views
  • تم النشر في:

    شخصيات

  • آخر تعديل:
  • قم بنسخ الرابط المختصر أدناه من زر النسخ لمشاركته:

    https://gnram.com/?p=5225

اقرأ في الموقع