معلومات عن حيوان الثعلب

عن الثّعلب نبذة قصيرة

تنتمي الثّعالب لفصيلة الكلبيات، التي تندرج تحت رتبة اللواحم، وتحت طائفة الثّدييات التي تندرج بدورها تحت شعبة الحبليات، التي تنتمي إلى المملكة الحيوانية  من ناحية الشكل فتشبه الثّعالب الكلاب كثيفة الذّيل ذات الحجم الصغير إلى المتوسط،

ويعتبر  نظام الثّعالب الغذائي متنوع للغاية، كما أنّها اجتماعيّة ومرنة جداً لذلك فهي تتمكّن من العيش في مجموعة واسعة من الموائل في كل من أمريكا الشّماليّة، وأوروبا، وآسيا، وشمال أفريقيا.

أنواع الثّعلب

تنقسم الثعالب إلى عدّة أجناس وأنواع، إلا أن أشهرها هو جنس الثّعلبيات الذي يضم 12 نوعاً من الثّعالب الحقيقيّة، ونذكر بعضاً منها:

– الثّعلب القطبي: ، ويعيش الثّعلب القطبي أو الثّعلب الثّلجي في منطقة القطب الشّمالي في نصف الكرة الشّمالي، ويكون لون فرائه شتاءاً أبيض اللون، أما في الصّيف فيصبح رمادي بني.

– الثّعلب الأحمر: ويُعدُّ أكثر أنواع اللواحم انتشاراً، وأكبر عضو في جنس الثّعلبيات، ويتميّز بقدرتّه على التّكيّف سريعاً مع بيئته؛ إذ يتمكّن من العيش في مجموعة واسعة من الموائل بما فيها التّندرا، والصّحاري، والغابات، وفي مراكز المدن، كما يتواجد في جميع أنحاء نصف الكرة الشّمالي

– الثّعلب البنغالي: ويعيش فقط في شبه القارة الهنديّة لذلك يُطلق عليه اسم الثّعلب الهندي أيضاً، وينتشر على نطّاق واسع من سفوح جبال الهملايا إلى جنوب الهند، حيث يُفضّل العيش في الأراضي العشبيّة المفتوحة، والغابات الشّائكة أو الشّجريّة شبه الجافة

– ثعلب روبيل  : ويمكن العثور عليه في الصّحاري الرّملية أو الصّخرية، وفي المناطق التي تكثُر فيها الأشجار المنخفضة، بالإضافة إلى السّهوب التي تنتشر في أجزاء من الشّرق الأوسط، وجنوب غرب آسيا، وشمال أفريقيا، 

– الثّعلب السّريع:     ويفضّل الثّعلب السّريع العيش في المروج التي تنتشر فيها الأعشاب القصيرة إلى متوسطة الطّول

– ثعلب التّبت :   ويعيش في أوكار محفورة، أو جحور تحت الصّخور أو في شقوق بين أكوام الصّخور في كل من هضبة التّبت في الهند، والصّين، وتفضّل العيش في المناطق الصّخريّة أو المشجرة المرتفعة، والسّهول التي لا يزيد ارتفاعها عن 5,300 متراً، كما يمكن العثور عليها في المنحدرات الجرداء، ومجاري المياه،  

– الثّعلب الأفغاني  : ويعيش بشكلٍ عام في المناطق الجبليّة، وقد كان الاعتقاد السّائد أنّه يعيش فقط في جنوب غرب آسيا إلى أن تم اكتشاف وجوده عام 1981م في فلسطين، وبعد ذلك في المناطق الجبليّة القاحلة لشبه الجزيرة العربيّة، وفي كل من الأردن، ومصر، وعُمان، والسّعودية، والإمارات العربيّة المتحدة

– الثّعلب الشّاحب:   وينتشر في منطقة السّاحل شبه القاحلة في أفريقيا، ويسكن عادةً المناطق الرّمليّة والصخّرية الصّحراوية، وشبه الصّحراوية، ويمتد وجوده جنوباً إلى السّافانا الغينية الرّطبة، كما يمكن العثور عليه بالقرب من الأماكن المأهولة بالسكان والحقول المزروعة، حيث يمكنه الحصول على الطّعام بسهولة، وبالرغم من اتساع نطاق وجوده، إلا أنّ الثّعالب الشّاحبة من الأنواع النّادرة،  

– ثعلب الفنك:   وهو أصغر أنواع الكلبيات، ويعيش في شمال أفريقيا وآسيا، كما يمتد نطاقها من المغرب إلى مصر، وشمال النّيجر، وفلسطين، والكويت، وتعيش عادةً في مناطق الكثبان الرّمليّة، إلا أنّها تتمكّن من العيش في المناطق ذات التّربة المتراصة أيضاَ 

أهمية الثّعالب

للثعالب أهمية كبيرة في النّظم البيئيّة التي تعيش فيها، فهي تساعد على حماية المزارع من الآفات لأنّها تتغذى على الحشرات وتمنع زيادة أعدادها أكثر من اللازم

 كما أنّها تساعد على نشر بذور النّباتات التي تتغذى عليها في أماكن متنوعة،  بالإضافة لاستفادة البشر من فراء الثّعالب الذي يُعدُّ أفضل أنواع الفراء بعد فراء المنك الأمريكي.

الأماكن التي يعيش فيها الثّعلب

تعيش الثّعالب عادةً ضمن مجموعات عائليّة في مناطق خاصة بها، وتُفضّل الغابات، إلا أنّها تعيش أيضاً في الجبال، والأراضي العشبيّة، والصّحاري، وتنشط الثّعالب ليلاً وفي فترتيّ الفجر والغسق، حيث تقضي معظم وقتها في الجحور أو الأوكار الباردة التي تحفرها في الأرض، وهي عبارة عن أنفاق تحتوي على غرف متعددة تستخدمها الثّعالب للنوم، وتخزين الطّعام، وتربية الجراء، وتحتوي الجحور عادةَ  على العديد من المخارج لتتمكّن الثّعالب من الفرار إذا تعرض الجحر لهجوم الحيوانات المفترسة.

حجم الثعالب

تُعدُّ الثّعالب من الثّدييات صغيرة الحجم، حيث يتراوح وزنها ما بين 680غ إلى 11كغ، وقد يصل طول جسم بعض أنواع الثّعالب من الرّأس حتى الخاصرة إلى 86سم،

بينما يتراوح طول الذّيل ما بين 30-56سم، إلا أن طول جسم أصغر أنواع الثّعالب الحية وهو ثعلب الفنك (الحصيني) 23سم فقط، ويزن ما بين 1-1.5كغ.

الحواس عند الثعالب

– حاسة البصر : تحتوي عيون الثّعلب على حدقات ذات شق عمودي، لذلك فهو يتمكّن من إغلاق العين بإحكام أكبر من العيون ذات الحدقة المستديرة، مما يساعده في تنظيم كمية الضّوء التي تدخل العين بدقة، إذ يمكن أن يرى بوضوح حتى بوجود إضاءة ساطعة، كما تُمكنه من تحديد الحركة الأفقيّة للفريسة بدقة، الأمر الذي يُمكّن الثّعلب من الصّيد بكفاءة،

– حاسة السمع : تَستخدم الثّعالب حاسة السّمع في العديد من الجوانب، من أهمها الصّيد، والإحساس بوجود خطر محتمل، كما أنها تتواصل فيما بينها عبر المسافات القصيرة والطّويلة من خلال الصوت، إذ تتمكّن الثّعالب من تحريك صيوان  لكل أُذن بمقدار 150 درجة بشكلِ مستقل عن الآخر، فيدور الصّيوان الأيمن باتجاه عقارب السّاعة، وصيوان الأذن الأيسر عكس اتجاه عقارب السّاعة؛ الأمر الذي يساعد على التقاط الأصوات من الجانبين ومن الخلف، كما أنّ المسافة التي تفصل بين الأذنين كبيرة مما يعني أنّ الصّوت سيتم التقاطه من الأُذن القريبة من مصدر الصّوت قبل الأُذن الأُخرى بفترة بسيطة جداً، إلا أنّ الّثعلب يتمكّن بفضل هذا الفارق البسيط من تحديد مصدر الصّوت

– حاستيّ الشّم والتّذوق : الملاحظات الميدانيّة تدل على أنّ الثّعالب تتمتّع بحاسة شم حادة، تُمكنّها من اكتشاف وجود جيفة مدفونة عميقاً تحت سطح الأرض أو مغطاة بالثّلوج العميقة ، كما أنها تستخدم الرّوائح للتواصل فيما بينها، ولتمييز الأفراد عن بعضها، وتمييز حدود المنطقة الإقليميّة لكل مجموعة من الثّعالب.

– حاسة اللمس :  تتمكّن الثّعالب من الإحساس باللمس بفضّل شعر متخصص يُعرف بالشّارب يوجد على الخطم وحول مفصل الرّسغ للأرجل الأماميّة، ويرتبط الشّعر الذي يصل طوله إلى 11سم بخلايا عصبيّة خاصة تتميّز بحساسيتها الشّديدة للمس، كما أنّ الفرو الذي يُغطي بطانة أقدام الثّعلب يكون حساساً للّمس مما يساعد الثّعالب على الحركة بسهولة على الأسياج الرفيعة، والصّخور، وفروع الاشجار،  

طريقة التّواصل فيما  بينها

تتواصل الثّعالب فيما بينها بعدّة طرق، ومنها:

– لغة الجسد: تتواصل الثّعالب عن طريق اتخاذ وضعيّة جسم معينة، واستخدام العديد من تعبيرات الوجه المختلفة، على سبيل المثال تُحيي الثّعالب بعضها عن طريق هز الذّيل، وقد تُظهر وضعيّة جسم عدوانيّة تجاه الثّعالب الغريبة التي تتطفّل على منطقتها الإقليميّة، وغالباً ما تبدأ المعارك بين الثعالب في موسم التّكاثر، وفي موسم الانتقال حيث تنتقل الثّعالب إلى أماكن جديدة لتستقر فيها

– الأصوات: الثّعالب حيوانات صامتة في غالب الوقت، ومع ذلك فهي تتواصل في ما بينها ومع غيرها من الحيوانات باستخدام مجموعة من الأصوات المختلفة مثل النّباح، والدّمدمة، والأنين، والعواء، ومثال على ذلك نباح الجراء لمناداة الأم، ونداءات الإنذار، والنّباح والصّياح الذي يُصدره الثّعلب لنداء الثّعالب الأخرى، أو لنداء أفراد الجنس الآخر في موسم التّزاوج، وبالرّغم من أنّ الثّعالب تُصدر هذه الأصوات طوال العام، إلا أنّ قلة عدد النّباتات خلال فصل الشّتاء تساعد على وصول الصّوت لمسافات طويلة فيتمكن البشر من سماعها.

– الرّوائح: تَستخدم الثّعالب الرّوائح لتحديد مناطقها الإقليميّة الخاصة، ومن هذه الرّوائح:

  – رائحة البول والبراز الذي تنثُره الثّعالب في مناطق واضحة لتتمكن من العثور على بعضها البعض بسهولة.

  – روائح الغُدد المختلفة التي توجد على الذّيل، والوجه، ووسائد الأقدام، والشّرج؛ ولإبراز الرّائحة تفرك الثّعالب أجسامها بالأشياء التي تحيط بها.

  – رائحة اللعاب الذي تُعلِّم الثعالب به الأشياء الواقعة ضمن منطقتها الإقليميّة مثل النّباتات.

على ماذا يتغذى الثّعالب

الثّعالب حيوانات قارتة أي أنّها تتغذى على النّباتات واللحوم، فهي قادرة على التهام أي نوع من الطّعام يمكنها الحصول عليه

 ويعتمد النّظام الغذائي للثعالب خلال الرّبيع والصّيف والخريف على الفاكهة والتّوت والمكسرات، وفي فصل الشّتاء نظراً لقلة أعداد النّباتات المتاحة تبدأ الثّعالب بافتراس الحيوانات الأُخرى بما فيها الثّدييات، والطّيور الصّغيرة، والحشرات مثل الجراد، والصّراصير، والخنافس

 وعند الضّرورة يمكن أن تتغذى الثّعالب على الجيف، أو أن تحفر القمامة بحثاً عن أي شيء يمكن أكله، في حين تتغذى الثّعالب التي تعيش بالقرب من المحيطات على الأسماك والسلطعونات، وبشكلٍ عام تستطيع الثّعالب تناول كميات كبيرة من الطّعام يومياً بالنسبة لحجمها، كما أنها تدفن ما يفيض عن حاجتها تحت الأوراق والثّلج لتعود إليه في وقت لاحق.

تصطاد الثّعالب منفردة عن طريق مطاردة الفريسة بهدوء، حيث يقوم الثّعلب بدوريات مستمرة بحثاً عن الغذاء ضمن حدود منطقته، ويستخدم البول لتحديد المنطقة التي أنهى البحث فيها، وذلك لأنّ الثّعالب تصطاد ضمن مناطق واسعة، حيث تتراوح مساحة منطقة الثّعلب الواحد ما بين 1.6-8كم2، كما يحتفظ الثّعلب بالعديد من الأوكاروالجحور المنتشرة هنا وهناك لاستخدامها كمأوى، ولتخزين الطّعام الذي يفيض عن حاجته.

دورة حياة الثّعلب

يمتد عمر الثّعالب التي تعيش في البريّة ليصل إلى 8 سنوات، إلا أنّ الثّعالب التي تعيش على أطراف المناطق الحضريّة تكون أكثر عُرضة للموت دهساً من السّيارات، لذلك لا يتجاوز متوسط عمرها ما بين 18-24 شهراً، وتُعدُّ حوادث الدّهس السّبب الرّئيسي لموت الثّعالب، وبعد موت الثّعلب يمكن أن ينتقل ثعلب آخر ويحتل منطقته الخاصة.

تكاثر الثّعلب

تلد أنثى الثّعلب عادةً في شهر آذار أو نيسان بعد فترة حمل تمتد 52 يوماً تقريباً، حيث تلد عادةً أربعة أو خمسة جراء في البطن الواحد، وقد يصل العدد إلى ستة جراء  

وقد كان الاعتقاد السّائد أنّ جميع الثّعالب أحاديّة الزّواج أي أنّها تقضي حياتها مع شريك واحد، وذلك لأنّ الذكر والأنثى يُشاهدان معاً في موسم التّزاوج، كما أن الذكر يزوّد الأنثى والجراء بما تحتاجه من غذاء خلال الفترة التي تلي ولادة الجراء، إلا أنّ هناك دراسات أُخرى تُظهر أنّ إناث وذكور الثّعالب يمكن أن تتزاوج مع أكثر من شريك،

تَمكُّن العلماء من فحص الحمض النّووي لمجموعة من الجراء والثّعالب البالغة من عدّة مجموعات تعيش في مدينة برستل الإنجليزيّة، تبيّن أنّ سلوك التّزاوج عند الثّعالب معقّد نوعاً ما، حيث تتمكّن الذّكور المهيمنة في المجموعة من التّزاوج مع إناث من مجموعتها ومن خارج مجموعتها، بينما تتزاوج الذّكور الأقل مرتبة مع إناث المجموعات الأُخرى ولا يمكنها أن تتزاوج مع الأنثى المهيمنة ضمن المجموعة التي تنتمي إليها

صغير الثّعلب

يكون صغير الثّعلب أو الهِجْرِسُ كما يُعرف باللغة العربية عند الولادة أعمى وأصم، وله أنف قصير وأذنان صغيرتان ومرنتان، ويحتاج إلى البقاء بقرب الأم خلال 2-3 الأسابيع الأولى من عمره ليستمد الدّفئ منها، لذلك يتولى الأب تزويد الأم بالغذاء في هذه الفترة، في حين تبقى الجراء داخل الجحر خلال الشّهر الأول من عمرها ثم تبدأ بالخروج

في هذا العمر يكتسب فراؤها لون بني داكن مع وجود مسحة من اللون الأحمر على الوجه، ويزداد طول الخطم، كما تنتصب الأذنان ويزداد طولهما، وبعد مرور أربعة إلى ستة أسابيع أُخرى تكتسب الجراء ملامح الثّعالب البالغة ولون الفراء الخاص بهم.

تُرضع الأم الجراء أربعة أسابيع ثم تبدأ مرحلة الفطام التّدريجي إلى أن تبلغ الجراء أسبوعها السّادس أو السّابع من العمر بالرّغم من أن بعض الجراء قد تحتاج لفترة أطول، وخلال فترة الفطام التّدريجي تبدأ الجراء بتناول الدّيدان، والحشرات، ولحوم الفرائس التي يجلبها والداهما مثل الأرانب، والطّيور، بالإضافة لحليب الأم.

أثر وجود الثّعلب في المناطق الحضرية

يؤدي وجود الثّعالب في المناطق الحضريّة إلى مضايقات عدّة للبشر فهي تهاجم الحيوانات الأليفة مثل الماشية، والأرانب، وخنازير غينيا، والدّواجن، والطّيور، بالإضافة للحيوانات البريّة المحليّة ومنها الثّدييات، والّطيور والزّواحف، والطّيور التي تعتاد على تناول طعامها من أيدي البشر حيث تُصبح أقل حذراً مما يجعلها هدفاً سهلاً للثعالب ، من النّادر أن تُهاجم الثّعالب البشر، ومع ذلك فهي قد تلجأ لعض البشر أو القطط، أو الكلاب إذا شعرت أنّها محاصرة،

معلومات عن حيوان الثعلب

اقرأ في الموقع