أصناف ومستحقي الزكاة

تعريف الزكاة

الزّكاة : حصّة مُقدَّرة من المال أوجبها الله -سبحانه وتعالى- لمُستحقّيها، وقد ورد ذِكر أصناف الزكاة صراحةً في القرآن الكريم في عددٍ من المواضع كما مرَّ بيانهم في السُّنّة النبويّة.

وقيل الزكاة :  تعني القدر الواجِب إخراجُه لمُستحقّيه في المال الذي بلغ النِّصاب المُقدَّر شرعاً بشروط مُعيّنةٍ.

وقيل في معناها كذلك بأنها مقدارٌ مخصوصٌ في مالٍ مخصوصٍ لطائفةٍ مخصوصةٍ‏، ويصحُّ إطلاق اسم الزّكاة على المال المُزكّى فيُسمّى زكاةً، كما يُطلق اسم الزكاة على الفعل نفسه‏.

 روى عبد الله بن عبّاس -رضي الله عنهما- أنّ النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- قال لمعاذ حين أرسله إلى اليمن‏:‏ ‏(‏إنّك تأتي قومًا أهلَ كِتابٍ، فادعُهُم إلى شَهادةِ أنْ لا إلهَ إلّا اللهُ وأنّي رسولُ اللهِ، فإنْ هُم أطاعوكَ لذلكَ، فأَعْلِمْهم أنَّ اللهَ افترضَ عليهِمْ خمسَ صَلَواتٍ في كلِّ يومٍ وليلةٍ، فإنْ هُم أطاعوكَ لذلكَ، فأَعْلِمْهم أنَّ اللهَ افترضَ عليهم صدقةً في أموالِهِمْ؛ تُؤخَذُ من أغنيائِهم، وتُرَدُّ على فُقَرائِهِم، فإنْ هُم أطاعوك لذلك فإيّاك وكرائِمَ أموالِهم، واتَّقِ دعوةَ المظلومِ، فإنّها ليس بينها وبين اللهِ حجابٌ).

حُكم الزّكاة

الزكاة واجبةٌ بنصّ الكتاب والسنة والإجماع، وقد استدلّ العلماء على وجوب الزّكاة من خلال عدة نصوص منها قول الله تعالى: (وأقيمُوا الصَّلاةَ وآتُوا الزَّكَاةَ)،  وقوله تعالى: ‏(‏خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِها وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)‏.

أصناف ومُستحقِّي الزكاة

جاء في القرآن الكريم ذكر أصناف ومُستحقِّي الزكاة في عدة مواضع، من ذلك قول الله سبحانه وتعالى: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ).  وبيان مُستحقِّي الزّكاة فيما يأتي:

الفقراء:

وهم الذين لا يجدون ما يكفيهم من الطعام والشراب إلاَّ نصفَ كفايتهم وكفاية من يُعيلون عاماً كاملاً أو أقلّ من عام.

المساكين:

وهم الذين يجدون قوتاً يكفيهم ومَن يعولون، إلا أنّ ذلك القوت لا يصل بهم إلى حد الاكتفاء التام، أو أنّه يصل إلى نصفَ كفايتِهم أو أكثر، فالفقراءَ أشدُّ حاجةً وعَوَزاً من المساكين.

المؤلَّفة قلوبهم:

ويُقصَد بهم السّادة والأمراء والزّعماء، وكلُّ من له عند قومه توقيرٌ واحترامٌ؛ بحيث يُسمع كلامهم ولا يُعصون، فيُعطى هؤلاء من الزّكاة رجاء دخولهم في الإسلام وتأليفاً لقلوبهم، فيتبعهم قومهم بذلك لمكانتهم عندهم، أو أنّه يُعطى لهم من مال الزكاة رجاء كفّ أذاهم عن الأمّة الإسلاميّة تأليفاً لقلوبهم.

المُكاتِب:

وهو العبد الذي يتّفق مع سيده على أن يشتري حريّته لقاء مبلغ مُعيّن، فيُدفع له من مال الزكاة حتى يُؤدّي ما عليه من دينٍ ليحصل على حرّيته تشجيعاً له على ذلك، ومن باب تشجيع العبيد عموماً على اتّخاذ مثل تلك الخطوة من باب تجفيف منابع الرِّق والعبودية في الأمة الإسلاميّة بشكلٍ عام.

الغارِم:

وهو إما المَدين الذي كثر دينه بحيث عجِزَ عن سدادِه في وقته واستغرق دَيْنُه قيمةَ ما يملك، أو أنّه من أصاب مالَه مصيبةٌ عامةٌ، كحريقٍ، أو الزلازل والكوارث الطبيعيّة أو أصاب ماله الطوفان، أو غير ذلك، ويُشترَط في الغارم أن يكون دَينُه تحصّل عليه من أمور مُباحةٍ، ويمكن أن يُقصد بالغارم من يدفع ماله لإصلاح ذات البَيْن والتّأليف بين جماعَتين من الناس لعداوةٍ بينهما، فيُعطَى من مال الزّكاة حتّى يستمرَّ في إصلاحه بين الناس.

ابن السّبيل:

وهو المسافر الذي انقطعت به السُّبل، ولم يجد المأكل والمشرب الذي يُعينه للوصول إلى بلده، فيُعطَى من مال الزّكاة بقدر ما يكفيه للوصول إلى بلده، شريطة أن يكون سفره الذي انقطعت به السبل لأجله مُباحاً.

العاملون على الزّكاة:

وهم الذين يعملون في تحصيل أموال الزّكاة ممّن وجبت عليم وتوزيعها على مُستحقّيها.

المُجاهد في سبيل الله:

فيُعْطَى من مال الزّكاة بقدر ما يكفيه لأجل القتال والتنقّل؛ بشرط ألا يكون له راتبٌ ثابتٌ من بيت مال المسلمين.

أصناف  ومستحقي الزكاة
  • views
  • تم النشر في:

    أحكام وتعاليم اسلامية

  • آخر تعديل:
  • قم بنسخ الرابط المختصر أدناه من زر النسخ لمشاركته:

    https://gnram.com/?p=8213

اقرأ في الموقع