سقراط الفيلسوف ومنهجه الفلسفي

  من هو سقراط:

سقراط هو فيلسوف يونانيّ من أثينا (469-399 قبل الميلاد)، عُرف بفكره، وآرائه، وطريقة حياته التي اعتُبرت ذات أثر عميق على كلاً من الفلسفة القديمة والحديثة، واشتُهر بفلسفته الشهيرة حول ضرورة سعي الرجال نحو الذكاء، بالإضافة إلى أنّه كان من الشخصيات العظيمة كونه طبّق مبادئه، ولم يتنازل عنها على الرغم من أنّها كلّفته حياته، وتناقلت آراؤه الفلسفية من قبل تلامذته أفلاطون وزينوفون، اللذين ساهما في نشر فلسفته للعالم.

حياة سقراط

  • لم يكن سقراط ابن سوفرونيسكوس من عائلة نبيلة، فمن المحتمل أنه تلقى تعليمًا يونانيًا أساسيًا وتعلم حرفة والده وهي النحت في سن مبكرة ويُعتقد أن سقراط عمل كبنّاء لسنوات عديدة قبل أن يكرس حياته للفلسفة.
  • طلب لأداء الخدمة من سن 18 حتى 60 وفقًا لأفلاطون، خدم سقراط في سلاح المشاة المدرع – المعروف باسم الهوبلايت – مع درع ورمح طويل وقناع للوجه.
  • عُرف سقراط بثباته في المعارك التي شارك فيها وشجاعته، وهي سمة بقيت معه طوال حياته بعد محاكمته، قارن رفضه للتراجع عن مشاكله القانونية برفض جندي للتراجع عن المعركة عندما هدد بالقتل.
  • تقدم ندوة أفلاطون أفضل التفاصيل عن المظهر الجسدي لسقراط. لم يكن هو المثل الأعلى للذكورة الأثينية كان سقراط قصيرًا وممتلئ الجسم وأنفه منتفخًا وعيناه منتفختان، وكان يبدو دائمًا أنه يحدق.
  • ومع ذلك، أشار أفلاطون إلى أن سقراط، في نظر طلابه، يمتلك نوعًا مختلفًا من الجاذبية، لا يعتمد على المثالية الجسدية ولكن على مناظراته الرائعة وفكره النافذ.
  • أكد سقراط دائمًا على أهمية العقل مقارنة بالأهمية النسبية لجسم الإنسان، ألهمت هذه العقيدة فلسفة أفلاطون في تقسيم الواقع إلى عالمين منفصلين، عالم الحواس وعالم الأفكار، معلناً أن الأخير هو المهم الوحيد.

كيف مات سقراط

  • مات الفيلسوف سقراط بالإعدام بالتسمم، فلقد تقدّم بدعوى للمحكمة ثلاثة من أعداء سقراط هم: مليتس، وأنيتس، وليكون، وهؤلاء الثلاثة كانوا واجهة للشعب المتعالم والمدعي للحكمة الذي هزمه سقراط، وكذلك واجهة لدعاة الديمقراطية، فتقدموا بتهم شتى من مثل أنّ سقراط يزعزع استقرار المجتمع وأنّه يسخر من العادات والأعراف والقوانين، وكان المعروف حينها أن يقف المتهم أمام القضاة خانعًا ذليلًا يطلب العفو والرحمة، وقد يحضر زوجته وأبناءه ليثير شفقة القاضي عليه، ولكنّ سقراط لم يكن كذلك، بل وقف ودافع عن نفسه لأنّه رأى في أفعال غيره منافاة للرجولة والأخلاق التي يدافع عنها بشدة.
  • عندما رأى القضاة أنّ سقراط لم يتذلّل بل وقف ودافع عن نفسه بكل جرأة، صار عندهم قناعة أنّ سقراط هذا كما قيل عنه يهاجم العادات والأعراف لأنّه لم يفعل ما فعله غيره من خضوع وتذلّل، وفوق ذلك لم ينفِ سقراط التهم الموجهة إليه، بل صار يهاجم القضاة ويسخر منهم ويشفق على جهلهم، فطلب أعداء سقراط أن يُعدم، وكانت العادة أنّه إن ثبتت التهمة على المتهم فإنّه يجب أن يقترح عقوبة ويقترح خصومه عقوبة والقضاء يختار منها، فلمّا طلبوا من سقراط أن يختار عقوبة سخر منهم، فحكموا عليه بالإعدام بأن يحتسي السم.

فلسفة سقراط:

كان سقراط يجب استغلال الفلسفة في تحقيق رفاهية المجتمع، ولهذا حاول إنشاء نظام أخلاقي مبني على العقل البشري والابتعاد عن التفكير اللاهوتي، بالإضافة إلى أن أشار إلى أنه يجب على الإنسان التفكير في خياراته بدافع الرغبة والبحث عن السعادة، كما ويشير سقراط في فلسفته أن الحكمة المطلقة هي نتاج معرفة الذات وكلما كان الفرد أكثر علماً زادت قدراته في التفكير واتخاذ القرارات التي ستجلب له السعادة.

أشهر نظريات سقراط

أولاً- نظرية الأخلاق:

وقد نشأ عن نظرية سقراط في الأخلاق نتيجتان وهما التالي:

– النتيجة الأولى: أنَّ الفضيلة يمكن أن تُعلَّم وإن كانت ليست يسيرة في تعلمها كما هو الحال في الحساب مثلًا؛ لأنَّها تعتمد على عدة عوامل أخرى كالوراثة، وأثر البيئة، والتربية، والتجربة وغيرها، ولكن إذا كانت المعرفة مُمكِنة التعلم وجب أن تكون الفضيلة كذلك، وأهم عقبة تحول دون معرفة الفضيلة هي صعوبة أن تجد معلمًا يعرف معناها.

– والنتيجة الثانية: هي أنَّ الفضيلة واحدة وهي المعرفة، وإن شئت فسمها الحكمة، وليس غيرها من الفضائل كالشجاعة والعفة والعدل إلا مظهرًا من مظاهرها وصادرة عنها.

ثانياً- نظرية المعرفة:

اشتهر سقراط بالعديد من النظريات الفلسفية، ومن أشهر نظرياته هي نظرية المعرفة، إذ يتصوّر سقراط أن الفضيلة هي المعرفة، ولا يمكن لشخص على علم ومعرفة أن يفعل ما هو خاطئ، كما تصور أن معرفة طبيعة الفضائل الإنسانية التي إذا امتلكها الإنسان بشكل شامل، فهي ستكون بمثابة فهم عام لكيفية عيش حياتنا.

يعرّف سقراط المعرفة على أنها الحقيقة المطلقة، وهو يعتقد أن كل شيء في الكون متصل بالفطرة، فإذا تمكن الإنسان من معرفة حقيقة واحدة، فمن المحتمل أن يَشتق كل شيء آخر من تلك الحقيقة الواحدة.

وقد جادل سقراط بأن البحث عن المعرفة يؤدي إلى قدرة الإنسان على تعديل سلوكه وفقاً لذلك، فإذا درس الإنسان موقفاً معيناً بشكل صحيح ومن عدة زوايا، فإن المسار الأكثر منطقية للعمل سيقدم نفسه بكل وضوح، فيصبح قادرًا على فعل ما هو صواب، وتبرز هذه العملية الصفات الفاضلة في الإنسان، كما أنها تسمح له باتخاذ القرارات بناء على الحقيقة التي تؤدي في النهاية إلى الخير.

الفيلسوف سقراط ومنهجه الفلسفي
  • views
  • تم النشر في:

    شخصيات

  • آخر تعديل:
  • قم بنسخ الرابط المختصر أدناه من زر النسخ لمشاركته:

    https://gnram.com/?p=12735

اقرأ في الموقع