تجد في هذه المقالة:
لماذا سميت الزكاة بالصدقة
مفهوم الزكاة
إنّ الزكاة هي النماء والزيادة والبركة والثناء وصفوة الشيء في اللغة، وفي المصطلح الشرعي هي ما ينفقه المسلمون من الأموال في سبيل الله وفق شروط مخصوصة
وقد ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنَّ الزكاة هي الركن الثالث من أركان الإسلام الخمس التي بُني عليها الإسلام، وهي صدقة فرضها الله عز وجل على المسلمين، وذلك من خلال دقعها بشكل سنوي من أموالهم وممتلكاتهم والتصدّق بها على الفقراء والمساكين والمحتاجين، تقرباً من الله تعالى ونيل الرضا في الدنيا والآخرة وتزكية للمال والنفس والحياة.
فضل الزكاة والصدقة
إنّ للزكاة والصدقة فضائل كثيرة لا تُعد ولا تُحصى، ومن فضل الزكاة أنها سبب لدخول الجنة وسبب في إنزال رحمة الله تعالى على المسلمين، فهي صدقة يمحو بها الله تعالى الذنوب والمعاصي والخطايا، وتطهر النفس من الأخلاق المذمومة والدنيئة كالبخل والشح، فهي تنمي الكرم والسخاء في نفس المسلم، وتزرع في داخله الرحمة والعطف على غيره من المسلمين، أما الصدقة فلها الفضل في سدّ ما وقع من النقص في الزكاة وجبرها، كما أنها تكفّر الذنوب والخطايا، وتجلب الرزق وتبارك فيما هو موجود، تدفع المصائب والبلاء، وفيها شفاء للإنسان من كل مرض وهم وحزن.
آيات قرآنية عن الزكاة والصدقة
وردت في رحاب القرآن الكريم العديد من الآيات التي تحدثت عن الزكاة والصدقة وفضلهما، ومن هذه الآيات:
– قال تعالى في سورة الحديد: {إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ}.
– قال تعالى سورة النحل: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}.
– قال تعالى في سورة البقرة: {الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ}.
– قال تعالى سورة البقرة: {مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}.
– قال تعالى في سورة المزمل: {وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}.
لماذا سميت الزكاة بالصدقة
سميت الزكاة بالصدقة لأنها تدل على صدق إيمان المسلم وصدق عبوديته لله عز وجل، ولما فيها من التصدق للفقراء ما يرد به عنهم البلاء، وقد ورد في سببت تسميتها بذلك العديد من الأقوال لكبار أهل العلم والفقهاء سيتم ذكرها فيما يأتي:
قال الإمام ابن العربي المالكي: “إنّما سمّيت الزكاة صدقة، لأنّه مأخوذ من الصدق في مساواة الفعل للقول والاعتقاد”.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: “سميت الزكاة صدقة؛ لأنها تدل على صدق إيمان صاحبها”.
الفرق بين الزكاة والصدقة
أوجب الإسلام الزكاة في أشياء معينة وهي: الذهب والفضة، الزروع والثمار، عروض التجارة وبهيمة الأنعام، وأمّا الصدقة فلا تجب في شيء معين كل ما يجود به الانسان من ممتلكات فهو خير.
للزكاة شروط يجب الوقوف عندها وتحقيقها، منها: بلوغ النَّصاب، وحولان الحَول، ولها مقدار محدد من المال، أمّا الصدقة فليس لها أية شروط، ويمكن إخراجها في أي وقت وبأي مقدارٍ كان.
أوجب الله الزكاة لفئات معينة وهم المذكورون في قوله تعالى: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}،
وأمّا الصدقة فيجوز أن تُعطى لمن ذكروا ولغيرهم من الفئات.
وجب في الزكاة أنها تقدم على الوصية ويقوم الورثة بإخراجها من أموالهم في حال توفي صاحبها ولم يخرجها، ولا يجب ذلك على الصدقة.
يُعذب الله تعالى تارك فرض الزكاة، ولا يُعذب تارك الصدقة.
لا يجوز إخراج الزكاة للأصول والفروع باتفاق المذاهب الأربعة ، والأصول هم الأب والأم والأجداد والجدات، والفروع هم الأولاد وأولادهم، كما لا يجوز أن تخرج لكل من الزوجة، والغني، والمشرك، وغير المسلم، وأمّا الصدقة فيجوز إعطاؤها لكل ما ذُكر وغيرها.
إلى هنا نصل إلى ختام مقال لماذا سميت الزكاة بالصدقة الذي تم التحدث فيه عن مفهوم الزكاة وسبب تسميتها بالصدقة، كما تم ذكر أهم الفوارق بين الزكاة والصدقة وفضلهما في حياة المسلم.
نقلاً عن موقع تصفح