أنواع ضمائر الرفع المتحركة

الضمائر

الضمائر في اللّغة العربيّة أسماء جامدة يكنّى بها عن المخاطب أو الغائب أو المتكلّم، ولابدّ أن يجتمع في الضّمير الجمود والاسميّة

ودليل اسميّته، مطابقة بعض علامات الاسميّة عليه كقبوله الجرّ، مثل: “عنك وإليه وعلينا وفيه”، والمفعوليّة في ضمائر النّصب، مثل: “علّمني وعلّمك ودرّبها”، والإسناد في ضمائر الرّفع، مثل: “شربتُ ولعبتَ ونمتِ”،

وتنقسم الضّمائر إلى ثلاثة أقسام:

– الضّمائر المنفصلة، مثل: “أنا، أنت، هو، هي ..”،

الضمائر المتّصلة، كـ: “التّاء المتحرّكة وألف الإثنين ونون النسوة…

– الضّمائر المستترة “غير البارزة”،  

الضمائر المتصلة

تقسم هذه الضّمائر المتّصلة بحسب اتّصالها بالأفعال والأسماء وحروف الجرّ إلى ثلاثة أقسام:

1- الضّمائر المتّصلة بالأفعال:

 كالتّاء المتحرّكة ونا الدّالة على الفاعلين، وياء المؤنّثة المخاطبة، ونون النّسوة، وألف الاثنين، وهذه الضّمائر محلّها الرّفع، وكاف الخطاب وهاء الغائب، ونا المفعولين وياء المتكلّم، وهذه الضّمائر محلّها النّصب، مثل: “علّمه، علّمك، علّمنا، علّمني”.

2- الضّمائر المتّصلة بالأسماء:

 كـ هاء الغائب، وكاف الخطاب، ونا الدّالة على الجماعة، وياء المتكلّم، ومحلّها الجر بالإضافة، مثل: “كتابه، كتابك، كتابنا، كتابي”.

3- الضّمائر المتّصلة بأحرف الجرّ:

 كـ هاء الغائب، وكاف الخطاب، ونا الدّالة على الجماعة، وياء المتكلّم، ومحلّها الجرّ بحرف الجرّ، مثل: منه، عليك، فينا، عنّي.

أنواع ضمائر الرفع المتحركة

هي ضمائر متّصلة بالأفعال، منها ما هو ملازم لنوع واحد من الأزمنة الثلاثة، كـ “التّاء” المتحرّكة و”نا” الدّالة على جماعة الفاعلين اللّتين لا تتّصلان إلّا بالفعل الماضي فقط، مثل: “درستُ، درستَ، درستِ”، “درسنا”

 ومنها ما هو ملازم لنوعين من الأزمة، كـ “ياء” المؤنّثة المخاطبة التي تتّصل بالفعل المضارع وفعل الأمر، مثل: “تدرسين”، “ادرسي”

ومنها ما يتّصل بالأزمنة الثّلاثة، كـ “واو” الجماعة، و”ألف” التّثنية، و”نون” النّسوة، مثل: “درسوا، يدرسونَ، ادرسوا”، و”درسا، يدرسانِ، ادرسا”، و “درسْنَ، يدرسْنَ، ادرسْنَ”،   

أقوال حول تاء التأنيث الساكنة

ذهب أكثر النّحاة إلى أنّ تاء التأنيث السّاكنة حرفًا، وليست اسمًا، بينما مال البعض وأكثرهم من المحدثين إلى أنّها اسمًا حالها حال التّاء المتحرّكة، ولكلّ من الطّرفين حججه وبراهينه،

حجة من قال باسميّة تاء التّأنيث بأنّ التّاء المتحرّكة وضعت للمتكلّم والمخاطب وتاء التأنيث للغائبة، وكذلك نون النّسوة لجمع النّسوة، وتاء التّأنيث للمفردة المؤنّثة، ولذلك فـ “تاء” التّأنيث اسم كـ “نون” النّسوة اسم،

وحجى من يقول بحرفيّة تاء التّأنيث بأنّه يأتي الفاعل بعد تاء التّأنيث، “قالتْ هندُ”، ولو كانت اسمًا لما اجتمعت مع الاسم المرفوع بعدها، وهذا لا يحصل بعد التّاء المتحرّكة أو بعد نون النّسوة، وبأنّ نون النّسوة جمع لتاء التأنيث، فهذا غير صحيح، فإنّ نون النّسوة ليست جمعا لتاء التّأنيث، لأنّه لا يمكن أنْ يأتي فاعل ظاهر بعد نون النّسوة، بينما يحصل ذلك بعد تاء التّأنيث، ثمّ إنّه قد جاء جمع المؤنث بعد تاء التّأنيث.

فتقول: حضرت النّساء، قال تعالى: {وإذا الكواكب انتثرت}،

 وكذلك يأتي بعد تاء التّأنيث جماعة الذّكور أيضًا، مثل قوله تعالى: {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا}،

إذًا فتاء التّأنيث السّاكنة تستعمل للمفرد والمثنّى والجمع بنوعيه المذكّر والمؤنّث، بينما نون النّسوة لا تستعمل إلّا لجمع المؤنّث، فدلّ ذلك على رجحان رأي القائلين بحرفيّة تاء التأنيث السّاكنة.

تطبيقات إعرابية على ضمائر الرفع

قال الله تعالى: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا}،

 الشّاهد في الآية الكريمة إسناد الفعل إلى ضمير الرّفع المتحرّك تاء الفاعل في: “قلتُ”، وإلى واو الجماعة في: “استغفروا”.

قلْتُ: فعل ماضٍ مبني على السّكون لاتّصاله بضمير رفع متحرّك، والتّاء: ضمير متّصل مبني على الضّمّ في محلّ رفع فاعل.

استغفرُوا: فعل أمر مبنيّ على حذف النّون من آخره لاتّصاله بواو الجماعة، والواو: ضمير متّصل مبنيّ على السّكون في محلّ رفع فاعل، جملة “قلت”: استئنافية لا محلّ لها من الإعراب، وجملة “استغفروا”: في محلّ نصب مفعول به مقول القول.

قال الله تعالى: { فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً }،

 الشّاهد في الآية الكريمة، إسناد الفعل إلى ضمير الرّفع المتحرّك نون النّسوة، “تخضعنّ، قلنَ”.

فلا تخضعْنَ: الفاء رابطة لجواب الشّرط، لا: ناهية جازمة، تخضعْنَ: فعل مضارع مبنيّ على السّكون لاتّصاله بنون النّسوة في محل جزم جواب الشّرط، ونون النّسوة ضمير متّصل مبنيّ على الفتح في محلّ رفع فاعل.

وقلْنَ: الواو حرف عطف، قلْنَ: فعل أمر مبنيّ على السّكون، ونون النّسوة: ضمير متّصل مبنيّ على الفتح في محلّ رفع فاعل، جملة “فلا تخضعنَ”: في محلّ جزم فعل الشّرط، وجملة “قلنَ”: في محل جزم معطوفة لا تخضعْنَ.

يَا دَارَ عَبْلـةَ بِالجَواءِ تَكَلَّمِـي  * * * وَعِمِّي صَبَاحاً دَارَ عبْلةَ واسلَمِي

الشّاهد إسناد الفعل إلى ضمير الرّفع المتحرّك “ياء” المؤنّثة المخاطبة، “تكلّمي، عمّي، اسلمي”.

تكلّمي: فعل أمر مبنيّ على حذف النّون من آخره لاتّصاله بياء المؤنّثة المخاطبة، والياء: ضمير متّصل مبنيّ على السّكون في محلّ رفع فاعل، وجملة “تكلّمي”: استئنافيّة لامحلّ لها من الإعراب.

وعمّي، واسلمي: الإعراب نفسه لتكلّمي، والجملتان معطوفتان على جملة تكلّمي فلا محلّ لهما من الإعراب.

أنواع ضمائر الرفع المتحركة
  • views
  • تم النشر في:

    نحو اللغة والأدب

  • آخر تعديل:
  • قم بنسخ الرابط المختصر أدناه من زر النسخ لمشاركته:

    https://gnram.com/?p=11204

اقرأ في الموقع