التسبيح في القرآن:

التسبيح هو حالة تأمل وتفكير مستمر في الله وملكوته وحمده.

التسبيح من جذر “سبح” ويعني الفراغ .

إسبح بتفكيرك وتأمل في الطبيعة أو في حركة الشمس والقمر والنجوم والكواكب. وهو في قوله تعالى (وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ).

التسبيح أن تتفكر بمسميات وبدايات اللسان العربي المشتقة من أسماء الله الحسنى وهو في قوله (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى)،( فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيم).

ولي في هذا بحث آخر يبين أن اللسان العربي مشتق من أسماء الله الحسنى (وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا).وهي اول لسان تكلمها بنو البشر ومنها جاءت بقية الألسن.

التسبيح يفرغ شحنات الطاقة السلبية. يقويك؛ ويشرح صدرك.؛  له القدرة على إبدال شحنات الطاقة السلبية لديك ويحولها إلى إيجابية.

يقول الله تعالى (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونفَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِين). كما نرى فالتسبيح علاج ذاتي لضيق الصدر والاكتئاب؛  حتى وأنت حزين مكظوم في حوت المشكلة سبح الله؛ يقول تعالى عن يونس (فَلَوْلاَ أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِين * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُون).

إذا وقعت في مشكلة تفكر وتأمل بالله واستمر على هذا .. لا تدع عقلك يلتهي بغيره؛ لا تلتهي بتكاثر المال والأولاد؛  لا تلتهي بالمتاع؛  فقط تأمل بالله. أشبع طاقتك الروحانية بالأفكار الإيجابية؛  انظر ما حولك وتأمل .

التسبيح علاج فعال للوسوسة والأفكار السلبية.

التسبيح بحمد الله هو أن تتفرغ بشكل تام وتستمر بالتفكير المطول الذي لا ينقطع؛  تتأمل بالنعم الذي أنعمها الله عليك؛  تتأمل بحمده الكوني الواسع فنثني عليه قبولا ورضا بما فعله لنا.

التسبيح علاقة مستمرة لطيفة بالله تعالى دائمة لا يوقفها حركة الإنسان او عمله أو هيئة وضع جسده، جالسا كان او واقفا ، يركض أو يعمل أو يمشي أو مضطجع.

في كل وقت يمكننا التسبيح، فهو حبل مع الله لا ينقطع.

طقطقة الأصابع وترديد كلمات معينة لا يسمى تسبيحا كما هو في القرآن . يريد الله حيزا أكبر من عقلك.. لا أصابعك ولسانك!

يريد الله أن لا تغفل وتنشغل عن ذكره (وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِيهَارُونَ أَخِياشْدُدْ بِهِ أَزْرِيوَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِيكَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًاوَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا).

وكما نلاحظ هنا أن موسى طلب من ربه أن يعينه بأخيه لأجل التفرغ للتأمل – التسبيح و يكون محله العقل..

عندما نسبح يكون الله حاضرا معنا في كل وقت وحين؛  سوف نتخلى عن الأنانية وشح النفس ونتحلى بقيم الفضيلة.

عندما ارتكب أصحاب الجنة حماقتهم في منعهم إطعام المساكين كانت النتيجة أن عصف الله في بستانهم فقال أوسطهم ألم أقل لكم لولا تسبحون. لماذا أتبعتم شياطينكم في منعكم الخير؛ لماذا قطعتم حبل الإتصال مع الله؟

أوقات التسبيح ملائمة جدا فهي تأتي في أجواء  هادئة ورائعة تساعد على التأمل؛  قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن آناء الليل عند السكون وأطراف النهار؛ وأطرافه عندما تضللنا الغيوم وتحضرنا الأجواء الرائعة التي تشبه طرفي أول النهار ( الفجر) وآخره ( المغرب إلى غسق الليل). وهو في قوله تعالى (فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاء اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى). (وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُوموَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُوم)

منقول

التسبيح في القرآن الكريم
  • views
  • تم النشر في:

    أحكام وتعاليم اسلامية

  • آخر تعديل:
  • قم بنسخ الرابط المختصر أدناه من زر النسخ لمشاركته:

    https://gnram.com/?p=3358

اقرأ في الموقع