أبرز رواد القصة القصيرة من الغرب

القصة القصيرة

القصّة القصيرة من الفنون الأدبية النثريّة التي تحتلُّ مكانًا مهمًّا بين النّصوص الأدبية المختلفة، وقد ظهرت في الغرب ثمّ تأثر بها العرب، بعد اطّلاعهم على نماذج من القصص الغربية، ولذلك ظهرت القصة القصيرة عند العرب في مطلع القرن العشرين

وتتصف القصة في بداياتها بأنّها كانت بسيطة وتقليديّة، وربما طويلة نسبيًّا عند الرواد إلّا أنّها تطورت وأصبحت تعبيرًا فنيًا جديدًا مكثفًا عن أحاسيس ومشاعر البسطاء وآمالهم، وحاول الكتّاب أن يعبروا فيها عن واقعهم، وما يدور حولهم من أمور متعدّدة، ثمّ تطورت فنيات القصة القصيرة، واستخدموا عناصرها المتعدّدة من الشخصيات، والزمان، والمكان، والعقدة، والحل

بالإضافة إلى أن الكتّاب استخدموا التقنيات السردية ومنها الحوار الداخلي ، والتذكّر، وتيّار الوعي وغيرها، ممّا أدى إلى تطوير القصة القصيرة بمستوى يختلف عن بداياتها التقليدية، وهذا أتاح لها التجدّد الدائم، والقدرة على استيعاب شتى ألوان التشكيل الفنيّ.

أهم رواد القصة القصيرة من الغرب

إدغار ألن بوإدغار ألن بو

وُلِدَ إدغار آلان بو 1809 في بوسطن، في الولايات المتحدة الأمريكية، بدأ الكتابة في السنة الثالثة عشرة من عمره؛ إذ كان يكتب الشعر في ذلك الوقت، ولكنه واجه من يثبطه عن كتابة الشعر مثل: مدير المدرسة وقريبه جون آلان، الذي فضَّل أن يتبع عائلته في مجال تجارتهم. ولأن بو كان يُفضل كتابة الشعر عن جني الأرباح كان يؤلف بعض القصائد وهو يعمل في التجارة

بل إنه كتب بعض قصائده على ظهر بعض الأوراق التجارية، كتب بو القصة القصيرة ويعد من روادها في أمريكا، ومن أبرز قصصه: جريمتا شارع مورج وتعد هذه القصة أوَّلَ قصةٍ في أدبِ القصصِ البوليسيِّة الحَديث  وكذلك له قصة بعنوان: أنت من فعلها

وقد تُوُفِّيَ فَقِيرًا مَدِينًا عَنْ عمر الأَرْبعِينَ عامًا في عامِ ١٨٤٩، وبعْدَ عامَيْنِ مِن وَفاةِ زَوْجتِهِ الَّتي أحَبَّها حبًّا شديدًا وشعر بالألم لعَدمُ قدرته على الوَفاءِ بنَفَقاتِ عِلاجِها

جي دي موباسان

هو كاتب فرنسيّ يكتب القصة القصيرة والرواية أيضًا، وتميّز أسلوبه الأدبيّ بالواقعية، والبساطة؛ وذلك لأنّ معظم قصصه كانت تتحدث عن الحرب الفرنسية، فهي تصف مآسي المدنيين ومعاناتهم في وقتها، وقد ترجمت إبداعاته إلى لغات كثيرة

ومن الأهمّ القصص لموياسان في رأي النقاد هي قصة الحلية، ورأى النقاد الذين درسوا القصة في العالم أنها النموذج الكامل للقصة القصيرة ذات النهاية المفاجئة، التي تتوفر فيها العناصر الأساسية للقصة القصيرة من الشخوص، والمكان والزمان، والمسوغات المنطقية للأحداث، والنهاية، كما تتوفر فيها عناصر أخرى مثل: التشويق، والمصادفة المعقولة، والتصوير الدرامي، والتدرج لبلوغ النهاية، توفّي موباسان عام 1893.

أنطوان تشيخوف

وُلد أنطون تشيخوف في عام 1860 في روسيا، له العديد من القصص منها، “سيدة مع الكلب” و”الراهب الأسود” و”النورس” و”العم فانيا”، ويعد من أفضل الكتّاب في القصة القصيرة ، ومن كبار الأدباء الروس، وكتب أيضًا في المسرح

وقد كان لمسرحياته تأثير عظيم على المسرح العالمي في القرن العشرين، بالإضافة إلى عمله بوصفه طبيبًا. وقد استطاع من خلال كتاباته أن يركز على عمق الطبيعة البشرية والأهمية الخفية للأحداث اليومية العادية، وكان يمزج فيما كتب بمهارة بين الكوميديا والتراجيديا. وقد لاقت قصته “السهوب” نجاحًا كبيرًا، ونال عنها جائزة بوشكين عام 1888، وأظهر تشيخوف في معظم أعماله الأولى تأثرًا بالروائيين الروس الأوائل مثل: تولستوي ودستويفسكي

دستويفسكي

هو روائيّ وكاتب قصص قصيرة وصحفيّ وفيلسوف روسي، وهو واحدٌ من أشهر الكُتاب والمؤلفين حول العالم، بدأ بالكتابة في العشرينات من عُمره، كتب رواية بعنوان: المساكين 1846، ويعد من الكتّاب العالميين الذين اهتمّوا بالنفس الإنسانية والقضايا الفلسفية، ويعد أحد مؤسّسي المذهب الوجودي، فقد كانت روايته القصيرة “الإنسان الصرصار” أولى الأعمال في هذا التيّار.

عمل دوستوفسكي صحفيًّا ومحررًا لبعض المجلات، وكان ينشر مقالاته فيها، ومن المهم الإشارة إلى أنه اشتهر برواياته ومن أهمها رواية “الجريمة والعقاب”، وكتب إلى جانب الروايات القصةَ القصيرة، ومن مجموعاته: السيد بروخارشين 1846، قصة في تسع رسائل 1847، زوج غيور 1848.

جابرييل جارثيا ماركيز

ولِدَ ماركيز في عام 1927 في كولومبيا، وقد نشأ في بيت العائلة مع أجداده يستمع منهم إلى الحكايات العائلية الشيقة ،وقد أثَّر ذلك في كتاباته ثم أصبح صحفيًّا في نهاية المطاف، ويبدو أن الاستماع إلى الحكايات العائلية أثر في شخصيته مما جعل منه كاتبًا يمزج بين الواقع والخيال في كتاباته

وكتب القصة القصيرة إلى جانب الرواية ومن أشهر روايته: “مئة عام من العزلة” التي كانت تشكل نموذجًا أدبيًّا في الواقعية السحرية التي تعد من أنواع الواقعيات الأدبية إلى جانب الواقعية التقليدية، والاشتراكية، وغيرها

وله عدد كبير من القصص القصيرة والحكايات منها: الإذعان الثالث 1947،حواء في هرتها 1947،الضلع الآخر للموت 1948،مرارة ثلاثة سائرين أثناء النوم1949،حوار المرآة 1949،عينا الكلب الأزرق1950 وغيرها. توفي ماركيز في عام 2014

أبرز رواد القصة القصيرة من الغرب
  • تم النشر في:

    نحو اللغة والأدب

  • آخر تعديل:
  • قم بنسخ الرابط المختصر أدناه من زر النسخ لمشاركته:

    https://gnram.com/?p=18460

اقرأ في الموقع