أجمل شعر الغزل الفصيح
الحب
يعد الحب من أجمل المشاعر الإنسانية التي قد تصيب العاشقين؛ حيث إنّه يدخل إلى قلوبهم من غير استئذان. تحدّث الكثير من شعراء الأدب العربي عن الحب ووصفوه، وبيّنوا تأثيره على العاشقين، وسنذكر في هذا المقال أبرز وأجمل مل قيل في شعر الغزل.
( 1 )
أبو الطيب المتنبّي
لِعَينَيكِ ما يَلقى الفُؤادُ وَما لَقي * * * * وَلِلحُبِّ مالَم يَبقَ مِنّي وَما بَقي
وَما كُنتُ مِمَّن يَدخُلُ العشق قَلبَهُ * * * * وَلَكِنَّ مَن يُبصِر جُفونَكِ يَعشَقِ
وَبَينَ الرِضا وَالسُخطِ وَالقُربِ وَالنَوى * * * * مَجالٌ لِدَمعِ المُقلَةِ المُتَرَقرِقِ
—
( 2 )
أبو الطيب المتنبي
ما أَوجُهُ الحَضَرِ المُستَحسَناتُ بِهِ * * * * كَأَوجُهِ البَدَوِيّاتِ الرَعابيبِ
حُسنُ الحَضارَةِ مَجلوبٌ بِتَطرِيَةٍ * * * * وَفي البَداوَةِ حُسنٌ غَيرُ مَجلوبِ
أَينَ المَعيزُ مِنَ الآرامِ ناظِرَةً * * * * وَغَيرَ ناظِرَةٍ في الحُسنِ وَالطيبِ
أَفدي ظِباءَ فَلاةٍ ماعَرَفنَ بِها * * * * مَضغَ الكَلامِ وَلا صَبغَ الحَواجيبِ
وَلا بَرَزنَ مِنَ الحَمّامِ ماثِلَةً * * * * أَوراكُهُنَّ صَقيلاتِ العَراقيبِ
—–
( 3 )
نزار قبّاني
فكلُّ السنوات تبدأ بكِ
وتنتهي فيكِ
سأكونُ مُضحِكاً لو فعلتُ ذلك
لأنّكِ تسكنينَ الزمنَ كلَّهْ
وتسيطرينَ على مداخل الوقتْ
إنَّ ولائي لكِ لم يتغيَّرْ
كنتِ سلطانتي في العام الذي مضبى
وستبقين سلطانتي في العام الذي سيأتي
ولا أفكّرُ في إقصائِكِ عن السُلْطَهْ
فأنا مقتنعٌ
بعدالة الّلون الأسود في عينيكِ الواسعتينْ
وبطريقتكِ البَدَويَّةِ في ممارسة الحُبّ
.
ولا أجدُ ضرورةً للصراخ بنَبْرَةٍ مسرحيَّة
فالمُسمَّى لا يحتاجُ إلى تَسْمِيَة
والمُؤكَّدُ لا يحتاجُ إلى تأكيدْ
إنني لا أؤمنُ بجدوى الفنِّ الاستعراضيّْ
ولا يعنيني أن أجعلَ قصّتنا
مادة للعلاقات العامّة
سأكونُ غبيّاً
لو وقفتُ فوق حَجَرٍ
أو فوقَ غيمَة
وكشفتُ جميعَ أوراقي
فهذا لا يضيفُ إلى عينيْكِ بُعْداً ثالثاً
ولا يُضيف إلى جُنُوني دليلاً جديداً
إنني أُفضِّلُ أن أسْتَبْقيكِ في جَسَدي
طفلاً مستحيلَ الولادَة
وطعنةً سِريّة لا يشعُرُ بها أحدٌ غيري
.
لا تبحثي عنّي ليلةَ رأسِ السَنَة
فلن أكونَ معكِ
ولن أكونَ في أيِّ مكانْ
إنّني لا أشعرُ بالرغبة في الموت مشنوقاً
في أحدِ مطاعم الدّرجة الأُولى
حيثُ الحبُّ طَبَقٌ من الحساء البارد لا يقربُهُ أَحَدْ
وحيثُ الأغبياءُ يوصونَ على ابتساماتهم
قَبْلَ شهرينِ من تاريخ التّسليمْ
—
( 4 )
نزار قباني (2)
حبيبتي هي القانون
أيّتها الأنثى الّتي في صوتها
تمتزج الفضّة . . بالنّبيذ . . بالأمطار
ومن مرايا ركبتيها يطلع النّهار
ويستعدّ العمر للإبحار
أيّتها الأنثى الّتي
يختلط البحر بعينيها مع الزّيتون
يا وردتي
ونجمتي
وتاج رأسي
ربّما أكون
مشاغباً . . أو فوضويّ الفكر
أو مجنون
إن كنت مجنوناً . . وهذا ممكن
فأنت يا سيّدتي
مسؤولة عن ذلك الجنون
أو كنت ملعوناً وهذا ممكن
فكلّ من يمارس الحبّ بلا إجازة
في العالم الثالث
يا سيّدتي ملعون
—
( 5 )
قيس بن الملوح
وأيّام لا نخشى على الّلهو ناهيا
تذكّرت ليلى والسنين الخواليا * * * * بليلى فهالني ماكنت ناسيا
ويوم كظلّ الرّمح ، قصرت ظلّه * * * * بذات الغضيّ نزجي المطيّ النواحيا
بتمدين لاحت نار ليلى ، وصحبتي * * * * إذا جئتكم بالّليل لم أدر ما هيا
فيا ليل كم من حاجة لي مهمّة * * * * وجدنا طوال الدهر للحب شافيا
لحيّ الله أقواماً يقولون أننا * * * * قضى الله في ليلى ، ولا قضى ليا
خليلي ، لا والله لا أملك الذي * * * * فهلًا بشيءٍ غير ليلى ابتلانيا
قضاها لغيري ، وابتلاني بحبّها * * * * يكون كافياً لا عليّ ولا ليا
— –
( 6 )
جميل بثينة
ألا إنّها ليست تجود لذي الهوى * * * * بل البخل منها شيمة وخلائق
وماذا عسي الواشون أن يتحدّثوا * * * * سوى أن يقولوا إنّني لك عاشق
نعم صدق الواشون أنت كريمة * * * * عليّ وإن لم تصف منك الخلائق
—
( 7 )
جميل بثينة
ألا ليت ريعان الشباب جديد * * * * ودهراً تولّى يا بثين يعود
فنبقى كما كنّا نكون ، وأنتمُ * * * * قريب وإذا ما تبذلين زهيد
خليليّ ما ألقي من الوجد باطن * * * * ودمعي بما أخفي الغداة شهيد
إذا قلت ما بي يا بثينه قاتلي * * * * من الحب، قالت : ثابد ويزيد
وإن قلت ردّي بعض عقلي * * * * أعش به تولّت وقالت : ذاك منك بعيد
فلا أنا مردود بما جئت طالبا * * * * ولا حبها فيما يبيد يبيد
وقلت لها : بيني وبينك فاعلمي * * * * من الله ميثاق له عهود
وأفنيت عمري بانتظاري وعدها * * * * وأبليت فيها الدّهر وهو جديد
—-
(8 )
عنتر بن شداد
يا دار عبلة بالجوى تكلّمي * * * * وعمي صباحاً دار عبلة واسلمي
إن تغدفي دوني القناع فإنّني * * * * طب بأخذ الفارس المستلئم
أثني عليّ بما عملت فإنّني * * * * سمح مخالطي إذا لم أظلم
ولقد ذكرتك والرّماح نواهل * * * * منّي وبيض الهند تقطر من دمي
هلّا سألت الخيل يا ابنة مالك * * * * إن كنت جاهلةً بما لا تعلمي
فوددت تقبيل السّيوف لأنّها * * * * لمعت كبـارق ثغرك المتبسّم
يدعون عنترة والرّماح كنّها * * * * أشطان بئر في لبان الأدهم
ما زلت أرميهم بثغرة نحره * * * * ولبنانه حتى تسربل بالدّم
—
( 9 )
أحمد شوقي
وما الحبّ إلّا طاعة وتجـاوزٌ * * * * وإن أكثروا أوصافه والمعانيا
وما هو إلا العين بالعين * * * * تلتقي وإن نوّعوا أسبابه والدّواعيـا
—
( 10 )
صفيّ الدّين الحلي
تحمّـل من حبيبك كلّ ذنبٍ * * * * وعد خطاه في وفق الصوابِ
ولا تعتب على ذنبٍ حبيباً * * * * فكم هجـراً تـولد من عتـابِ
—-
( 11 )
العبّاس بن الأحنف
أَمـيـرَتـي لا تَـغـفِـري ذَنـبـي * * * * فَـإِنَّ ذَنـبـي شِـدَّةُ الـحُـبِّ
يـا لَـيـتَني كُـنـتُ أَنـا الـمُبتَلى * * * * مِـنـكِ بِـأَدنـى ذَلِـكَ الـذَنـبِ
حَـدَّثـتُ قَـلـبـي كـاذِبـاً عَـنـكُـمُ * * * * حَـتّى اِسـتَحَت عَينَيَ مِن قَلبي
—-
( 12)
الشّريف الرضيّ
يا ظَبيَةَ البانِ تَرعى في خَمائِلِهِ * * * * لِـيَهنَكِ الـيَومَ أَنَّ القَلبَ مَرعاكِ
الـمـاءُ عِـنـدَكِ مَـبـذولٌ لِـشارِبِهِ * * * * وَلَيسَ يُرويكِ إِلّا مَدمَعي الباكي
هَبَّت لَنا مِن رِياحِ الغَورِ رائِحَةٌ * * * * بَـعـدَ الـرُقـادِ عَـرَفـناها بِـرَيّـاكِ