لماذا سمي المسجد الحرام بهذا الاسم
مكانة المسجد الحرام في الإسلام
يعدّ المسجد الحرام أعظم مساجد المسلمين على الإطلاق، فالصلاة فيه تَعْدل أجر مئة ألف صلاة في أي مسجد آخر، وهو أوّل المساجد الثلاثة التي تشدّ إليها الرّحال، بالإضافة إلى المسجد النبويّ الشّريف في المدينة المنوّرة، والمسجد الأقصى في القدس
ويقع المسجد الحرام في قلب مكّة المكرّمة، في الغرب من شبه الجزيرة العربيّة، ويضمّ المسجد الحرام في رحابه عدداً من المعالم التي لها علاقة ببعض الشعائر التّعبديّة؛ حيث تتوسّطه الكعبة المشرّفة، وهي أوّل بيت وُضع لعبادة الله -عزّ وجلّ- في الأرض
سبب تسمية المسجد الحرام
سبب التّسمية
سُمّي المسجد الحرام في مكّة المكرّمة بهذا الاسم؛ لأنّ الله -عزّ وجلّ- حرّم القتال فيها إلى يوم القيامة؛ فلا يجوز فيها القتال وإسالة الدّماء، ونهت الشّريعة الإسلاميّة عن تنفير صيدها، أو قطع شجرها وإيذائه بالإتلاف، ولا يصحّ التّعرّض لنباتها بالأذى والتّخريب
ونهى الإسلام عن التقاط اللقطة من أرض الحرم إلّا على سبيل التّعريف به والإعلام عنه، وقد جاء في الحديث أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال يوم فتح مكّة: (إنَّ هذا البلدَ حرَّمَهُ اللهُ يوم خلقَ السماواتِ والأرضِ، فهو حرامٌ بحرمةِ اللهِ إلى يومِ القيامةِ، وإنَّهُ لم يَحِلَّ القتالُ فيهِ لأحدٍ قبلي، ولم يَحِلَّ لي إلّا ساعةً من نهارٍ، فهو حرامٌ بحرمَةِ اللهِ إلى يومِ القيامةِ، لا يُعْضَدُ شوكُهُ، ولا يُنَفَّرُ صيدُهُ، ولا يُلْتَقُطُ لقطتُهُ إلّا من عرَّفها، ولا يُخْتَلَى خلاهُ، فقال العباسُ: يا رسولَ اللهِ، إلّا الإذخرُ، فإنَّهُ لِقَيْنِهِمْ ولبيوتهم، قال: إلّا الإذخرُ).
الفرق بين المسجد الحرام والبيت الحرام
من المعلوم أنّ المسجد الحرام هو أوّل مسجد وضعه الله -تعالى- وارتضاه لعبادته في الأرض، وعلى هذا فهو البيت الحرام نفسه، قال الله تعالى: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ)،
والأمر الإلهيّ الذي جاء بتحويل القبلة حيث خاطب الله -سبحانه وتعالى- النبيّ محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- بالتّوجّه إلى المسجد الحرام، وقصد بذلك البيت الحرام، حيث قال: (فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ)،
وقد رُوي أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أُسري به ليلة الإسراء والمعراج من بيت أمّ هانئ، ولكنّ النصّ القرآني قال: من المسجد الحرام؛ لأنّ الحرم المكيّ كلّه مسجد، لذا قد يأتي اللفظ بالمسجد ويُقصد به الحرم كلّه، قال الله تعالى: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى)،
ثمّ إنّه ورد ذِكْر البيت الحرام بالقرآن الكريم وقُصد به كلّ الحرم، قال الله تعالى: (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْناً)
وبناءً على ذلك فالبيت الحرام هو ذات المسجد الحرام، ويُمكن أنْ يُعدّ البيت الحرام الكعبة المشرّفة التي تحوي الحجر الأسود، ويكون المسجد الحرام هو المسجد المحيط بها من كلّ الجهات.