قصة طالوت وجالوت

طالوت وجالوت في القران

ذكر الله عز وجل قصة طالوت وجالوت وداود في القران الكريم في سورة البقرة في قوله تعالى :  (فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُواْ مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ قَالُواْ لاَ طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو اللّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِين * وَلَمَّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِين * فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللّهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاء وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِين) [1] سورة البقرة:249-251

قصة طالوت وجالوت

تبدأ قصة طالوت وجالوت بعد ذهاب يهود بني إسرائيل الى فلسطين بعد نبي الله موسي عليه السلام وفي تلك الفترة أصيبوا بالذل والهوان وتعرضوا للغزوات من الأمم القريبة منهم كالعماليق وأهل مدين والاراميين وغيرهم ، فذهبوا لنبي من أنبياء الله عز وجل وقالوا له نريد أن نتقاتل في سبيل الله فلقد ملننا الذل والضعف والهوان الذي نحن فيه جراء تكالب الأمم القريبة منهم عليهم وهجومهم عليهم

قال تعالي ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا ۖ قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ)

فقد طلبوا من النبي القتال في سبيل الله فسألهم النبي الذي كان يعرفهم حق المعرفة هل اذا جاءكم هذا الملك هل عستم الا تقاتلوا في سبيل الله ؟ هل تغيرون رأيكم وتبدلون كلامكم ، فقالوا غاضبين بلي سنقاتل وقد تداعت علينا الامم وأخرجنا من ديارنا وقتلوا أبنائنا ونحن مظلومين ومضطهدين .

ومن المعروف عن اليهود الكذب والخداع والتدليس وقتلهم لأنبياء الله عز وجل ، فلما أنزلت أحكام القتال وفرض القتال تولي أكثرهم وهربوا من القتال فهي طبيعة فيهم .

وأوحي الله عز وجل للنبي أن الملك الذي سيقودهم للقتال رجل قوي البنية شجاع أسمه طالوت ولكنه لم يكن من سلاسة أسرة يهوذا وهيا سلالة الملوك وقال لهم النبي ( أن الله قد بعث لكم طالوت ملكا ) فاعترضوا لعدم نسب طالوت لسلالة يهوذا فقد كانوا يبحثون عن أي عذر ومبرر لعدم ذهابهم للقتال وقالوا ( أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ۖ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)

ليرد عليهم النبي أن الله قد اصطفاه عليكم وهذا اختيار الله عز وجل وأعطاه الله العلم وقوة الجسم ، فيجادلوا مرة أخري ويردوا علي النبي قائلين : نريد أية لنصدق ؟ فرد عليهم النبي : أن اية ملكه أن يأتيكم التابوت تحمله الملائكة وتنزله عليكم فيه بقية مما ترك أل موسي وأل هارون فيه شئ من التوارة وجزء من اثار نبي الله موسي وهارون ، وكان هذا الصندوق قد سلب منهم من قبل في اثناء قتالهم للأعداء وتحسروا عليه وندموا علي سلبهم ذلك التابوت

( وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَىٰ وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)

فلما جائهم التابوت ورأوا أيه الله صدق البعض وكفر البعض ، وبدأ الذين صدقوا في الاستعداد لقتال وأخبرهم طالوت أنهم قادمين للقتال لعدو من أعداء الله عز وجل وله جيش عظيم بقيادة جالوت .

من هو جالوت

كان جالوت ملكا كافرا ظالما شديد البطش وقد بطش ببني إسرائيل بطشا شديدا

طالوت وجالوت وداوود

بدأ طالوت في تنظيم الصفوف وأعداد الجيش لقتال جالوت وجيشه وانطلقوا مغادرين يريدون القتال في سبيل الله عز وجل أثناء سير جيش طالوت لقتال جالوت وجنوده وكان جيش طالوت بضعة الألاف وفي أثناء طريقهم أخبرهم طالوت أنهم سيمرون علي نهر وأن الله سيختبرهم فه وقال : من شرب من هذا النهر فأنه يرسب في الاختبار ويعود الي بلده ولا يقاتل معنا ومن يتحمل ويصبر فسيكمل معنا وكان الاستثناء السماح باغتراب شربة صغيرة بيده ليبل بها ريقه .

وعندما وصلت جيش طالوت الي النهر وكانوا شديدي العطش توقفوا وبدأ القليل منهم يقتربون من النهر وبدأوا يشربون وأتبعهم معظم الجيش مخالفين أوامر طالوت وبدأوا في الشرب من النهر ولا يبالون وتبقي عدد قليل جدا من جيش طالوت يقدر ب 313 جندي الذي أتبع أوامره ولم يشرب من النهر ، وهو نفس عدد المؤمنين الذي قاتلوا بجانب رسول الله صلي الله عليه وسلم يوم غزوة بدر

أستكمل طالوت الطريق ومعه الباقي من الجيش وعددهم الثلاثمئة والثلاثة عشر جندي وترك معظم جيشه لعدم أتباعه أوامره حتي وصلوا الي أرض المعركة التي يوجد به جالوت وجندوه ، وعندما رأوا أعداد جيش جالوت الضخمة مقارنة بأعدادهم

قالوا لطالوت لا طاقة لنا بذلك الجيش ليرد عليهم أهل الايمان منهم كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بأذن الله وهم الذين يحسنون الظن بالله والصادقين بأيمانهم .

وكان من بين أهل الايمان بجيش طالوت القليل العدد شاب صغير وهو نبي الله داود عليه السلام الذي لم يكن نبي ولا ملك في ذلك الحين بل كان شابا صغيرا وأصغرهم سنا ، وبدأ طالوت بتنظيم الصفوف وعند التقاء الجيشان رفع أهل الايمان أياديهم للسماء ودعوا الله مخلصين لانهم علموا أن النصر من عند الله وقالوا

(رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ )

وكان من العادة في بداية الحروب المبارزة بين فرد من كل جيش فخرج جالوت بنفسه للمبارزة ، وسأل طالوت جيشه من يخرج لمبارزة جالوت فرد الغلام الصغير داود عليه السلام أنا أخرج لمبارزته ، فسأل طالوت مرة أخري وكانت الاجابة من داود أيضا حتي سأل المرة الثالثة فكانت نفس الاجابة ، وكان طالوت قد وعد من قتل جالوت بأنه سيعطه ملكه ويزوجه أبنته ولم يكن داود عليه السلام يريد الملك وأنما أراد القتال في سبيل الله

فخرج داود عليه السلام لمبارزة جالوت ، ليرد جالوت الا يوجد رجل غيرك يقاتلني ؟ فقال له داود : أنا لك يا عدو الله

وكان داود عليه السلام يمتلك المهارة الشديدة في الضرب بالمقلاع وكانت قد تدرب عليها كثيرا ، فأخذ داود الصخرة ووضعها في المقلاع وأخذ يديره ثم قذفه فأذا به يضرب رأس جالوت ويخر صريعا وانطلق جيش طالوت مكبرين للهجوم وقتلوا الكثير وأنسحب جيش جالوت وفروا وهربوا بعد موت قائدهم ، لينتصر جيش طالوت ويرزق الله داود الملك والحكمة بعد ذلك .

المصادر والمراجع والتعريفات

المصادر والمراجع والتعريفات
1 سورة البقرة:249-251
قصة طالوت وجالوت
  • views
  • تم النشر في:

    قصص و عبر

  • آخر تعديل:
  • قم بنسخ الرابط المختصر أدناه من زر النسخ لمشاركته:

    https://gnram.com/?p=5460

اقرأ في الموقع