أبيات قصيرة عن التسامح

لما عفوت ولم أحقدْ على أحد  *  أرحتُ نفسي من هَمِّ العداواتِ

إِني أُحَيِّ عدوي عند رؤيتِه  *  لأدفعَ الشر عني بالتحياتِ

وأظهرُ البشر للإنسان أبغضه  *  كأنما قد حَشى قلبي محباتِ

الناسُ داءٌ ودواءُ الناس قُرْبُهم  *  وفي اعتزالهمُ قطعُ الموداتِ

إذا عثرَ القومُ فاغفرْ لهم  *  فأقدامُ كل فريق عُثر

إِذا عفْوتَ عن الإِنسانِ سيئة  *  فلا تروِّعهُ تأنيبا وتَقْريعا

خليليَّ إِن لم يغتفرْ كُلُّ واحد  *  عثارَ أخيه منكما فترافضا

وما يلبثُ الحيانِ إِن لم يجوِّزوا  *  كثيرا من المكروه أن يتباغضا

خليلي بابُ الفَضْل أن تتواهبا  *  كما أن بابَ النصِ أن تتعارضا

من محاسن العفو أن الخليفة العباسي المأمون ظفر برجل كان يطلبه فلما دخل عليه أمر بضرب عنقه فقال الرجل : دعني يا أمير المؤمنين أنشدك أبياتا فقال :

زَعَموا بأن البازَ علقَ مرة  *  عصفورَ برً ساقَه المقدور

فتكلمَ العصفورُ تحتَ جناحِه  *  والبازُ منقضٌ عليه يطير

ما بي لما يغني لمثلِكَ شبعة  *  ولئن أكلتُ فإِنني لحقير

فتبسم البازُ المُدِلُّ بنفسِه  *  كَرَما وأطلق ذلك العصفور

فأطلقه المأمون وخلع عليه ووصله .

 —

خُذِ العفوَ وأمرْ بعرفٍ كم  *  أمرتَ وأعرضْ عن الجاهلين

ولِن في الكلامِ لكل الأنامِ  *  فمستحسنٌ من ذوي الجاهِ لين

خذِ العفوَ وائبَ الضيمَ واجتنبِ الأذى  *  واغضِ تَسُدْ وارفقْ تنلْ واسخُ تحمدِ

ألا إِن خيرَ العَفْوِ عفوٌ معجلٌ  *  وشَرُّ العقابِ ما يجاز به القدْرُ

قصائد عن التسامح

وإِن أَوْلىَ الورى بالعفوِ أقدرُهم  *  على العقوبةِ إِن يظفرْ بذي زَللِ

والحلمُ طبعٌ فلا كسبٌ يجودُ به  *  لقوله ” خُلِقَ الإِنسانُ من عَجَلِ “

يستوجبُ العفوَ الفتى إِذا اعترف  *  وتابَ مما قد جَنَاه واقترف

لقوله ” قلْ للذين كفروا  *  ” إِن ينتهوا يُغفرْ لهم ماقد سَلفْ “

إِذا كنْت لا أعفو عن الذنبِ من أخ  *  وقلت أكافيه فأينَ التفاضلُ

ولكنني أغضي جفوني على القَذَى  *  وأصفحُ عما رابني وأجاملُ

متى أقطعُ الإِخوانَ في كُلِّ عثرة  *  بقيتُ وحيدا ليس لي من أواصلُ

ولكن أداريهِ ، فإِن صحَّ سرَّني  *  وإِن هو أعيا كان عنه التجاهُلُ

—-

ما أحسنَ العفوَ عفوٌ بعد مقدرة  *  عن أقبحِ الذنبِ كفرٍ بعد إِيمانِ

سألزمُ نفسي الصفحَ عن كل مذنب  *  وإِن كثرَتْ منه إِليَّ الجرائمُ

فما الناسُ إِلا واحدٌ من ثلاثة  *  شريفٌ ومشروفٌ ومثلٌ مقاومُ

فأما الذي فوقي : فأعرفُ فضله  *  وأتبعُ فيه الحقَّ والحقُّ لازمُ

وأما الذي دوني : فإِن قال صُنْتُ عن  *  إِجابته عِرضي وإِن لامَ لائمُ

وأما الذي مثلي : فإِن زلَّ أو هَفا  *  تفضَّلْتُ إِن الحلمَ للفضلِ حاكمُ

العَفوُ منك من اعتذاري أقرَبُ  *  والصفحُ عن زللي بحلمكَ أنسبُ

عذري صريحٌ غيرَ أني مقسمٌ  *  لا قُلتُ عذراً غيرَ أنّي مُذنبُ

يا من نمتُّ إلى علاهُ بأننا  *  في طَيّ نِعمَة ِ مُلكِهِ نَتَقَلّبُ

إني لأعجبُ من وقوعِ خطيتي  *  ولَئِنْ جُزيتُ بها، فذلك أعجَبُ

عفوتَ وكان العفوُ منكَ سجيةً  *  كما كان معقوداً بمفرقك الملكُ

فإن أنت أتممتَ الرضى فهو المنى  *  وإن أنت جازيتَ المسيَء فذا الهلكُ

ما أَحسَنَ العَفوَ مِنَ القادِرِ  *  لا سيَّما عَن غَيرِ ذي ناصِرِ

إِن كانَ لي ذَنبٌ وَلا ذَنبَ لي  *  فَما لَهُ غَيرُكَ مِن غافِرِ بِحُرمَةِ الوُدِّ الَّذي بَينَنا  *  لا تُفسِدِ الأَوَّلَ بِالآخِرِ

أبيات شعرية قصيرة عن التسامح

اقرأ في الموقع