معلقة زهير بن ابي سلمى

المعلقة الرابعة (أَمِنْ أُمِّ أَوْفَى دِمْنَةٌ لَـمْ  تَكَـلَّمِ  )

معلومات عن صاحب المعلقة

الشاعر زهير بن أبي سُلْمى ربيعة بن رباح المُزَنِي، من مُضَر. (520 – 609 م) أحد أشهر شعراء العرب وحكيم الشعراء في الجاهلية وهو أحد الثلاثة المقدمين على سائر الشعراء وهم: امرؤ القيس وزُهير بن أبي سُلْمى والنابغة الذبياني. وتوفي قبيل بعثة النبي محمد بسنة واحدة.

يعد زهير في الطبقة الأولى من شعراء الجاهلية مع أمرئ القيس و النابغة و الأعشى و يفضله كثير من الرواة على أصحابه.

يدور أكثر شعر زهير على المدح و الوصف والحكمة و له قليل من الاعتذار و الهجاء.

و كان اكثر مدحه لسادات بني مرة من ذبيان و خاصة هرم بن سنان فقد كان منقطعاً إليه

 لا توجد أسرة في الجاهلية متصلة في الشعر مثل ما  أسرة زهير فقد كان أبوه شاعراً وأختاه سلمى و الخنساء شاعرتين و ابناه كعب و بحير و حفيده عقبة و ابن حفيده العوام بن عقبة جميعاً شعراء

عُمّر زهير طويلاً جاوز الثمانين أو التسعين و يقال إنه توفي قبل البعثة بسنة

أبيات المعلقة

 أَمِنْ أُمِّ أَوْفَى دِمْنَةٌ لَـمْ  تَكَـلَّمِ  * * * * *  بِـحَوْمانَة  الـدَّرَّاجِ  فَالْـمُتَثَلَّـمِ

وَدارٌ  لَهَـا  بِالرَّقْمَتَيْـنِ كَأَنَّهَـا  * * * * *  مَراجِيعُ وَشْمٍ في نَواشِـرِ مِعْصَـمِ

بِهَا العَيْنُ  وَالأَرْآمُ  يَمْشِينَ  خِلْفَةً * * * * * وَأَطْـلاؤُهَا يَنْهَضْنَ مِنْ كُلِّ مَجْثَمِ

وَقَفْتُ بِهَا مِنْ بَعْدِ عِشْرِينَ حِجَّـةً * * * * * فَـلأيَاً عَرَفْتُ الـدَّارَ بَـعْدَ تَـوَهُّمِ

أَثَافِيَّ سُفْعَاً  في  مُعَرَّسِ  مِرْجَـلٍ * * * * * وَنُـؤْيَاً كَجِذْمِ الحَوْضِ لَـمْ يَتَثَلَّمِ

فَلَمَّا عَرَفْتُ الدَّارَ  قُلْتُ  لِرَبْعِهَـا * * * * * أَلا انْعِمْ صَبَاحَاً أَيُهَا الرَّبْعُ وَاسْلَـمِ

تَبَصَّرْ خَليلِي هَلْ تَرَى مِنْ ظَعائِـنٍ * * * * * تَـحَمَّلْنَ بِـالْعَلْياءِ مِنْ فَوْقِ جُرْثَمِ

جَعَلْنَ الْقَنَانَ عَنْ يَـمِينٍ وَحَزْنَـهُ * * * * * وَكَمْ بِـالقَنَانِ مِنْ مُـحِلٍّ وَمُحْرِمِ

عَلَوْنَ  بِأَنْمَاطٍ  عِتَـاقٍ  وَكِـلَّةٍ * * * * *  وِرَادٍ حَوَاشِـيهَا مُشَـاكِهَةِ الـدَّمِ

وَوَرَّكْنَ في السُّوبَانِ  يَعْلُوْنَ مَتْنَـهُ * * * * * عَلَـيْهِنَّ دَلُّ الـنَّـاعِمِ الـمُـتَنَعِّمِ

بَكَرْنَ بُكُورًا  وَاسْتَحَرْن بِسُحْـرَةٍ * * * * * فَهُـنَّ وَوَادِي الـرَّسِّ كَالْيَدِ لِـلْفَمِ

وَفِيهِنَّ  مَلْهَىً  لِلَّطِيـفِ  وَمَنْظَرٌ * * * * * أَنِـيـقٌ لِعَـيْنِ الـنَّاظِرِ الـمُتَوَسِّمِ

كَأَنَّ فُتَاتَ  الْعِهْنِ  في كُلِّ  مَنْزِلٍ * * * * * نَزَلْنَ بِـهِ حَبُّ الْـفَنَا لَـمْ  يُحَطَّمِ

فَلَمَّا  وَرَدْنَ  المَاءَ  زُرْقَاً  جِـمَامُهُ * * * * *  وَضَـعْنَ عِـصِيَّ الـحَاضِرِ المُتَخَيِّمِ

ظَهَرْنَ مِنَ السُّوبَانِ  ثُمَّ  جَزَعْنَـهُ * * * * * عَلَى كُلِّ قَـيْنِيٍّ قَـشِيبٍ وَمُـفْأَمِ

فَأَقْسَمْتُ بِالْبَيْتِ الذِّي طَافَ حَوْلَهُ * * * * * رِجَـالٌ بَـنَوْهُ مِنْ قُـرَيْشٍ وَجُرْهُمِ

يَمِـينًا لَنِعْمَ الـسَّيدَانِ وُجِـدْتُمَا * * * * * عَـلَى كُلِّ حَـالٍ مِنْ سَحِيلٍ وَمُبْرَمِ

تَدَارَكْتُما عَبْسَاً وَذُبْـيَانَ  بَـعْدَمَا * * * * * تَـفَانَوْا وَدَقُّـوا بَـيْنَهُمْ عِطْرَ مَنْشَمِ

وَقَدْ قُلْتُمَا إِنْ نُدْرِكِ السِّلْمَ وَاسِعاً * * * * * بِـمَالٍ وَمَـعْرُوفٍ مِنَ الْقَوْلِ نَسْلَمِ

فَأَصْبَحْتُمَا مِنْهَا عَـلَى خَيْرِ  مَوْطِنٍ * * * * * بَـعِيدَيْن فِيهَا مِنْ  عُقُوقٍ  وَمَـأْثَمِ

عَظِيمَيْنِ في عُلْيَا مَـعَدٍّ هُدِيْتُمَـا * * * * * وَمَنْ يَسْتَبِحْ كَنْزَاً مِنْ المَجْدِ  يَعْظُمِ

تُـعَفَّى الْـكُلُومُ بِالْمِئيِنَ فَأَصْبَحَتْ * * * * *  يُـنَجِّمُهَا مَنْ لَـيْسَ فِيهَا بِـمُجْرِمِ

يُـنَـجِّمُهَا قَوْمٌ لِـقَـوْمٍ غَـرَامَةً * * * * *  وَلَـمْ  يُهَرِيقُوا بَيْنَهُمْ  مِلْءَ  مِحْجَمِ

فَـأَصْبَحَ يَـجْرِي فِيهِمُ مِنْ تِلاَدِكُمْ * * * * *  مَغَـانِمُ شَتَّى مِـنْ إِفَـالٍ مُـزَنَّمِ

أَلاَ أَبْلِـغِ الأَحْلاَفَ عَـنِّي رِسَـالَةً * * * * *  وَذُبْـيَانَ هَلْ أَقْسَمْتمُ كُـلَّ مُـقْسَمِ

فَلاَ تَـكْتُمُنَّ اللهَ مَا فِي نُـفُوسِكُمْ * * * * * لِـيَخْفَى وَمَهْمَا يُـكْتَمِ اللهُ يَـعْلَمِ

يُـؤَخَّرْ فَيُوضَعْ فـي كِتَابٍ فَيُدَّخَرْ * * * * * لِـيَوْمِ الْحِسَابِ أَوْ  يُعَجَّلْ فَـيُنْقَمِ

وَمَا الـحَرْبُ إِلاَّ مَـا عَلِمْتمْ وَذُقْتُمُ * * * * *  وَمَا هُـوَ عَنْهَا بِـالحَدِيثِ  المُرَجَّمِ

مَتَـى تَـبْعَثُوهَا تَـبْعَثُوهَا ذَمِـيمَةً * * * * * وَتَضْـرَ إِذَا ضَـرَّيْتُمُوهَا  فَـتَضْرَمِ

فَـتَعْرُككُمُ عَرْكَ الـرَّحَى بِـثِفَالِهَا * * * * *  وَتَلْـقَحْ كِشَافَاً ثُمَّ تُنْـتَجْ فَـتُتْئِمِ

فَتُنْـتِجْ لَكُمْ غِلْمَانَ أَشْـأَمَ كُـلُّهُمْ * * * * *  كَأَحْمَرِ عَـادٍ ثُمَّ تُـرْضِعْ فَـتَفْطِمِ

فَـتُغْلِلْ لَكُمْ مَا لاَتُـغِلُّ لأَهْلِهَا * * * * *  قُرَىً بِـالْعِرَاقِ مِنْ  قَـفِيزٍ وَدِرْهَمِ

لَعَمْرِي لَـنِعْمَ الـحَيُّ جَـرَّ عَلَيْهِمُ * * * * * بِمَا لاَ يُوَاتِيهِم حُصَيْنُ بْنُ ضَمْضَمِ

وَكَانَ طَوَى كَـشْحًا عَلَى مُسْتَكِنَّةٍ * * * * *  فَـلاَ هُـوَ أَبْدَاهَا وَلَـمْ  يَـتَقَدَّمِ

وَقَالَ سَأَقْضِي حَـاجَتِي ثُـمَّ أَتَّقِي * * * * *  عَـدُوِّي بِأَلْفٍ مِنْ وَرَائِـيَ  مُلْجَمِ

فَشَـدَّ وَلَـمْ يُـفْزِعْ بُـيُوتاً كَثِيَرةً * * * * *  لَدَى حَيْثُ أَلْقَتْ رَحْلَهَا أُمُّ  قَشْعَمِ

لَدَى أَسَـدٍ شَاكِي الـسِلاحِ مُقَذَّفٍ * * * * *  لَـهُ لِبَـدٌ أَظْفَـارُهُ  لَـمْ  تُـقَلَّمِ

جَـرِيءٍ مَتَى يُـظْلَمْ يُعَاقِبْ بِظُلْمِهِ * * * * *  سَـرِيعاً وَإِلا يُـبْدَ بِالظُّلْمِ يَـظْلِمِ

رَعَـوْا ظِـمْأَهُمْ حَتَى إِذَا تَمَّ أَوْرَدُوا * * * * *   غِمَـارَاً تَـفَرَّى بِالسِّلاحِ وَبِـالدَّمِ

فَقَضَّوْا مَـنَايا بَـيْنَهُمْ ثُـمَّ أَصْدَرُوا * * * * *   إِلـى كَـلإٍ مُسْـتَوْبِلٍ  مُـتَوَخِّمِ

لَـعَمْرُكَ مَا جَرَّت عَلَيْهِمْ رِماحُهُمْ * * * * *  دَمَ ابـنِ نَهِيكٍ أَو قَتِـيلِ الـمُثَلَّمِ

وَلا شَـارَكَتْ في الموْتِ فِي دَمِ نَوْفَلٍ * * * * *  وَلا وَهَبٍ مِنْهُم وَلا ابْـنِ المُخَزَّمِ

فَكُـلاً أَراهُـمْ أَصْـبَحُوا يَـعْقِلُونَهُ * * * * *  صَـحِيحَاتِ مَالٍ طَالِعَاتٍ  بِمَخْرَمِ

لَحِيٍّ حِـلالٍ يَـعْصُمُ النَّاسَ أَمْرَهُمْ * * * * * إِذا طَرَقَتْ إِحْدِى الَّـليَالِي بِمُعْظَمِ

كِرَامٍ فَلا ذُو الـضِّغْنِ يُدْرِكُ  تَبْلَهُ * * * * *  وَلا الجَارِمُ الـجَانِي عَلَيْهِمْ بِمُسْلَمِ

سَئِمْتُ تَكَالِيفَ الـحَياةِ وَمَنْ يَعِشْ * * * * *  ثَـمَانِينَ حَوْلاً لا أَبَـا لَكَ  يَـسْأَمِ

وأَعْـلَمُ مَا فِي الْيَوْمِ وَالأَمْسِ قَبْلَهُ * * * * *  وَلـكِنّني عَـنْ عِلْمِ مَا فِي غَدٍ عَمِ

رَأَيْتُ المَنَايَا خَبْطَ عَشْوَاءَ مَنْ تُصِبْ * * * * * تُـمِتْهُ وَمَنْ تُـخْطِىءْ يُعَمَّرْ فَيَهْرَمِ

وَمَنْ لَـمْ يُـصَانِعْ في أُمُورٍ كَثِيرةٍ * * * * * يُـضَرَّسْ  بِأَنْيَابٍ وَيُـوْطَأْ  بِمَنْسِمِ

وَمَنْ يَجْعَلِ المَعْرُوفَ مِنْ دُونِ عِرْضِهِ * * * * * يَفِرْهُ  وَمَنْ لا يَتَّقِ الـشَّتْمَ  يُشْتَمِ

وَمَنْ يَـكُ ذَا فَـضْلٍ فَيَبْخَلْ بِفَضْلِهِ * * * * *  عَلَى قَـوْمِهِ يُسْـتَغْنَ  عَنْهُ وَيُذْمَمِ

وَمَنْ يُـوْفِ لا يُذْمَمْ وَمَنْ يُهْدَ قَلْبُهُ * * * * *  إِلى  مُـطْمَئِنِّ  الْـبِرِّ لا  يَتَجَمْجَمِ

وَمَنْ هَـابَ أَسْـبَابَ الـمَنَايَا يَنَلْنَهُ * * * * * وَإِنْ يَرْقَ أَسْـبَابَ السَّمَاءِ بِـسُلَّمِ

وَمَنْ يَجْعَلِ المَعْرُوفَ فِي غَيْرِ أَهْلِهِ * * * * * يَكُنْ حَـمْدُهُ ذَماً عَـلَيْهِ وَيَـنْدَمِ

وَمَنْ يَـعْصِ أَطْـرافَ الزِّجَاجِ فَإِنَّهُ * * * * * يُـطِيعُ الـعَوَالِي رُكِّبَتْ كُلَّ  لَهْذَمِ

وَمَنْ لَـمْ يَـذُدْ عَنْ حَوْضِهِ بِسِلاحِهِ * * * * * يُـهَدَّمْ وَمَنْ لا يَظْلِمِ الـنَّاسَ يُظْلَمِ

وَمَنْ يَـغْتَرِبْ يَحْسِبْ عَدُواً صَدِيقَهُ * * * * * وَمَنْ لا يُكَرِّمْ نَـفْسَهُ لا يُـكَرَّمِ

وَمَهْمَا تَـكُنْ عِنْدَ أمرِيءٍ مَنْ خَلِيقَةٍ * * * * *  وَإِنْ خَالَهَا تَخْفَى عَلَى النَّاسِ تُعْلَمِ

وَكَائِن تَرَى مِنْ صَامِتٍ لَكَ مُعْجِبٍ * * * * *  زِيَـادَتُـهُ أَو  نَقْصُهُ فِي  الـتَّكَلُمِ

لِسَانُ الفَتَى نِصْفٌ وَنِصْفٌ  فُؤَادُهُ * * * * * فَـلَمْ يَبْقَ إَلا صُورَةُ الـلَّحْمِ وَالدَّمِ

وَإَنَّ سَفَاهَ الـشَّيْخِ لا حِلْمَ بَـعْدَهُ * * * * *  وَإِنَّ الـفَتَى بَعْدَ الـسَّفَاهَةِ  يَحْلُمِ

سَألْـنَا  فَأَعْطَيْتُمْ  وَعُدْنَا فَـعُدْتُمُ * * * * * وَمَنْ أَكْثَرَ الـتَّسْآلَ يَوْماً  سَيُحْرَمِ

معلقة زهير بن ابي سلمى

اقرأ في الموقع