فضل شهر شعبان

يُعتبر شهر شعبان الشهر الثامن من الشهور الهجرية، وسمي بهذا الاسم لأن العرب في هذا الشهر كانوا يتشعبون أي يتفرقون بحثاً عن الماء، وقيل لأنهم كانوا يتفرقون  للقيام بغارات وغزوات، وقيل لأنه شعبه أي بين شهر رجب ورمضان

وقفات مع شهر شعبان

– يعتبر شهر شعبان منحة إيمانية لتدريب النفس على عمل الطاعات والدعاء  والتقرب إلى الله، ويجب علينا استغلاله في عبادة الله والصيام والاستغفار وقراءة القرآن والإكثار من النوافل و كثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وتدريب النفس على الطاعات قبل حلول شهر رمضان المبارك.

– الصيام في شهر كالتدريب الذهني والبدني على صيام رمضان، قد يواجه العديد من المسلمين صعوبة عند بدء الصيام في رمضان ، ولكن إذا بدأوا الصيام بضعة أيام في شعبان ، فقد تعتاد أجسادهم على الصيام ولا يشعرون بالخمول في شهر رمضان المبارك.

يجب علينا أن نعمر أوقاتنا في شهر شعبان، بكل ما يقربنا إلى الله عز وجل، كما يجب أن نتسابق إلى الخيرات ونغتم الصالحاتِ، قال تعالى (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ)، وقال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)،

فضل شهر شعبان

– اختص رسول الله صلى الله عليه وسلم شهر شعبان بكثرة الصيام وهو سنة ثابتة عن نبينا الكريم ، وتبين العديد من أحاديث النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) استحباب صيام شهر شعبان، زمنها حديث السيدة عائشة رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قالت: “كَانَ أَحَبَّ الشُّهُورِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَصُومَهُ شَعْبَانُ، بَلْ كَانَ يَصِلُهُ بِرَمَضَانَ” رَوَاهُ النَّسَائِيُّ، وَصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ

– شهر شعبان هو مقدمة لرمضان وبينهما ، كالصوم وتلاوة القرآن والصدقة، عن عائشة رضي الله عنها  أنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر ويفطر حتى نقول لا يصوم وما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلا رمضان وما رأيته في شهر أكثر صياما منه في شعبان.

– عن أسامة بن زيد قال : “قلتُ يا رسولَ اللهِ لم أرَك تصومُ من شهرٍ من الشُّهورِ ما تصومُ شعبانَ قال ذاك شهرٌ يغفَلُ النَّاسُ عنه بين رجبَ ورمضانَ وهو شهرٌ تُرفعُ فيه الأعمالُ إلى ربِّ العالمين وأُحِبُّ أن يُرفعَ عملي وأنا صائمٌ”.

وقد استنبط ابن رجب فوائد من حديث أسامة  نذكر منها:

1- أنه شهر  يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان” يشير إلى أنه لما اكتنفه شهران عظيمان الشهر الحرام وشهر الصيام اشتغل الناس بهما عنه فصار مغفولا عنه وكثير من الناس يظن أن صيام رجب أفضل من صيامه لأنه شهر حرام وليس كذلك ،عن عائشة قالت: ذكر لرسول الله ناس يصومون رجبا؟ فقال: “فأين هم عن شعبان”.

2- “يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان” إشارة إلى أن بعض ما يشتهر فضله من الأزمان  قد يكون غيره أفضل منه إما مطلقا أو لخصوصية فيه لا يتفطن لها أكثر الناس فيشتغلون عنه بالمشهور ويفوتون تحصيل فضيلة ما ليس بمشهور عندهم ،وفيه دليل على استحباب عمارة أوقات غفلة الناس بالطاعة، وأن ذلك محبوب لله عز وجل»

-أخرج الإمام مسلم في صحيحه عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ ” لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صلي الله عليه وسلم فِي الشَّهْرِ مِنْ السَّنَةِ أَكْثَرَ صِيَامًا مِنْهُ فِي شَعْبَانَ وَكَانَ يَقُولُ خُذُوا مِنْ الأعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ فَإِنَّ اللَّهَ لَنْ يَمَلَّ حَتَّى تَمَلُّوا وَكَانَ يَقُولُ أَحَبُّ الْعَمَلِ إِلَى اللَّهِ مَا دَاوَمَ عَلَيْهِ صَاحِبُهُ وَإِنْ قَلَّ “.

-وفي شهر شعبان ترفع الاعمال، والكثير من المسلمين يغفل فضل شهر شعبان، وهو أفضل من صيام الأشهر الحرم، وفي هذا الشهر ليلة عظيمة بركانها كثيرة، وهي ليلة النصف ن شعبان، ولقد جاء فضلها في الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة، ومنها مَا رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : “إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَقُومُوا لَيْلَهَا وَصُومُوا نَهَارَهَا”.

– عن أبي ثعلبة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “إن الله يطلع على عباده في ليلة النصف من شعبان فيغفر للمؤمنين و يملي للكافرين و يدع أهل الحقد بحقدهم حتى يدعوه”. صحيح الجامع

 وفي رواية لأبي موسى (“إن الله تعالى ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن”)

 -وكان يسمى  شهر شعبان عند السلف الصالح: “شهر القُرَّاء”؛ نظراً لأن السلف الصالح كان يشتغل هذا الشهر في مراجعة القرآن الكريم، وتلاوته بأحكام، والتزامهم بمعاهدته والإكثار من قراءته استعدادًا لقيام رمضان، لذلك يجب المبادرةَ والمسارعةَ لإعمار هذا الشهر بالقربات وسائر النوافل والطاعات

–  الله سبحانه تعالى أمر محمد (صلى الله عليه وسلم) بتغيير القبلة التي يتجه إليها المسلمون عند الصلاة من المسجد الأقصى في القدس، إلى الكعبة الشريفة بمكة، حيث كان المسجد الأقصى هو القبلة لمدة ثلاثة عشر عامًا في مكة المكرمة ، ولمدة ثمانية عشر شهرًا تقريبًا بعد هجرة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) إلى المدينة المنورة، ونزلت آيات من القرآن على النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) ، تأمره وجميع المسلمين بالتوجه إلى الكعبة في مكة عند الصلاة، ومعظم التفسيرات تاريخ هذه الحادثة  في منتصف شهر شعبان.

أدعية مأثورة في  شهر شعبان

لا توجد أدعية محددة مأثورة لشهر شعبان … فالدعاء كله مأثور و يتقبله الله ومن الأدعية

ومن الادعية المنتشرة على انها مأثورة في شهر شعبان

(اللَّهُمَّ يَا ذَا الْمَنِّ وَلَا يُمَنُّ عَلَيْهِ، يَا ذَا الْجَلَالِ وَالإِكْرَامِ، يَا ذَا الطَّوْلِ وَالإِنْعَامِ. لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ ظَهْرَ اللَّاجِئينَ، وَجَارَ الْمُسْتَجِيرِينَ، وَأَمَانَ الْخَائِفِينَ. اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ كَتَبْتَنِى عِنْدَكَ فِى أُمِّ الْكِتَابِ شَقِيًّا أَوْ مَحْرُومًا أَوْ مَطْرُودًا أَوْ مُقَتَّرًا عَلَى فِى الرِّزْقِ، فَامْحُ اللَّهُمَّ بِفَضْلِكَ شَقَاوَتِى وَحِرْمَانِى وَطَرْدِى وَإِقْتَارَ رِزْقِي، وَأَثْبِتْنِى عِنْدَكَ فِى أُمِّ الْكِتَابِ سَعِيدًا مَرْزُوقًا مُوَفَّقًا لِلْخَيْرَاتِ)

اللهم وفقنا في شعبان وبلغنا رمضان

فضل شهر شعبان

اقرأ في الموقع