شعر فصيح عن الاصدقاء
الصداقة
تعدّ الصداقة من أرقى العلاقات الإنسانية إذ إنّها تربط بين شخصين دون صلة دم أو قرابة، فهي علاقة تقوم في أساسها على التقارب الروحي، والتواصل المريح، وقد تفنن الشعراء في وصف أصدقائهم ومدحهم، وهذه بعض أبيات قيلت عن الأصدقاء نوردها لكم هنا:
أجمل الشعر الفصيح عن الصداقة
(1)
حسّان بن ثابت
أَخلاَّءُ الرّجَال هُمْ كَثيرٌ * * * * وَلَكنْ في البَلاَء هُمْ قَليلُ
فَلاَ تَغْرُرْكَ خُلَّةُ مَنْ تُؤَاخي * * * * فَمَا لَكَ عنْدَ نَائبَةٍ خَليلُ
وَكُلُّ أَخٍ يَقُولُ أَنَا وَفيٌّ * * * * وَلَكنْ لَيْسَ يَفْعَلُ مَا يَقُولُ
سوَى خلٍّ لَهُ حَسَبٌ وَدينٌ * * * * فَذَاكَ لمَا يَقُولُ هُوَ الفَعُولُ
أُصَادقُ نَفْسَ المَرْء قَبْلَ جسْمه * * * * وأَعْرفُهَا في فعْله وَالتَّكَلُّم
وأَحْلُمُ عَنْ خلّي وأَعْلَمُ أَنَّهُ * * * * مَتَى أَجْزه حلْماً عَلى الجَهْل يَنْدَم
—
(2)
ابْنُ الرُّوميّ
عَدُوُّك منْ صديقك مُسْتَفَادُ * * * * فَلاَ تَسْتَكْثرَنَّ منْ الصّحَاب
فَإنَّ الدَّاءَ أَكْثَرَ مَا تَرَاهُ * * * * يَكُونُ منْ الطَّعَام أَوْ الشَّرَاب
وَدَعْ عَنْك الْكَثيرَ فَكَمْ كَثيرٌ * * * * يُعَافَ وَكَمْ قَليلٌ مُسْتَطَابُ
فَمَا اللُّجَجُ الْملاَحُ بمُرْويَاتٍ * * * * وَتَلْقَى الرّيَّ في النُّطَف الْعذَاب
—-
(3 )
الشَّافعيّ رحمه الله
إنَّ الَّذي رُزقَ الْيَسَارَ وَلَمْ يُصبْ * * * * حَمْداً وَلاَ أَجْراً لَغَيْرُ مُوَفَّق
وَالْجدُّ يُدْني كُلَّ شَيْءٍ شَاسعٍ * * * * وَالْجدُّ يَفْتَحُ كُلَّ بَابٍ مُغْلَق
وَأَحَقُّ خَلْق اللَّه بالْهَمّ امْرُؤٌ * * * * ذُو همَّةٍ عُلْيَا وَعَيْشٍ ضَيّق
وَمنْ الدَّليل عَلَى الْقَضَاء وَكَوْنه * * * * بُؤْسُ اللَّبيب وَطيبُ عَيْش الأحْمَق
—-
(4)
صفي الدين الحلي
انصَح صَديقَكَ مَرَّتَين * * * * فَإن عَصاكَ فَغُشَّهُ
لَو ظَنَّ صدقَكَ ما عَصى * * * * وَأَبى وَأَظهَرَ فُحشَهُ
— –
(5 )
الشاعر القروي
لا شَيْءَ في الدُّنْيا أَحَبُّ لنَاظري * * * * منْ مَنْظَر الخلاَّن والأَصْحَاب
وأَلَذُّ مُوسيقَى تَسُرُّ مَسَامعي * * * * صَوْتُ البَشير بعَوْدَة الأَحْبَاب
—
(6 )
عبد الله بنً طاهر الخُراسانيّ
أميل مع الذّمام على ابن أمّي * * * * وأحْمل للصديق على الشّقيق
وإن ألفيتَني مَلكاً مُطاعاً * * * * فإنك واجدي عبدَ الصَّديق
أفرّق بين معروفي ومَنّي * * * * وأجمع بين مالي والحُقوق
—
(7 )
حَبيب الطائي
ولقد سَبَرتُ الناس ثم خَبرتُهم * * * * ووصفتُ ما وَصفوا من الأسباب
فإذا القرابةُ لا تُقَرّب قاطعاً * * * * وإذا المودَة أقرب الأنساب
—
(8 )
المبرّد
ما القرْبُ إلّا لمن صحَت مَوَدَّته * * * * ولم يَخُنْك وليس القُرْبً للنسَب
كم من قَريب دَويّ الصَّدْر مُضْطَغن * * * * ومن بَعيدٍ سَليم غير مقترب
—
(9 )
متفرقات
إذَا كُنْتَ ذَا مَالٍ وَلَمْ تَكُنْ ذَا نَدًى * * * * فَأَنْتَ إذاً وَالْمُقْترُونَ سَوَاءُ
عَلَى أَنَّ في الامْوَال يَوْماً تبَاعَةً * * * * عَلَى أَهْلهَا وَالْمُقْترُونَ بَرَاءُ
أحبُّ منَ الإخوان كل مُواتي * * * * وكل غضيض الطرْف عن عَثراتي
يوافقني في كل أمْرٍ أريدُهُ * * * * ويحفظني حَيّاً و بعدَ مَمَاتي
فمن لي بهذا ؟ ليْتَ أني أصبتهُ * * * * لقاسَمْتهُ مَا لي منْ الحَسَنات
تصفحْتُ إخواني فكانَ أقلهمْ * * * * على كثرة الإخوان أهلُ ثقاتي
—
وإذا الصديق رأيته متملقاً * * * * فهو العدو، وحقه يتجنب
لا خير في ود امرئٍ متملّق * * * * حلو اللسان، وقلبه يتلهب
يلقاك يحلف أنه بك واثقٌ * * * * وإذا توارى عنك فهو العقرب
يعطيك من طرف اللسان حلاوةً * * * * ويروغ منك كما يروغ الثعلب
وصل الكرام وإن جفوك بهفوةٍ * * * * فالصفح عنهم والتجاوز أصوب
واختر قرينك واصطفيه تفاخراً * * * * إنّ القرين إلى المُقارن ينسب
وذر الكذوب فلا يكن لك صاحباً * * * * إن الكذوب يشين حراً يصحب
وزن الكلام إذا نطقت ولا تكن * * * * ثرثارة في كل نادٍ تخطب
واحفظ لسانك واحترز من لفظه * * * * فالمرء يسلم باللسان ويعطب
والسر فاكتمه ولا تنطق به * * * * إنّ الزجاجة كسرها لا يشعب
وارع الأمانة، والخيانة، فاجتنب * * * * واعدل ولا تظلم يطب لك مكسب
كن ما استطعت عن الأنام بمعزلٍ * * * * إنّ الكثير من الورى لا يصحب
واحذر مصاحبة اللئيم، فإنه * * * * يعدي كما يعدي السليمَ الأجربُ
كم من صديق باللسان وحينما * * * * تحتاجه قد لايقوم بواجب
إن جئت تطلب منه عوناً لم تجد * * * * إلّا اعتذار بعد رفع الحواجب
تتعثر الكلمات في شفتيه * * * * والنظرات في زيغ لأفق ذاهب
يخفي ابتسامته كأنك جئته * * * * بمصائب يرمينه بمصائب
والصحب حولك يظهرون بأنهم * * * * الأوفياء لأجل نيل مآرب
وإذا اضطررت اليهمو او ضاقت * * * * الأيام مالك في الورى من صاحب
جرب صديقك قبل أن تحتاجه * * * * إن الصديق يكون بعد تجارب
أمّا صداقات اللسان فإنها * * * * مثل السراب ومثل حلم كاذب