لماذا سميت السنة القمرية الهجرية بهذا الاسم
السنة الهجرية القمرية أن هي السنة التي يعتمد عليها المسلمون في تأريخهم، فهي تنظم، لهم الكثير من الأحكام الشرعية، كعبادة الصوم والزكاة والحج،
تعريف السنة القمرية الهجرية
إن السنة القمرية هي السنة التي تعتمد على دوران القمر حول الأرض، فكل اثنتي عشرة دورة كاملة للقمر حول كوكب الأرض تعد سنةً قمرية، وكل دورة هي بمثابة شهر قمري واحد، حيث يحتاج القمر لإتمام الدورة الكاملة إلى 29.53 يومًا، والسنة القمرية هي 354.36 يومًا، ولذلك هي أقصر من السنة الميلادية بنحو 11 يومًا بحسب أهل العلم
سبب التسمية
سميت السنة القمرية الهجرية بهذا الاسم لاعتمادها على القمر في تقويمها، ولأنها نسبت إلى هجرة النبي -صلى الله عليه وسلم- من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، فقد جعل المسلمون بداية التقويم الهجري هو سنة الهجرة من مكة المكرمة إلى يثرب
وقد ورد أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم تكن هجرته في شهر محرم، ولكن اعتبر أنه الشهر الأول في هذه السنة، لأنّه أول شهر يعرف في الشهور القمرية قبل وجود الإسلام، وجاء ذكر الأشهر القمرية في القرآن الكريم، فقد قال تعالى: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ۚ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ}. وقد اتفق المسلمون على شهر محرم ليكون أول السنة لأنه يعد نهاية موسم الحج وعودة الحجاج إلى بلادهم.
و يرجع سبب تسمية السنة القمرية المعروفة باسمها إلى اعتمادها على حساب منازل القمر في عامٍ كامل، فالعام القمري هو الزمن الذي يستغرقه القمر ليدور حول الأرض اثنتي عشرة مرة، في كل دورة يمضي شهرًا قمريًا، وقد استخدم العرب قبل الإسلام التقويم القمري لمعرفة الأشهر القمرية ولمعرفة أوقات أسفارهم وغزواتهم وحتى حجهم إلى البيت الحرام.
سبب تسمية أشهر السنة الهجرية
اختلفت أسباب تسمية الأشهر الهجرية بأسمائها فلكل شهر عديد الأسباب، ومما ورد في أسباب التسمية ما يأتي:
شهر محرم: سمي باسم محرم لأنه الشهر الذي حرّم فيه القتال، وهو أول شهرٍ في السنة.
شهر صفر: سمي بهذا الاسم لأن العرب كانوا يخرجون فيه للأسفار ونحوه فتصفر ديارهم أي تخلو من السكان.
شهري ربيع الأول وربيع الآخر: سميا بذلك لأنّ العرب كانوا يرتبعون فيهما على العشب، ويقال لأن الربيع أي العشب كان يخرج فيهما.
شهري جمادى الأول والآخر: سميا بذلك نسبةً إلى تجمد الماء فيهما من شدة البرد.
شهر رجب: يقال فيه يتوقف القتال فترجب الأسنة والرماح.
شهر شعبان: يقال أن سبب تسميته لأنه شعب بين رجب ورمضان، ويقال لأن القبائل كانت تتشعب فيه.
شهر رمضان: نسبةً إلى عطش الإبل والرمض، وذلك يدل على حرارة الشمس فيه.
شهر شوال: سمي بذلك نسبةً إلى الإبل لأنها تشيل بأذنابها.
شهر ذي القعدة: يقعد فيه العرب عن الأسفار والقتال.
شهر ذي الحجة: نسبةً إلى موسم الحج.
من أول من عمل بالتقويم الهجري
كان الصحابي الجليل عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- هو أول من وضع التقويم الهجري، وهو أول من عمل به، وذلك بعد خلافته بسنتين تقريبًا، حيث اشتكى بعض الولاة من عدم تأريخ الكتب والرسائل التي يرسلها الخليفة إليهم، فلم تعجب المسلمين فكرة التأريخ بتواريخ الأقوام الأخرى، فتشاور الصحابة واختاروا الهجرة النبوية الشريفة لتكون بداية التاريخ الهجري الإسلامي، وذلك لأن الهجرة فرقت بين الحق والباطل.
بدأ التاريخ الهجري كانطلاقةٍ له، منذ هجرة النبي -صلى الله عليه وسلم- وبدأ في عهد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- العمل به وذلك بعد عامين ونصف العام من توليه الخلافة، أما في تاريخ بدايته في السنة الميلادية، فإن الراجح أنه بدأ في يوم جمعة 16/ تموز يوليو/ 622 م .
نقلاً عن موقع تصفح