تعبير عن فضل الأم

 الأمومة وظيفة عظيمة كرّم الله تعالى بها الأنثى، فالأمّ راعية ومسؤولة عن رعيّتها، وهي التي تبني المجتمع ببناء طفلها وتربيته على أحسن الأخلاق والسلوكيات، وهي التي تدفع بعطائها المجتمع كلّه إلى الرقيّ والتطوّر والبناء الحضاريّ، فهي مربيّة الأجيال التي ستبني مجتمعاتنا

ولأجل ذلك كله قال تعالى فيها في سورة لقمان: “(ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهن وفصاله في عامين، أن اشكر لي ولوالديك إليّ المصير)”.

وفي الحديث الشريف

(قالَ رَجُلٌ: يا رَسُولَ اللهِ، مَن أَحَقُّ النَّاسِ بحُسْنِ الصُّحْبَةِ؟ قالَ: أُمُّكَ، ثُمَّ أُمُّكَ، ثُمَّ أُمُّكَ، ثُمَّ أَبُوكَ، ثُمَّ أَدْنَاكَ أَدْنَاكَ) (حديث صحيح).

الأُم هي الكتف الذي يسند الإنسان عليه رأسه، وهي الحضن الدافئ الذي يحمينا من قسوة الحياة، وهي اليد التي تمسك بنا قبل سقوطنا، وهي القلب الذي يضخُّ فينا الروح، والأم هي الرفيقة والصديقة والقلب الناصح لنا بصدق، وهي الإنسانة التي لا غنى لنا عنها وإن كَثُر المحبُّون والأصدقاء، كما أنّها مدرستنا الأولى ودليلنا للسير في طريق الحياة على هدى بما تقدمه لنا من دروس ونصائح.

قال الشاعر حافظ إبراهيم في وصف عظمة الأم:

الأمُّ مدرسةٌ إذا أعددتهَا  *  *  *  *  *  أعددتَ شعبا طيِّبَ الأعراقِ

الأمُّ روضٌ إن تعهدهُ الحيا  *  *  *  *  *  بالرَّيِّ أورقَ أيُّمَا إيراقِ

الأمُّ أستاذ الأساتذةِ الألى  *  *  *  *  *  شغلت مآثرهم مدى الآفاقِ

الأم هي أكثر من يستحق العطاء والتضحية والحب، كيف لا وقد أمرنا الله سبحانه وتعالى بطاعتها، وقرن رضاه برضاها، فقد قال: (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ)، (لقمان، آية:14)

 ولا عجب في ذلك ففضائلها تملأ حياتنا بمراحلها المختلفة، وحاجتنا إليها دائمة لا تقترن بسنٍّ أو حال، فهي وحدها من يقدر على تقمّص أدوار مختلفة فتارة تكون الطبيبة وتارة المعلمة وأخرى الصديقة، تتقن كل الأدوار بكل الحب والإخلاص، تفعل ذلك من تلقاء نفسها مدفوعةً بغريزة الأمومة التي أسبغها الله سبحانه وتعالى عليها، وحدها من يمكنها فعل ما لا يمكن فعله فقط لترى الابتسامة على وجوه أبنائها، تفدي روحها مقابل راحة أبنائها وسعادتهم.

تحمل الأم أبناءها تسعة أشهر وهناً على وهن، وتذوق في ولادتهم آلام الولادة التي تنساها فور رؤياهم، فتغذيهم من عذب لبنها وخُلاصة روحها، وترقب أطوار نموّهم بكل حب وشغف، وتسهر على راحتهم ليالٍ طِوال دون كلل أو ملل، إنّها المثل الأعلى والقدوة، يحرِّكها تجاه أبنائها الإيثار؛ فهي الإنسانة الوحيدة التي قد تنسى أن تدعو لنفسها في صلاتها لانشغالها بالدعاء لهم، وهي من تتعب ليشعروا بالراحة والأمان، وتقدّم لهم ما يحتاجون دون انتظار مقابل، أفضالها علينا لا تُعدُّ ولا تحصى

في رضا الوالدين يكمن رضا الله تعالى عن الفرد، وفي رضى الأم التي سهرت وتعبت وتحمّلت تعب ولادتك وحملك يجد الإنسان البركة في ولده وماله وعمره، وفي سخطها عليه صعوبة في العيش ونقص في البركة والرزق، وعقوق في الأبناء فكما يدين الإنسان يُدان، ولأجل هذا كله علينا أن نحرص على طاعتها وملاطفتها في الكلام، وخفض أصواتنا في حضرتها بالإضافة إلى سؤالها عمّا تحتاجه وتوفيره لها، كما تُعتبر مؤانستها ومجالستها لإبعاد الضجر عنها والملل من البر فيها، ومما يترك أثراً جميلاً في نفسها إحضار الهدايا لها لها باستمرار وإن كانت صغيرة ودون مناسبة لإشعارها بأنها لا تغيب عن الأذهان، وشكرها دوماً على ما تقدّمه لنا دون انقطاع.

اعتادت أن تضحي من أجلنا، وأن تضعنا في مقدمة أولوياتها، فعلينا أن نضعها تاجًا فوق رؤوسنا، وأن نحملها على أكفّ الرّاحة فلا نعصي لها أمراً ولا نردُّ لها طلباً، كما يجب علينا رعايتها في الصحة والمرض، وأن نكون لها عوناً عند الكبر وسنداً.

تعبير عن فضل الأم
  • تم النشر في:

    تعليم

  • آخر تعديل:
  • قم بنسخ الرابط المختصر أدناه من زر النسخ لمشاركته:

    https://gnram.com/?p=18793

اقرأ في الموقع