محمد بن إسماعيل البخاري
أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري مواليد الثالث عشر من شهر شوال عام 194 هـ الموافق 20 يوليو سنة 810
ولد الإمام البخاري في بخاري أحد مدن أوزبكستان تربي في بيت علم اذ كان والده من العلماء المحدثين واشتهر بين الناس بسمته وورعه.
ويعتبر أهم علماء الحديث والجرح والتعديل وأحد كبار الحفاظ الفقهاء عند أهل السنة والجماعة
يعتبر صحيح البخاري الذي أجمع علماء السنة والجماعة أنه أصح الكتب بعد القرآن الكريم ومن أوثق الكتب الستة الصحاح
نشأة البخاري
نشأ البخاري يتيما وطلب العلم منذ صغره فحفظ القرآن الكريم عندما كان صبيا حتي وصل للعاشرة من عمره فبدأ في حفظ الحديث ، وتجول في ارجاء العالم الاسلامي في طلب العلم ولقاء العلماء وطلب الحديث حيث سمع الاحاديث من ما يقرب من ألف شيخ وجمع 600 ألف حديث
وكان شديد الحرص علي التمييز بين الأحاديث الصحيحة والضعيفة ومعرفة علل الحديث وأحوال الرواة من عدالة وضبط ومعرفة تراجمهم ومدي اتقانهم لعلم الحديث بشكل عام ، وفي السادسة عشر من عمره حفظ كتب عبد الله بن المبارك ووكيع بن الجراح .
اشتهر البخاري بالامامة والتقدم بعلم الحديث بشهادة أقرانه وشيوخه ومن جاء من بعده من العلماء حتي لقب بأمير المؤمنين في الحديث
رحلة البخاري في طلب العلم
خرج الإمام البخاري في السادسة عشر من عمره إلي الحج بصحبة أمه واخوه حتي اتم الفريضة وعند عودتهم تخلف عنهم البخاري لطلب الحديث والاخذ من الشيوخ
وتعددت رحلات الإمام البخاري العلمية للأخذ عن الشيوخ، والرواية عن المحدّثين، فزار أكثر البلدان والأمصار الاسلامية في ذلك الزمان للسماع من علمائها.
وابتدأ طلبه للعلم في بلده بخارى بعد خروجه من الكتّاب، فسمع من شيوخ بلده، ثم توسع ورحل إلى الأقاليم المجاورة ليسمع من شيوخها، فرحل إلى بلخ، ومرو، والريّ وهراة ونيسابور. وكان عمره أول مرة دخل نيسابور خمس عشرة سنة.
قال الحاكم النيسابوري: «أول ما ورد البخاري نيسابور سنة تسع ومائتين، ووردها في الأخير سنة خمسين ومائتين، فأقام بها خمس سنين يحدث على الدوام.» ثم ارتحل إلى الحجاز فدخل مكة ثم رحل إلى المدينة النبوية فاستقرّ بها مدّة، ثم انطلق في الأمصار حتى شملت رحلاته أغلب الحواضر العلمية في وقته. فرحل إلى العراق فدخل بغداد وواسط والكوفة والبصرة وبالشام: دمشق وحمص وقيسارية وعسقلان كما رحل إلى مصر.
شيوخ البخاري
أتاحت للإمام البخاري رحلاته الكثيرة وتطوافه الواسع في الأقاليم لقاء عدد كبير من الشيوخ والعلماء، حتى بلغوا أكثر من ألف رجل
قال البخاري “كتبت عن ألف وثمانين نفسا ليس فيهم الا صاحب حديث”
ونظراً لكثرة شيوخ البخاري واختلاف أمصارهم وجهاتهم فقد حصرهم المحدّثون كابن حجر العسقلاني في خمس طبقات:
– الأولى: من حدثه عن التابعين: مثل مكي بن إبراهيم وأبي عاصم النبيل والفضل بن دكين وغيرهم، وشيوخ هؤلاء كلهم من التابعين.
– الثانية: من كان في عصر هؤلاء لكن لم يسمع من ثقات التابعين: كآدم بن أبي إياس وسعيد بن أبي مريم وأمثالهم.
– الثالثة: هي الوسطى من مشايخه، وهم من لم يلق التابعين بل أخذ عن كبار تبع الأتباع: كسليمان بن حرب وعلي بن المديني ويحيى بن معين وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وأمثال هؤلاء. وهذه الطبقة قد شاركه مسلم في الأخذ عنهم.
– الرابعة: رفقاؤه في الطلب وبعض شيوخه ممن سمع قبله قليلاً، كمحمد بن يحيى الذهلي وأبي حاتم الرازي وجماعة من نظرائهم، وإنما يخرج عن هؤلاء ما فاته عن مشايخه، أو ما لم يجده عند غيرهم.
– الخامسة: قوم في عداد طلبته في السن والإسناد، سمع منهم للفائدة: كعبد الله بن حماد الآملي وعبد الله بن أبي العاص الخوارزمي وحسين بن محمد القباني وغيرهم، وقد روى عنهم أشياء يسيرة. وعمل في الرواية عنهم بما روي عن وكيع قال: «لا يكون الرجل عالماً حتى يحدث عمن هو فوقه، وعمن هو مثله، وعمن هو دونه.»
مؤلفات الإمام البخاري
صنّف الإمام البخاري وألّف كتباً كثيرة، وقد هيّأه للتأليف والكتابة وأعانه عليها ذكاؤه الحاد، وسعة حفظه، وذاكرته القوية، ومعرفته الواسعة بالحديث النبوي وأحوال رجاله من تعديل وتجريح، وخبرته التامّة بالأسانيد من صحيح وضعيف. وقد وصلنا بعض كتبه وطُبعت بينما لا يزال بعضها مفقوداً.
ومن أشهر مؤلفاته
– الجامع الصحيح: والمشهور باسم صحيح البخاري
– الأدب المفرد: بوّبه في عدّة مواضيع تُعنى بتهذيب الأخلاق وتقويم السلوك
– التاريخ الكبير وهو كتاب كبير في التراجم تم ترتيب أسماء الرواة للحديث به علي حروف المعجم
– التاريخ الصغير وهو تاريخ مختصر للنبي ص وأصحابه ومن جاء بعدهم من الرواة
رفع اليدين في الصلاة
– الفوائد: وهو مفقود. ذكره الترمذي في سننه.
– العلل: وهو مفقود. ذكره ابن منده.
امتُحِن الإمام البخاري مرّتين، الأولى كانت مع شيخه محمد بن يحيى الذهلي على رأس جماعة من الفقهاء والمحدّثين في عصره، حيث اتّهِم البخاري بمسألة القول باللفظ بالقرآن وهل هو مخلوق، وكانت هذه المحنة واحدة من أسباب محنته الثانية مع حاكم بخارى خالد بن أحمد الذهلي.
بعد المحنة التي حصلت للإمام البخاري مع أمير بخارى حيث اتّهِم البخاري بمسألة القول باللفظ بالقرآن وهل هو مخلوق
توجه إلى إحدى قرى سمرقند وكان له بها أقرباء فنزل عندهم. فأقام مدة من الزمن فمرض واشتد مرضه. وقد سُمع ليلةً من الليالي وقد فرغ من صلاة الليل يدعو ويقول في دعائه: «اللهم إنه قد ضاقت علي الأرض بما رحبت، فاقبضني إليك.»
وكانت وفاته ليلة عيد الفطر السبت 1 شوال 256هـ عند صلاة العشاء وصلي عليه يوم العيد بعد الظهر ودفن، وكان عمره آنذاك اثنين وستين سنة إلا ثلاثة عشر يوما. وقبره معروف إلى الآن وله ضريح مشهور في سمرقند.