أبيات شعر عن التسامح والعفو

من أعظم الصفات التي حرص الشعراء العرب على التحلي بها ، والتغني بصاحبها ، وهو العفو ، فهو خلق كريم يرقى بالمرء إلى سماء الفضيلة والشموخ وحسن الخلق ، ولقد اخترنا لكم في موضوع اليوم أجمل أبيات شعر عن التسامح والعفو ، نرجو أن تحوز على إعجابكم .

قال الإمام الشافعي :

لما عفوت ولم أحقدْ على أحد   * * * * * *   أرحتُ نفسي من هَمِّ العداواتِ

إِني أُحَيِّ عدوي عند رؤيتِه   * * * * * *   لأدفعَ الشر عني بالتحياتِ

وأظهرُ البشر للإنسان أبغضه   * * * * * *   كأنما قد حَشى قلبي محباتِ

الناسُ داءٌ ودواءُ الناس قُرْبُهم   * * * * * *   وفي اعتزالهمُ قطعُ الموداتِ

قال المعري :

إذا عثرَ القومُ فاغفرْ لهم   * * * * * *   فأقدامُ كل فريق عُثر

وقال أيضا :

إِذا عفْوتَ عن الإِنسانِ سيئة   * * * * * *   فلا تروِّعهُ تأنيبا وتَقْريعا

قال أبو العتاهية :

خليليَّ إِن لم يغتفرْ كُلُّ واحد   * * * * * *   عثارَ أخيه منكما فترافضا

وما يلبثُ الحيانِ إِن لم يجوِّزوا   * * * * * *   كثيرا من المكروه أن يتباغضا

خليلي بابُ الفَضْل أن تتواهبا   * * * * * *   كما أن بابَ النصِ أن تتعارضا

قال أبو الفتح البستي :

خُذِ العفوَ وأمرْ بعرفٍ كم   * * * * * *   أمرتَ وأعرضْ عن الجاهلين

ولِن في الكلامِ لكل الأنامِ   * * * * * *   فمستحسنٌ من ذوي الجاهِ لين

قال ابن المقري :

وإِن أَوْلىَ الورى بالعفوِ أقدرُهم   * * * * * *   على العقوبةِ إِن يظفرْ بذي زَللِ

والحلمُ طبعٌ فلا كسبٌ يجودُ به   * * * * * *   لقوله ” خُلِقَ الإِنسانُ من عَجَلِ “

قال الصبوري :

يستوجبُ العفوَ الفتى إِذا اعترف   * * * * * *   وتابَ مما قد جَنَاه واقترف

لقوله ” قلْ للذين كفروا   * * * * * *   ” إِن ينتهوا يُغفرْ لهم ماقد سَلفْ “

قال الأستجي :

إِذا كنْت لا أعفو عن الذنبِ من أخ   * * * * * *   وقلت أكافيه فأينَ التفاضلُ

ولكنني أغضي جفوني على القَذَى   * * * * * *   وأصفحُ عما رابني وأجاملُ

متى أقطعُ الإِخوانَ في كُلِّ عثرة   * * * * * *   بقيتُ وحيدا ليس لي من أواصلُ

ولكن أداريهِ ، فإِن صحَّ سرَّني   * * * * * *   وإِن هو أعيا كان عنه التجاهُلُ

 –

قال الموصلي :

ما أحسنَ العفوَ عفوٌ بعد مقدرة   * * * * * *   عن أقبحِ الذنبِ كفرٍ بعد إِيمانِ

قال ابن نباتة :

والصفحُ لا يحسنُ عن محسن   * * * * * *   وإِنما يَحْسُنُ عن جاني

قال ابن رشيق :

خذِ العفوَ وائبَ الضيمَ واجتنبِ الأذى   * * * * * *   واغضِ تَسُدْ وارفقْ تنلْ واسخُ تحمدِ

وقال آخر :

ألا إِن خيرَ العَفْوِ عفوٌ معجلٌ   * * * * * *   وشَرُّ العقابِ ما يجاز به القدْرُ

قال الكريزي :

سألزمُ نفسي الصفحَ عن كل مذنب   * * * * * *   وإِن كثرَتْ منه إِليَّ الجرائمُ

فما الناسُ إِلا واحدٌ من ثلاثة   * * * * * *   شريفٌ ومشروفٌ ومثلٌ مقاومُ

فأما الذي فوقي : فأعرفُ فضله   * * * * * *   وأتبعُ فيه الحقَّ والحقُّ لازمُ

وأما الذي دوني : فإِن قال صُنْتُ عن   * * * * * *   إِجابته عِرضي وإِن لامَ لائمُ

وأما الذي مثلي : فإِن زلَّ أو هَفا   * * * * * *   تفضَّلْتُ إِن الحلمَ للفضلِ حاكمُ

قال صفي الدين الحلي :

العَفوُ منك من اعتذاري أقرَبُ   * * * * * *   والصفحُ عن زللي بحلمكَ أنسبُ

عذري صريحٌ غيرَ أني مقسمٌ   * * * * * *   لا قُلتُ عذراً غيرَ أنّي مُذنبُ

يا من نمتُّ إلى علاهُ بأننا   * * * * * *   في طَيّ نِعمَة ِ مُلكِهِ نَتَقَلّبُ

إني لأعجبُ من وقوعِ خطيتي   * * * * * *   ولَئِنْ جُزيتُ بها، فذلك أعجَبُ

قال إبراهيم بن المهدي :

عفوتَ وكان العفوُ منكَ سجيةً   * * * * * *   كما كان معقوداً بمفرقك الملكُ

فإن أنت أتممتَ الرضى فهو المنى   * * * * * *   وإن أنت جازيتَ المسيَء فذا الهلكُ

قال علي بن الجهم :

ما أَحسَنَ العَفوَ مِنَ القادِرِ   * * * * * *   لا سيَّما عَن غَيرِ ذي ناصِرِ

إِن كانَ لي ذَنبٌ وَلا ذَنبَ لي   * * * * * *   فَما لَهُ غَيرُكَ مِن غافِرِ

بِحُرمَةِ الوُدِّ الَّذي بَينَنا   * * * * * *   لا تُفسِدِ الأَوَّلَ بِالآخِرِ

من محاسن العفو أن الخليفة العباسي المأمون ظفر برجل كان يطلبه فلما دخل عليه أمر بضرب عنقه فقال الرجل : دعني يا أمير المؤمنين أنشدك أبياتا فقال :

زَعَموا بأن البازَ علقَ مرة   * * * * * *   عصفورَ برً ساقَه المقدور

فتكلمَ العصفورُ تحتَ جناحِه   * * * * * *   والبازُ منقضٌ عليه يطير

ما بي لما يغني لمثلِكَ شبعة   * * * * * *   ولئن أكلتُ فإِنني لحقير

فتبسم البازُ المُدِلُّ بنفسِه   * * * * * *   كَرَما وأطلق ذلك العصفور

فأطلقه المأمون وخلع عليه ووصله .

أبيات شعر عن التسامح والعفو

اقرأ في الموقع