الفرق بين كم الاستفهامية وكم الخبرية مع أمثلة توضيحية

كم* في اللغة العربية

    من الأسماء التي تشغل حيزًا مهمًا في كتب النحو هو “كم” فعلى أنها توحي للقارئ أنها حرف مثل حروف الجر أو حروف النصب أو حروف العطف إلا أنها خلاف هذه التوقعات، فهي اسم له دلالته وأنواعه، وله محله الإعرابي أيضًا،

الفرق كم الاستفهامية وكم الخبرية

إن كم الاستفهامية وكم الخبرية من الألفاظ كثيرة الاستعمال في كلام العرب، ولا يمكن الاستغناء عنهما، ولكل منهما دلالة، وإعراب، وخصائص، ولكن يوجد بينهما تشابه وتوافق في بعض الأمو

فإن كلًا من كم الخبرية وكم الاستفهامية اسم غامض يُكنّى به عن عدد مبهم غير معروف الكمية أو المقدار،

إضافة إلى أنهما تتفقان في البناء على السكون، وهما من أسماء الصدارة، وتحتاجان أن يليهما تمييز يبعد الإبهام والغموض عنهما. وفي ما يخص الاختلاف بينهما فهو ضروري ليساعد على التمييز بين كل واحدة منهما.

كم الخبرية

إن التمييز الذي يلي كم الخبرية يكون مجرورًا بالإضافة، أو قد يُجر بحرف الجر “من” وهو كثير، ومن الممكن أن يأتي التمييز بعدها جمعًا

ومن ناحية الزمن فإن كم الخبرية مختصة بالزمن الماضي، ولما كان الكلام الذي تُستعمل فيه كم الخبرية هو خبري فهذا يعني أنها لا تحتاج جوابًا، فهي جمة أسلوبها خبري أي يحتمل التصديق والتكذيب فيها، إضافة إلى أن المُبدل عن كم الخبرية لا تستعمل معه الهمزة مثل كم كتابٍ قرأت! عشرة أم عشرون.

كم الاستفهامية

يأتي التمييز بعد كم الاستفهامية اسمًا مفردًا منصوبًا، ولا يجوز أن يأتي التمييز بعدها جمعًا، وبالنظر إلى الزمن الذي تُستعمل فيه كم الاستفهامية يُلاحظ أنها تُستخدم للاستفهام عن الماضي وعن المستقبل

وإن كم الاستفهامية من أسماء الاستفهام وهذا يعني أن الكلام الذي يشمل كم الاستفهامية يحتاج جوابًا، وبالتالي فإن الأسلوب فيها إنشائي فهو لا يحتمل التصديق والتكذيب، أما عن المبدل من كم الاستفهامية فإنه يقترن بهمزة مثل: كم رجلًا في الدار؟ أعشرة أم عشرون؟

إعراب كم الاستفهامية وكم الخبرية

  ما يجدر ذكره قبل ذكر أحكام الإعراب الخاصة بهما هو أن كم الخبرية وكم الاستفهامية لا فرق بينهما من ناحية الإعراب، وهذا يجعل أمر إعرابها أسهل على الدارس، وفيما يأتي بيان أحكام إعرابهما :

في محل جر: وذلك إذا جاء قبل كم الاستفهامية أو الخبرية حرف جر، أو مضاف، ومما يجدر ذكره أنه لا يتقدم عليهما شيء من متعلقات الجملة إلا حرف الجر أو المضاف.

في محل نصب: وذلك إذا كان تمييزهما مصدرًا تكونان في محل نصب مفعول مطلق، وإذا كان ظرفًا تكونان قي محل نصب مفعول فيه، وإذا جاء بعدها جملة فعلية فعلها متعدٍ ولم يستوف مفعوله تٌعربان في محل نصب مفعول به، وإذا كان الفعل ناقصًا تعربان خبرًا للفعل الناقص.

في محل رفع: وذلك إن لم تكن كم الاستفهامية والخبرية ولا أي حالة من الحالات السابقة فهي في محل رفع مبتدأ، والبعض يقول إن كم الاستفهامية والخبرية في محل رفع مبتدأ إذا جاءت بعدهما جملة اسمية، أو جملة فعلية فعلها لازم أو متعدٍ استوفى مفعوله.

أمثلة توضيحية على كم الاستفهامية وكم الخبرية

قول الله تعالى: {فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ ۖ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ ۖ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ}

 كم في الآية استفهامية، والتقدير: كم يومًا لبثت ميتًا، وهو سؤال على سبيل التقرير.

قول الله تعالى: {أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لَا يَرْجِعُونَ}

كم في هذه الآية خبرية، والدليل أنه من الممكن استبدالها بغير الاستفهام، والتقدير: ألم يروا أن القرون الذين أهلكناهم أنهم لا يرجعون إليهم.

كَم عاقِلٍ أَخَّرَهُ عَقلُهُ * * * * وَجاهِلٍ صَدَّرَهُ جَهلُهُ

كم في البيت السابق خبرية تكثيرية، وجاء تمييزها مجرورًا، وإعرابه في محل رفع مبتدأ إذ جاء بعدها جملة فعلية فعلها متعدٍ واستوفى مفعوله، فهي خبرية تكثيرية في محل رفع مبتدأ.

كم الاستفهامية وكم الخبرية والفرق بينهما
  • views
  • تم النشر في:

    نحو اللغة والأدب

  • آخر تعديل:
  • قم بنسخ الرابط المختصر أدناه من زر النسخ لمشاركته:

    https://gnram.com/?p=11202

اقرأ في الموقع