أنواع كتابة الشعر
الشعر هو نوعٌ من أنواع الفنون الذي يروي قصّةً، أو ينقل فكراً، أو يصف مشهداً بترتيبٍ غنائي يرتكز على الكلمات التي تنظم قصائداً منظومة القوافي، أو قصائد حرة لا تتبع أي بُنيةٍ رسميَّة.
خصائِص الشِّعر
يتميَّز الشِّعر عن غيره من الفنون الأخرى بمجموعة من الخصائص، لتشكل الصّفات التي يُعرف بها الشِّعر، ومن هذه الخصائص:
– الإيقاع:
أي النغم المُنظَّم، والتي تميِّز الشِّعر عن العبارات النثريَّة العاديَّة، ويقسم الإيقاع الشّعري لقسمين، هما:
– الإيقاع الداخلي:
ويعني التنغيم الذي يتشكَّل عِند توالي بعض الحروف والحركات، أو عندما تتداخل الحركات والحروف مع بعضها البعض، ولا يوجد للإيقاع الداخلي أي قاعدة تضبطه، لكنَّه يتضح من خلال النقد وتحليل القصيدة، أو من خلال الذوق.
– الإيقاع الخارجي:
ويتلخص هذا الإيقاع في القوافي والأوزان، فأوزان القصيدة هي عِبارة عن نِظام يحقّق للقصيدة نغماً واضحاً ومُتناسقاً، كنغمة التفعيلة ونظام البحر، أمّا القافية فهي عبارة عن مقطع صوتي يأتي في نِهاية كل بيت، وتكون كالحد الذي يفصل البيت الشِّعري عن الآخر، ومن أهم قواعد القوافي أن تُختتم بحرفٍ واحد موحد في كامل القيدة، يُطلق على هذا الحرف اسم (الروي)، وأهميّة الروي تكمن في توحيد نغمة القيدة كاملةً، ولهذا التوحد أثرٌ عظيم في نفس كل من يقرأ أو يسمع القصيدة.
– الأسلوب الشِّعري:
وهي الطريقة المُستخدمة مِن قبل الشَّاعِر للتّعبير عن مشاعره الذاتيَّة والوجدانيَّة، وعن قضايا أخرى من خلال عواطفه وإحساسه، ويتم هذا الأسلوب مِن خلال نقطتين مهمتين، هما:
لغة الشِّعر: وهي اللغة المُستخدمة من قبل الشاعر للتعبير عن المشاعر التي تجيش في صدره، بحيث يصنع منها الإيقاع الشِّعري، ويصنع من الكلمات الصور الفنيَّة التي يضمِّنها لقصيدته، من خلال تكوين الاستعارات والتشبيهات، ولهذا فهو يقوم باختيار ألفاظ اللغة الشعريَّة الخاصَّة به بحِرص وعناية فائقة، ومن ثمّ يقوم بوضعها في عبارة موزونة ومُحمَّلة بالصور الفنيَّة التي تتولّد في خياله.
الخيال الشِّعري: يركّز الشعراء عند نظم قصائدهم على الخيال بشكلٍ كبير، بحيث يقومون بصناعة الصُّور الفنيَّة التي تُعبِّر عن المعاني التي يُريد إيصالها للناس.
– المضمون الوجداني:
القصائد الحقيقيَّة هي تلك القصائد النّابعة من أعماق وجدان الشّاعِر، والتي تتضمّن كافَّة عواطفه وانفعالاته، لأنّ الشّعر بمعناه الحقيقي يلتصق بالوجدان، والقصائد الشعريّة تطرح القضايا المراد إيصالها بإحساس الشُّعراء الداخلي.
أنواع كِتابة الشِّعر
يقسم الشعر إلى مجموعة من الأقسام المُختلفة، والتي يُمكن إجمالها ع النحو التالي:
الشِّعر الوجداني:
وفي هذا الشكل من أشكال الشعر الميلودرامي، يُعبِّر الشَّاعر فيه عن عواطفه وانفعالاته الذاتيَّة المُختلفة، ويعرض تِلك الانفعالات بطريقته الخاصَّة التي تظهر (الأنا) بشكلٍ واضح ومُباشر، وللشعر الوجداني عند العرب أشكال مختلفة، هي:
- الرثاء.
- الفخر.
- المديح.
- الغزل.
الشِّعر القصصي:
وهو شكلٌ من أشكال الشعر االذي يصوِّر مجموعة من الأحداث الاجتماعيَّة أو التاريخيَّة الهادفة، بحيث لا يُظهر الشَّاعر (الأنا) الذاتيّة بشكلٍ مُباشِر، ويُعرف هذا النوع من أنواع الشعر مُنذُ القِدم، ويُقسم الشعر القصصي إلى نوعين رئيسيين، هما:
الشِّعر الملحمي:
وهو نوعٌ من الشِّعر الطويل جدَّاَ، أو عملٌ شِعري سردي مطوّل، بحيث يُمكن أن تبلغ القصيدة الملحميّة الواحدة آلافاً من الأبيات، وتتميّز القصائد الملحميّة بأنها تحتوي على مجموعة من الأساطير والخُرافات، وتروي أحداثاً بطوليّةً خارقة، وقد تميّز اليونانيّون القُدماء بهذا النوع من الشِّعر، ومن أشهر الملاحم الشعريّة عبر التاريخ ملحمة جلجامش الشعريّة، وتعود إلى بلاد ما بين النهرين.
– الشِّعر القصصي المحدود:
وهذا النَّوع من الشِّعر خالٍ من الخُرافة، ويقوم بعرض أحداث اجتماعيَّة أو تاريخيّة رمزيّة.
– الشِّعر التمثيلي:
وهو عِبارة عن مسرحيَّةٍ منظومة مكتملة العناصر، ولكن تأتِ ضِمن قالبٍ شِعري، وقد كانت بداية ظهور هذا النّوع من الشّعر عند الإغريق القُدماء، واستمر حتى عصرنا الحديث.
– الشِّعر التعليمي:
هي القصائد التي يتمّ نظمها ابتغاء تيسير الحفظ والتعلّم لطلبة العِلم، ويحتوي هذا النوع من الشِّعر على مجموعة الحقائِق العلميّة والموضوعيّة، ويخلو من خصائص الشِّعر الفنيَّة كالعاطفة والخيال.
أنواع الشّعر في اللغة العربيَّة
يقسم الشِّعر في اللغة العربيّة من حيث الشَّكل إلى مجموعة من الأقسام، هي:
– الشِّعر العامودي: وهو أحد أشكال الشِّعر، ويتكوَّن من مجموعة من الأبيات، كل بيت من هذه الأبيات يُقسَّم إلى مقطعين، يُطلق على المقطع الأوّل اسم (الصدر)، أمّا المقطع الثاني فيسمّى (العجز)، ويُعتبر الشعر العامودي الشكل الأوسع انتشاراً في غالبيَّة أنواع الشِّعر.
– الشِّعر المُرسل: وهو عبارة عن قصائد موزونة في نطقها، وموحدة القافية، لكنه يأتي على شكل مقاطع لا أبيات فيه، ويلتزم هذا الشكل من أشكال الشعر بتفعيلة البحر الشِّعري، دون اللجوء للوزن.
– شِعر الرُباعيَّات: ويتكوّن هذا النوع من القصائِد على الأغلب من أربعةِ أبياتٍ فقط، بحيث ينتهي مضمون القصيدة بانتهاء الأبيات الأربعة، ومن أشهر الأمثلة على شعر الرباعيّات، رُباعيّات الخيّام، وللرباعيّات مجموعة من الأنواع هي: (الخاصّة، المعرجة، المنطقيَّة، المردوفة، المرفلة).
أنواع الشِّعر من حيث اللغة
لكل شاعرٍ لُغته الخاصَّة في كتابة قصائِده، بحيث يختلف أسلوب الشُّعراء، فمنهم من يستخدم اللغة العاميّة (الشعر العامي أو الشّعبي)، ومن الأمثلة على هذا النوع من الشعر (الموَّال أو الشعر الشعبي، الشِّعر النبطي، والزجل).
أمّا البعض الآخر فلغتهم هي العربيّة الفصحى في نظم قصائدهم.
أنواع الشِّعر من حيث الغرض
تتعدَّد الأغراض الشعريّة، أو رسائل الشُّعراء الذين يسعون إلى توضيحها وإيصالها من خلال الشِّعر، ومن الأغراض الشعريّة المطروحة في قصائد الشعراء ما يلي:
– أشعار الوصف: حيث يقوم الشاعر بوصفٍ تفصيلي لأشخاص أو أمور يودُّ الحديث عنها في سياق شعره، كوصف جمال امرأةٍ يُحبُّها، أو وصف معالم وطنه …الخ.
– شعر الغزل: وهي القصائد التي يصف بها الشاعر مشاعره وأحاسيسه وحبه لامرأةٍ ما، فيبني قصيدته على الغزل ليعبِّر لها عن هذا الحب والإعجاب، وينقسم هذا النوع من الشعر إلى (غزلٍ صريح، وغزل عفيف)، فالغزل العفيف تعبّر عن هذا الحب دون استخدام مفردات تخدش الحياء، أما الغزل الصريح فهو التعبير عن الحب والشوق، بحيث يصف مفاتنها دون استحياء.
– شعر المدح: أحد أنواع الشعر التي انتشرت في الشعر العربي منذ القدم، ويُراد بالمدح الشُكر والثناء، والمُبالغة في إظهار الإعجاب والمُميِّزات والمحاسن .
– شعر الاعتذار: ويعتبر هذا الشكل الشعري بمثابة أسفٍ واعتذار عن أمرٍ اقترفه في حقِّ أحدهم.
– شعر الحِكمة: وهو نوع من أنواع الشِّعر الذي يرتكز على الأمثال والحكم، فيقدّم الشاعر من خلال قصائده كافّة تلك الأحكام والأمثال التي يؤمن بها في حياته على شكل قصائد.
– شعر الفخر: من أشهر أنواع الشعر عند العرب منذ القدم، ويتناول الشاعر في هذه القصائد الفخر بالنفس والأهل والوطن …الخ.
– شعر الرثاء: يُستخدم هذا النوع من الشعر عند الحديث عن شخص ميِّت، أو عند فقد شخص عزيز غيَّبه الموت، بحيث يبرزون مآثر من رحلوا ومحاسنهم، ويُعبرون بها عن حُزنهم وشوقهم.
– شعر الهجاء: وهو نوع من أنواع الشعر التي يلجأ فيها الشاعر إلى إبراز عيوب ومساوئ أشخاص مُعينين، أو قبائل مُعينة، بحيث يهدف إلى فضح أمرهم وإظهار حقيقتهم للآخرين.