تتنوع الحرف التقليدية في اليمن بتنوع العادات والتقاليد وأنماط الحياة اليمنية بين سكان الجبل والسهل وبين منطقة وأخرى في ربوع السعيدة .
ويظهر ذلك جليا من خلال الملابس التقليدية للرجل والمرأة، وكذلك في الحلي والمجوهرات وأدوات الزينة والجنابي والكوافي القطنية والخيزران وأغطية الرأس (الظلل) المصنوعة من أوراق النحيل وكذلك الأواني المنزلية مثل الفخار والمقالي … الخ .
كما أن مجال حرف البناء والعمارة نرى براعة وإتقان الحرفي اليمني جليا في مكونات وعلى واجهات القصور والمباني التاريخية والأسوار والقلاع والحصون باستخدام الأحجار والياجور واللبن والزابور والقمريات ومواد أخرى مثل النورة والجص والقضاض والقطرة … الخ .
وفي مجال فن النحت والرسم والتشكيل باستخدام الأحجار والأخشاب والحديد والنحاس وما هنالك من المواد التقليدية اليمنية المختلفة ( الحلي والمجوهرات وأدوات الزينة وأعمال النجارة الأبواب والشبابيك والمشربيات والخزفيات ……الخ ) .
وعلى سبيل المثال :
تشتهر مدينة صعده التاريخية في الصناعات المكونة من خبث الحديد كانصال الجنابي وأدوات الحراثة ودباغة الجلود والمصنوعات الجلدية وصناعة الحلي والمجوهرات خاصة الفضة حيث تعتبر أحد المشاغل الهامة في المشغولات الفضية حتى اليوم ، وصناعة الأواني المنزلية من سعف النخيل والفخار وأهم ما يميز هذا الجانب هو تفرد أهلها بصناعة الأواني والأطباق الحجرية بما يعرف بالمقالي الصعدية .
ومدينة زبيد تهامة شمال الحديده تعتبر أحد أهم مراكز صناعة الحلي الفضية والذهبية وصناعة السيوف والجنابي والصناعة الفخارية وتشتهر بأشجار الدوم التي تشبه أشجار النخيل ويصنع منه الحصير والأكياس والظلل والحبال.
كما تتميز مدينة شبام حضروموت بأعمال النجارة المصنوعة من أخشاب السدر وحرف البناء التقليدي وتعتبر مثال منفرد في العمارة التقليدية الطينية.
لذلك لابد من العمل على:
- حصر وتوثيق وتصنيف الحرف التقليدية اليمنية باستخدام الوسائل الحديثة (الكمبيوتر والتصوير الرقمي ونظام المعلومات الجغرافية ( GIS).
- تسجيل مكان وشهرة كل حرفة ونطاق استخدامها وانتشارها وأماكن توفر موادها الخام.
- رصد وتسجيل أهم الحرفين المهرة في كل حرفة ومكان إقامتهم.
- إصدار ال-كتيبات والكتلوجات الخاصة موضح فيها نبذه تاريخيه عن كل حرفة ومصدرها ومكوناتها وأشكالها مدعم بالصور الفوتوغرافية والرسم التوضيحي والتسجيلات بالصوت والصورة ان امكن.
ومن خلال هذا الموقع سوف استعرض تنوع الحرف التقليدية اليمنية وانعكاساتها على واقع الحياة الاجتماعية والاقتصادية ومن ثم أهمية المسح الميداني والتوثيق للحرف التقليدية اليمنية وتجربة الهييئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية في اليمن في الحفاظ على هذا التراث الثقافي الهام والسياسات المتبعة في حماية وتطوير الحرف التقليدية ومدى ملائمتها وتلبيتها لما هو مطلوب مستقبلا ومناقشة مع الإخوة المشاركين تجاربهم في هذا المجال لتبادل المنفعة لما فيه المصلحة ألعامه.