أبيات حب وغزل فصحى تبدأ بحرف الواو
و بيضةِ خدر لا يُرامُ خباؤها * * * * * * تَمَتّعتُ من لَهْوٍ بها غيرَ مُعجَلِ
وما عجبي موت المحبين في الهوى * * * * * * ولكن بقاء العاشقين عجيب
وَأَجَبْتُ حِينَ تَهدَّمَتْ أَسْوَارنَا * * * * * * حَينَ اُبْتُلِيْتِ بِنَشْوَةِ اَللذَّاتِ
وَأجيادِ غِزْلانٍ كجيدِكِ زُرْنَني * * * * * * فَلَمْ أتَبَيّنْ عاطِلاً مِنْ مُطَوَّقِ
وأحسســت مـن محبـوب حـبي غيـرة * * * * * * وللغيـرة الرعنـاء حـر لظى يشوي
وَأحلى الهَوَى ما شكّ في الوَصْلِ رَبُّهُ * * * * * * وَفي الهجرِ فهوَ الدّهرَ يَرْجو وَيَتّقي
وأدرك الـلّـيـل سـرّ الـحـب في قـلـبـي * * * * * * فظل يـهرع خلف الـصّـبح نـشـواً.
وإذا الحبيبُ أتى بذنبٍ واحدٍ * * * * * * جاءت محاسنه بألفِ شفيع
وإذا هَمَمْتُ بوَصْلِ غَيرِكِ رَدّني * * * * * * وَلَهٌ إلَيكِ، وَشَافِعٌ لكِ أوّلُ
وأشـفقت أن أشـكو لمحبوبي الجوى * * * * * * وكيـف يـداوي شـلو حـب جوى شلو
وأشـكـو من عـذابـي في هـواكـم * * * * * * و أجـزيـكـم عن الـتّـعـذيـب حـُبّاً.
وأصــبح محبــوبي بهميـن مبتلـى * * * * * * أفـي صفو من يهواه يهتم أم صفوي
وأصــبحت ذا هــمّ بحــبي وحبــه * * * * * * وتـؤلم عضـو الجسم نائبة العضو
وَإطراقُ طَرْفِ العَينِ لَيسَ بنافعٍ * * * * * * إذا كانَ طَرْفُ القلبِ ليسَ بمطرِقِ
وَأقْبَلَ يَمشِي في البِساطِ فَما درَى * * * * * * إلى البَحرِ يَسعى أمْ إلى البَدْرِ يرْتَقي
والأصل في الحب ابتداءً نظرةٌ * * * * * * فَنَمت وعادت عِلّةً لا تبرأ
وَالأُنْسُ عهدٌ أنت جَنتهُ * * * * * * وَاللفظُ رَوضٌ أَنتَ مَغناهُ
واللهِ لستُ أرى إلّاكَ مُنفرداً * * * * * * كالبدرِ مُكتملاً أشغلتَ أنظاري
والله مـا طـلـعـت شـمـسٌ ولا غـابـت * * * * * * إلّا وذكـرك مـتروكٌ بأنـفـاسي.
1
وأمْتثِلُ الأَوامرَ منْ أَبيها * * * * * * وقد مَلكَ الهوى مني زمامي
وأن اعترافي بالتأخر حيث لا * * * * * * يقدمني فضل أجل وأرجح
وإِنْ تَكُ قَدْ سَـاءَتْكِ مِنِّي خَلِيقَـةٌ * * * * * * فَسُلِّي ثِيَابِي مِنْ ثِيَابِكِ تَنْسُلِ
وإن حكمت جارت علي بحكمها * * * * * * ولكن ذلك الجور أشهى من العدل
وإِنَّ شِفـَائِي عَبْـرَةٌ مُهْرَاقَـةٌ * * * * * * فَهَلْ عِنْدَ رَسْمٍ دَارِسٍ مِنْ مُعَوَّلِ
وَإِن قُلتُ رُدّي بَعضَ عَقلي أَعِش بِهِ * * * * * * تَوَلَّت وَقالَت ذاكَ مِنكَ بَعيدُ
وإن نتنــازع منــه بـؤرة قلبـه * * * * * * وحـاول قلـب دون قلـب لهـا يأوي
وأنتَ أروعُ خلقِ اللهِ في نظري * * * * * * وأنتَ عشقي بإعلاني وإسراري
وأنتِ البحرُ والريحُ، وأنتِ السماءُ * * * * * * وأنا الغريقُ، فلا تسأليني كيفَ أهتدي
وانتشت روحي الكئيبة بالحب * * * * * * وغـنت كالبلبل الغريد
وإني لأهوى النوم في غير حينه * * * * * * لعـل لـقـاء فـي المنام يكون
وبيض الطُّلى حور المناظر سودها * * * * * * وما كحلتْ أجفانهنَّ بإثمد
وَبَيضاءَ مِكسالٍ لَعوبٍ خَريدَةٍ * * * * * * لَذيذٍ لَدى لَيلٍ التَمامِ شِمامُها
وبَيْضَـةِ خِدْرٍ لاَ يُرَامُ خِبَاؤُهَا * * * * * * تَمَتَّعْتُ مِنْ لَهْوٍ بِهَا غَيْرَ مُعْجَـلِ
وتبثين رقة الأشواق والأحلام * * * * * * والشدو والهوى في نشيدي
وتبسِمُ عن عِقدين من حَبِّ مزنةٍ * * * * * * به ماثَ صفوَ الراح بالمسك مائثُ
وتشيدين في خزائب روحي * * * * * * ما تلاشى في عهدي المجدود
وتُضْحِي فَتِيْتُ المِسْكِ فَوْقَ فِراشِهَـا * * * * * * نَئُوْمُ الضَّحَى لَمْ تَنْتَطِقْ عَنْ تَفَضُّلِ
وتـعـطّـلـت لـغـة الـكـلام وخـاطـبـت * * * * * * عـيـنـي في لـغـة الـهـوى عـيـناك.
2
وتقنصني ظبا السَّعدي وتسطو * * * * * * عليَّ مها الشرِبَّة ِ والخُزام
وتمنّى نـظـرة يـشـفـي بها * * * * * * علّة الـشّـوق فـكـانـت مـهـلـكاً.
وَتَهلِكُ بَينَ الهَزلِ وَالجَدِّ مُهجَةٌ * * * * * * إِذا ماعَداها البَينُ عَذَّبَها الهَجرُ
وجيد كجيد الرئم ليس بفاحِش * * * * * * إذا هيَ نَصّتْهُ وَلا بمُعَطَّلِ
وَحارَبتُ قَومي في هَواكِ وَإِنَّهُم * * * * * * وَإِيّايَ لَولا حُبَّكِ الماءُ وَالخَمرُ
وحــانَ الفـراقُ فلا تجزعـي * * * * * * فليـس علـى الحـبّ منه خَطَرْ
وَحُبٌّ بَدا بِالجِسمِ وَاللَونِ ظاهِرٌ * * * * * * وَحُبٌّ لَدى نَفسي مِنَ الرَوحِ أَلطَفُ
وَحُبٌّ هُوَ الداءُ العَياءُ بِعَينِهِ * * * * * * لَهُ ذِكَرٌ تَعدو عَلَيَّ فَأَدنَفُ
وحتى لو يكونُ فَتى أُناسٍ * * * * * * بكى منْ عذلِ عاذلة ٍ بكيتُ
وحقِّ هواكِ لا داوَيْتُ قلبي * * * * * * بغيرِ الصبر يا بنتَ الكرام
وحينَ يهيمُ الليلُ في عطرِ شعركِ * * * * * * وأجعلُه وسادةَ حلمي بينَ الآفاقِ
وَخَذَيْ إِلَيْكِ بِمِرْفَقِي وَتَرَفْقِي * * * * * * رُدِّي عَلَيَّ اَلرُّوح فِي اَلْفَلَوَاتِ
وذو الحب لم يبرحْ مع الحب ثابتاً * * * * * * علـى كـلِّ حـال يرتضـيها له الحب
وَرامِشَةٍ يَشفي العَليلَ نَسيمُها * * * * * * مُضَمَّخَةُ الأَنفاسِ طَيِّبَةُ النَشرِ
وَزادَني كَلَفاً في الحُبِّ أَن مُنِعَت * * * * * * أَحَبُّ شَيءٍ إِلى الإِنسانِ ما مُنِعا
وفيت وفي بعض الوفاء مذلـة * * * * * * لآنسة في الحي شيمتها الغدر
وَقَد سارَ في مَسراكَ مِنها رَسُولُهُ * * * * * * فَمَا سارَ إلاّ فَوْقَ هامٍ مُفَلَّقِ
وقد قادت فؤادي في هواها * * * * * * وطاع لها الفؤاد وما عصاها
3
وقد كان لي قلب جليد على الهوى * * * * * * وصــدر إذا ضـاق الخنـاق رحيـب
وقدٌّ كغصن البان مُضطمِرُ الحشا * * * * * * تَنُوء به كثبانُ رمل أواعِثُ
وقلت شهودي في هواك كثيرة * * * * * * وأصدقها قلبي ودمعي مسفوح
وكاتَبَ مِن أرْضٍ بَعيدٍ مَرامُهَا * * * * * * قَريبٍ على خَيْلٍ حَوَالَيكَ سُبّقِ
وكيفَ أرُومُ منْكِ القُرْبَ يوْماً * * * * * * وحولَ خباكِ آسادُ الإجام
وَكَيفَ تُرَجّيها وَقَد حيلَ دونَها * * * * * * وَأَقسَمَ أَقوامٌ مَخوفٌ قَسامُها
ولا خـدُّكِ الـوردُ منـذُ بـدا * * * * * * ولا شـعرُكِ الجعدُ منذ انتشر
ولا قـدُّكِ الغصـنُ منـذُ نمـا * * * * * * ولا ثغـرُكِ الممتلـي بالدرر
وَلَقَدْ ذَكَرْتُكِ حِينَ تَاهَتْ قِبْلَتِي * * * * * * وَظِلَالُ شَمْسكِ نَاصَفَتْ أَشْتَاتِي
ولقد عهدت النار شيمتها الهدى * * * * * * وبنار خديك كل قلب حائر
وَلَكِن خَليلي مَن يَدومُ وِصالُهُ * * * * * * وَيَحفَظُ سِرّي عِندَ كُلِّ دَخيلِ
ولكـنّ مـا أَودع الله روحَكِ * * * * * * مـن فطنـةٍ هـو كـلُّ الخَـبر
ولكنــه يهــوى التقــرُّبَ للــذي * * * * * * أتتـه بـه الآمـالُ إذ تُسدل الحُجب
وَلم أرَ كالألحَاظِ يَوْمَ رَحِيلِهِمْ * * * * * * بَعثنَ بكلّ القتل من كلّ مُشفِقِ
ولـم الزمـنَّ الـدمع عيناً كليلة * * * * * * تغـالب خيـل الـدمع وهـو غلـوب
وَلَو أَنَّ لَيلى في العِراقِ لَزُرتُها * * * * * * وَلَو كانَ خَلفَ الشَمسِ حينَ تَغيبُ
ولو أنّني أخْلو بنفْسي * * * * * * وأطفي بالدُّموع جوى غرامي
وَلَو أَنَّني أَستَغفِرُ اللَهَ كُلَّما * * * * * * ذَكَرتُكِ لَم تُكتَب عَلَيَّ ذُنوبُ
ولو أنّي خـبـأتـك في عـيـوني * * * * * * إلى يـوم الـقـيـامة مـا كـفـاني
4
ولو خلط السم المذاب بريقها * * * * * * وأسقيت منه نهلة لبريت
ولولا الهوى ما ذُلّ في الأرض عاشـق * * * * * * ولكن عزيز العاشـقيـن ذليل
ولي فؤاد إذا طال العذاب بـه * * * * * * هام اشتياقـاً إلى لقـيا معـذبه
ولي قلْبٌ أشَدُّ منَ الرواسي * * * * * * وذكري مثلُ عرْفِ المسْكِ نامي
وليــس غريــب أن أبثــك لوعـة * * * * * * ولكــن كتمــان المحــب غريــب
وما الحبُّ إلا طاعةٌ وتجاوزٌ * * * * * * وإن أكثروا أوصافَهُ والمعانيا
وما الحبُّ في مُهَجِ العاشقينَ * * * * * * سـوى الكهرباءِ فأَين المفر
وَما أَنا إِن عَمِرتُ أَرى جِناناً * * * * * * وَإِن بَخِلَت بِمَحبوسِ النَصيبِ
وَمَا ذَرَفَـتْ عَيْنَاكِ إلاَّ لِتَضْرِبِـي * * * * * * بِسَهْمَيْكِ فِي أعْشَارِ قَلْبٍ مُقَتَّلِ
وما علمت أني إذا شفني الهوى * * * * * * إليها بدعوى الصبر لا أتبجح
وَما كانَ لِلأَحزانِ لَولاكِ مَسلَكٌ * * * * * * إِلى القَلبِ لَكِنَّ الهَوى لِلبِلى جِسرُ
وَما كلّ مَن يهوَى يَعِفّ إذا خَلا * * * * * * عَفَافي وَيُرْضي الحِبّ وَالخَيلُ تلتقي
وما كنت ممن يدخل العشق قلبه * * * * * * ولكن من يبصر جفونك يعشق
ومتى يُباحُ لعاشقيه مُقَبَّلٌ * * * * * * كالدُّرِّ في الياقوت تَحْتَ زَبَرَجْدَ
وهيج نار الوجد والشوق قولها * * * * * * أحتى إلى الجوزاء طرفك يطمح
وودَّعني فأودعني لهيباً * * * * * * أستّرُهُ ويَشْعُلُ في عِظامي
وَيَرْجِعُهَا حُمْراً كأنّ صَحيحَهَا * * * * * * يُبَكّي دَماً مِنْ رَحمَةِ المُتَدَقِّقِ
ويَوْمَ عَقَرْتُ لِلْعَذَارَي مَطِيَّتِـي * * * * * * فَيَا عَجَباً مِنْ كُوْرِهَا المُتَحَمَّـلِ
ويَوْماً عَلَى ظَهْرِ الكَثِيْبِ تَعَـذَّرَتْ * * * * * * عَلَيَّ وَآلَتْ حَلْفَةً لم تَحَلَّلِ