بحث عن شلل الأطفال

شلل الأطفال

تُعتبر عدوى شلل الأطفال أكثر شيوعاً لدى الأطفال الذين تقلّ أعمارهم عن 5 سنوات، ومع ذلك تزداد احتمالية الإصابة بشلل الأطفال بغضّ النّظر عن العمر في حال عدم تلقي الشخص لمطعوم شلل الأطفال، أو في حال تلقيه المطعوم بشكلٍ غير تامّ

 و بالرغم من التقدّم الهائل وانخفاض عدد الحالات المُصابة بالمرض منذُ عام 1988م إلى أنّ المرض يُمكن أن ينتشر بسهولة طالما هُناك طفل واحد مُصاب بهذه العدوى حتّى وإن كانت المنطقة أو البلد خالية في الأصل من فيروس شلل الأطفال، كما يُمكن أن ينتشر بسرعة كبيرة بين الأشخاص الذين لا يتمتعون بحمايةٍ كافيةٍ ضدّ الفيروس.

تاريخ مرض شلل الأطفال

يعتقد الخبراء أنّ مرض شلل الأطفال موجود منذ وقت طويل، فقد عُثر على لوحة أحفورية من العصر الفرعوني تعود لعام 1400 قبل الميلاد، يظهر فيها مومياء بأطراف مشوّهة

 وسجلت الكتب أول وصف لأعراض شلل الأطفال عام 1789 ، بينما تم تسجيل أول حالة موثقة ومؤكدة بالمرض عام 1835م

 ويعود اكتشاف الفيروس المسبب لمرض شلل الأطفال لعام 1908 ؛ حيث تمكّن العالمان كارل لاندستنر وإروين بوبر من عزل الفيروس، وتفحصه تحت المجهر، وبذلك أعلنا أنّ مرض شلل الأطفال ينتج عن كائن فيروسي وليس بكتيريا كما كان الاعتقاد من قبل

تبع ذلك إجراء التجربة الأولى واسعة النطاق لمطعوم حضّره في عام 1954 جوناس سالك، والذي كان يُعطى عن طريق الحقن، ومن ثم حضر الطبيب ألبرت سابين مطعوماً جديداً عام 1956 ميلادي، وكان هذا المطعوم يُعطى عن طريق الفم، ويجدر بالذكر أنّ مطعوم شلل الأطفال أصبح مطعوماً روتينياً يُعطى للأطفال في جميع دول العالم.

أسباب حدوث شلل الأطفال

مسبب شلل الأطفال هو فيروس شلل الأطفال المعروف أيضًا بالفيروسة السنجابيّة الذي يُعتبر أحد الفيروسات المعوية

هُناك ثلاثة أنماط مختلفة لفيروس شلل الأطفال، إذ يُعدّ النّمط الأول المُسبب الأكثر شيوعاً لتفشي شلل الأطفال، كما يُعتبر أكثرها تسبّبًا بالمُعاناة من الشلل مُقارنةً بالأنواع الأخرى

ويعتبر فيروس شلل الأطفال شديد العدوى حيثُ ينتقل المرض من شخصٍ لأخر من خلال الطريق الفموي-الشرجي بشكلٍ رئيسيّ

 ويتضمّن ذلك دخول الفيروس عن طريق الفم أو الأنف، بحيث يتكاثر في الحلق والسّبيل المعوي، لينتقل الفيروس بعدها عبر الدم والجهاز اللمفاوي، ويصِل إلى الجهاز العصبي المركزي مؤثرًا فيه

ويُشار إلى وجود العديد من طرق انتقال الفيروس من شخصٍ إلى أخر؛ وتتضمّن ملامسة مُخاط أو بلغم الشخص المُصاب بشلل الأطفال، أو ملامسة البراز للشخص المصاب، أو الاتّصال المُباشر مع المُصاب بشلل الأطفال،[

وفيما يتعلّق بفترة الحضانة فهي تتراوح هذه الفترة بين 5-35 يوم، ويُشار إلى إمكانيّة نقل الشخص العدوى للآخرين بشكلٍ فوري قبل ظهور الأعراض، وحتّى أسبوعين بعد ظهورها.

أعراض شلل الأطفال

قد لا يُعاني معظم المصابين بشلل الأطفال من ظهور أعراض الإصابة بالفيروس، ويُعرف هذا النّوع بالعدوى المُستتِرة أو غير الواضحة   وقد تختلف الأعراض تبعًا للنوع، ويُمكن بيان ذلك كما يلي:

النوع المُجهِض:

يعدّ هذا النوع خفيفًا ولا يستمر لفترةٍ طويلة، وتشمل أعراضه ما يلي:

  • ألم الحلق.
  • الإمساك.
  • انخفاض الشهية.
  • الحمّى.
  • الشعور بالتعب، والضيق.
  • القيء والغثيان.
  • الم البطن.

النوع غير الشللي

يعدّ هذا النوع أكثر خفّة، ولا يستمر لفترةٍ طويلة من الزمن، وفي الحقيقة، تتشابه الأعراض الشائعة لهذا النّوع مع أعراض شلل الأطفال المُجهِض، وبعد زوال تلك الأعراض قد يُعاني الطّفل من أعراضٍ أخرى، نذكر منها ما يأتي:

  • تصلّب الرقبة، وعلى امتداد العمود الفقري.
  • ألم عضلات الرقبة، والجذع، والذراعين، والساقين.

النوع الشللي:

يُعتبر أكثر الأنواع خطورة ولكنّه نادر الحدوث، وغالبًا ما تتشابه الأعراض الأولية للإصابة مع أعراض الأنواع الأخرى لمرض شلل الأطفال، لكن قد تظهر بعض الأعراض الأخرى للإصابة بهذا النّوع في غضون أسبوع من الإصابة، وتتضمّن ما يلي:

  • ألم شديد في العضلات، أو الشعور بضعفها.
  • رخاوة الأطراف وليونتها فيما يُعرف بالشلل الرخو
  • فقدان ردود الفعل

 مضاعفات شلل الأطفال

يوجد العديد من المضاعفات التي قد تحدث نتيجة الإصابة بشلل الأطفال، والتي تشتمل على ما يلي:

  • فشل الجهاز التنفسي الثانوي، ويُعزى ذلك إلى شلل لعضلات الجهاز التنفسي أو تطوّر آفات في مركز التنفس.
  • تمدد المعدة بشكلٍ مفاجئ، وتستلزم هذه الحالة إخضاع الشخص للشفط أو الرشف المعدي بشكلٍ مُباشر.
  • الآفات المعوية، والتي قد تؤدي إلى نزيف الجهاز الهضمي الذي قد يستلزم إخضاع المريض لنقل الدم.
  • ارتفاع ضغط الدم، والذي يعدّ من المضاعفات التي قد تؤدي إلى الإصابة بالاعتلال الدماغي بارتفاع ضغط الدم.
  • التهاب السحايا العقيم والذي قد يدؤي إلى المُعاناة من الخمول، والغيبوبة، والنوبة الحموية.
  • التهاب التامور القلبي ، وقد يتمثل ذلك بالمُعاناة من اعتلال عضلة القلب التوسعي المزمن ، وفي حالاتٍ نادرة قد يُعاني المريض من التهاب التامور المضيّق المزمن
  • أنواع مُعينة من التهاب القرنية.

علاج شلل الأطفال

لا يوجد علاج مُحدّد لعدوى شلل الأطفال، ولكن قد يُساهم اتباع بعض وسائل الرعاية الدّاعمة في التخفيف من الأعراض ، ونذكر منها ما يأتي:

  • أجهزة التّنفس الصّناعي المحمولة، والتي تُساعد على تحسين التنفس.
  • شرب السّوائل، والتزام الراحة في المنزل خاصّة الذين يعانون من أعراض خفيفه تشبه أعراض الإصابة بالإنفلونزا.
  • العلاج الطبيعي، ويهدف إلى الوقاية من التشوّهات وتأثر قدرة العضلات على أداء وظائفها، كما تلعب دورًا في تنشيط العضلات والحركة للأشخاص الذين يعانون من صعوبة ذلك.
  • مسكّنات الألم، التي تساعد على تخفيف الألم والحمى، ومنها  

التطعيم ضد شلل الأطفال

يعدّ مطعوم شلل الأطفال أكثر الطرق فعالية للوقاية من الإصابة بهذه الحالة، وهو مُدرج ضمن جدول المطاعيم الروتينية للأطفال منذ 1956 وحتى يومنا هذا، ووفقًا لنظام التطعيم في المملكة المُتحدة فتُعطى الجرعة الأولى الروتينيّة المُوصى بها في جدول المطاعيم بعمر 8 و12 و16 أسبوع من عمر الطفل بعد الولادة، وتُعطى الجرعة الثانية المُعززة بعمر ثلاث سنوات وأربعة أشهر، والجرعة المُعزّزة الثالثة بين 13 إلى 18 سنة  

بحث عام عن شلل الأطفال
  • views
  • تم النشر في:

    أطفال وتربية

  • آخر تعديل:
  • قم بنسخ الرابط المختصر أدناه من زر النسخ لمشاركته:

    https://gnram.com/?p=12463

اقرأ في الموقع