معلقة امرئ القيس

المعلقة الأولى (قِفَاَ نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيبٍ وَمَنْزِلِ)

معلومات عن صاحب المعلقة

معلّقة امرؤ القيس ، و عني بها الدارسون المحدثون من عرب و مستشرقين ، فترجموها إلى عدة لغات أجنبية .

و أما الشاعر امرؤ القيس فهو امرؤ القيس بن حُجْر بن الحارث من قبيلة كندة القحطانيّة ، ولد بنجد ، كان أبوه ملكاً من سلالة ملوك ، و ابن عمته عمرو بن هند ملك الحيرة ، و أمه فاطمة أخت مهلهل و كليب من سادة تغلب .

ما كاد الشاعر يشب و يصلب عوده حتى انطلق لسانه بالشعر متأثراً بخاله مهلهل

و كان يهوى التشبيب في شعره ، حتى قيل إنه شبّب بزوجة أبيه ، فما كان من أبيه إلا أن نهاه عن النسيب ثم طرده من كنفه حين لم ينته عن قول الشعر البذيْ ، فلحق الشاعر بعمه شرحبيل ، و إذا بابنة عمه فاطمة المعروفة بعنيزة ، تمد شاعريته و تخصبها حتى تكون المعلقة إحدى ثمار هذا المد.

 قد كان حجر والد الشاعر ملكاً على بني أسد و غطفان و قد نقم أهلها عليه فقتلوه و أوصى رجلاً أن يخبر أولاده بمقتله ، و قد بلغ الخبر امرأ القيس و أقسم أن يثأر لأبيه ممن قتلوه .

تعتبر معلقة امرئ القيس هي قصيدة للشاعر امرئ القيس الكندي من أغنى الشعر الجاهلي و قد أولاها الأقدمون عناية بالغة ، و جعلها رواة المعلقات فاتحة كتبهم ، كما جعلها رواة الديوان القصيدة الأولى فيه

 وهي أشهر المعلقات، وتُصنّف بأنّها من أجود ما قيل في الشعر العربي ، وقد اختلف الرواة في عدد أبياتها ، فروى بعضهم أنها من 77 بيتًا وآخرون قالوا أنها: 81 بيتًا وآخرون قالوا أنها: 92 بيتًا.

و تذكر معلقة امرؤ القيس عدة حوادث مر بها الشاعر فنراها تتنقل القصيدة من الغرض الأساسي للقصيدة الذي هو الغزل إلى الوصف، لتشمل عدة مواضيع مثل الوقوف على الأطلال والغزل القصصي ووصف الفرس والليل ورحلة الصيد ومغامراته في ذلك كله.

 أجمع الأقدمون على أن امرأ القيس رأس شعراء العرب وأبرزهم في التاريخ وهو صاحب أشهر معلقة من المعلقات ووصف بأنه أشعر الناس وواحد من شعراء الطبقة الأولى في العصر الجاهلي و هم زهير و النابغة و الأعشى و امرؤ القيس و قد شهد له بالسبق نقاد و رواة و شعراء، لأن خصائصه الفنية جعلته يفوق سواه .

أبيات المعلقة

توفي امرؤ القيس في الطريق قريباً من أنقرة بقروح تشبه الجدري

قِفَاَ نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيبٍ وَمَنْزِلِ * * * * *  بِسِقْطِ اللِّوَى بَيْنَ الدَّخُولِ فَحَوْمَلِ

فَتُوضِحَ فَالْمِقْرَاةِ لَمْ يَعْفُ رَسْمُهَا  * * * * *  لِمَا نَسَجَتْهَا مِنْ جَنُوبٍ وَشَمْأَلِ

تَرَى بَعَرَ الأرْآمِ فِي عَرَصَاتِـهَا  * * * * *  وقِيعَانِهَا كَأَنَّـهُ حَـبُّ  فُلْفُـلِ

كَأَنِّي غَدَاةَ الْبَيْنِ  يَوْمَ  تَحَمَّلُوا  * * * * *  لَدَى سَمُرَاتِ الْحَيِّ نَاقِفُ حَنْظَلِ

وُقُوفَاً بِهَا صَحْبِي عَلَيَّ مَطِيَّهُمْ  * * * * *  يقُولُونَ : لا تَهْلِكْ أَسَىً  وَتَجَمَّلِ

وَإِِنَّ شِفَائِي  عَبْـرَةٌ  مُهْرَاقَـةٌ  * * * * *  فَهَلْ عِنْدَ رَسْمٍ دَارِسٍ مِنْ مُعَوَّلِ

كَدَأْبِكَ مِنْ أُمِّ الْحُوَيْرِثِ قَبْلَهَا  * * * * *  وَجَارَتِها أُمِّ  الرَّبَـابِ بِمَأْسَـلِ

إِذَا قَامَتَا تَضَوَّعَ المِسْكُ مِنْهُمَا  * * * * *  نَسِيمَ الصَّبَا جَاءَتْ بِرَيَّا  الْقَرَنْفُلِ

فَفَاضَتْ دُمُوعُ الْعَيْنِ مِنِّي صَبَابَةً  * * * * *  عَلَى النَّحْرِ حَتَّى بَلَّ دَمْعِيَ مِحْمَلي

أَلاَ رُبَّ يَوْمٍ لَكَ مِنْهُنَّ صَالِحٍ  * * * * *  وَلا سِيَّمَا  يَوْمٍ  بِدَارَةِ  جُلْجُـلِ

وَيَوْمَ  عَقَرْتُ لِلْعَذَارَى  مَطِيِّتي  * * * * *  فَيَا عَجَباً مِنْ  كُورِهَا  الْمُتَحَمَّلِ

فَظَلَّ الْعَذَارَى  يَرْتَمِينَ بِلَحْمِهَا  * * * * * وَشَحْمٍ كَهُدَّابِ الدِّمَقْسِ  الْمُفَتَّلِ

وَيَوْمَ دَخَلْتُ الْخِدْرِ خِدْرَ عُنَيْزَةٍ  * * * * *  فَقَالَتْ لَكَ الْوَيْلاتُ إِنَّكَ مُرْجِلي

تَقُولُ وَقَدْ مَالَ الْغَبِيطُ بِنَا مَعَاً  * * * * *  عَقَرْتَ بَعيري يَا امْرأَ القَيْسِ فَانْزِلِ

فَقُلْتُ لَهَا سِيرِي وأَرْخِي زِمَامَـــــــهُ  * * * * *  وَلا تُبْعِدِيني  مِنْ  جَنَاكِ  الْمُعَلَّلِ

فَمِثْلِكِ حُبْلَى قَدْ طَرَقْتُ وَمُرْضِعٍ  * * * * *  فَأَلْهَيْتُهَا عَنْ ذِي تَمائِمَ مُحْـوِلِ

إِذا ما بَكَى مَنْ خَلْفِهَا انْصَرَفَتْ لَهُ * * * * *  بِشِقٍّ وَتحْتي شِقّهَـا لم يُحَـوَّلِ

وَيَوْماً على ظَهْرِ الْكَثِيبِ تَعَذَّرَتْ  * * * * *  عَليَّ وَآلَتْ حَلْفَـةً لم  تَحَلَّـلِ

أَفاطِمَ مَهْلاً بَعْضَ  هذا التَّدَلُّلِ  * * * * *  وَإِنْ كنتِ قد أَزْمعْتِ صَرْمي فأَجْمِلي

أغَرَّكِ  منِّي أَنَّ حُبَّـكِ قاتِلي  * * * * *  وَأَنَّكِ مهما تأْمُري الْقَلْبَ  يَفْعَلِ

وَإِنْ تَكُ قد ساءَتْكِ مِني خَليقةٌ  * * * * *  فسُلِّي ثيابي من  ثيابِـكِ  تَنْسُلِ

وَما ذَرَفَتْ عَيْناكِ  إِلا لِتَضْرِبي  * * * * *  بِسَهْمَيْكِ في أَعْشَارِ قَلْبٍ مُقَتَّـلِ

وَبَيْضَةِ خِدْرٍ لا يُرامُ خِبـاؤُها  * * * * *  تَمتَّعْتُ من لَهْوٍ بها غيرَ  مُعْجَلِ

تجاوَزْتُ أَحْراساً إِلَيْها وَمَعْشَرَاً  * * * * *  عَلَيَّ حِرَاصَاً لَوْ  يُسِرُّونَ  مَقْتَلي

إِذا ما الثُّرَيَّا في السَّمَاءِ تَعَرَّضَتْ * * * * *  تَعَرُّضَ أَثْناءِ  الْوِشَاحِ  الْمُفَصَّـلِ

فَجِئْتُ وقد نَضَّتْ لِنَوْمٍ ثيابَها  * * * * *  لدى السِّتْرِ  إلاَّ  لِبْسَةَ  الْمُتَفَضِّلِ

فقالتْ : يَمِينَ اللهِ ما لكَ حِيلَةٌ  * * * * *  وَما إِنْ أَرى عَنْكَ الغَوَايَةَ تَنْجَلي

خَرَجْتُ بها أَمْشِي تَجُرُّ وَراءنَا  * * * * *  على أَثَرَيْنا ذَيْـلَ مِرْطٍ مُرَحَّـلِ

فلمَّا أَجَزْنا ساحَةَ الحَيِّ وَانْتَحَى  * * * * *  بنا بَطْنُ خَبْتٍ ذي حِقَافٍ عَقَنْقَلِ

هَصَرْتُ بِفَوْدَيْ رأْسِهاَ فَتمايَلَتْ  * * * * *  عَلَيَّ هضِيمَ الْكَشْحِ رَيَّا الْمُخَلْخَلِ

مُهَفْهَفَةٌ بَيْضَـاءُ غيرُ مُفاضَـةٍ  * * * * *  تَرَائِبُها  مَصْقُولَـةٌ كالسَّجَنْجَـلِ

كَبِكْرِ الْمُقَانَاةِ البَياضَ  بِصُفْرَةٍ  * * * * *  غَذَاها نَمِيرُ الماءِ  غيرُ  الْمُحَلَّـلِ

تَصُدُّ وَتُبْدِي عَنْ أَسِيلٍ وَتَتَّقِي  * * * * *  بناظِرَةٍ منْ وَحْشِ وَجْرَةَ  مُطْفِلِ

وجِيدٍ كجِيدِ الرِّئْمِ لَيْسَ بفاحشٍ  * * * * *  إِذا هيَ نَصَّتْــهُ وَلا بِمُعَطَّـلِ

وَفَرْعٍ يَزِينُ الْمَتْنَ أَسْودَ فاحِـمٍ  * * * * *  أَثِيثٍ  كَقِنْوِ  النَّخْلَةِ  الْمُتَعَثْكِـل

غَدَائِرُهُ مُسْتَشْزِرَاتٌ إِلى العُـلا  * * * * *  تَضِلُّ العِقَاصُ في  مُثَنَّىً  وَمُرْسَلِ

وكَشْحٍ لطيفٍ كالجديلِ مُخَصَّرٍ  * * * * *  وَسَاقٍ كأُنبوبِ السَّقِيِّ الْمُذَلَّـلِ

وتُضْحِي فَتِيتُ المِسْكِ فوقَ فراشِها * * * * *  نؤُومُ الضُّحَى لم تَنْتَطِقْ عَنْ تَفَضُّلِ

وَتَعْطُو برَخْصٍ غيرِ شَثْنٍ كأنَّهُ  * * * * *  أَسَارِيعُ ظَبْيٍ أوْ مَسَاوِيكُ إِسْحِلِ

تُضِيءُ الظَّلامَ  بالعِشَاءِ  كأَنَّها  * * * * *  مَنارَةُ مُمْسَـى رَاهِـب ٍ مُتَبَتِّـلِ

إِلى مِثْلِها  يَرْنُو الْحَلِيمُ  صَبابَةً  * * * * *  إِذا ما اسْبَكَرَّتْ بينَ دِرْعٍ ومِجْوَلِ

تَسَلَّتْ عَماياتُ الرِّجَالِ عَنِ الصِّبَا  * * * * *  وليسَ فُؤَادي عن هَوَاك ِ بِمُنْسَلِ

أَلا رُبَّ خَصْمٍ فيكِ أَلْوَى رَدَدْتُه  * * * * *  نَصِيحٍ على تَعْذَالهِ  غيرِ  مُؤْتَـلِ

وَليلٍ كمَوْجِ الْبَحْرِ أَرْخَى سُدُولَهُ  * * * * *  عَلَيَّ  بأَنْـواعِ  الْهُمُـومِ  لِيَبْتَلي

فَقلْتُ لَهُ لَمَّا  تَمَطَّى بصُلْبِـهِ  * * * * *  وَأَرْدَفَ أَعْجَازَاً وَنَـاءَ بِكَلْكَـلِ

أَلا أَيُّها الَّليْلُ الطَّويلُ أَلا انْجَلي  * * * * *  بصُبْحٍ وَمَا الإِصْبَاحُ مِنْكَ بِأَمْثَـلِ

فَيَا لَكَ مِنْ لَيْلٍ كأَنَّ نُجُومَـــــــــهُ  * * * * *  بأَمْرَاسِ كِتَّانٍ إِلى صُمِّ  جَنْـدَلِ

وَقِرْبَةِ أَقْوَامٍ جَعَلْتُ عِصَامَـها  * * * * *  على كَاهِلٍ منِّي ذَلُولٍ  مُرَحَّـل

وَوَادٍ كَجَوْفِ الْعَيْرِ قَفْرٍ قطعْتُهُ  * * * * *  بهِ الذِئْبُ يَعْوِي كالْخَلِيعِ الْمُعَيَّلِ

فقُلْتُ لهُ لما عَوَى : إِنَّ  شَأْنَنا * * * * *  قليلُ الْغِنَى إِنْ كُنْتَ لَمَّا  تَمَوَّلِ

كِلاَنا إِذا ما نَالَ  شَيْئاً  أَفاتَهُ  * * * * *  وَمَنْ يَحْتَرِثْ حَرْثي وحَرْثَك يَهْزِلِ

وَقَدْ أَغْتَدِي والطَّيْرُ فـي وُكُنَاتِها  * * * * *  بِمُنْجَرِدٍ  قَيْدِ  الأوابِـدِ هَيْكَـلِ

مِكَرٍّ مِفَرِّ مُقْبِـــــلٍ مُدْبِـــــرٍ مَعَــــــــــاً  * * * * *  كَجُلْمُودِ صَخْرٍ حَطَّهُ السَّيْلُ مِنْ عَلِ

كُمَيْتٍ يَزِلُّ اللَّبْدُ عنْ حَالِ مَتْنِهِ  * * * * *  كما زَلَّتِ الصَّفْـواءُ بالْمُتَنَـزِّلِ

على الذَّبْلِ جَيَّاشٍ كَأَنَّ اهتزامَهُ  * * * * *  إِذا جَاشَ فيهِ حَمْيُهُ غَلْيُ  مِرْجَلِ

مِسَحٍّ إِذا ما السَّابحاتُ على الوَنَى * * * * *  أَثَرْنَ الْغُبارَ بالكَدِيـدِ الْمُرَكَّـلِ

يُزِلُّ الْغُلامَ الخِفَّ عَنْ صَهَواتِهِ * * * * *  وَيُلْوي بأَثَوابِ الْعَنيفِ  الْمُثَقَّـلِ

دَرِيرٍ كَخُذْرُوفِ الْوَليدِ أمَـرَّهُ  * * * * *  تَتابُـعُ كَفَّيْهِ بِخَيْـطٍ  مُوَصَّـلِ

لَهُ أَيْطَلا ظَبْيٍ وسَاقَـا نَعَامَـةٍ  * * * * *  وَإِرْخاءُ سِرْحَانٍ وَتَقْرِيبُ تَتْفُـلِ

ضَلِيعٍ إِذا استَدْبَرْتَهُ سَدَّ  فَرْجَهُ  * * * * *  بِضَافٍ فُوَيْقَ الأَرْضِ ليسَ بأَعْزَلِ

كَأَنَّ على الْمَتْنَينِ منهُ إِذا انْتَحَى  * * * * *  مَدَاكَ عَرُوسٍ أَوْ صَلايَةَ حَنْظَـلِ

كأنَّ دِمَاءَ الهادِيـاتِ بِنَحْـرِهِ  * * * * *  عُصَارَةُ حِنَّاءٍ بِشَيْـبٍ  مُرَجَّـلِ

فَعَنَّ لنا سِرْبٌ كـأنَّ نِعاجَـهُ  * * * * *  عَذارَى دَوارٍ في مُـلاءٍ مُذَيَّـلِ

فأَدْبَرْنَ كالجِزْعِ الْمُفَصَّل بَيْنَـهُ  * * * * *  بِجِيدِ مُعَمِّ في الْعَشِيرةِ  مُخْـوَلِ

فأَلحَقَنـا بالهادِيـاتِ ودُونَـهُ  * * * * *  جَواحِرُها في صَـرَّةٍ لم  تُزَيَّـلِ

فَعَادَى عِدَاءً بَيْنَ ثوْرٍ وَنَعْجَـةٍ  * * * * * دِرَاكاً وَلَمْ يَنْضَحْ  بِمَاءٍ  فَيُغْسَلِ

فَظَلَّ طُهَاةُ اللَّحْمِ من بَيْنِ مُنْضِجٍ * * * * * صَفِيفَ شِوَاءٍ أَوْ قَدِيرٍ  مُعَجَّـلِ

وَرُحْنَا يَكَادُ الطَّرْفُ يَقْصُرُ دُونَهُ  * * * * *  مَتَى مَا تَرَقَّ الْعَيْنُ فيهِ  تَسَفَّـلِ

فَبَاتَ عَلَيْهِ سَرْجُـهُ وَلِجامُـهُ  * * * * *  وبَاتَ بِعَيْني قائِماً غَيْرَ  مُرْسَـلِ

أَصَاحِ تَرَى بَرْقاً أُرِيك َ وَمِيضَهُ  * * * * *  كَلمْعِ الْيَدَيْنِ فِي  حَِبيِّ  مُكَلَّـلِ

يُضِيءُ سَنَاهُ أَوْ مَصَابِيحُ راهِبٍ * * * * *  أَمَالَ السَّلِيطَ بالذُّبَـالِ الْمُفَتَّـلِ

قَعَدْتُ لَهُ وَصُحْبَتي بَيْنَ ضَارِجٍ  * * * * *  وَبَيْنَ الْعُذَيْبِ بَعْـدَ مَا مُتَأَمَّلـي

على قَطَنٍ بالشَّيْم أيْمَنُ صَوْبِهِ  * * * * *  وَأَيْسَرُهُ على  الْسِّتَـارِ  فَيَذْبُـلِ

فَأَضْحَى يَسُحُّ الْمَاءَ حَوْلَ كُتَيْفَةٍ  * * * * *  يَكُبُّ على الأذْقَانِ دَوْحَ الكَنَهْبَلِ

وَمَرَّ على الْقَنّانِ مِنْ  نَفَيَانِـهِ  * * * * *  فَأَنْزَلَ منْه العُصْمَ من كُلِّ مَنْزِلِ

وَتَيْمَاءَ لَمْ يَتْرُكْ بها جِذْعَ نَخْلَةٍ  * * * * *  وَلا أُطُمَاً إِلاَّ مَشِيـدَاً بِجَنْـدَلِ

كَأَنَّ ثَبيراً فِي عَرانِيـنِ وَبْلِـهِ  * * * * *  كَبِيرُ أُنَاسٍ فِي بِجَـادٍ  مُزَمَّـلِ

كَأَنَّ ذُرَى رَأْسِ الْمُجَيْمِرِ غُدْوَةً  * * * * *  مِنَ السَّيْلِ وَالأَغْثَاءِ فَلْكَةُ مِغْـزَلِ

وَألْقَى بصَحراءِ الْغَبيطِ بَعاعَـهُ  * * * * *  نُزُولَ اليَمَانِي ذِي العِيَابِ الْمُحَمَّلِ

كَأَنَّ مَكَاكِيَّ الجِـوَاءِ غُدَيَّـةً  * * * * *  صُبِحْنَ سُلافاً من رَحِيقٍ  مُفَلْفَلِ

كانَّ الْسِّبَاعَ فِيهِ غَرْقَى عَشِيَّةً * * * * *  بِأَرْجَائِهِ الْقُصْوَى أَنَابِيشُ  عُنْصُلِ

معلقة امرئ القيس

اقرأ في الموقع