تجد في هذه المقالة:
أمثال مشهورة وقصتها
إنّ البغاثَ بأرضنا يَسْتَنسِرُ
مثل يضرب للضعيف يصير قويا ، وللذليل يعز بعد الذل ، ويعود أصله إلى البغاث : وهو نوع ضعيف من الطير ، واستنسر : أي صار كالنسر في القوة عند الصيد بعد أن كان من ضعاف الطير .
*
إن وراء الأكَمة ما وراءها
يضرب هذا المثل لمن يفشي على نفسه أمرا مستورا ، وأصله أن أمَة قررت أن تواعد شخصا وراء أكمة ( تلة مرتفعة ) ، إذا فرغت من خدمة أهلها ليلا ، لكنهم شغلوها تلك الليلة بكثرة الطلبات ، فقالت حين غلبها الشوق : حبستموني وإن وراء الأكمة ما وراءها .
—
أكل عليه الدهر وشرب
يضرب لمن طال عمره ، ويَعنُون بذلك أنه أكل وشرب دهرا طويلا ، وعلى قول الشاعر :
كم رأينا من أناس قبلنا * * * * * شرب الدهر عليهم وأكل
—
إنه ليعلم من أين تؤكل الكتف
يضرب للرجل الداهية ، وأصله أن بعضهم قال : تجري المرقة بين لحم الكتف والعظم ، فإذا أخذتها من أعلى جرت عليك المرقة وانصبّت ، وإذا أخذتها من أسفلها انقشرت عن عظمها وبقيت المرقة مكانها ثابتة .
—
بلغ السيل الزبى
يضرب حينما تتجاوز الأمور حدودها بشكل يستنفذ فيه الصبر ، والزبى : جمع زُبية ، وهي حفرة كان الصيادون يحفرونها للأسود قصد اصطيادها ، وأصل الزبية تلة مرتفعة لا يبلغها الماء .
وقيل أن رجلا حفر زبية ليصطاد أسدا ، لكن حدث وأن أمطرت السماء بشكل أفاض الوديان ، فبلغ الماء تلك الزبية وطمرها ، فقال الرجل : لقد بلغ السيل الزبى .
—
خلا لك الجو فبيضي واصفِري
يضرب هذا المثل في الحاجة عندما يتمكن منها صاحبها ، وأول من قال ذلك طرفة بن العبد الشاعر ، وذلك أنه كان مع عمه في سفر وهو صبي ، فنزلوا على ماء ، وذهب طرفة فنصب فخا لطيور القنابر ، فبقي طول النهار ولم يصطد شيئا .
ثم حمل فخه ورجع إلى عمه ، وأثناء عودتهم ، مروا من ذلك المكان الذي نصب فيه طرفة فخه ، فرأى القنابر يلقطن ما نثر لهن من الحبّ ، فقال :
يا لك من قنبرة بمعمر * * * * * خلا لك الجو فبيضي واصفري
ونقري ما شئت أن تنقري * * * * * قد رحل الصياد عنك فأبشري
ورُفع الفخ فماذا تحذري * * * * * لا بد من صيدك يوما فاصبري
—
رمتني بدائها وانسلّت
يضرب لمن يعيّر صاحبه بعيب هو فيه ، وأصله أن امرأة من نساء العرب عايرت ضرّتها بعيب كان فيها ، فقالت الضرة : رمتني بدائها وانسلّت .
—
ربّ كلمة تقول لصاحبها دعني
يضرب في النهي عن كثرة الكلام والثرثرة مخافة سوء العاقبة . وقصته أن ملكا خرج للصيد رفقة نديم له كان يقرّبه ويكرمه ، فأشرفا على صخرة ملساء ، فوقف النديم عليها وقال للملك : لو أن إنسانا ذبح على هذه الصخرة إلى أين كان يبلغ دمه ؟
فقال الملك : اذبحوه عليها ليرى دمه أين يبلغ ، فذبح عليها ، فقال الملك : ربّ كلمة تقول لصاحبها دعني .
أخرق من حمامة
لأنها لا تحكم بناء عشها ، وكثيرا ما بنته على الغصن من الشجرة ، في اتجاه الريح ، فيضيع بيضها وينكسر ، وفي ذلك يقول الشاعر عبيد بن الأبرص :
عيّوا بأمرهم كما * * * * * عيّت ببيضتها الحمامه
جعلت لها عودين من * * * * * نشم وآخر من ثمامه