من غرائب الشعر العربي

قصيدة التنقيط

يُسمَّى الشطر الأول من البيت الشعري (صدر البيت)، وشطر البيت الثاني يُسمَّى (العجز).  

يُـبيِّتُني في شغفٍ شفَّـني  * * * * * *  صدوده أحور حلو الكلام

‎تبيتُ في بثِّ شجى تبتغي  * * * * * *  مرام وصلٍ ساهر للمرام

‎ضنَّت بشيئَين ببينٍ شجى  * * * * * *  وهامل سحّ كسحِّ الرِّهام

‎بين خفي قذفت زينب  * * * * * *  أسرارها ما صاح داعِ حمام

كما تلاحظ، فإنَّ الأبيات الشعرية في صدور القصيدة مُنقَّطة، بينما الأبيات في أعجازها بلا نقاط.

بيت شعري فيه حروف اللغة العربية مجتمعة

هل تحب أن تُعلِّم طفلك حروف اللغة العربية بإيجازٍ عن طريق الشعر؟ عليك إذًا بتحفيظه هذا البيت الشعري، ففي هذا البيت كل حروف اللغة العربية مجتمعة:

صف خلق خَودٍ كمثل الشَّمس إذْ بزغتْ  * * * * * * *  يحظى الضجيعُ بها نجلاء معطار

قصيدة المدح والهجاء

براعة الشعراء العرب القدماء تكاد تفوق الخيال أحيانًا! في المثال التالي توضيح لقدرتهم على تغيير المعاني من خلال التلاعب بالحروف:

حلموا فما ساءَت لهم شيمُ  * * * * * * *  سمحوا فما شحَّت لهم مننُ

سلمــوا فلا زلَّت لهم قدمُ  * * * * * * *  رشدوا فلا ضلَّت لهم سننُ

البيتان السابقان جزء من قصيدة في المدح، ولكن إذا قرأتهما من اليسار إلى اليمين أصبحا هجاءً حيث كان أشهر شعراء الهجاء عربًا وكثيرين منهم كانوا من شعراء الأندلس.

مننٌ لهم شحَّت فما سمحـوا … شيمٌ لهم ساءَت فما حلموا

سننٌ لهم ضلَّت فلا رشـدوا … قدمٌ لهـم زلَّت فلا سلمـوا

البيت الشعري الذي كاد يقتل صاحبه

لقد ضاع شعري على بابكم  * * * * * * *   كما ضاع عقدٌ على خالصة

قد تكون القصة المرتبطة بهذا البيت الشعري حقيقيةً وقد تكون من نسج خيال أحد الكتاب الساخرين، فما هي قصة البيت الشعري الذي “فُقِئت عيناه فأبصر”؟

يُحكى أنَّ جاريةً للخليفة هارون الرشيد تُدعى خالصة، كانت فائقة الجمال والحسن. وفي يوم مُخصِّص لإلقاء الشعر، كان أبو نواس حاضرًا في الديوان ليُلقي الشعر بحضور خالصة، وعندما انتهى أبو نواس من إلقاء شعره، لم يلتفت الخليفة إليه ولم يُعره اهتمامه، رغم أنه نظَم أفضل ما عنده من الشعر، فاغتاظ أبو نواس غيظًا شديدًا لانشغال الخليفة عنه بخالصة، وحدَّثته نفسه بالانتقام بطريقته الشعرية!

فاستأذن أبو نواس من الخليفة بالانصراف، وتوجَّه إلى باب غرفة خالصة وكتب عليه:

لقد ضاع شعري على بابكم  * * * * * * *  كما ضاع عقدٌ على خالصة

وغادر أبو نواس إلى بيته. وعندما رأت خالصة ما كتبه أبو نواس على باب غرفتها غضبت وذهبت تشتكي إلى الخليفة، فأمر الحرس بإحضار أبي نواس ليُعاقبه على فعلته. وعندما علم أبو نواس أنَّ الخليفة غاضب شعر بالورطة، وذهب إليه مع الحرس، ولكنَّه قبل أن يدخل على الخليفة مرَّ على باب خالصة ومسح تجويف العين من كلمة (ضاع) في الشطرين لتصبح (ضاء)

 وهنا تغيَّر معنى البيت الشعري من الذم إلى المدح. وعندما دخل على الخليفة هارون الرشيد بادره الخليفة بالسؤال: ما هذا الذي كتبته يا أبا نواس على باب خالصة؟ فقال له أبو نواس بكلِّ براءة: لم أكتب إلا كل خيرٍ يا سيدي، فلقد مدحت ولا أرى سببًا لكلِّ هذا الغضب. دعنا نذهب جميعًا ونرى ما كتبت. فقال له الخليفة: يا أبا نواس لو كذبت قطعت رأسك. ذهبوا جميعًا، وإذا بالخليفة يرى دهاءه وذكاءه وسرعة بديهته لتغيير كلمة (ضاع) إلى (ضاء)، وأصبح البيت يُقرأ هكذا:

لقد ضاء شعري على بابكم  * * * * * * *  كما ضاء عقدٌ على خالصة

فضحك الخليفة، وقال لأبي نواس: والله يا خبيث لقد مسحتَ تجويف حرف العين وغيَّرت المعنى. وهو معجبٌ أشد الإعجاب بذكاء أبي نواس، وأمر الحاجب أن يكافئه بحفنه من الدنانير. وانصرف الشاعر أبو نواس سالمًا بفضل ذكائه وسرعة بديهته ومقدرته الشعرية أيضًا. ويُقال إنَّ الخليفة هارون الرشيد قال: هذا شعر فُقِئَت عيناه فأبصر!

شاعر يعاني من الزواج من اثنتين

هناك تجارب متعددة لرجالٍ كثيرين في تعدد الزوجات، ولكن يبدو أنَّ تجربة الشاعر الذي كتب الأبيات التالية كانت قاسيةً ومريرة عند زواجه باثنتين! فقد ظنَّ هذا الشاعر أنَّ تعدُّد الزوجات سيكون سرَّ سعادته، ولكنه تفاجأ بأنه أصبح “كنعجةٍ بين ذئبتَين” كما وصف نفسه. لنقرأ تجربة هذا الشاعر البائس التي نظمها في الأبيات الشعرية التالية:

تزوَّجت اثنتين لفرط جهلي … بما يشقى به زوج اثنتين

فقلت أصير بينهما خروفًا … لأنعم بين أكرم نعجتين

فصرت كنعجة تضحي وتمسي  * * * * * * *  تداول بين أخبث ذئبتين

رضا هذي يُهيِّج سخط هذي  * * * * * * *  فما أعرى من احدى السخطتين

وألقى في المعيشة كلَّ ضرِّ  * * * * * * *  كذاك الضُّرِّ بين الضرَّتين

لهذي ليلةٌ ولتلك أخرى  * * * * * * *  عتابٌ دائمٌ في الليلتين

فإن أحببت أن تبقى كريمًا  * * * * * * *  من الخيرات مملوء اليدين

وتدرك ملك ذي يزنٍ وعمرو  * * * * * * *  وذي جدنٍ وملك الحارثين

وملك المنذرين وذي نواسٍ  * * * * * * *  وتُبَّعٍ القديم وذي رعين

فعِش عزبًا فإن لم تستطعه  * * * * * * *  فضربًا في عراض الجحفلين

هذه الأبيات تصلح للهجاء والمدح
طلبوا الذي نالوا فما حُرموا ** ** ** رُفعتْ فما حُطتْ لهم رُتبُ
وهَبوا وما تمّتْ لهم خُلقُ ** ** ** ** سلموا فما أودى بهم عطَبُ
جلبوا الذي نرضى فما كَسَدوا ** ** ** ** حُمدتْ لهم شيمُ فما كَسَبوا
هذه الأبيات الآن أبيات المدح وعندما تقرأها بشكل معكوس
تحصل على الهجاء

من غرائب الشعر العربي
  • views
  • تم النشر في:

    نحو اللغة والأدب

  • آخر تعديل:
  • قم بنسخ الرابط المختصر أدناه من زر النسخ لمشاركته:

    https://gnram.com/?p=11920

اقرأ في الموقع