كيفية الوقوف بعرفات في  الحج

يوم عرفة هو يوم التاسع من شهر ذي الحجة، ويُعَد من أفضل الأيام عند المسلمين إذ أنه أحد أيام العشر من ذي الحجة. فيه يقف الحُجّاج على جبل عرفة حيث أن الوقوف بعرفة يُعَد أهم أركان الحج، ويقع جبل عرفة شرق مكة على الطريق الرابط بينها وبين الطائف بحوالي 22 كم، وعلى بعد 10 كيلومترات من مشعر منى و6 كيلو مترات من مزدلفة، وهو المشعر الوحيد الذي يقع خارج حدود الحرم.

كيفية الوقوف بعرفة

هي: إنه إذا كان يوم التروية ثامن ذي الحجة أحرم بنية الحج من لم يكن محرما كالمتمتع، إن شاء أحرم من منزله وإن شاء أحرم من المسجد الحرام وخرج ملبيا قاصدا منى ضحى ليقيم بها يومه وليلته فيصلي خمس أوقات بها وهي: الظهر والعصر، والمغرب والعشاء والصبح، حتى إذا طلعت الشمس قصد نمرة بطريق ضب فيقيم بها إلى الزوال، ثم يغتسل ويأتي مصلى النبي صلى الله عليه وسلم ببطن عرفة عند حدود عرفات فيصلي مع الإمام الظهر و العصر جمعا وقصرا بعد سماع الخطبة، فإذا قضيت الصلاة ذهب إلى عرفات للوقوف بها، وله أن يقف في أي جزء منها شاء لقوله صلى الله عليه وسلم : وقفت هاهنا وعرفات كلها موقف

وإن وقف عند الصخرات العظيمة المفروشة في جبل الرحمة حيث وقف النبي صلى الله عليه وسلم فحسن، وله أن يقف راكبا أو راجلا أو قاعدا يذكر الله تعالى ويدعوه، ويبتهل إليه ويتضرع، حتى إذا غربت الشمس ودخل جزء من الليل يسير كخمس دقائق فأكثر أفاض منها (أي عرفات) في سكينة ملبيا إلى مزدلفة على طريق المأزمين فينزل بها، وقبل أن يضع رحله يصلي المغرب، ثم يضع رحله ويصلي العشاء لفعله صلى الله عليه وسلم ذلك، ويبيت بها حتى إذا طلع الفجر صلى الصبح وقصد المشعر الحرام وهو جبل قزح ليقف عنده مهللا مكبرا داعيا، وله أن يقف في أي مكان من مزدلفة لقوله صلى الله عليه وسلم في الصحيح: وقفت ها هنا وجمع كلها موقف حتى إذا أسفر الصبح وقبل طلوع الشمس التقط سبع حصيات ليرمي بها جمرة العقبة، ودفع إلى منى ملبيا، وإذا وصل محسرا حرك دابته وأسرع في سيره قدر رمية حجر لفعل الرسول صلى الله عليه وسلم ذلك (كما في صحيح مسلم)

ولما يصل إلى منى، يذهب رأسا إلى جمرة العقبة فيرميها بسبع حصيات يرفع يده اليمنى حال الرمي قائلا: الله أكبر، وإن زاد: اللهم اجعله حجا مبرورا، وسعيا مشكورا، وذنبا مغفورا فحسن، وبعد الفراغ من الرمي يعمد إلى هديه إن كان معه هدي فيذبحه أو ينحره أو ينيب من يقوم عنه في ذلك إن كان عاجزا، وله أن يذبح أو ينحر في أي مكان شاء من منى لقوله صلى الله عليه وسلم في الصحيح: نحرت ها هنا ومنى كلها منحر ثم يحلق شعر رأسه أو يقصره والحلق أفضل وأولى من التقصير إلا المرأة فواجبها التقصير فقط.

وإلى هنا فقد تحلل التحلل الأصغر فلم يبق محرما عليه إلا النساء لقوله صلى الله عليه وسلم : إذا رمى أحدكم جمرة العقبة فقد حل له كل شيء إلا النساء فله أن يغطي رأسه أو يلبس ثيابه، ثم يسير إلى مكة المكرمة ليطوف طواف الزيارة الذي هو أحد أركان الحج الأربعة، فإذا وصل البيت طاف به سبعة أشواط لا يضطبع فيها ولا يرمل حتى إذا فرغ صلى ركعتي الطواف خلف المقام، ثم إن كان مفردا أو قارنا ولم يسع مع طواف القدوم، أو كان متمتعا فإنه يخرج من باب الصفا إلى المسعى فيسعى سبعة أشواط لحجه على النحو الذي تقدم في كيفية السعي.

فإذا فرغ من سعيه فقد تحلل التحلل الأكبر وأصبح حلالا يفعل كل ما كان محظورا عليه كالطيب والنساء وغيرها من ممنوعات الإحرام، ثم يعود إلى منى من يومه فيبيت بها، وإذا زالت الشمس من أول يوم من أيام التشريق (الأيام الثلاثة التي بعد يوم النحر) يذهب إلى الجمرات فيرمي الجمرة الأولى وهي التي تلي مسجد الخيف فيرميها بسبع حصيات واحدة بعد الأخرى مكبرا مع كل حصاة، ولما يفرغ يتنحى قليلا ويستقبل القبلة ويدعو طويلا بما يفتح الله عليه، ثم يسير إلى الجمرة الوسطى وهي التي بعد الأولى وقبل جمرة العقبة فيرميها كما رمى الأولى ويدعو إثر الرمي كما صنع في الأولى، ثم يصير إلى جمرة العقبة وهي الأخيرة فيرميها بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة ولا يدعو بعدها كما دعا بعد الأولى والثانية، بل ينصرف بمجرد الرمي،

وإذا زالت الشمس من اليوم الثاني قصد أيضا الجمرات فرماهن على. النحو الذي سبق سواء بسواء، ثم إن تعجل الخروج من منى سار منها قبل غروب الشمس إلى مكة، وإن لم يتعجل وبات تلك الليلة بمنى فإنه ينتظر زوال الشمس من اليوم الثالث فيرمي الجمرات الثلاث كما سبق في اليومين السابقين، ثم يرجع إلى مكة وإن نزل بالمحصب وبات به حتى إذا بقي جزء من الليل دخل مكة فحسن، وإن لم ينزل به دخل مكة رأسا فطاف طواف الوداع إن عزم على السفر، أو انتظر ساعة عزمه على السفر فيطوف طواف الوداع ليكون آخر عهده بالبيت الطواف به، وتلك هي سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه وسلم تسليما.

كيفية الوقوف بعرفات في الحج

اقرأ في الموقع