ما هو مرض الزهري

مرض الزُهريّ

هو أحد الأمراض المنقولة جنسيّاً، ينتج عن الإصابة بعدوى من البكتيريا اللولبيّة الشّاحبة، وتشير الدّراسات إلى إصابة أكثر من 56 ألف شخص بمرض الزُهريّ في الولايات المُتّحدة الأمريكيّة، وقد يُصيب النّساء والرّجال على حد سواء

ويعتبر ظهور تقرّحات صغيرة غير مؤلمة أولى علامات الإصابة بمرض الزُهريّ، وقد تظهر هذه التقرّحات، إمّا على الأعضاء الجنسيّة أو على المُستقيم أو داخل الفم، ولا يلاحظها المُصاب عادةً

ويُعتبر التّشخيص المُبكّر لهذا المرض ذا فائدة كبيرة، إذ إنّ بقاء المريض دون علاج لفترة طويلة له مُضاعفات عدّة قد تُؤثّر على الأعضاء الحيويّة في جسم الإنسان، كالقلب والدّماغ. ينتقل مرض الزُهريّ بين الأشخاص عن طريق التّلامس المُباشر مع التقرّحات

أعراض الزهري

يمكن تقسيم الاعراض التي تظهر على المصابين بمرض الزهري بحسب مرحلة المرض كما يأتي:

المرحلة الأولية

تبدأ أعراض المرحلة الأولية للزهري بالظهور بعد مرور ما يُقارب ثلاثة أسابيع على التعرض للبكتيريا المُسبّبة للمرض، وعادة ما تكون القروح غير المؤلمة هي أول الأعراض ظهوراً وقد يقتصر الأمر على ظهورها فحسب، ويجدر بيان أنّ هذه القروح غالباً ما تحتاج ثلاثة إلى ستة أسابيع حتى تختفي بشكل تامّ في حال تلقّى المصاب العلاج الملائم.

المرحلة الثانوية

من الأعراض التي تظهر في المرحلة الثانوية من المرض ما يأتي:

  • الحُمّى.
  • التهاب الحلق.
  • انتفاخ العقد اللمفاوية.
  • الطفح الجلدي.
  • تساقط الشعر.
  • خسارة الوزن.
  • الشعور بالتعب والإعياء العام.

المرحلة الكامنة

لا تظهر أية أعراض أو علامات على المصابين بالزهري خلال هذه المرحلة على الرغم من أنّ البكتيريا المُسبّبة للزهري لا تزال موجودة في الجسم، وقد يحتاج الأمر عقوداً حتى يتطور المرض إلى المرحلة الثالثة.

المرحلة الثالثة

من أعراض ومضاعفات الوصول إلى هذه المرحلة من مرض الزهري ما يأتي:

  • العمى.
  • فقدان السمع.
  • فقدان الذاكرة.
  • الاضطرابات النفسية.
  • الجلطة الدماغية.
  • التهاب السحايا.
  • أمراض القلب.

تشخيص مرض الزهري

إنّ أفضل المراكز الصحية المعنيّة بتشخيص مرض الزهري هي تلك التي تختص بالمشاكل الجنسية والصحة الجنسية عامة، وتلك التي تختص بمشاكل وصحة الجهاز البولي التناسليّ، وغالباً ما يقوم الطبيب المختص بتشخيص إصابة الفرد بالزهري بأخذ ودراسة التاريخ الصحيّ والجنسي للمعنيّ، ومن ثمّ ملاحظة ودراسة الأعراض والعلامات التي تظهر على المصاب، ويتبع ذلك إجراء بعض الفحوصات، يمكن تلخيصها فيما يأتي:

  • الفحص الجسديّ:  ويتضمّن فحص المناطق التناسلية والمناطق الأخرى من الجسم التي يُتوقع ظهور الأعراض فيها، ولا سيّما الطفح الجلديّ والقروح.
  • فحوصات الدم: يمكن من خلال إخضاع المصاب لفحص الدم معرفة إصابته بمرض الزهري، ويجدر بيان أنّ هذه الفحوصات يمكن أن تكشف عن الإصابة المسبقة بمرض الزهري، ويجدر التنبيه إلى أنّ النتيجة السلبية لهذا الفحص لا تعني بالضرورة عدم إصابة الشخص بمرض الزهري، فقد يكون المرض في مراحله المبكرة ولم يُكشف بعد.
  • اختبار المسحة: ويُقصد به أخذ عينة أو عينة عامة من القروح التي تظهر على جلد المريض، ثمّ تحليلها للكشف عمّا إن كان المصاب يُعاني من مرض الزهري.

مراحل الإصابة بمرض الزُهريّ

قد تتداخل هذه المراحل مع بعضها البعض، وقد لا تظهر الأعراض على التّرتيب، كما أنّ بعض المَرضى لا يُعانون من أيّة أعراض لسنوات. أمّا مراحل الإصابة بمرض الزُهريّ فهي على النّحو الآتي:

  • الزُهريّ الابتدائيّ: وتظهر فيه القرحة الخاصّة بمرض الزُهريّ التي تُعدّ أُولى أعراض الإصابة ويكون حجمها صغيراً وغير مُؤلمة، وتظهر عند نقطة دخول البكتيريا للجسم. وفي مُعظم الحالات يُصاب المريض بقُرحة واحدة، مع أنّ بعض المُصابين يَختبرون العديد من التقرّحات، وتظهر هذه التقرّحات بعد الإصابة بالمرض بثلاثة أسابيع تقريباً. وقد يَصعُب على العديد من المَرضى ملاحظة هذه التقرّحات، إذ لا يُصاحبها أيّة آلام، كما أنّها قد تختفي في المهبل أو المستقيم. وتُشفى عادةً وحدها في مدّة تتراوح بين ثلاثة وستّة أسابيع.
  • الزُهريّ الثانويّ: ويدخل المريض في هذه المرحلة في غضون أسابيع بعد شفاء القرحة، ويظهر على المريض فيه طفح جلديّ يشمل الجذع بدايةً ولكنّه ما يلبث حتّى يُغطّي الجسم بأكمله حتّى باطن اليد والقدم. ولا يُثير هذا الطّفح الجلديّ الحكّة عادةً، ولكنّه قد يُصاحبه ظهور تقرّحات شبيهة بالثّآليل في الفم وعلى المناطق الجنسيّة. وقد يختبر بعض المرضى أعراضاً أُخرى، كتساقط الشّعر، والشّعور بآلام في العضلات، وارتفاع درجة حرارة الجسم، والتهاب الحلق، وانتفاخ الغدد اللمفاويّة. وقد تختفي هذه الأعراض خلال أسابيع قليلة وفي بعض الأحيان تستمّر بالظّهور والاختفاء مدّة سنة كاملة.
  • الزُهريّ الكامن: وينتقل المريض من المرحلة الثانويّة إلى الكامنة بعد عدم علاج المرض بالشّكل المطلوب، وقد تستمّر لسنوات دون ظهور أيّة أعراض، وإمّا أن تختفي الأعراض تماماً ولا يشعر بها المريض مُجدّداً، أو أن ينتقل المريض إلى المرحلة الثالثيّة.
  • الزُهريّ الثالثيّ: وتُسمّى أيضاً بالمرحلة المُتأخّرة لمرض الزُهريّ، وهي المرحلة التي تظهر فيها مضاعفات مرض الزُهريّ عند المرضى الذين لم يخضعوا للعلاج المطلوب، ويختبرها ما بين 15 إلى 30 % من مرضى الزُهريّ. ويُؤثّر فيها المرض على مُختلف أعضاء الجسم؛ كالدّماغ، والقلب، والأعصاب، والعيون، والعضلات، والعظام، والكبد، والأوعية الدمويّة.
  • الزُهريّ الخلقيّ: ويُصاب بها حديثو الولادة لأمّهات مُصابات بمرض الزُهريّ، إذ ينتقل المرض إمّا عن طريق المَشيمة أو عند الولادة. ومعظم حديثو الولادة المُصابون بمرض الزُهريّ لا تظهر عليهم أيّة أعراض، على الرّغم من مُعاناة بعضهم من طفح جلديّ يظهر على باطن القدم واليد، وقد تظهر أيضاً أعراض مُتأخرة تتمثّل بفقدان السّمع، أو تشوّهات في الأسنان، أو في الأنف.

مُضاعفات مرض الزُهريّ

قد يُؤدّي مرض الزُهريّ إلى مُضاعفات عدّة، وذلك إذا لم يتمّ علاج المريض بشكل سليم. أمّا أبرز هذه المُضاعفات فهي على النّحو الآتي:

  • ظهور نتوءات أو أورام: وتظهر إمّا على الجلد أو العظم أو الكبد أو على أعضاء أخرى، في المرحلة الأخيرة من المرض. وتختفي عادةً بعد الخضوع للعلاج بالمُضادّات الحيويّة.
  • المُعاناة من مَشاكل على مستوى الجهاز العصبيّ: كالإصابة بالسّكتة الدماغيّة، أو التهاب السّحايا، أو فقدان السّمع، أو مشاكل في النّظر، أو الإصابة بالخَرَف، أو فقدان الإحساس بالحرارة.
  • الإصابة باضطرابات في جهاز القلب والدّوران: أبرزها المُعاناة من انتفاخ وتهيّج جدار الشّريان الأورطيّ وأوعية دمويّة أخرى، وقد يلحق كذلك ضرر بصمّامات القلب.
  • الإصابة بعدوى فيروس العوز المناعي البشري: فعند المعاناة من مرض الزهري، تزداد فرصة انتقال هذا الفيروس المؤدي لمرض الأيدز بمعدل ضعفين إلى خمسة أضعاف الشخص السليم.

علاج مرض الزُهريّ

  • يتمّ علاج مرض الزُهريّ في مرحلتيه الابتدائيّ والثانويّ باستخدام البنيسيلين على شكل حقن، ويعتبر أكثر المُضادّات الحيويّة استخداماً وهو فعّال بشكل كبير في القضاء على مرض الزُهريّ
  • أمّا الأشخاص الذين يعانون من حساسيّة البنسلين فقد يتمّ إعطائهم مُضادّات حيويّة أُخرى عن طريق الفم، مثل دوكسيسايكلين، وسيفترياكسون، وأزيثرومايسين
  • أمّا في حال الإصابة بمُضاعفات الزُهريّ على الأعصاب يحتاج المريض حينها العلاج بالبنسلين عن طريق الوريد، ويلزم بذلك البقاء في المستشفى
  • في خلال مرحلة العلاج يجب على المريض عدم القيام بأيّ اتّصال جنسيّ حتّى يتم شفاء جميع التقرّحات النّاتجة عن مرض الزُهريّ، ويجب على الزّوج كذلك الخضوع للعلاج، ويجب عليهما الامتناع عن مُمارسة الجنس لحين إكمال علاجهما.
  • وتُعتبر ممارسة الجنس الآمن باستخدام الواقي أفضل الوسائل للوقاية من الإصابة بمرض الزُهريّ، ويُنصح كذلك بتجنّب مُمارسة الجنس مع شُركاء كثر

ما هو مرض الزهري
  • views
  • تم النشر في:

    وقاية و علاج

  • آخر تعديل:
  • قم بنسخ الرابط المختصر أدناه من زر النسخ لمشاركته:

    https://gnram.com/?p=12727

اقرأ في الموقع