قصة مثل (رُبّ كلمة قالت لصاحبها دعني)
قديما وفي إحدى ممالك اليمن القديم، في مملكة حِمْيَر بالتحديد
خرج الملك كعادته في رحلة صيد للترفيه عن نفسه، وكان يصطحب رفيقه الذي اعتاد على خروجه معه في أغلب رحلاته، حيث كان الملك يُكرمه ويُحسن معامتله،
وخلال مسيرهما مرّا بصخرة كبيرة ملساء، فتوجه الملك نحوها ووقف عليها.
بعد ذلك توجه رفيقه نحوه متسائلاً: “أيّها الملك، لو أنّ إنساناً ذُبح على هذه الصخرة فإلى أين تظن أنّ دمه سيصل وإلى أين سيبلغ؟”،
فبدا على الملك بعض ملامح الغضب وأمر أحد حراسه قائلاً: “اذبحوه ليرى إلى أين من الممكن أن يبلغ ويصل دمه”، فذبحه الحراس تنفيذًا لأمر الملك، فقال الملك حينها: “رُبّ كلمة قالت لصاحبها دعني!”،
معاني كلمات المثل
رب : حرف جر زائد، يُفيد التقليل أو التكثير
كلمة : لفظ يدل على معنى معين
صاحبها: الشخص الذي نطق بها
دعني : اتركني أتصرف كما أُريد
شرح المثل
يُستخدم هذا المثل في المواقف التي يتحدث بها الشخص بكلام دون التفكير به، أو التفكير بعواقبه أو حتى بمعانيه، وهذا يتسبب بوقوع الشخص بمشكلات وأمور قد لا تُحمد عقباها، مثل: التحدث بكلام فارغ لا معنى له أو التحدث عن شخص آخر بقصد النميمة والغيبة.
كما أنّ على المرء أن يكون حذراً في اختيار كلماته وانتقاء جمله، فليس كل ما يخطر في باله يُمكن التفوه به؛ لأنّ الكلام قد يكون مؤذياً للأطراف الأخرى المشاركة في الحديث، أو تُسبب الكلمات الأذى لصاحبها إذا تحدث بها بغير موضعها؛ وينتج عن ذلك الإحراج أو الوقوع في مشكلة كبيرة،
إذ يُقال خير الكلام ما قلّ ودلّ..