ما هو خسوف القمر؟

خسوف القمر هو ظاهرة فلكية تحدث عندما يحجب ظل الأرض ضوء الشمس المنعكس على القمر في الأوضاع العادية. وتحدث هذه الظاهرة عندما تكون الشمس والأرض والقمر في حالة اقتران كوكبي كامل (فيكون خسوفا كليا) أو تقريبي (فيكون خسوفا جزئيا).

  وبالرغم من دوران القمر حول الأرض كلّ شهر إلا أنه لا يُسبب ظاهرة الخسوف شهريًّا لأنه يسير بمسار مائل مقارنةً بمدار الأرض حول الشمس .

كيف يحدث خسوف القمر؟

إن ضوء القمر الساطع على الأرض ما هو إلا انعكاس لضوء أشعة الشمس على سطح القمر، ويتغيّر شكل القمر خلال الشهر لأنه يمر بمدار حول الأرض والأرض تدور حول الشمس، وخلال خسوف القمر تقف الأرض بين الشمس والقمر مما يحجب هذا الضوء الساقط على القمر، ولأن الميل المداري للقمر ثابتًا نسبةً للنجوم فهو يتغيّر نسبةً للشمس ويكون بموضع غير مائل مرّتين في العام ليمرّ عبر ظل الأرض، وعندما يمر القمر في الجزء المركزي من ظل الأرض فإنه يُظلم ويُصبح انعكاسه أحمرَ خافتًا بسبب أشعة الشمس التي تنتشر في الغلاف الجوي، وإذا شوهد الخسوف عن سطح القمر فإن الشمس تظهر كأنها تغرب كاملةً خلف الأرض، مما يعني أن الخسوف يمنح سكّان الأرض لمحةً عابرةً لرؤية ظلّ كوكبهم

ويُعدّ خسوف القمر نعمةً علميةً للمركبات الفضائية المدارية مثل مركبة الاستطلاع القمرية التابعة لوكالة ناسا، والتي تُراقب كيف يستجيب القمر للتغير السريع في درجات الحرارة الناتجة عن الخسوف فهذه البيانات تُساعد العلماء على فهم تركيبة سطح القمر وخصائصه فهمًا أفضل

أنواع الخسوف

لخسوف القمر ثلاثة أنواع

1- خسوف كلي  ويحدث عندما يدخل القمر كله منطقة ظل الأرض. وفي هذه الحالة ينخسف كامل قرص القمر، مما يؤدي إلى فقدان الرؤية نهائياً في أوقات منتصف الليل .

2- خسوف جزئي  ويحدث عندما يدخل جزء من القمر منطقة ظل الأرض، وفي هذه الحالة ينخسف جزء من قرص القمر، ويبدو ظل الأرض على وجه القمر.

3- خسوف شبه الظل  ويحدث عندما يدخل القمر منطقة شبه الظل فقط، وفي هذه الحالة يصبح ضوء القمر باهتاً من دون أن ينخسف.

ومنطقة شبه الظل هي المنطقة التي ينحجب فيها جزء من ضوء الشمس عن القمر أي أن المراقب للشمس من على سطح القمر يراها منكسفة جزئياً. ولا يصنف هذا النوع على أنه خسوف شرعي.

 .

ما هي مدة خسوف القمر؟

يُسمّى الوقت الذي يقضيه القمر في الظلام بإجمالي طول الخسوف، لذا فإنهم يتحدثون عن المرحلة الوسطى من الحدث الكلّي، ولا يُحتسب الوقت على جانبي القمر عندما يمرّ بمراحل شبه جُزئية أو خسوف جُزئي، ويتراوح الطول الإجمالي من 20-100 دقيقة،

تتفاوت أطوال الخسوف تبعًا لنوع الخسوف وجزء الظل الذي يمرّ به القمر وقد يدوم الخسوف الطويل لعدّة ساعات من بدايته وحتى نهايته، ويُشاهَد الخسوف من منطقة الحدث وتكون الرؤية واحدة للأشخاص المتواجدين في المنطقة نفسها، ويُرى بالعين المُجرّدة.

الخسوف في الإسلام

للكسوف والخسوف أهمية دينية في المعتقد الإسلامي حيث تؤدى صلاة الكسوف أو صلاة الخسوف، عند كسوف الشمس أو خسوف القمر.

بعض الحقائق  والأرقام الخاصّة بخسوف القمر

حدث أطول خسوف للقمر في 16 يوليو عام 2000 وكانت مدّته 106 دقيقة و25 ثانية، وقد كان مرئيًّا في االمحيط الهادئ وشرق آسيا وأستراليا، وسببه أن الأرض عندما تكون في أوج مدارها أي في أبعد نقطة عن الشمس يكون ظلّها أكبر مما هو عليه عندما تكون أقرب للشمس مما يعني خسوفًا أطول.

عندما يجتاح ظلّ الأرض القمر تنخفض حرارته انخفاضًا مُفاجئًا وقويًّا مما يُحدث صدمةً حراريةً تُسبب انهيار الصخور القمرية وانطلاق الغازات من القمر، فالشمس تغرب عادةً على القمر ببطء ويكون انخفاض الحرارة تدريجيًّا، أما في الخسوف فتهبط الحرارة بسرعة خلال 10-30 دقيقة.

كشفت صور الأشعة الحمراء للقمر عدّة نقاط ساخنة ومناطق كبيرة على السطح كانت دافئة أكثر من مُحيطها، وتُشير إلى أن بعض الحُفر البارزة لديها نمط إطلاق حراري ناتج عن الحرارة الشمسية المُخزّنة بدلًا من حرارة القمر الداخلية، ولم تُفسّر لغاية الآن سبب حدوثها عندما يكون القمر مُظلمًا تمامًا.

أنقذ الخسوف كولومبوس وذلك عندما أبحر باصطحاب عالم الفلك الألماني العظيم يوهانس مولر للعالم الجديد، وفي رحلته الثالثة والأخيرة في مايو عام 1502م علق كولومبوس في جزيرة جامايكا وواجه مشكلات مع سُكان الجزيرة، وكان قد توقّع حدوث خسوف كُلّي بعد وقت قصير في 29 فبراير عام 1504م وهددهم بإخفاء القمر، وعندما بدأ الخسوف شعر السكان بالخوف وقرروا مُساعدته ثم قرر إرجاع القمر لهم لمعرفته بوقت انتهاء الخسوف.

– يستمر الخسوف من ساعة إلى ثلاث ساعات وعندما يكون القمر في الظلام تؤثر سحب الشمس والقمر على المد والجزر في الوقت ذاته، فالسحب تُنقص المدّ والجزر عندما تكون الشمس والقمر في زوايا قائمة لبعضهما من الأرض، ولأن الخسوف القمري يحدث عند اكتمال القمر فإن المد والجزر يكون أعلى خلال هذا الوقت.

– أُجريت دراسة على قرد في قسم الإنثروبولوجيا في جامعة بنسلفانيا عام 2010م أظهرت حدوث تغير واضح في نشاطه خلال الخسوف ويعود السبب في ذلك إلى اختلاف مُستويات الضوء.

معلومات عن خسوف القمر

اقرأ في الموقع