أول إعلان شعري في التاريخ – قل للمليحة
قائل أول إعلان شعري
يعود الإعلان الشعري الى الشاعر مسكين الدارمي هو ربيعة بن عامر التميمي. وسُمّي الدارمي نسبة إلى دارم أحد أجداده. هو شاعر أموي.
وسُمي مسكين لقوله:
أنا مسكين لمن أنكرني ولمن يعرفني جدّ نطق
لا أبيع الناس عرضي إنني لو أبيع العرض منّي لنفق
قصة قل للمليحة في الخمار الأسود
إن أول إعلان شعري في التاريخ كان في شكل بيت من الشعر؛ نظمه الشاعر ربيعة بن عامر؛ الملقب بالدارمي؛ لما حضر إليه أحد التجار يشكو نفاد كل الخُمُر (جمع خِمار) التي يبيعها عدا السوداء، فلم يشتريها أحد منه، فنظم الشاعر قصيدة قال فيها:
قل للمليحة في الخمار الاسود * * * ماذا فعلت بزاهد متعبّد
قال الأصمعي: قدم عراقي بعدل من خمر العراق الى المدينة، فباعها كلها إلا السود، فشكا ذلك الى الدارمي، وكان قد تنسك وترك الشعر ولزم المسجد
فقال: ما تجعل لي على أن أحتال لك بحيلة حتى تبيعها كلّها على حكمك؟ قال: ما شئت!! قال: فعمد الدارمي إلى ثياب نسكه! فألقاها عنه وعاد إلى مثل شأنه الاول، وقال شعرا ورفعه إلى صديق له من المغنين، فغنى به وكان الشعر:
قُلْ للمَليحَةِ في الخِمارِ الأسودِ * * * ماذا فَعَلتِ بِزاهِدٍ مُتَعبِّدِ
قَد كان شَمَّرَ للصلاةِ إزارَهُ * * * حَتى قَعَدتِ لَه بِبابِ المَسجدِ
رُدِّي عَلَيهِ صَلاتَهُ وصيامَهُ * * * لا تَقتُليهِ بِحَقِّ دِينِ مُحَمَّدِ
فشاع هذا الغناء في المدينة: وقالوا: قد رجع الدارمي وعشق صاحبة الخمار الأسود. فلم تبق مليحة بالمدينة إلا اشترت خمارًا أسود، وباع التاجر جميع ما كان معه؛ فجعل إخوان الدارمي من النساك يلقون الدارمي فيقولون: ماذا صنعت؟
فيقول: ستعلمون نبأه بعد حين. فلما أنفذ العراقي ما كان معه، رجع الدارمي إلى نسكه ولبس ثيابه.