ما هو الجاثوم وكيف نتخلص منه؟
ما هو الجاثوم
إنّ الجَاثُوم أو الجُثام أو شلَلْ النَّوم هو حالة لا إراديَّة يتعرَّض لها الفرد أثناء النَّوم، ويفقد فيها القدرة على الكلام أو القيام بأي حركة، حيثُ يبدأ الدِّماغ بإرسال إشارات لاسترخاء عضلات الذراعين والساقين، ثمّ يمُر صاحب هذه الحالة بهلوسات تنويميَّة، ويستمر هذا الشعور في العادة من بضع ثوانٍ إلى عدة دقائق
قال ابن سينا في كتابه القانون: “ويسمى الخانق، وقد يسمى بالعربية الجاثوم، والنيدلان الكابوس مرض يحسّ فيه الإنسان عند دخوله في النوم خيالاً ثقيلاً يقع عليه، ويعصره ويضيق نفسه، فينقطع صوته وحركته، ويكاد يختنق لانسداد المسام وإذا تقضى عنه انتبه دفعة…”.
وللعلم فهذه الحالة غير مؤذية ولا تُلحق الضرر بصحة الإنسان، فقد تحدّث عنه الأطباء المعاصرون والقدامى، وجعلوا له عدّة أسباب عضوية،
لماذا يأتي الجاثوم
من أهم أسباب التي يأتي بها الجاثوم ما يأتي:
– وضعية النوم: يصيب شلل النوم لأفراد الذي يفضلون النوم على الظهر بالأكثر، حيثُ ينصح بالنوم على الجانب الأيمن أو الأيسر لتجنبها.
– عدم النوم لوقت كافٍ: حيثُ يتعرض العديد من الأفراد لشلل النوم بسبب عدم أخذ وقت كافٍ للنوم أو بسبب تغيير جدول النوم ومواعيده.
– العمر: حيثُ إنّ العمر يعتبر من أهم الأسباب التي ينتج عنها شلل النوم، فهو أكثر شيوعًا بين اليافعين والبالغين الصغار.
– الاضطرابات النفسية: حيثُ هناك علاقة وثيقة بين شلل النَّوم والاضطرابات النَّفسيَّة، فهي تتمثل بالقلق والاكتئاب، واضطراب الكرب التالي للصدمة واضطرابات الهلع، وتعاطي الكحول أو المخدرات.
– التاريخ العائلي: بيَّنت الدِّراسات أنّه لا يوجد سبب وراثي معروف لشلل النوم، إلا أنّه شائع بين بعض العائلات أكثر من غيرهم.
– الخُدار: وهو عبارة عن حالة طبيّة طويلة الأمد، حيثُ إنها من المشاكل التي تنتج بسبب مشاكل الدماغ النادرة، فهي تُسبب فقدان القدرة على التحكم بالعضلات في أوقات غير ملائمة، أو النوم المفاجئ بشكل غير متوقع.
أعراض الجاثوم
يعرف الجاثوم بأنَّه من الأمور التي تصيب العديد من الناس أثناء النّوم، حيث يبدأ من خلال شعور الفرد بالنعاس الخفيف ثمّ الوصول إلى النوم العميق، وفي هذه الحالة تسترخي عضلات الجسم ويكون العقل مستيقظ والجسم مسترخيًا، ثمّ يظهر على الفرد عدة أعراض، ، ومن أبرز هذه الأعراض ما يأتي:
– التعرق.
– صعوبة أخذ النفس.
– آلام في العضلات.
– الشعور باقتراب الموت.
– فقدان القدرة على الكلام.
– فقدان القدرة على الحركة لبعض من الدقائق.
– الشعور بالصداع الشّديد.
كيف نتخلص من الجاثوم
هناك بعض من الطرق التي يمكنها مساعدة الفرد في التعامل مع الجاثوم والتَّخلُّص من أعراضه، من خلال معالجة السبب الأساسي وراءه، فقد يكون بسبب التفكير بالهموم والمشاكل قبل النوم، أو تناول المنبهات، أو تناول العشاء في وقت متأخر
لعل أفضل الطرق لعلاج شلل النوم والوقاية من حدوثه:
1- توفير بيئة نوم مريحة
من الأفضل اختيار مكان مريح للنوم وهادئ قدر المُستطاع، والحرص على أنّ تكون غرفة النّوم تحتوي على ستائر معتمة وفراش مُريح مما يعطي شعورًا بالاسترخاء، بالإضافة إلى تهوية الغرفة باستمرار من أجل المحافظة على هواء نظيف.
2- تحديد وقت ثابت للنوم
إنّ تحديد وقت للنوم بشكل منتظم من أفضل الطرق التي تمنع إصابة الأفراد بشلل النوم، ولذا يُنصح الأشخاص ببرمجة الجسمِ وتعويده على النوم والاستيقاظ بميعادٍ ثابتٍ، مما يساعد في التخلي عن أخذ قيلولة بعد الظّهر أو في المساء.
3- قراءة الأذكار والأدعية المأثورة
وهي من الأمور التي يتوجب على الشخص الحفاظ عليها في كلِّ صبحٍ ومساءٍ للتخلص من الجاثوم؛ حيثُ لها دور كبير في دفع الشَّيطان، وتحقيق الطمأنينة وتحصينِ المسلم من كل شر، فقد بيّن الشرع الإسلامي الحنيف أنّ أذكار الصباح والمساء والمعوذات يمكنها مساعدة المسلم على الوقاية من الجاثوم الذي يعتبر من عمل الشياطين.
4- ممارسة التمارين الرياضية
المداومة على ممارسة التمارين الرياضية المختلفة لأنها تساهم في زيادة معدل ضربات القلب، ثمّ يترتب على ذلك ارتفاع درجة حرارة الجسم، وهكذا يبدأ الجسم بشكل تلقائي في توصيل رسالة للدماغ بحلول وقت النوم وبالتالي تعزيز الرغبة في النعاس والاستسلام للنوم، ومن الجدير بالذِّكر إنّ الرياضة تقلل من مشاكل الاضطرابات النفسية التي تتمثل بالتوتر أو الاكتئاب.
5- تنظيم أوقات وجبات الطعام
ينبغي الانتباه إلى نوعية الأطعمة وكميتها من أجل التخلص من الجاثوم، حيثُ من الأفضل تقسيم وجبات الطعام إلى وجبات صغيرة، والبعد عن تناول أي طعام قبل موعد النوم بساعتين، وذلك من أجل حماية الشخص من التعرض للأرق، حيثُ إنّ الإكثار من الأطعمة يعمل على الارتداد المريئي، مما يشعر الشخص بالحرقة والألم، ويبقي الشخص مستيقظًا طوال الليل.
6- تجنب المشروبات التي تحتوي على الكافيين
إنّ الكافيين يعتبر من المواد التي تساهم في تحفيز الخلايا العصبية وبالتالي الشعور باليقظة والنشاط، فهو يعطي دفعة للطاقة مما يقلل النوم عن الفرد وبالتالي يحدث الأرق، لذلك ينبغي عدم الإكثار من تناول الكحول والشاي والقهوة.