أصحاب الأخدود
قصة أصحاب الأخدود جاءت في القرآن الكريم، في سورة البروج يقول تعالى :
(وَالسَّمَاء ذَاتِ الْبُرُوج وَالْيَوْمِ الْمَوْعُود * وَشَاهِدٍ وَمَشْهُود * قُتِلَ أَصْحَابُ الأُخْدُود * النَّارِ ذَاتِ الْوَقُود * إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُود * وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُود * وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلاَّ أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيد * الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيد * إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيق) [1]سورة البروج :1-10
كما جاءت في السنة عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث طويل ومفصل عن أصحاب الأخدود و الغلام والملك وهم من ملوك حمير ويقال نصارى نجران واعتنقوا الدين النصراني وكان هناك ملك يهودي هو ملك نجران، كانوا في اليمن ذلك قبل رسالة سيد الخلق سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربعين سنة، وأيضا يقال عنهم بعد ولادة سيدنا عيسى عليه السلام.
أتي إليهم بجيش من حمير لإجبارهم على ترك دينهم وخيرهم بين القتل والهلاك وبين الرجوع وترك دينهم ولكن هم أختاروا القتل والصبر على هذا الامتحان العظيم، حيث شقت لهم الأخاديد، حيث ألتهمت فيهم النيران وقتلوا وماتوا واحترقوا، وأخذ الملك وحاشيته ينظرون إليهم
قال تعالى (قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ) ويقال أن أصحاب الأخدود ليس هم الذين قتلوا وحرقوا إنما هم الذين شقوا الأخدود وحفروا، وبالتالي لعنوا أصحاب الأخدود بسبب ذلك الحفر والشق وإشعال النار في المؤمنين
الغلام والراهب
كان يوجد ملك من الملوك وكان عنده ساحر مقرب وعندما تقدم العمر بهذا الساحر فقال إلى الملك ابعث إلى فتى أعلمه السحر، فأرسل له الملك فتى كي يعلمه السحر، وكان دائم الذهاب إلى الساحر بصفة مستمرة ويومية
وفى أحد الأيام وهو ذاهب الى الساحر قابل في طريقه راهب واستمع الى كلامه واقتنع به بل أعجب به، وكان الساحر يضربه لتأخره عنه، فشكي الغلام إلى الراهب عن ضرب الساحر له عند تأخره، فقال له الراهب إذا سألك الساحر عن سبب التأخير أخبره بأن حبسني أهلي، وأخبر أهلك بان حبسني الساحر.
وفي أحد الأيام رأى دابة وكانت هذه الدابة تقطع على الناس طريقهم، فقال الغلام إلى نفسه سوف أعرف الأن هل الساحر أم الراهب أفضل عند الله عز وجل وقال
“اللهم إن كان الراهب أفضل عندك من الساحر فاقتل هذه الدابة العظيمة بحجري” فأخذ حجرا وقتل بها الدابة، وأدرك حينها أن أمر الراهب أفضل من الساحر عند الله عز وجل، ثم ذهب إلى الراهب فأخبره عما حدث، فبشره الراهب أن له شأن عظيم وسوف يبتلى، أثناء حياته وطلب منه أن لا يخبر أحد عنه في هذا الابتلاء.
الغلام وجليس الملك
بلغ الغلام شأن عظيم وأخذ يشفي الناس من الأمراض وذلك بأذن الله تعالى، وكان هذا الأمر يساعده على نشر الدعوة إلى دين الله عز وجل، وكان يشترط على أهل البلاء والأسقام أن يدخلوا في عبادة الله وحده لا شريك له، والإيمان بالله، حتى يدعوا الله يشفيهم من هذه الأمراض
ولم يبقى في هذه القرية أحد إلا وشافاه الله وعافاه ودخل في الدين والتوحيد بالله، حيث سمع أحد جلساء الملك بهذا وكان يعاني من مرض ما، ذهب إليه وأتي إلى الغلام وأعطاه هدايا كبيرة وعظيمة ، وذلك من أجل أن يشفيه من المرض
فقال له الغلام إني لا أشفي أحد من المرض إنما هو الله الذي يشفى، وطلب منه أن يؤمن بالله، فدخل في الإسلام، حيث أسلم جليس الملك وأخذ الغلام يدعو إلى الله عز وجل حتى يشفيه من مرضه، فشفي من المرض ولاحظ الملك شفاء جليسه، ثم سأله عن سبب شفائه، فقال له لقد شافني الله فغضب الملك وأمر بتعذيبه حتى دل على الغلام
الغلام والملك
دل جليس الملك على هذا الغلام فأخذ يعذبه حتى دل على الراهب فعذبه حتى يرجع عن دينه فأبي، ثم أتى بالمنشار وقسمه إلى نصفين فمات.
وأتي بجليس الملك حتى يرجع عن دينه فأبي ثم أتى بالمنشار وقسمه إلى نصفين فمات، ثم أتي بالغلام وقال له ارجع عن دينك فأبي، فأمر الملك أتباعه أن يأخذوا الغلام إلى ذروة الجبل حتى يجبروا الغلام علي الرجوع عن دينه وإلا يرموه من فوق الجبل فدعا الغلام ربه
فقال الغلام “اللهم اكفنيهم بما شئت”، فكفاه الله شرهم ثم رجع إلى الملك فعلم الملك أن الغلام قد نجى، ليأمر الملك أتباعه أن يأخذوا الغلام إلى سفينة ويلقونه في عرض البحر، فدعا الغلام ربه وهو فوق السفينة أن يكفيه شرهم فنجاه الله عز وجل فاستجاب الله إلى دعاء الغلام، وغرقت السفينة بما عليها ونجى الغلام من الغرق، ثم عاد إلى الملك
بعد أن خرج الغلام سالما من السفينة ورجع إلى الملك وأوضح له انه لن يقتله إلا بطريقة واحدة وهى الصلب على الجزع وأن يأخذ سهما من الغلام فيرميه به ، وجمع الناس حوله وقال وهو يأخذ بالسهم “باسم الله رب الغلام” وفعل الملك ما قاله الغلام ثم بعد ذلك رمى السهم في صدر الغلام وعندما تأكد الملك من موت الغلام صاح الناس من حوله وقالوا “آمنا برب الغلام”.
أصحاب الأخدود والملك
عندما رأى الناس جميعا ما حصل للغلام وآمنوا برب العالمين، اغتاظ الملك وأمر بحفر الأخاديد وأمر الملك أن يلقوا كل ما من آمن بالله عز وجل في الاخدود وأشعال النيران فيهم ، وذلك بسبب عدم رجوع الناس أو أصحاب الأخدود عن دينهم، وخير الملك أصحاب الأخدود أما أن يلقيهم في النيران أو الرجوع عن الدين الإسلامي، فأختاروا النيران.
وجاءت قصة المرأة الصابرة حينما أرادت الرجوع عن الدين الإسلامي خوفا علي نفسها ورضيعها من العذاب إلا أن حدثها طفلها الرضيع وحثها على المثابرة والصبر والتمسك بالدين الإسلامي دين الحق
فقال لها الرضيع “اصبري يا أماه فإنك على الحق”
المصادر والمراجع والتعريفات
↑1 | سورة البروج :1-10 |
---|