حافظ إبراهيم

من هو حافظ إبراهيم

شاعر النيل  حافظ إبرهيم  هو شاعر مصري من الرواد الأعلام، ومن أبرز الشعراء العرب في العصر الحديث، نال لقب شاعر النيل بعد أن عبر عن مشاكل الشعب، فهو الشاعر الإنسان الذي احب الأدب والشعر، كان يعشق المزاح والمداعبة، غيور على الأمة وشخصيتها ولغتها وهويتها، كريم معطاء؛ ولاسيما على الفقراء،  تميز بعاطفة قوية ونفس فنية سمت به على أقرانه من أهل عصره، تناول شعره أشكالاً مختلفة وبرع في الأشعار الوطنية والرثاء، وينتمي الي طائفة الشعراء المتميزين الذين عرفوا بشعراء عصر الإحياء، مثل محمود سامي البارودي، واحمد شوقي وغيرهم.ويعد حافظ إبراهيم من الشعراء الذين استخدموا عمرهم في التعبير عن الأحوال التي كانت تشهدها مصر في تلك الفترة

حياة حافظ ابراهيم ونشأته

 ولد محمد حافظ بن إبراهيم فهمي بمحافظة أسيوط في صعيد مصر  في   14فبراير، عام 1872 من أبٍّ مصري وأمٍّ تركية على ظهر إحدى السفن البحرية وهي سفينة “ذهبية”، وكانت واقفة على شاطئ النيل.

والدته هي هانم بنت أحمد البورصة لي، وهي من الأصول التركية، ولدت في محافظة الصروان، وجاءت إلى القاهرة وسكنت في محافظ القاهرة في أحد أحيائها القديمة.

والده هو المهندس إبراهيم فهمي، حيث أنه واحد من المهندسين الذين شاركوا في بناء قناطر الموجودة في بلدة ديروط.  وتوفي  والده  وهو في عمر الرابعة  وبعد وفاة والده انتقلت به أمه إلى مدينة القاهرة، وهناك تكفل به خاله الذي كان ضيق الرزق حيث كان يعمل مهندسا في مصلحة التنظيم، ثم انتقل خاله إلى مدينة طنطا في شمال مصر وهناك أخذ حافظ ابراهيم يدرس في الكتاتيب.

وبعد مدة من استقراره عند خاله قرر حافظ إبراهيم أن يعيش بمفرده دون الاعتماد على خاله، حيث كان ينتابه الملل أثناء العيش مع خاله، فكتب إلى أبيات يخبره أنه ذاهب ليعيش بنفسه.

خرج من منزل خاله وهامفي طرقات مدينة طنطا حتى انتهى به الأمر إلى مكتب المحام محمد أبو شادي، أحد زعماء ثورة 1919م، وهناك اطلع على كتب الأدب وأعجب حافظ بالشاعر الكبير محمود سامي البارودي، وبعد أن عمل بالمحاماة لفترة من الزمن، التحق بالمدرسة الحربية في عام 1888م  وتخرج فيها عام 1891م  ضابط برتبة ملازم ثان في الجيش المصري الذي طرد منه بعد أن قامت القوات الإنجليزية باتهامه هو ومجموعة من الضباط والجنود المصريين بتدبير مؤامرة عليها وتأليف جماعة وطنية سرية، فقاموا بمحاكمته هو وزملائه وطرد من الجيش، ثم أعيد مرة أخرى للخدمة فعين بوزارة الداخلية عام 1894م، وفي عام 1911م أصبح رئيساً للقسم الأدبي بدار الكتب المصرية ثم عمل بعد ذلك محرراً بجريدة الأهرام.

ألقاب حافظ إبراهيم

العديد من الألقاب التي لقب  بها حافظ إبراهيم  لكن أبرز لقب والذي اشتهر به هو شاعر النيل وشاعر الشعب،

يعتبر حافظ إبراهيم هو أحد الأعضاء في مدرسة الإحياء والبعث الشعرية، والتي كان ينتمي إليها أيضًا محمود سامي البارودي والشاعر أحمد شوقي.

ونتيجة للموقع المتميز الذي كان يحتله حافظ إبراهيم في مدارس الشعر المختلفة، فقد كانت تربطه صداقة قوية مع أمير الشعراء أحمد شوقي

صفات شاعر النيل

ما كان يميز الشاعر حافظ إبراهيم بقوة ذاكرته، حيث لم تصب بالضعف لسنوات عديدة، فقد كان يحفظ العديد من القصائد العربية، بالإضافة إلى المطالعات وكذلك الكتب وأهم ما كان يميزه هو قدرته على قراءة ديوان كامل وذلك بسرعة كبيرة.

 تميز حافظ إبراهيم بالمرح والفكاهة، وسرعة البديهة، حيث كان دمه خفيف للغاية، فكان أي مجلس يجلس فيه، يملأه وفكاهته وبشاشته.

 حافظ إبراهيم كان يتصف بالبذخ الشديد في المال، فيقال استئجر قطر بشكل كامل، حتى يقوم بتوصيله إلى حلوان بعد مواعيد عمله.

ويعتبر حافظ إبراهيم من أفضل الناس الذي أنشدوا الشعر، ومن أهم قصائده قصيدة في أحمد شوقي أثناء حصوله على أمير الشعراء في الأوبرا المصرية.

زواج شاعر النيل

تزوج الشاعر حافظ إبراهيم من ابنة أحد من الأغنياء في حي عابدين، وذلك في عام 1906 ولكن هذا الزواج لم يكتب له الاستمرار، فتم الانفصال بعد  4 شهور، ولم يتزوج حافظ إبراهيم بعد هذا الزواج مرة أخرى.

 أبرز مواضيع الشعر عند حافظ إبراهيم

 الشِعر السّياسي: ظهر هذا النوع في أشعار حافظ إبراهيم بسبب ما كانت تمر به مصر من احتلال، فظهر ذلك أثناء الدفاع عن حقوق بلاده وشعبه، حيث كان يشكوا في هذا الشعر ما تمر به مصر من أزمات وصراعات. ومن أهم قصائده ضد الاستعمار ( الامتيازات الأجنبية)

سكتُّ فأصغروا أدبي                وقلت فأكبروا أربي

يقتلنا بلا قود                         ولا دية ولا رهب

ويمشي نحو رايته                   فنحميه من العطب

فقل للفاخرين: أما                    لهذا الفخر من سبب؟

أروني بينكم رجلا                  ركينا واضح الحسب

الشِعر الاجتماعي: ظهر هذا النوع من الشعر لدى حافظ إبراهيم بسبب نشأته وسط العلماء والعباقرة، ونتيجة للظروف الصعبة التي مر بها، والعادات والتقاليد المصرية، بالإضافة إلى جرأته لطرح القضايا وأوجاع الشعب.

شِعر المديح: ظهر هذا اللون الشعر أثناء محاولات الاحتلال الإنجليزي في إلغاء اللغة العربية، والعمل على إبراز اللغة الإنجليزية كبديل لها، فقام بعمل قصيدة عن اللغة العربية و امتدحها، وتميزت القصيدة بالفصاحة.

رَجَعْتُ لنفْسِي فاتَّهمتُ حَصاتِي *******وناديْتُ قَوْمِي فاحْتَسَبْتُ حياتِي

 رَمَوني بعُقمٍ في الشَّبابِ وليتَني *******عَقِمتُ فلم أجزَعْ لقَولِ عِداتي

وَلَدتُ ولمَّــــا لم أجِـــدْ لعرائسي******* رِجالاً وأَكفاءً وَأَدْتُ بناتِي

وسِعتُ كِتابَ اللهِ لَفظاً وغاية ً******* وما ضِقْتُ عن آيٍ به وعِظاتِ

شِعر الرِثاء: كان هذا النوع من الشعر يظهر نتيجة لوفائه وأخلاقه النبيلة، فلم يجد مخرج سوى الشعر، لكي يقوم بالتعبير عن هذه المشاعر، وله قصيدة عن لسان صديقة  يرثي بها ولده

 ولدي، قد طال سهدي ونحيبي              جئت أدعوك فهل أنت مجيبي؟

جئت أروي بدموعي مضجعا                فيه أودعت من الدنيا نصيبي

أعماله الأدبية

  • الديوان.
  • البؤساء: ترجمة عن فكتور هوغو.
  • ليالي سطيح في النقد الاجتماعي.
  • في التربية الأولية. (معرب عن الفرنسية)
  • الموجز في علم الاقتصاد. (بالاشتراك مع خليل مطران)

– غنت  لـ حافظ إبراهيم كوكب الشرق ام كلثوم قصيدة “مصر تتحدث عن نفسها” والتي لحنها الموسيقار العملاق رياض السنباطي ويقول فيها حافظ:

وقف الخلق ينظرون جميعا كيف أبني قواعد المجد وحدي

وبناة الأهرام في سالف الدهر كفوني الكلام عند التحـدي

أنا تاج العلاء في مفرق الشرق ودراته فرائض عقــدي

إن مجدي في الأوليات عريق من له مثل أوليات ومجـدي

أنا إن قدر الإله ممات ِلا ترى الشرق يرفع الرأس بعـدي

وفاة حافظ إبراهيم

توفي حافظ إبراهيم بعد الشعور الشديد للمرض، حيث أنه قبل وفاته بيومين كان قد استقبل اثنين من أصدقائه لتناول العشاء، إلا أنه لم يتمكن من تناول العشاء بسبب مرضه الشديد. وبعد أن غادروا المنزل اشتد عليه المرض، فطلب من خادمه أن يهب ويحضر له الطبيب، ولكن وافته المنية قبل أن يصل الطبيب.

وتوفي الشاعر حافظ إبراهيم في عام 1932، ودفن في مقابر السيدة نفيسة، ولم يكن أحمد شوقي يعلم حين وفاته، حيث أن سكرتيره قد تكتم بالأمر لعلمه بالصداقة التي كانت تربطهم، ولكن بعد علمه ورثاه بقصيدة

قــد كـنتُ أُوثـرُ أَن تقـولَ رِثـائي*********يـا مُنْصِـفَ المـوْتى مـن الأَحيـاءِ
لكـنْ سـبَقْتَ, وكـلُّ طـولِ سـلامةٍ *********قـــدرٌ, وكــلٌ مَنِيَّــةٍ بقضــاءِ
الحـقُّ نـادَى فاسْـتجَبْتَ, ولـم تَـزلْ*********بــالحقِّ تحــفِلُ عنـدَ كـلِّ نِـداءِ
وأَتيْـت صحـراءَ الإِمـامِ تـذوب من*********طُــولِ الحـنينِ لسـاكن الصحـراءِ
فلقيــت فـي الـدار الإِمـامَ محـمدًا *********فــي زُمْــرَةِ الأَبــرارِ والحُنفـاءِ

شاعر النيل حافظ إبراهيم

اقرأ في الموقع