ماهو الاقتصاد وماهي فروعه

تعريف الاقتصاد

تعريف الاقتصاد لغةً بصفة عامة في اللغة العربية نستخدم هذا المصطلح كمرادف للادخار أو لخفض الإنفاق.

أما تعريفه اصطلاحًا بشكل عام هو يشمل كلًا من النظام الاقتصادي للبلد أو لأي منطقة أخرى، والعمالة ورأس المال والموارد الطبيعية، والصناعة والتجارة والتوزيع، واستهلاك السلع والخدمات في تلك المنطقة.

 ويمكن أيضا وصف الاقتصاد بأنه شبكة اجتماعية محدودة مكانيًا يتم فيها تبادل للسلع وللخدمات وفقًا للعرض والطلب بين المشاركين عن طريق المقايضة أو عن طريق وسيط للتبادل وباستخدام قيم مقبولة للديون والائتمانات داخل تلك الشبكة الاجتماعية.

أصل كلمة الاقتصاد

كلمة الاقتصاد هي كلمة إغريقية ظهرت عام ٤٠٠ق م تقريبا، والتي تعني فن إدارة البيت. ثم توسع الناس في مدلول البيت حتى أطلق على الجماعة التي تحكمها دولة واحدة، وعليه فلم يعد المقصود منه المعنى اللغوي وهو التوفير، ولا معنى المال فحسب.

أنواع ومجالات الاقتصاد

يمكن تصنيف المجالات التي يبحث فيها الاقتصاد بشكل متنوع ومتعدد، إلا أنه بشكل أساسي يهتم بنوعين من التحليل هما الجزئي والكلي، كالتالي:

الاقتصاد الجزئي

يدرس السلوك الاقتصادي للعناصر الاقتصادية (بما فيها الأفراد والشركات) وطريقة تفاعلها من خلال الأسواق الفردية، وندرة الموارد، والأنظمة الحكومية. السوق هنا قد تشمل السلعة المنتجة كالذرة على سبيل المثال،

 وقد تكون خدمة من قلب الإنتاج كالبناء مثلاً. هذا التحليل يقوم على نظرية دراسة مجموع كميات الطلب من قبل المشترين وكميات العرض من قبل البائعين عند كل نقطة سعر محتمل للوحدة المنتجة.

 وانطلاقًا من دراسة كل من العرض والطلب بشكل غير منفصل يتوصل التحليل الاقتصادي الجزئي لتوصيف الكيفية التي تصل بها السوق إلى حالة التوازن الاقتصادي للسعر والكمية. أو الاستجابة لمتغيرات السوق عبر الزمن. وهذا ما يطلق عليه في الشائع تحليل دراسة العرض والطلب.

الاقتصاد الكلي

يهتم بدارسة الاقتصاد ككل؛ ليوضح تأثير العوامل الاقتصادية على اقتصاد البلدان. كتأثير الدخل القومي على سبيل المثال ومعدلات التشغيل (معدلات التوظيف)، وتضخم الأسعار، ومعدل الاستهلاك الكلي ومعدل الإنفاق الاستثماري ومكوناته. كما يدرس تأثيرات كل من السياسة النقدية والسياسة المالية المتبعة في البلد.

منذ ستينات القرن العشرين، بدأ الاقتصاد الكلي يأخذ منحى أكثر تكاملاً، وبرزت فيه نماذج جديدة كتحليل القطاعات على أساس جزئي، ورشد اللاعبين الاقتصاديين، الاستخدام الكفء لمعلومات السوق، والمنافسة غير الكاملة.

تطور مدارس الفكر الاقتصادي

تطور مدارس الفكر الاقتصادي بشكل كبير عبر التاريخ وكان هنالك مفكرين مؤثرين بشكل بارز في تطور الفكر الاقتصادي عبر التاريخ:

1 – الأفكار البدائية

ولدت مع ولادة الحضارات القديمة كالإغريقية، والرومانية والهندية مرورًا بالصينية والفارسية والحضارة العربية الإسلامية. وقد اشتهر عدة كتاب ينتمون إلى هذه الحضارات من أبرزهم أرسطو الفيلسوف الإغريقي المشهور، والفيلسوف العربي المعروف ابن خلدون صاحب (مقدمة ابن خلدون) الذي عاش في القرن الرابع عشر الميلادي.

وصف شومبيتير، ابن خلدون بالرائد السباق في مجال الاقتصاد المعاصر؛ حيث أنًّ العديد من نظرياته لم تكن معروفة في آوروبا حتى وقت قريب نسبيًا.

2- الفكر الكلاسيكي – الاقتصاد

إن نشر كتاب ثروة الأمم للكاتب آدم سميث، الملقب بأبو الاقتصاد اعتبر بمثابة نقطة البداية لولادة علم الاقتصاد كفرع علمي منفصل ومتخصص، وقد حدد كتاب ثروة الأمم عوامل الإنتاج بكل من الأرض، قوة العمل، ورأس المال، واعتبر أن هذه العوامل الثلاث هي التي تشكل جوهر الثروة التي تمتلكها الأمة.

من وجهة نظر آدم سميث، فإن الحل الامثل هو نظام السوق ذاتي التنظيم؛ حيث يقوم هذا النظام بإشباع حاجات الأفراد الاقتصادية تلقائيًا.

3- الفكر الماركسي

أسسه كارل ماركس الذي نادى بضرورة القضاء على مظاهر الملكية الفردية من خلال ثورة الطبقة العاملة والمستغلة على الطبقات الأخرى وخصوصًا الطبقة الرأسمالية وتجردها من الملكية الخاصة، وبعد ذلك تقود الطبقة العاملة دولتها وتسمى في العلوم الماركسية دولة “ديكتاتورية البروليتاريا”.

 وتعبر بهذه الدولة إلى المجتمع الشيوعي الذي يحقق المساواة والعدل في توزيع الموارد والناتج القومي على الناس كافة.

4- الفكر الكينزي

أسس هذا الفكر أو النظرية البريطاني جون مينارد كينز، وتركز هذه النظرية على دور كلا القطاعين العام والخاص. أي الاقتصاد المختلط حيث يختلف كينز مع السوق الحر (دون تدخل الدولة) من حيث أنه مع تدخل الدولة في بعض المجالات. في نظريته يعتقد ان اتجاهات الاقتصاد الكلي تحدد إلى حد بعيد سلوك الأفراد على مستواه الجزئي، وهو قد أكد كما العديد على دور الطلب الكلي على السلع وأن لهذا الطلب دور رئيسي خصوصًا في فترات الركود الاقتصادي؛ حيث يعتقد أنه من خلال الطلب الكلي تستطيع الحكومة محاربة البطالة والكساد، خصوصًا أبّان الكساد الكبير.

المنهجية

البحث النظري

تعتمد النظرية الاقتصادية السائدة على نماذج اقتصادية كمية مسبقة تستخدم مجموعة متنوعة من المفاهيم.

تستمر النظرية عادةً بالافتراض مع ثبات العوامل الأخرى؛ مما يعني الاحتفاظ بمتغيرات تفسيرية ثابتة بخلاف تلك قيد الدراسة. عند إنشاء النظريات يكون الهدف هو العثور على نظريات بسيطة على الأقل في متطلبات المعلومات، وأكثر دقة في التنبؤات، وأكثر فائدة في توليد بحث إضافي من النظريات السابقة. بينما تشكل النظرية الاقتصادية الكلاسيكية الجديدة كلاً من الإطار النظري والمنهجي السائد، يمكن للنظرية الاقتصادية أيضا أن تتخذ شكل مدارس فكرية أخرى مثل النظريات الاقتصادية غير التقليدية.

في الاقتصاد الجزئي تشمل المفاهيم الأساسية العرض والطلب، والتهميش، ونظرية الاختيار العقلاني، وتكلفة الفرصة البديلة، وقيود الميزانية، والمنفعة، ونظرية الشركة. ركزت نماذج الاقتصاد الكلي المبكرة على نمذجة العلاقات بين المتغيرات الكلية، ولكن مع تغير العلاقات بمرور الوقت أعاد خبراء الاقتصاد الكلي، بما في ذلك الكينزيون الجدد صياغة نماذجهم في المؤسسات الصغيرة.

الاقتصاد الكلي والجزئي

تلعب مفاهيم الاقتصاد الجزئي المذكورة أعلاه دورًا رئيسيًا في نماذج الاقتصاد الكلي. على سبيل المثال في النظرية النقدية تتنبأ نظرية الكمية للنقود بأن الزيادات في معدل نمو عرض النقود تزيد التضخم، ومن المفترض أن يتأثر التضخم بالتوقعات العقلانية. في اقتصاديات التنمية تم توقع نمو أبطأ في الدول المتقدمة في بعض الأحيان بسبب انخفاض العائدات الهامشية للاستثمار ورأس المال، وقد لوحظ هذا في النمور الآسيوية الأربعة. في بعض الأحيان تكون الفرضية الاقتصادية نوعية فقط وليست كمية.

غالبا ما تستخدم عروض الاستدلال الاقتصادي الرسوم البيانية ثنائية الأبعاد لتوضيح العلاقات النظرية.

البحث التجريبي – الاقتصاد

كثيرًا ما يتم اختبار النظريات الاقتصادية تجريبيًا إلى حد كبير من خلال استخدام الاقتصاد القياسي باستخدام البيانات الاقتصادية. التجارب الخاضعة للرقابة المشتركة في العلوم الفيزيائية صعبة وغير شائعة في الاقتصاد. بدلاً من ذلك تتم دراسة البيانات العريضة بالملاحظة.

يُنظر إلى هذا النوع من الاختبارات عادةً على أنه أقل صرامة من التجارب المضبوطة، وعادةً ما تكون الاستنتاجات أكثر تجريبية. ومع ذلك فإن مجال الاقتصاد التجريبي ينمو، ويتم استخدام التجارب الطبيعية بشكل متزايد.

الأساليب الإحصائية مثل تحليل الانحدار شائعة. يستخدم الممارسون مثل هذه الأساليب لتقدير الحجم والأهمية الاقتصادية والدلالة الإحصائية (قوة الإشارة) للعلاقات المفترضة ولتعديل الضوضاء من المتغيرات الأخرى.

 بمثل هذه الوسائل قد تحظى الفرضية بالقبول، على الرغم من كونها احتمالية، وليست مؤكدة. يعتمد القبول على الفرضية القابلة للدحض في الاختبارات الباقية. لا يلزم أن ينتج عن استخدام الأساليب المقبولة عمومًا استنتاج نهائي أو حتى إجماع على سؤال معين، في ضوء الاختبارات المختلفة ومجموعات البيانات والمعتقدات السابقة.

الاقتصاد التطبيقي

في الاقتصاد التطبيقي تعد نماذج المدخلات والمخرجات التي تستخدم طرق البرمجة الخطية شائعة جدًا. يتم تشغيل كميات كبيرة من البيانات من خلال برامج الحاسوب لتحليل تأثير سياسات معينة.

شجع علم الاقتصاد التجريبي على استخدام التجارب الخاضعة للرقابة العلمية. وقد قلل هذا من التمييز الملحوظ منذ فترة طويلة بين علم الاقتصاد والعلوم الطبيعية لأنه يسمح بإجراء اختبارات مباشرة لما كان يُنظر إليه سابقًا على أنه بديهيات. في بعض الحالات وجد هؤلاء أن البديهيات ليست صحيحة تمامًا. على سبيل المثال كشفت لعبة الإنذار النهائي أن الناس يرفضون العروض غير المتكافئة.

في علم الاقتصاد السلوكي فاز عالم النفس دانييل كانيمان بجائزة نوبل في الاقتصاد عام ٢٠٠٢م لاكتشافه وعاموس تفرسكي التجريبي للعديد من التحيزات المعرفية والاستدلال. تحدث اختبارات تجريبية مماثلة في علم الاقتصاد العصبي

الاقتصاد كمهنة

تم وصف احتراف هذا العلم كمهنة، الذي انعكس في نمو برامج الدراسات العليا، بأنه “التغيير الرئيسي في العلم منذ حوالي عام ١٩٠٠م”.

 تمتلك معظم الجامعات الكبرى والعديد من الكليات تخصصًا أو قسمًا تُمنح فيه درجات أكاديمية في هذا العلم، سواء في الفنون الحرة أو الأعمال أو للدراسة المهنية.

 نرى بكالوريوس في الاقتصاد وماجستير في الاقتصاد وكذلك الدكتوراه.

في القطاع الخاص يتم توظيف الاقتصاديين المحترفين كمستشارين. وفي الصناعة بما في ذلك البنوك والتمويل. يعمل الاقتصاديون أيضا في مختلف الإدارات والوكالات الحكومية.

على سبيل المثال الخزانة الوطنية أو البنك المركزي أو دائرات الإحصاء.

هناك مئات الجوائز التي تُمنح للاقتصاديين كل عام للمساهمات الفكرية البارزة في هذا المجال. أبرزها جائزة نوبل في الاقتصاد.

يستخدم الاقتصاد المعاصر الرياضيات. يعتمد الاقتصاديون على أدوات حسابات التفاضل والتكامل والجبر الخطي والإحصاء ونظرية الألعاب وعلوم الحاسوب.

 من المتوقع أن يكون الاقتصاديون المحترفون على دراية بهذه الأدوات، بينما تتخصص أقلية في الاقتصاد القياسي والأساليب الرياضية.

ماهو الإقتصاد وما هي فروعه؟
  • views
  • تم النشر في:

    كلمات ومعاني

  • آخر تعديل:
  • قم بنسخ الرابط المختصر أدناه من زر النسخ لمشاركته:

    https://gnram.com/?p=4996

اقرأ في الموقع