قصة الحمار الغبي والفيل الماكر
في يوم من الأيام قصد الحمار بيت الفيل ليخبره خبرا مهما سيحدث غدا، سأل الفيل الحمار عن الخبر ولما هو مهم حتى تأتي في هذه الساعة المبكرة من الصباح.
قال الحمار: إن الخبر مهم جدا ولكني لا أستطيع أن أخبرك لأنه سيحدث غدا.
تعجب الفيل قائلا: إذا كان سيحدث غدا فهل أنت تتوقع حدوثه؟
أجاب الحمار: لا أدري إن كان سيحدث ولكنه إذا حدث غدا سأخبرك به حتما.
اشتد غيظ الفيل وصرخ في وجه الحمار: إذا كنت لا تعرف أنه سيحدث غدا وإذا حدث ستخبرني أنه سيحدث فلما جئت اليوم تخبرني به في هذا الصباح الباكر إذا لم يكن قد حدث.
هدأ الحمار من روع الفيل وقال له بهدوء تام: عزيزي الفيل أنت تعلم أنه سيحدث شيء ما غدا وكلنا نعرف ذلك فلما أنت غاضب إنني جئت أخبرك أنه سيحدث شيء ما غدا.
استشاط الفيل غضبا وكاد أن يهوي على الحمار بخرطومه لولا أنه أمسك نفسه وصرخ عاليا جدا بوجه الحمار: تحدث أشياء كثيرة كل يوم وحدثت أشياء قديمة وستحدث أمور غدا وبعد غد، أنا أسألك أيها الحمار لماذا جئت إلى أنا بالذات في هذا الصباح الباكر لتخبرني بحدوث شيء غدا ولم تذهب للزرافة مثلا.
تراجع الحمار الى الخلف خائفا من ثورة الفيل وقال له:
لا تغضب هكذا يا عزيزي الفيل، لقد ذهبت الى الزرافة من قبلك وحدث بيننا نفس الحديث وسألتني أيضا لماذا جئت إلي ولم تذهب الى الفيل مثلا، فاقتنعت بكلامها وجئت أخبرك أنه قد يحدث أمر ما غدا.
ضحك الفيل من غباء الحمار ووقع على جنبه من كثرة الضحك على جهل الحمار ونقصان عقله وعلم أنه لا بالصراخ تحل مثل هذه الأمور
نظر الى الحمار بعينين مشفقتين وتوجه إليه بكلام هادئ وقال له: عزيزي المحترم الحمار
فعلا إنه خبر هام أنه سيحدث شيء غدا وأنا أنصحك أن تخبر جميع من في الغابة بهذا الأمر وخاصة ملكنا الأسد: اذهب إليه الآن حالا وأخبره بما أخبرتني به حتى يحتاط ويحذر الجميع مما سيحدث غدا.
أعجب الحمار بفكرة الفيل وذهب من فوره إلى الأسد وأخبره: إن عزيزي الفيل يخبرك أنه سيحدث أمرا هاما غدا ولا بد أن تعرف به لتحذر من في الغابة منه قبل حدوثه.
سأل الأسد باهتمام بالغ: وما هو الأمر الهام الذي سيحدث غدا أيها الحمار؟
أجاب الحمار: لا أدري ولكن أعتقد أن الفيل يدري لأنه هو من أرسلني اليك.
بعث الأسد معاونه الثعلب ليذهب وينادي الفيل ليقف بين يدي الأسد ويخبره بالأمر الهام الذي سيحدث غدا، وعندما حضر الفيل إلى بيت الأسد كان يرجف وينظر إلى الحمار ويقول في نفسه: قبح الله وجهك أيها الحمار الجاهل، لقد وقعت أنا في شر اعمالي، أرسلتك للأسد لأقتص منك على إزعاجي في الصباح الباكر وأنا الآن لا أدري ماذا أقول للأسد ماذا سيحدث غدا.
نظر الحمار إلى الأسد ووجد في عينيه الخوف وهو يرتعد واقفا فقال في نفسه:
مسكين أيها الفيل لقد كنت تصرخ في وجهي لأنني أخبرتك أنه سيحدث أمر ما وهام غدا وأنا الآن أرى أنه قد علمت ما هو الامر الذي سيحدث غدا فاصبح وجهك باهتا وترتعد خوفا.
أخبر الفيل الأسد بما حصل معه ومع الحمار عن الأمر الذي سيحدث غدا فضحك الأسد كثيرا من غباء الحمار ومكر الفيل
وأمر بجلد الفيل غدا أمام حيوانات الغابة ليكون عبرة وأما الحمار فأطلق سراحه لشدة غبائه.
انطلق الحمار في الغابة يمشي ويفكر وكأن النظرية النسبية قد أصبحت مفهومة لديه ورأى الزرافة مرة أخرى فسألته: هل علمت أيها الحمار ماذا سيحدث غدا وضحكت بصوت عال مستهزئة من غباء الحمار.
رد الحمار غاضبا: لما تضحكين وتستهزئين، غدا سيحدث أمر هام وهو جلد الفيل أمام جميع الحيوانات ليكون عبرة لها.
تفاجأت الزرافة برد الحمار وأصبحت تعابير وجهها جادة وسألت هذه المرة باهتمام بالغ: هل أنات متأكد؟ وما هو سبب جلد الفيل المسكين؟
اجاب الحمار: لا توجد عندي أي فكرة عن السبب ولكني كما قلت منذ الصباح سيحدث أمر هام غدا.